الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


مخاطر عرض صور المتهمين بالفضائيات

رياض هاني بهار

2024 / 4 / 11
المجتمع المدني


المشهد الإعلامي في العراق يشكّل مساحة خصبة لعشرات المؤسسات الإعلامية لأجل تتبع هذه الأخبار بالنقل والتحليل وكثير من وسائل الإعلام العراقية تبحث عن السبق والإثارة، مبتعده عن رسالتها إلاعلامية الهادفه في نشر الوعي الأمني والوقاية من الجريمة والانحراف، إن نشر أخبار الجرائم يهدف بشكل أساسي إلى وقاية المجتمع من أخطار الجريمة وتحذير الأفراد من الوقع فيها بما يشكل وعيًا يقي جميع عناصر المجتمع منها، وحيث إن النشر غير المسئول وغير المهني لأخبار الجرائم والتحقيقات قد يسبب أضرارًا بالغة للفرد والمجتمع فيضر بسمعة الفرد إذا خالف المعايير المهنية ويؤدي إلى نشر الاضطراب والقلق في المجتمع وقد يؤدي إلى احتمال محاكاة وتكرار السلوك الإجرامي والتشجيع عليه، كما انه أسلوب متبع في الانظمه الشمولية بعرض صور المتهمين لاخافة المجتمع ولتغيير مسار العدالة
مع كل قضية تلوح في الأفق، تضج وسائل التواصل الاجتماعي بالحديث عنها، وتبدأ الوسومات “الهاشتاقات” بالتفاعل والعبارات، والفتاوى القانونية فيها، بل يقوم بعضهم بنشر صور المتهمين ومعلومات شخصية عنهم، أو يُطالبون بنشر الصور، ناسين أنهم لا يزالون “مُتهمين” وليسوا “مُدانين”، شاهدنا كثير من المظاهر المنافيه لاخلاقيات النشر كالحوارات الغير هادفه مع المتهمين اثناء عرضهم بالفضائيات اوتدخل مقدمي البرنامج باسئلة انفعاليه وغير مدروسة ، او تدخل الاعلاميين وقيادة لسير العمل باجراءات (بكشف الدلاله) بدل القائم بالتحقيق وهذه السلوكيات مخالفه للقوانيين واخلاقيات نشر الجريمة ،
علينا كرجال قانون ان نلتزم دائما بقيمة البراءة المفترضة للمتهم حتى يثبت إدانته (المتهم بريء حتى تثبت إدانته بحكم قضائي)، كما يجب عدم نشر صور أو أسماء المشتبه بهم أو المتهمين طالما لم تتم إدانتهم بحكم قضائي، وعند وجود ضرورة مهنية أو مجتمعية تقتضي النشرأو البث، فيجب أن يتم إخفاء الأسماء ،يجب تمييز بين المشتبه بهم (الذين تم القبض عليهم)، والمتهمين (الذين يمثلون أمام المحكمة)، والمدانين (الذين صدرت بحقهم أحكام قطعية بالإدانة) ،كما من المحرمات نشر أسماء أو صور الأطفال والأحداث في حالة ارتكابهم عملا مخالف للقانون . يجب أن يكون النشر متوازنًا بين الحق في المعرفة والحفاظ على كرامة المجرم والضحية وعائلتيهما.
الخلاصة
في الختام يجب على وسائل الإعلام اتباع مبادئ الأخلاق والمهنية عند نشر صور المجرمين والضحايا للحفاظ على التوازن بين الحق في المعرفة واحترام الكرامة الإنسانية، يجب تجنب التشهير غير المبرر بالمجرم والضحية ، وفي ظل عدم وجود تشريعات تنظم هذه الموضوع اصبح من الضروري وضع سياسة واضحه تتضمن الإرشادات المهنية والأخلاقية للتعامل مع نشر صور المجرمين والضحايا في وسائل الإعلام من قبل نقابة الصحفيين ومديرية علاقات وزارة الداخلية ومجلس القضاء الاعلى لمعالجة هذه الفوضى








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. السلطات التونسية تنقل المهاجرين إلى خارج العاصمة.. وأزمة متو


.. ضجة في المغرب بعد اختطاف وتعذيب 150 مغربيا في تايلاند | #منص




.. آثار تعذيب الاحتلال على جسد أسير محرر في غزة


.. تراجع الاحتجاجات في عدد من الجامعات الأميركية.. واعتقال أكثر




.. كم بلغ عدد الموقوفين في شبكة الإتجار بالبشر وهل من امتداداتٍ