الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


حقيقة الإله الخالق الغائبة وغباء العوام

عزالدين مبارك

2024 / 4 / 11
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


في غياب الدليل الموضوعي والعلمي عن وجود إله خالق وعلاقته بالكون المنظور تبقى نظرية أزلية المادة وتطورها بما تحمله داخليا من طاقة وقوى كهرومغناطيسية وذرية وجاذبية تتفاعل لتخلق ذاتيا الجزيئات والعناصر والنجوم والكواكب والمجرات والثقوب السوداء وكذلك الحياة البيولوجية على الأرض.فالإنسان الواعي تحت ضغط الخوف والجهل والحاجة لمنح معنى لوجوده وتفسير الظواهر الطبيعية المحيطة به اختلق من عقله البدائي أن هناك وراء كل مظهر من مظاهر الطبيعة قوة خفية تتحكم فيها مثل القمر والشمس والريح والفيضان والبحر والزلازل فأقام لها المعابد وقدم لها القربان لتجنب غضبها وطلب ودها وحمايتها فكان بذلك عصر تعدد الآلهة,ولتهافت هذه الفكرة البدائية مع تقدم وعي الإنسان جاء عصر توحيد كل الآلهة المتفرقة في إله واحد جامع مغيب في السماء يحمل صفات الإنسان فله يد يبني بها السماء ويمسكها حتى لا تسقط على رؤوسنا أليس هو الرؤوف الرحيم وعين يبصر بها فيراقب أفعال الناس حتى ما يحدث في بيوت نومهم وأذن يسمع بها دبيب النمل وقد يمكر فيقتل ويحرق البشر لعدم علمهم به بسعير النار ويمنح رغد العيش والنعيم لمن يشهد زورا أنه الحق ويمسح ذنوب المجرمين مقابل الإعتراف بوجوده والسجود له وزيارة بيته وتقبيل الحجر ويرزق من يشاء حتى الكسالى والمتقاعسين ويترك الفقراء والمساكين والمحتاجين على أبواب المساجد والجوامع يتوسلون الفتات من الأغنياء والمرفهين والشيوخ والفقهاء الذين حباهم الإله بنعمه بدون حساب في الدنيا وبشرهم بالجنة الموعودة في الآخرة .فالتوحيد الذي ابتدعه اليهود من أجل حماية وجودهم من التلاشي والتيه النهائي بصنع إله خاص بهم يحميهم وينقذهم من المصير المجهول لقلة عددهم وتكالب عليهم الامبراطوريات المحيطة بهم.ثم حل التوحيد النصراني المسيحي ثم التوحيد الإسلامي كمشاريع سياسية للتوسع بحثا عن السلطة والأرض والثروة تحت غطاء ديني مقدس للتحايل على العوام بتخدير عقولهم وغسل أدمغتهم للحصول عل طاعتهم ببيعهم وهم الجنة حتى ينخرطون في مشاريعهم ويضحون بمالهم وأروحهم وقد كانوا من المغفلين فقد ذهبوا ضحية الحروب والفتن والصراعات الوهمية ونسيهم حتى التاريخ ليغتم وينعم االأسياد والسلاطين والملوك برغد العيش ورفاهة القصور وعسل النساء والسبايا.فالمسألة الدينية انطلقت بريئة وعاطفية ومتحررة ومتعددة تماشيا مع البدائية الإنسانية وبساطة الوعي ثم تطورت في فترة متأخرة إلى التوحيد في أشكال مختلفة وهو توحيد شكلي في حضور إختلاف الطقوس والعبادات والشرائع للوصول إلى الهيمنة المناطقية والنفوذ السياسي والإستحواذ على الثروة باستعمال القوة والبطش وتحقيق حلم الامبراطورية باستعمال الدافع الديني لتقوية العصبية ومستوى التضحية والإقدام كشاحن ذاتي قوي وفعال. وهذا الدافع الديني استعملته مخابرات الدول المتنفذة في العالم حديثا مثلما وقع قبل 1400 سنة بالضبط لتحقيق أهدافها وتوسيع نفوذها من خلال تجنيد جيوش خفية يقع غسل أدمغتها لتوجيهها إلى بلدان محددة لتفتيتها وتهديمها من الداخل ظنا منهم أنهم يدافعون عن الدين وسيجدون الجنة جزاء أفعالهم الإجرامية وهم في الحقيقة يعملون نتيجة جهلهم وغبائهم لصالح مخابرات دول متنفذة تتاجر بدمائهم وبأرواحهم فيذهبون للمحرقة غير واعين فيكون مصيرهم الموت والضياع والتلاشي بدون فائدة وينعم أسيادهم برغد العيش ويدرس أبناؤهم في أرقى الجامعات الغربية.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي