الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الشخصية المحمدية...في سطور 5.

فارس الكيخوه
(Fares Al Kehwa)

2024 / 4 / 13
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


** لولا سقم هذه الطريقة التي سلكها المحدثون في تمحيص الأحاديث ولولا نقص مقياسهم لما كنا نرى اليوم في كتبهم ما نراه من الروايات المضطربة والأحاديث المختلفة التي يصعب عليك كل الصعوبة أن تستخلص منها الحقيقة.
** إذا أردت البحث في الرواة عن تأريخ ولادة النبي فرجعت فيها إلى كتب القوم فإنك ترى العجب العجاب.فهل هذا اختلاف في الرواية أم اضطراب ؟ وكذلك في تأريخ وفاة أبيه عبد الله.
*" أننا نريد أن نعرف محمد كما هو،وقد تقدم أن القرآن أصح ما بلغنا عنه فيجب أن نعتمد عليه في معرفة محمد أكثر من غيره،أما كتب الحديث والسير فلا يجوز الاعتماد عليها إلا بعد أن نضعها في غربال منسوج من المعقول ومن القرآن فنغربلها فما سقط منها تركناه،وما بقي اخذناه.
** عداوة محمد لليهود،وعداوة اليهود لمحمد إنما نشأت وتكونت يوم العقبة،لذلك نرى محمداً بعد الهجرة أفنى يهود المدينة قتلا وإجلاء،وهذا ليس إلا نتيجة ضرورية حاصلة من اتحاد أعداء اليهود وهم الأوس والخزرج واجتماعهم على محمد.
** السؤال" هل كانوا اليهود يجدون ذلك النبي مذكورا عندهم في التوراة" ؟كلا،لأن اليهود إنما كانوا يقولون هذا القول تخويفا و تهديدا لأعدائهم،ولانه من البعيد أن يسمح اليهود لأحد أن يكون نبيا وهو ليس من بني إسرائيل..
** كان محمد واسع الخيال قوي جدا،وكان تفكيره وخياله فرسي رهان يجري أحدهما مع الآخر،فإذا تفكر في أمر تخيله وتصوره وأخذ يصوره للعيان حتى يكون كأنه كان يراه بعينه ويسمعه بإذنه ويلمسه بيده.ان محمد كان يحسم خياله فيعامله معاملة الحقيقة ويبني عليه ما يبني على الحقيقة…وأعظم دليل على سعة خياله وقوته ما جاء في القرآن وفي الأحاديث النبوية من وصف الجنة والجهنم…
** الرواية التي تتعلق بمحمد قبل النبوة مظلمة جدا،اذا تأخذ بيد الباحث فتدخل به ظلاما دامسا إلى حيث لا يدري كيف يسير وإلى أين يمضي وماذا يلاقي،فهو لا يحس إلا بخشونة الريب إذا مد يده لامسا،ولا يسمع إلا زمجرة الشكوك إذا مد عنقه مصغيا.فمحمد لم يكن قبل النبوة إلا واحداً من قومه وعشيرته فلا يهم الناس أمره ولا يعنيهم نقل أخباره ولا التحدث بها.ومن ذا الذي يعلم إن أباه عبد الله بن عبد المطلب سيولد له من آمنة بنت وهب إبن يقيم الناس ويقعدهم حتى يهتم بعبد الله فيعرف كيف خطب آمنة وكيف دخل بها،وماذا أصدقها.أننا نجد الروايات التي تتعلق بحياته قبل النبوة أشد اضطرابا وأكثر اختلافا وأوسع ابتعادا عن المعقول،وما ذلك إلا لأن الناس لم يهتموا بها ولم يبحثوا عنها إلا بعد وفاة محمد بزمن طويل…
انظر الى الروايات التي جاءت في عام ولادته مثلاً،فانك تجد فيها اختلافا بالغا إلى أحد عشر قولا،وكذلك الروايات في يوم ولادته وفي مكان ولادته وفي مدة حمله وفي وفاة والده…ثم انك تجد الروايات خلوا من الإسناد في الغالب.احاديث واقاويل ملفقة وخرافة.
** محمد كان قبل النبوة خامل الذكرغير مشهور ولا معروف عند قبائل العرب،لأن الاشتهار بزمانه لا يكون إلا بأحد أمور ثلاثة،إما بالجودة والكرم كاشتهار حاتم الطائي،وأما في البطولة كاشتهار عنترة بن شداد،واما بقول الشعر واجادته كاشتهار أصحاب المعلقات ،وليس لمحمد شئ من ذلك حتى يشتهر بها ويعرف بين الناس..
** إذا أنعمنا النظر في أعراضها التي هي الرعدة،وشبه الإغماء،وتربد الوجه،واحمرار العينيين،والغطيط ،وتحدر العرق من الجبين في البرد الشديد،وثقل الجسم بحيث لم تستطيع الناقة أن تحمله،وصيرورته كهيئة السكران،وحصول دوي عند وجهه كدوي النحل،علمنا أنها ليست إلا حالة المصروع لأن هذه الأعراض ليست إلا من أعراض الصرع….
** أما سبب تغيب جبريل عند إلقاء خديجة الخمار،فيجب أن نفتش عنه في أعصاب محمد لا في كشف رأسها.
** لا شك أن محمداً قد تأثر بزيد بن عمرو الذي كان يعيب كل ما ذبح لغير الله ،ولكن الفرق أن محمد لم يقف عند ذلك بل جاوزه..كتاثيره بخالد بن سنان العبسي،الذي قال محمد لأصحابه عنه "أنه نبي ضيعه قومه".
** الفضل في حصول الاعتقاد بالنبوة يرجع إلى خديجة،فانها هي التي ثبتته وازالت خوفه،وجعلته يوقن أن الذي يراه هو ملك وليس بشيطان.وكانت هي السبب في نجاح دعوته…

تابعوني والمزيد من الشخصية المحمدية للأديب والشاعر معروف الرصافي..

تحياتي..








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي