الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الذكاء الإصطناعي ومستقبل المعجم الإنساني والأخلاقي

جاكلين سلام
كاتبة صحفية، شاعرة، مترجمة سورية-كندية

(Jacqueline Salam)

2024 / 4 / 14
الادب والفن


أفكار ملونة..مستقبل كتب العشق والمدنية الجديدة

كي تكتب ما يؤثر على الآخر ويشد انتباهه يجب أن تولي اهتماما لمشاعرك قبل الكتابة وأثناء وعند تنقيح الكتابة. الشعور فعل إنساني بالدرجة الأولى وهو ما يميز البشر عن باقي الكائنات وهو ما يدلل على إبداع ينتجه البشر وليس الآلة التي تقلد. هذا يقتضي الصدق وعدم الخوف من رفع عتبة المحرمات المشرقية.
الذكاء الاصطناعي لن يحل لك إشكالية ما يجب تدوينه انطلاقا من فكرك وشعورك ورسالتك الخاصة عبر مشروعط الفني والإبداعي في أي حقل من حقول العمل والعلاقات والتسويق.
الذكاء التكنولوجي لا يبدع فكرا وأدباً بل يكرر ما قاله الآخرون بصيغة أو بأخرى . نعم، سوف يتقدم علمياً ويخترع حلولا للمشاكل التكنولوجية والتقنيات و بلا رادع اخلاقي أو إنساني للآلات وللذين يصبحون عبيداً للآلة بعد أن كانوا سادتها.
كنتُ أتكلم مع امرأة شابة تدرس علمياً الذكاء الاصطناعي والبزنس في الغرب فقالت: إنها مصابة بالصدمة والتخوف كلما اكتشفت أكاديميا إلى أين قد يتجه بنا هذا العالم التكنولوجي من الناحية الأخلاقية والإنسانية.

*
الترويج لعبقرية الآلة التكنولوجية والروبوت الذكي، مرحلة خطرة نحو تجريد الإنسان من خصوصيته الوحيدة المفارقة لكل الأجناس الحية في الطبيعة وهي: الوعي والشعور والخصوصية الفردية الابداعية.
ماذا يبقى للإنسانية حين يكتب الكمبيوتر الذكي بدلا عنك وعني؟!
حدث هذا العام 2024، أن دعيت للترجمة لطالبة ووالدها الناطق بالعربية. كانت إدارة المدرسة تتهمها باستخدام الذكاء الاصطناعي في كتابة(الوطيفة) البحث المطلوب لعبور الامتحانات. ووفق مقارنات لمراحل تحضير البحث في المرحلة الثانوية، تبين لهم أن الطالبة تغش وتم تنبيهها.
الطالبة لم تكن بحاجة لمساعدتي في الترجمة، ولكن الأب كان في حاجة لفهم ماذا حدث في المدرسة، من خلال صوت حيادي-المترجمة- وليس فقط لصوت الطالبة التي تدعي التظلم أمام أسرتها والآخرين، بسبب التفرقة العنصرية ضدها وضد البنات من قوميتها العربية الإسلامية.
هل دخلنا العصر التطبيقي لحيونة الإنسان والآلة، ولن أقول حينونة الإنسان وأنسنة الآلة!
كي تعرف عدوك، يجب أن تعرف لغته. وفي هذه الحالة يجب علينا أن نعرف لغة هذه الآلة ولكن قدراتنا، البشرية كأفراد، محدودة فيما نحن نركض من أجل لقمة العيش، ونقتر من أن نصبح عبيد وضحايا الأنظمة الرأسمالية والايدولوجيات المتناحرة.
*
ما مستقبل القيم الإنسانية؟
هل سيستعير الذكاء الاصطناعي عاطفتي وعقلانيتي ليعيد كتابتي بطريقة أخرى، أم ستقرض مفردات من شاكلة: التعاطف البشري، الذكاء العاطفي والاجتماعي التي بحث فيها الدكتور الباحث في العلوم الاجتماعية والنفسية" ديفيد غولمان"؟ على سبيل المثال. وكانت كتبه تدرس في المنهاج الجامعي الكندي، فهل ستحل أدبيات الذكاء الاصطناعي، محل كل شيء آخر؟
هل سيتوقف العالم عن قراءة أدبيان خليل جبران والرومي وبوذا و...؟
أعتقد، ستتغير فلسفة الأجيال القادمة فيما يخص القاموسي اللغوي اليومي الذي يتعلق بالعلاقات بين الأفراد والمؤسسات والدول ليصبح كل شيء خاضع لمنطق الآلة والمادة.
طبعا، هناك شريحة كبيرة دخلت هذا المنطق وتعيشه ولكن ما يزال بعضنا على الحافة يحلم.
ثانيا، جيل مستخدمي الكمبيوت الذكي سيلغي أخلاقيات وقيم ما قبله من أجيال لم تستخدم التكنولوجيا. هذا الجهاز الذي بين أيدينا لا يعرف تاريخ أجدادنا الشفاهي ولا حكايات النساء الصامتات ولا العمال المقهورين الخائفين من التسول مستقبلاً إذا أخذ (الروبوت) مكانهم في أشغالهم وأقيلوا عن العمل.
ماذا سيحل بالمنطقة العربية بعد الذكاء الاصطناعي وهي أمة ما تزال تتسوق الثياب والعطور والسيارات الفاخرة والكمبيوتر والسلاح الحربي من العالم -الآخر الغربي الذي يصنع الشيفرة ويحللها ويتحكم بالشوق عبرها!

نيسان 2024








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. عام على رحيل مصطفى درويش.. آخر ما قاله الفنان الراحل


.. أفلام رسوم متحركة للأطفال بمخيمات النزوح في قطاع غزة




.. أبطال السرب يشاهدون الفيلم مع أسرهم بعد طرحه فى السينمات


.. تفاعلكم | أغاني وحوار مع الفنانة كنزة مرسلي




.. مرضي الخَمعلي: سباقات الهجن تدعم السياحة الثقافية سواء بشكل