الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


في الدين والقيم والإنسان.. (37) / أذ. بنعيسى احسينات - المغرب

بنعيسى احسينات

2024 / 4 / 15
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


في الدين والقيم والإنسان.. (37)
(تجميع لنصوصي "الفيسبوكية" القصيرة جدا، من دون ترتيب أو تصنيف، التي تم نشرها سابقا، أود تقاسمها مع القراء الكرام لموقع الحوار المتمدن الكبير المتميز).

أذ. بنعيسى احسينات – المغرب


الإمام البخاري أصلا، هو جامع وناقل للأحاديث الموجودة في عصره. حاول أن ينقحها من الشوائب، فلم يتمكن إلا من 1% من أصل 600 ألف حديث.

كان الناس في عصر البخاري، بعد قرنين من موت رسول الله (ص)، كانوا يحفظون الأحاديث، ويروونها غالبا عن الأموات. فكيف نتأكد من صدقهم؟

لقد تم نقل الأحاديث عن النبي وعن الصحابة والتابعين، لحوالي قرنين من الزمن. لكن كيف يمكن الحفاظ على سلامتها وصحتها في هذه المدة؟

بعد وفاة الرسول (ص)، بدأ لوبي المصالح الخاصة يتحرك. كان ضحاياه اغتيالا، الخلفاء الراشدين. بعد ذلك، بدأ غزو، بحثا عن غنائم وسبايا..

إن الفتوحات الإسلامية الحق، لا تتم بواسطة جيوش، بل عن طريق بعثات دينية إنسانية، قصد نشر الإسلام الحنيف، وتعليم الناس أمور دينهم.

مع الغزو الأموي لشمال إفريقيا مثلا، اتضحت لهفة حكام المسلمين وعمالهم، على جلب الغنائم والعبيد والسبايا. لا على نشر الإسلام ودينه.

لقد استغل أهل الحديث والوحي الثاني المسافة الزمنية مع موت محمد (ص)، وتوظيف علم الأنساب لتحديد السند. هكذا تم فرضه من غير نقاش.

لقد قام أهل الحديث، بنفس ما قام به أصحاب الإنجيل: فقالوا هم أيضا: قال الرسول، وقال الله، لأن قول الرسول مقدس؛ " لا ينطق عن الهوى".

لماذا كان وراء جمْع الحديث، وتأليفه وإخراجه إلى الناس، أناس غير عرب؟ يظهر أن الفكرة في الأصل، جاءت من خارج الإسلام، لهجرة القرآن.

لقد كان مشايخ الإسلام، ضحايا نظام التعليم الديني القديم، في العالم العربي الإسلامي. فتوارثوا الأخطاء واستمروا في إنتاجه باستمرار.

تحتاج الأمة العربية الإسلامية اليوم، لتصحيح مسار دينها، إلى تغيير نظام التعليم الديني فيها، ليصبح نظاما عصريا منفتحا على العالم.

إذا ما استمر نظام التعليم الديني على ما هو عليه، وتحكم العقل التراثي في كل شيء، فاعلم أن مستقبل الإسلام مهدد، ومعرض للاختراق.

ما يهدد مستقبل الإسلام في الأمة العربية الإسلامية، هو التعصب الديني المبني على الجهل وتقليد السلف، وأدلتجة وتسييس غاياته ومراميه.

لا يمكن اختزال تخلف الأمة العربية الإسلامية في هيمنة الدين على الحياة العامة، بل هناك أسباب أخرى؛ سياسية واقتصادية واجتماعية.

الجميع يتجنب الأسباب الحقيقية للتخلف ويتم تعليقها بالدين. فمنهم من يقول: هو سبب التخلف. ومنهم من يقول: السبب هو التخلي عن الدين.

إن الأمة التي لا تقرأ وإذا قرأت لا تفهم، بل تسمع وتتبع وتقول: سمعنا وأطعنا فقط، لا تتخذ موقفا حرا، إزاء أفكار وقضايا تهم وجودها.

قضايا الدين في العالم العربي الإسلامي، ليس من اختصاص العامة والمتخصصين في المجالات الأخرى. إنها من اختصاص واحتكار مشايخه.

لا حق لأحد أن يناقش مشايخ الإسلام، سواء من العامة أو الخاصة. لأن ما يقولونه مقدس ومعصوم من الأخطاء، ما دام له علاقة بالله ورسوله !!

إن الدين يؤدي إلى العلم، والعلم هو الآخر يؤدي إلى الدين. فإذا لم يقوما بدورهما، فلا حاجة لنا بهما معا. لأن كليهما ضروريان للحياة.

الدين يحتاج إلى علم، والعلم يحتاج إلى دين. فلا دين بلا علم ولا علم بلا دين. بالعلم نعرف ما خلق الله. وبالدين نُقوم العلم ونًهذبه.

إنكار العلم يقتل الدين ويعزله عن العالم. وإنكار الدين يؤدي إلى طغيان العلم. فبالعلم نفهم الدين، وبالدين يتم توجيه العلم أخلاقيا.

النبي الرسول محمد(ص) والخلفاء الراشدين، لم يدونوا الحديث كما دونوا القرآن في عهدهم. لماذا انتظار قرنين من الزمن، لجمعه وتدوينه؟؟

هل كانت الحاجة ماسة وضرورية، لجمع وتدوين الحديث في العصر العباسي؟ فكيف تم تغليب الحديث كوحي ثاني على حساب تهميش القرآن؟

آفات الدين السياسة. فإذا ما اختلط الدين بالسياسة، فابحث عن الله في الأرض لا في السماء. هكذا ينتقل الدين من القداسة إلى الممكن.

إن أدلجة الدين وتسييسه، لتبرير سلطة الحكام والشخصيات الاعتبارية، جعل رجال الدين ينزلون الله من السماء إلى الأرض، وشخصوه في البشر.

إن فقهاء الديانات السماوية الثلاثة، جعلوا لله شريكا في الأرض؛ اليهودية في عُزيْر، والمسيحية في يسوع، والإسلام في البخاري ومسلم.

ما دام الدين موجه للناس، لا غرابة من تحريف أو تشويه قد يصيبه، لأن الإنسان من طبعه يعبر عن الجانب الإلهي فيه، يبحث عن إله في الأرض.

الرسول محمد (ص)، بريء من الحديث. لقد منع الاشتغال به في حياته، واستمر المنع مع الخلفاء الراشدين. فكيف تريدون أن نقتنع به بعد موته؟

إن العصر العباسي كان مهد الدين الإسلامي الموازي. فصله المشايخ على مقاس الدولة ومصالحها. وجعلوا من الحديث الوحي الثاني.

عرف الدين الموازي انتشارا واسعا، منذ العباسيين إلى اليوم. همه تهميش القرآن، والتركيز على الحديث والفقه، ومحاربة العلوم الكونية.

إن المعدلات الدراسية بالثانوي، التي ترفضها الجامعات والمعاهد العلمية، ترحب بها كلية الشريعة والمدارس الدينية. ماذا ننتظر من هؤلاء؟

إن الدراسة في كليات الشريعة ومعاهدها، لا تقدم جديدا يذكر، في مجال الدين ومواكبته للعصر. بل تعتمد على التلقين، ومناهج عتيقة جدا.

تفتقر اليوم، المؤسسات الدينية بالعالم العربي الإسلامي كليا أو جزئيا، إلى إدماج العلوم الإنسانية والدين المقارن في برامجها الحالية.

لا أحد ينكر السنة وهي مرتبطة بالله ورسوله. فسنة الرسول من سنة الله. ما تم نكرانه هو التقول عليه بما لم يقله، واعتبار حديثه وحي ثاني.

تلُف شبهات كثيرة، حول جمع الحديث وتدوينه بعد قرنين، في واقع يعرف هيمنة النقل على العقل، ومحاربة الفكر المتفتح، في جميع تجلياته.

إن اجتهاد الشافعي بالقول: إن الحديث وحي ثاني، ويمكن له أن ينسخ القرآن، قد أدى الأمر إلى هجر القرآن الكريم، على حساب الحديث.

هناك قضايا عولجت في القرآن، لم يعد لها وجود في الواقع. فلماذا لا نجد حلولا علمية لقضايا عالقة، كمراقبة هلال رمضان وتوحيد رؤيته.

من القضايا التي لم يعد لها وجود في الواقع. كحد قطع اليد، وجلد مرتكب الزنا، والرق وملك اليمين والجزية.. لأنها لم تساير الواقع.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. خدمة جناز السيد المسيح من القدس الى لبنان


.. اليهود في ألمانيا ناصروا غزة والإسلاميون أساؤوا لها | #حديث_




.. تستهدف زراعة مليون فدان قمح تعرف على مبادرة أزرع للهيئة ال


.. فوق السلطة 387 – نجوى كرم تدّعي أن المسيح زارها وصوفيون يتوس




.. الميدانية | المقاومة الإسلامية في البحرين تنضمّ إلى جبهات ال