الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


زمن الضجيج: في متاهة الحق والمنفعة

يحيى الصباح

2024 / 4 / 16
المجتمع المدني


في زمننا المعاصر، بات المواطن العربي كأنه محاط بأسوار عالية من الضجيج المعلوماتي، وهو ضجيج مُركب من شظايا متعددة: الشوشرة الإعلامية والافتراضية، والآراء السياسية المتضاربة، والتناقضات التي لا تنتهي، والأخبار المتواترة، والشواهد الكثيرة، والاختلاف في البنى الذهنية والأفكار. كل هذه العناصر تختلط لتولد ضجيجًا يعمل على تشويش وعي المواطن ويغطي على معتقداته ومبادئه الراسخة. يجد المواطن نفسه، من جراء هذا الضجيج، في رحلة بحث دؤوب عن "الحق"، مستعدًا للإيمان بأول حق يطرق بابه. وهذا السعي المحموم وراء الحق يفضي إلى حالة من النسبية المفرطة، حيث يتبدل تصور الحق من فرد لآخر ومن حالة إلى أخرى. ومع تواصل الحوار والجدال، يتضح أن الحق المطلق غائب عن أرض الواقع؛ بل يظهر كخيال أو كمنفعة ذاتية يُستغل لتحقيق مآرب شخصية.

وتكمن المفارقة العجيبة في أنه حين يُجرّد الحق من المنفعة الذاتية، يُرفض غالبًا، أو يُستحدث حق جديد يحمل منفعة بديلة تلائم الاحتياجات الجديدة للأفراد. هذا التحول في نظرة الحق يُبرز أن ما يُعتبر حقًا، في الغالب، ليس إلا صدى للمصالح الذاتية للأفراد أو الجماعات الزاعمة لامتلاكه.

وعليه، يتحتم على المواطن العربي أن يزن المعلومات والآراء التي تُقدم إليه بميزان النقد والوعي، متذكرًا أن الحق لا يعني بالضرورة المنفعة، والعكس صحيح. وبالرجوع إلى أصول الفكر وتنقية الأفكار مما علق بها من شوائب المنتفعين، يتسنى للحق أن يظهر جليًا. إن فصل الحق عن المنفعة يستلزم تنمية مهارات التفكير النقدي والتحليلي، لتمييز الحقائق عن الآراء، ولكشف الدوافع وراء الأفكار المطروحة، سواء كانت تلك الأفكار تنطوي على مصالح ذاتية أو تستند إلى مبادئ أخلاقية صلبة.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مستوطنون يعتدون على مقر وكالة الأونروا في حي الشيخ جراح بالق


.. بعد فض اعتصامهم.. طلاب من جامعة السوربون يتظاهرون أمام مقر ب




.. أميركا.. اعتقال 33 طالبا أثناء فض اعتصام مناهض للحرب في غزة


.. طيران الاحتلال يستهدف منزلا وسط خيام النازحين في مدينة رفح




.. منظمات حقوقية تونسية تو?سس تحالفا ضد التعذيب