الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


البحث عن الهراء داخل عقول بعض المثقفين

فيليب عطية

2006 / 12 / 6
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


عندما يريد شخص ما أن يعرض افكاره فلا حاجة لان يتخذ من السروال ستارا يصب فيه مجموعة من الافكار التي عفي عليها الزمن ،وهو يريد ببساطة ان يهاجم كل الافكار المستنيرة بمعول الشذوذ الجنسي (قديمة) ليفرض افكاره العتيقة ،وما احوجنا لان نقول :لا،،والف لا.وسوف اركز علي نقطتين في غاية الاهمية
اولهما:الدعوي بأن الغرب يختلف عن الشرق حيث يتميز الغرب بالصدق والامانة،كما يتميز مفكروه بدقة البحث والتحري بينما مفكروا الشرق مجموعة من المترجمين الصيع الذين ينقلون افكارا لاتناسب الشرق الحنيف وآراء لامكان لها الا الكنيف ليركز علي موضوع الالوهية ،وهذه بمفردها علي المستوي الفكري استهلكت مجلدات وقرون لكي يحلها الغرب ،اما نحن فالاسلام الحنيف حل تلك القضية بدلائل واضحة جلية علي يد رسوله الكريم
ثانيهما:أن الاسلام ليس به مآزق عقلية ولاهزليات لاهوتية ولا منزلقات تشريعية خلافا للمسيحية التي احتوت علي كل هذه الاضرار مما استدعي ثورة الغرب العارمة علي البابا والكنيسة بل وعلي الله نفسه ،واصدق الدلائل علي هذا ان تاريخ الاسلام يخلو من الالحاد والملحدين ومن الصيع والمشردين
ونسي الباحث ان العالم يحتوي علي ديانات اخري غير الاسلام والمسيحية وكل منها له طريقته الفريدة في تبني الالوهية اونفيها،وكيف يمكن ان ينسي من يسمي "نهرو"الهندوسية او البوذية؟
قال "جوته"الشاعر الالماني العظيم:الشرق شرق،والغرب غرب...في يد الرحمن يلتقيان.لكن الرجل كان يقصد بالطبع اختلاف العادات والتقاليد ،ولم يكن يقصد اختلاف الاجسام والعقول،ولم يكن الغرب حين آمن بالمسيحية خاضعا لنير السياف والجزية ،كما لم يكن الشرق او جزءا منه حين آمن بالاسلام قانعا بوحي الرسالة او عبقرية المرسلين ،فالله من المنظور العقلي والانثروبولوجي ليس قاصرا علي المسيحية والاسلام بل يضرب في عمق التاريخ ،وربما منذ ظهور الانسان علي الارض،ولم تكن فكرة الله نتاجا للتفكير العقلي الذي يربط السبب بالنتيجة بل نتاجا لضرورة عملية لتنظيم المجتمع وربط اعضاءه برباط واحد،وعلي هذا تبدأ فكرة الله حيث تبدأ فكرة الاب المشترك للقرية او القبيلة وتتنوع الصور التي اتخذها هذا الاب بتنوع المجتمعات مابين نبات وجماد وحيوان وطير ،وعلي من يريد الاستزادة ان يرجع الي ابحاث علم الانثروبولوجيا الاجتماعية ،وهو علم بمعني العلم ،ويمكن ان نقول نكاية في الشرق العبقري انه شأنه شأن كل العلوم الحديثة نشأ وترعرع في الغرب ولو كان مفكري الشرق يمتلكون جسارة البحث لعرفنا ماهي اللات والعزي وهبل وغيرها من اسرار قوم رحل يتنقلون ما بين الشام واليمن وان امكن الفرات ومصر ويلتقطون مايمكنهم التقاطه ويعتبرونه من ممتلكاتهم ونتاج عبقريتهم ،حتي الله بالتحليل اللغوي والتحليل الميثولوجي نجده صورة طبق الاصل من يهوه العبري باساطيره وحكاياته وهو بدوره يمكن ان نتلمس اصله في الاساطير السينائية والبابلية ،وباختصار لم يكن الامر بحاجة الي وحي يوحي ليعرفنا بصورة عقلية اوجدتها الشعوب قبل هذا الوحي المنزل بآلاف السنين
وبدلا من ان نقول :الله الواحد الاحد ،هذا هو القول السديد ،وكأننا نناقش فكرة الالوهية مع التعميرة والشيشة لننظر اولا ماذا فعل هذا الواحد الاحد :خلق الارض ثم خلق الشمس والنجوم ،خلق الذكر ثم صنع الانثي ،والادهي انه خلق الحيوانات والطيور ولم نسمع عن خلقه للفيروسات والبكتيريا والطفيليات وهذا السيرك العجيب الذي يتعايش بعضه علي البعض الآخر مما يوحي ان الخالق-ان كان ثمة خالق-مولع بالفكاهة اكثر من ولعه بدقة الصنعة
صحيح أن كل الغاز الطبيعة لم يحل واننا مازلنا نلهث خلف الكثير من المعضلات ولكن من الذي يصدق الآن كل خزعبلات الخلق التوراتي والتي تبناها القرآن بلانقد ولاابرام بل بالكثير من السجع والشعر
الايكفي هذا دليلا علي مدي المأزق العقلي الذي يعانيه الدين عندما يصطدم بالعلم؟
اما القول بان الاسلام برئ من المأزق اللاهوتي الموجود في المسيحية في فكرة الثالوث فهو محض هراء الا اذا اعتبرنا القضية قضية اطفال مدارس يتناقشون حول التثليث والتوحيد بل ويمكن القول من المنطلقات اللاهوتية ان فكرة التثليث اعمق من التوحيد اذا كان التثليث في النهاية يصب في واحد ،ونجد تلك العبقرية الفكرية لا في المسيحية فحسب بل وفي الديانة المصرية القديمة بل وفي الهندوسية
ويزيد الطين بلة القول بأن تاريخ الاسلام يخلو من الالحاد والملحدين ....اذا كانت مصر الفرعونية وجد بها من يجاهر بالالحاد(وانا هنا اقصد الالحاد العقلاني وليس الحاد اولاد الشوارع)فكيف نتصور ان مجتمعات واسعة عريضة كانت مهدا لاعرق الحضارات القديمة تخلو ممن يعبرون عن انفسهم وكيف ننظر للمتنبي والسهرور دي وابي نواس
ونصيحتي لمن يحاول اختلاق الصراعات الوهمية ويحاول اتحافنا بعبقريته بالحديث عن الكم والكيف والالكترون والفوتون ....الخ ان العلم الآن رغم الكثير من المعضلات وصل الي آفاق لانحلم بها وحسم كثيرا من القضايا لاتحتاج الي مراجعات ومزايدات ،فان كنا نريد ان نتحدث بالعلم فلنتحدث بالعلم وان كنا نريد ان نتحدث بالدين فلنفهم اولا ما هو الدين...اما ان نخلط الحابل بالنابل وندعي ان هناك فكرا شرقيا وفكرا غربيا بمعني وجود مخ شرقي ومخ غربي فهذا من المضحكات المبكيات








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مؤسسة حياة كريمة تشارك الأقباط فرحتهم بعيد القيامة في الغربي


.. التحالف الوطني يشارك الأقباط احتفالاتهم بعيد القيامة في كنائ




.. المسيحيون الأرثوذوكس يحيون عيد الفصح وسط احتفالات طغت عليها


.. فتوى تثير الجدل حول استخدام بصمة المتوفى لفتح هاتفه النقال




.. المسيحيون الأرثوذكس يحتفلون بعيد الفصح في غزة