الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


من لم يقرأ علي الوردي ليس عراقيا

وليد عبدالحسين جبر
محامي امام جميع المحاكم العراقية وكاتب في العديد من الصحف والمواقع ومؤلف لعدد من

(Waleed)

2024 / 4 / 20
التربية والتعليم والبحث العلمي


قبل شهور صار تواصل بيني وبين أحد الزملاء المحامين في السعودية وتبين أن هذا الزميل قارئ موسوعي ومهتم بالفكر القانوني والأدبي والتاريخي في العراق ، فسألني ذات مرة إذا كنتُ مطلعاً على مذكرات قاسم محمد الرجب صاحب مكتبة المثنى ، قلت له:
الصراحة لا !
فقال كيف تكون عراقياً ولم تطلع على هذه المذكرات ، سأرسلها لك وسارع بمطالعتها كي تكتمل عراقيتك !
الصراحة إنه أخجلني و بالفعل وصلتني المذكرات نسخة إلكترونية وطالعتها باهتمام ونفذت ما رآه زميلي السعودي المولد العراقي الهوى !
وفي أول جمعة بعد عيد الفطر ذهبتُ مع مجموعة من الأخوة والأصدقاء إلى شارع المتنبي وأثناء تجولنا في مكتبات الشارع سألني صديقي ماذا اقتني اليوم من كتب برأيك ؟
فقلتُ له والله بصراحة أنا متابع لما تقتنيه وتطالعه ووجدتُ عندك نقصاً كبيراً في اقتناء كتب علي الوردي ومطالعتها وعن نفسي أرى بأن من لم يقرأ الوردي ليس عراقيا !
مستعيرا هذا الحكم المجازي من زميلي السعودي لأبين أهمية قراءة الفكر الوردي والانطلاق منه لفهم الواقع الاجتماعي والتاريخي لبلدنا الحبيب.
لذا فإن في مكتبتي من الكتب التي أضعها خلف ظهري ، وكأني أتكئ عليها دائما هي مؤلفات الدكتور علي الوردي التي تغريني بمطالعتها دائما و تستهويني مراجعتها ، و أختتم مقالتي بطريفة يذكرها الوردي عن نفسه وما يعجبك فيه صراحته وقول الحق ولو على نفسه .
حيث يذكر في مقدمة كتابه وعاظ السلاطين الذي يعتبر بحق ثورة على التجهيل الذي يُمارس عبر بعض المنابر والكتابات والمرافئ الفكرية ، حكاية طريفة ومهمة ما زالت تشكل واقعاً عربياً بشكل عام وعراقياً بشكل خاص قال فيها " حدث لي ذات مرة في بدء دخولي الحياة الأمريكية أن حييت فتاة من الفتيات الحسان فردت لي التحية بغمزة من عينها ، وغمزة المرأة في أمريكا لا تعني غير اللطف وحسن المجاملة ، أما أنا فقد فسرتُ تلك الغمزة تفسيراً شرقياً خبيثاً، وبقيت طول يومي أنظر وجهي في المرأة وأضرب أخماساً بأسداس. إن ما نشأت عليه في بيئتي الشرقية المتزمتة من وقار مصطنع، جعلني أحس لدى تلك الغمزة البريئة بهمسة من همسات الشيطان ومن السهل أن يغري الشيطان إنساناً اعتاد على الوقار المصطنع والتزمت الشديد. ويبدو لي أن هذا التزمت الشديد الذي امتازت به حضارتنا، الشرقية هو بقية من بقايا مجدنا الذهبي القديم.."
وهذا ما يسيء تفسيره كثير من العرب والعراقيين لحد الان إذ ما أن تبتسم لهم امرأة ولو من باب المجاملة او الزمالة أو علاقة العمل حتى يظنوا إنها تعشقهم ويبدأ التفكير الشرقي الحاد وهذا ما تسير عليه المجتمعات الشرقية في الجامعات والدوائر والمؤسسات كافة نتيجة الكبت الاجتماعي التي تعانيه والذي خلق منها مجتمعات منافقة تُظهر خلاف ما تبطن .
ختاما إن كتابات الوردي ينبغي ألا تفارق القارئ العراقي لإنها كشوفات مهمة لحياته الاجتماعية وواقعه المعاش وبداية الانطلاق نحو تصحيح مساره وتغييره بما يواكب تطور العصر .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. هل ينتزع الحراك الطلابي عبر العالم -إرادة سياسية- لوقف الحرب


.. دمر المنازل واقتلع ما بطريقه.. فيديو يُظهر إعصارًا هائلًا يض




.. عين بوتين على خاركيف وسومي .. فكيف انهارت الجبهة الشرقية لأو


.. إسرائيل.. تسريبات عن خطة نتنياهو بشأن مستقبل القطاع |#غرفة_ا




.. قطر.. البنتاغون ينقل مسيرات ومقاتلات إلى قاعدة العديد |#غرفة