الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


هكسوس و غزوهم المصر

ديار الهرمزي

2024 / 4 / 20
دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات


الهكسوس كانوا في الواقع جزءًا من العنصر التوراني، وليسوا من القبائل السامية.

إن مصطلح «هكسوس» مشتق من العبارة المصرية HqA(w) xAst وتعني (حكام الأراضي الأجنبية)، وقد تم إستخدامها في نصوص مصرية مثل قائمة ملوك تورين لوصف حكام الأراضي المجاورة لمصر.

يُعتقد أن الهكسوس قد إنطلقوا إلى شمال فلسطين.

فدمروا العموريين حكام جبيل في القرن الثامن عشر قبل الميلاد، ومن ثم دخلوا مصر، فأنهوا المملكة المصرية الوسطى في القرن السابع عشر قبل الميلاد.

ويتصور بعض علماء الآثار الهكسوس على أنهم حشود «أسيوية» غازية.

ويشير مصطلح «أسيوي» في هذا السياق إلى الشعوب الأصلية في أي منطقة واقعة شرق مصر.

وعلى الرغم من ذلك، يفترض آخرون بوجود «إحتلال زاحف»: تسلل تدريجي لهجرة البدو أو شبه البدو الرحالة، الذين بدورهم إما سيطروا ببطء على حكم البلاد، أو وضعوا أنفسهم على رأس الحكومة القائمة بإنقلاب سريع.

فقط لتوضيح المصطلح التوران هي مجموعة متنوعة من الشعوب والثقافات عاشت في آسيا الوسطى والشمالية والقوقاز منهم .. المغول. التورك. شيشان. داغستان. جركس. اونكارن.فنلاند. وغيرهم من الشعوب والمجتمعات الذين هم من اصول التاي اورال.

العنصر التوراني يشير إلى مجموعة من الشعوب التي كانت تعيش في مناطق مثل آسيا الوسطى والقوقاز.

كلمة فرعون تأتي من اللغة المصرية القديمة per-aa أو pr-aa، والتي تعني البيت الكبير أو القصر الكبير.

في العهود القديمة من تاريخ مصر، كانت فرعون تُستخدم للإشارة إلى ملوك مصر، وكانوا يُعتبرون كليمًا للآلهة على الأرض وحكامًا مطلقين.

الهكسوس كانوا في الأصل مجموعة من القبائل التورانية التي عاشت في منطقة آسيا الوسطى وربما جاءت من منطقة القوقاز.

ومن هناك هاجروا إلى منطقة شمال شرق أفريقيا عبر اناظول و بلاد الشام، حيث غزوا مصر القديمة وحكموها لفترة مؤقتة حسب المصادر التاريخية أكثر من قرن.

زمن الهكسوس كان في العصور الوسطى المتأخرة من تاريخ مصر القديمة، تحديدًا من القرن السابع عشر قبل الميلاد إلى القرن السادس عشر قبل الميلاد،

وهو فترة تقريبية تتراوح بين 1630 قبل الميلاد إلى 1523 قبل الميلاد.

الفرعون كان عادة مصرياً، حيث كانت مصر تعتبر مملكة قديمة تطورت على طول نهر النيل.

كانت السلطة الفرعونية مرتبطة بالملوك الذين يُعتبرون كأبناء الآلهة وحكامًا مطلقين على الأرض.

في بعض الفترات من تاريخ مصر القديمة، خاضت مصر حروبًا وتفاعلات مع شعوب أخرى مثل الهكسوس والنوبيين والأشوريين والبابليين، وقد حكمتها بعض الأحيان حكومات أو غزاة غير مصرية.

تصف رواية مانيتون – كما سجلها يوسيفوس – ظهور الهكسوس في مصر على أنه غزو مسلح قام به حشد من البرابرة الأجانب، الذين لم يُلاقوا إلا مقاومة ضعيفة، وأخضعوا البلاد بالقوة العسكرية.

كما سجل أن الهكسوس قاموا بحرق مدن المصريين، وهدموا معابدهم، ودفعوا النساء والأطفال إلى العبودية.

ولقد تم الإدعاء بأن أساليبهم الثورية الجديدة في مجال الحروب قد ضمنت صعود الهكسوس المتدفق إلى المراكز التجارية التي تم إنشائها في الدلتا وطيبة لدعم تجارة البحر الأحمر.

ويصف Herbert Eustis Winlock العتاد العسكري الجديد، مثل القوس المركب، فضلاً عن القوس المُحَسَّن بإعادة الإنحناء، والأهم من ذلك العجلات الحربية التي تجرها الخيول، فضلاً عن تحسين رؤوس السهام، والأنواع المختلفة من السيوف والخناجر، نوع جديد من الدروع، القمصان المُتَرَّسَة، والخوذة المعدنية.

لقد قام في بادئ الأمر العرق الاسيوي من وسط آسيا بإدخال المركبة الحربية إلى الشرق الأوسط.

كما أن الهكسوس أيضاً هم المسئولين عن إدخال الخيل إلى مصر، وكانوا يستقلونها في كل معاركهم.

فلقد لعبت العجلات الحربية منذ وقت مبكر دوراً رئيسياً في الفتوحات التي قام بها الحيثيون في الأناضول، والهندو-إيرانيون في شمال الهند ، والميسينيون في اليونان.

فكما أصبحت العجلات الحربية سلاح الملوك والنبلاء المهم في تلك الفترة، فإنها أصبحت رمزاً للقوة في جميع أنحاء أوراسيا.

فكان يتم رسم الملوك وهم يستقلون المركبة الحربية، وهم يذهبون بها إلى الحروب، وهم يدفنون بداخلها.

الهكسوس وصلوا إلى سيطرتهم على مصر من خلال غزو .

ربما كان الهكسوس شعب مُهجن عرقياً، وإلى حد كبير من أصول سامية والتورانية .

اما الاعتقاد السائد كانوا جزءًا من مجموعة من القبائل أو العناصر التورانية التي هاجرت إلى شمال شرق أفريقيا.

وفي الأساس، استغل الهكسوس الضعف السياسي والعسكري في مصر والصراعات الداخلية بين الفراعنة المصريين لتحقيق توسعهم.

بعد غزوهم وسيطرتهم على مناطق مصرية مهمة مثل الدلتا، أنشأوا سلطنتهم وحكموا مصر لأكثر من ١٠٠ سنة، قبل أن يتمكن المصريون من استعادة السيطرة على بلادهم وطرد الهكسوس في نهاية المطاف.

من المعروف أن الهكسوس أثروا على الحياة الثقافية في مصر خلال فترة حكمهم، وربما شهدت بعض الجوانب التأثيرات اللغوية.

ليس هناك دليل محدد يشير إلى أن الهكسوس فرضوا لغتهم على المصريين.

قد تكون اللغة المصرية القديمة ما زالت اللغة الرئيسية في الحياة اليومية والإدارية، مع وجود بعض العناصر الهكسوسية في بعض الأوساط.

يظهر ذلك من خلال النقوش والنصوص التي تم العثور عليها، والتي توضح التفاعل بين الثقافة المصرية والثقافة الهكسوسية في تلك الفترة.

يعتقد بعض المؤرخين أنه ربما حدث تزاوج بين الهكسوس والمصريين خلال فترة حكمهم لمصر.

وقد ترجم ذلك إلى بعض النقوش والأدلة الأثرية التي تشير إلى وجود علاقات بين السكان المحليين والغزاة الهكسوس.

ومن المحتمل أن تكون هذه العلاقات نابعة من الحاجة إلى التعايش والتفاعل في الحياة اليومية والاجتماعية والاقتصادية في مصر خلال تلك الفترة.

لا توجد أدلة محددة وواضحة تثبت هذا الأمر بشكل قاطع، ولا يزال البحث والتحليل المستمرين جاريين لفهم أفضل لعلاقات الهكسوس مع سكان مصر خلال فترة حكمهم.

مصادر ..

سوريا هو أسم تركي أطلقه الهكسوس التورك والشام لمستعمرتهم في بلاد ايبلا..طارق عنتر

ما الفرق بين الهكسوس والتتار والمغول؟ عصمة الدين هاجر.

Verdens historie/Nils Peter

وصف مصر/تاليف ب. س. جيرار ؛ ترجمة زهير الشايب، منى زهير الشايب/القاهرة: دار الشايب للنشر، 1992.
معالم تاريخ وحضارة مصر الفرعونية/سيد توفيق/القاهرة : دار النهضة العربية، 1990.
تاريخ المشرق/ماسبيرو ؛ ترجمة أحمد زكى/د.ن، 1897.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. تشاد: المرشحون للانتخابات الرئاسية ينشطون آخر تجمعاتهم قبيل


.. رويترز: قطر تدرس مستقبل مكتب حماس في الدوحة




.. هيئة البث الإسرائيلية: تل أبيب لن ترسل وفدها للقاهرة قبل أن


.. حرب غزة.. صفقة حركة حماس وإسرائيل تقترب




.. حرب غزة.. مزيد من الضغوط على حماس عبر قطر | #ملف_اليوم