الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


النخب العربية ودورها التنويري

عزالدين مبارك

2024 / 4 / 21
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


بقلم عزالدين مبارك

الشعوب العربية عقولها مغيبة تماما تحت تأثير مخدر الدين تعيش الحاضر بجسدها فقط لتأكل وتشرب وتنام تحلم بالجنة وعقولها تفكر في العودة للماضي زمن الغزوات والسبي وقطع الرؤوس فكيف تؤثر في الدين وتغيره وهي غارقة في دهاليزه وليس لها عمل غير القيام بالطقوس الجاهلية والدعاء وتكفير وحبس كل من ينتقد الأديان ولو بكلمة بسيطة ولذلك انكفأت النخب على نفسها خوفا من جبروت مجانين التعصب الديني والقوانين الرادعة وقد تم قتل العديد من الذين حاولوا خوض التجربة التنويرية قديما وحديثا مثل أبي العلاء المعري والمعتزلة والراوندي وطه حسين وفرج فودة وغيرهم.ففي أوروبا حيث كان فلاسفة كبار كديكارت وكانط واسبيوزا ونيتشة وفولتار وغيرهم مع وجود طبقة بورجوازية متنورة تحالفت مع المفكرين وساندتهم بالمال للقضاء على الكنيسة والإقطاع وهذا لم يحدث أبدا في عالمنا العربي للسطوة الهائلة للمنظومة الدينية وتحالفها العضوي مع السلط القائمة وضعف مستوى التعليم واقتصاره على العنصر الذكوري فقط .اذهب للشارع واسمع ما يقول الشعب بصغاره وكباره بجهلته ومتعلميه، بسم الله-استغفر الله- الحمد لله-الله الله-سبحان الله- الله أراد- ربي معاك-الله أحب- المكتوب على الجبين تشوفو العين - مقدر ومكتوب- لا مهرب من القدر- أعمل ربي في بالك- زايد الكاتب كاتب- ما تكسرش راسك مكتوبك إيجيك- المقدر كاين- ما تخممش تو يدبرها العالي- إذا كان ربي معاك كل شيء يتحقق -ما شاء الله- هو الرزاق التواب- الخ الخ ثم تجد المدرسين والدارسين يتلقون العلوم بأنواعها فيزياء وكيمياء ورياضيات وبيولوجيا وعلوم الفضاء والذرة في أرقى الجامعات ثم يأتون مطأطئين رؤوسهم أمام شيخ سادسة ابتدائي كل عمله هو حفظ الكتب الدينية والأحاديث وما قاله السلف فيردده عليهم وهم خاشعون طيعون صامتون فلا يجادلوه في ما يقول وهو كلام يناقض تماما الحقائق العلمية التي درسوها ودرسوها بالمنطق والبرهان والحجة فيحدثهم عن السماء وهي بناء مثل سقف البيت معلقة بها النجوم كمصابيح ترجم الشياطين"وَجَعَلْنَا ٱلسَّمَآءَ سَقْفًا مَّحْفُوظًا" و" وَيُمْسِكُ السَّمَاءَ أَن تَقَعَ عَلَى الْأَرْضِ إِلَّا بِإِذْنِهِ ۗ إِنَّ اللَّهَ بِالنَّاسِ لَرَءُوفٌ رَّحِيمٌ " و" اللَّهُ الَّذِي رَفَعَ السَّمَاوَاتِ بِغَيْرِ عَمَدٍ تَرَوْنَهَا ۖ" ولقد زينا السماء الدنيا بمصابيح وجعلناها رجوماً للشياطين" ولم يحتجوا على قوله بأن الأرض منبسطة وهي مركز الكون وقد تعلموا أنها كروية الشكل وهي بالنسبة للكون الفسيح ذرة من غبار ولم يستغربوا من تأكيده أن الشمس تجري لمستقر لها وتغرب في عين حمئة ثم تعود بقدرة قادر لتشرق في الغد وهذا مخالف للحقيقة العلمية التي تفيد بأن الأرض هي التي تجري وتدور حول الشمس التي لا تغيب ولا تختفي أبدا فقط عندما تدور الأرض حول محورها تكون الجهة المقابلة للشمس مضيئة ثم شيئا فشيئا تتحول إلى الجهة المعاكسة المظلمة وهكذا دواليك فالشمس لا تشرق ولا تغرب أبدا على خلاف ما هو موجود في الفكر الديني البدائي المرتبط بزمان معين وعلوم وفكر محدد لا يمكن أن يتجاوز معارف القرون الوسطى وقد جاء العلم الحديث بداية من نظرية كوبارنيك للكون وخاصة لمجموعتنا الشمسية. فالنخب في عالمنا العربي أطباء ومهندسون ومدرسو جامعة ودكاترة في العلوم والفلسفة ينافقون المؤسسة الدينية والسلطة طمعا في المناصب وخوفا من سطوتهم لا يجاهرون بالحقائق العلمية ويهابون نقد الفكر الديني ولا يقومون بدورهم التنويري العقلاني مما ترك المجتمع العربي ساحة مشرعة يعيث فيها الشيوخ وأصحاب الفكر الخرافي القروسطي فسادا حتى ساد الركود والجهل وانتشرت الخرافة في صفوف المتعلمين وأصحاب الشهائد العلمية وأصبح سوق التجارة بالدين مزدهرا ومربحا مقابل انحسار العلم والفكر النقدي التنويري. فالشعب ونخبه الخانعة والمنسحبة في أبراجها العاجية والمتخلية عن دورها الطلائعي العقلاني مازال بعيدا عن عالم الحداثة والتقدم وهو في وحل التخلف متعثر وغارق حتى النخاع.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. خدمة جناز السيد المسيح من القدس الى لبنان


.. اليهود في ألمانيا ناصروا غزة والإسلاميون أساؤوا لها | #حديث_




.. تستهدف زراعة مليون فدان قمح تعرف على مبادرة أزرع للهيئة ال


.. فوق السلطة 387 – نجوى كرم تدّعي أن المسيح زارها وصوفيون يتوس




.. الميدانية | المقاومة الإسلامية في البحرين تنضمّ إلى جبهات ال