الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


في ذكرى الشهيد محمد ڭرينة (45)..

حسن أحراث

2024 / 4 / 23
الشهداء والمضحين من اجل التحرر والاشتراكية


ككل ذكرى (24/04/1979)، نستحضر تضحية الشهيد محمد ڭرينة من أجل قضيتين، قضية الشعب المغربي وقضية الشعب الفلسطيني؛ ونستحضر معه شهداء القضيتين زبيدة خليفة وعادل أجراوي وعبد الرزاق الكاديري. كان الشهيد نشيطا في صفوف الشبيبة الاتحادية قبل أن "يذهب النظام بنورها"..
ونؤكد مرة أخرى ودائما أن أهمية تخليد محطات الاستشهاد تكمن في ربط الماضي بالحاضر وبما يغني الذاكرة المناضلة ويغذيها. لأن النظام القائم والجوقة المتواطئة معه من قوى سياسية وقيادات نقابية وجمعوية تعمل بقوة من أجل طمس السجل المشرق لشعبنا وبالتالي تعميق الهوة بين "الأجيال" وإحداث القطيعة مع الخلفية النضالية "المزعجة"..
فكثير من الشباب اليوم، وحتى بعض المناضلين يجهل محطات خالدة من تاريخ شعبنا، وحتى محطات "الانكسار" (كلنا معنيون بالمزيد من البحث والتنقيب). ويبقى من واجب المناضلين الآن التعريف بها وتسليط الضوء عليها، لما تشكله من دروس وحوافز لمواصلة معركة التغيير الجذري المنشود، الثورة الوطنية الديمقراطية الشعبية، التي سقط في سبيلها العديد من الشهداء. لا نتوخى الغرق في سراديب الماضي أو الاستنجاد به، وهي تُهم مجانية تهدف بخبث الى قتل الذاكرة واستفزاز المشتغلين عليها، لكن في نفس الوقت لا نقبل أن نساهم في تغييب الماضي بإيجابياته وسلبياته. فلكل تجربة نقط قوتها ونقط ضعفها، ومن بين مهامنا النضالية دراسة هذه التجارب، سواء تجارب شعبنا أو تجارب شعوب مضطهدة أخرى.
كما أن الكثير من المناضلين ليس على علم عميق بتجربتي المقاومة المسلحة وجيش التحرير المغربيين أو بتفاصيل الحياة السياسية منذ منتصف الخمسينات من القرن الماضي (على الأقل)، بما في ذلك إجرام النظام القائم والتطاحنات الدموية في صفوف القوى السياسية والنقابية (حزب الاستقلال وحزب الشورى والاستقلال وحزب الاتحاد الوطني للقوات الشعبية ونقابة الاتحاد المغربي للشغل...)، وأيضا أوفاق "إيكس-لي-بان" سيئة الذكر وغيرها من المعاهدات الخيانية...
ونحذر من "قراءة" التاريخ في "خمسة" أيام، لأن الانترنيت اليوم يقتل الإبداع والبحث العميق ويُيسّر ابتلاع المعلومة دون تمحيصها. حقّاً التطور التكنولوجي مُهم ومفيد، لكن في حالة استعماله بذكاء وحسن توظيفه؛ إنه سيف ذو حدين..
إن الشهداء يغذّون "الأحياء"، ويُلزمون المناضلين بتجديد العهد ومواصلة درب النضال والتضحية..
ودرس الشهيد ڭرينة إلى جانب مسؤولية النبش في تجارب شعبنا، يتجلى في ربط فعلنا النضالي من أجل الثورة المغربية بمناصرة الثورة الفلسطينية من منطلق كونها قضية وطنية. إنه درس لن نمل من ترديده على مسامع الجميع، وخاصة المناضلين الشباب.
ومن دروس الشهيد ڭرينة أيضا ارتباطه بالعمال، ممارسةً وليس شعارات فقط، والانغراس في صفوفهم. "كان يقضي العطلة الدراسية في الاشتغال في مختلف معامل أنزا خصوصا معامل تعليب السمك، وذلك من أجل تحمل قسط من مسؤولية توفير الإمكانيات المادية رغم صغر سنه، يشتغل من الصباح إلى وقت متأخر من الليل وذلك مقابل أجر زهيد كما اشتغل حمالا بالميناء وفي معامل الإسمنت" (منقول). إن تجربة الشهيد ڭرينة الى جانب العمال بمعامل أنزا تستحق التحية والتنويه..
لكن، أبَعْدَ كل تلك التضحيات، الرفيق الشهيد ڭرينة، نعيش اليوم انحدار القوى السياسية التي كانت تدعي النضال الى الحضيض، وعلى رأسها حزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية الغارق في الفساد حتى أخمص قدميه؟
أبَعْدَ كل تلك الملاحم "نراقب" عن بعد (Télémilitantisme) الانصياع للامبريالية وتوصيات مؤسساتها المالية والتطبيع مع الكيان الصهيوني الذي أتى على اليابس والأخضر؟
وكيف في ظل التردي الاقتصادي والاجتماعي الذي يخنق أوسع الجماهير الشعبية وعشية فاتح ماي، العيد الأممي للعمال، حيث مسرحيات "الحوار الاجتماعي" لا تنتهي؛ وأمام هذا الزخم والحدة اللذين يتخللا تضاريس الصراع الطبقي، نجد أنفسنا تائهين ومُمزّقين وبعيدين عن المعنيين الحقيقيين بالثورة، أي العمال والفلاحين الفقراء؟
إن خلط الأوراق من خلال "جمع ما لا يجمع"، أي مهادنة النظام ومختلف "الأطياف" السياسية والتستر على فضائح القيادات النقابية والجمعوية ومعانقة القوى الظلامية والشوفينية تنكرا للشهداء ولتضحياتهم، بل وأكثر من ذلك مساهمة مكشوفة في عرقلة مساعي شعبنا ومناضليه نحو التحرر والانعتاق..
إننا نخلد الذكرى 45 لاستشهادك الرفيق ڭرينة وكلنا أمل في رفع التحدي وإسماع صوتك/صوتنا، خدمة لقضيتي شعبينا المغربي والفلسطيني. نحن لا نصنع للشهداء أضرحة، ولا ننتظر "شفاعتهم" أو "بركاتهم"، نحن عكس ذلك تماما؛ إننا نستلهم من تضحياتهم الدروس لنواجه شراسة الواقع بكل عنفوان ونكران ذات، وأيضا لنستشرف المستقبل اعتمادا على طاقة الجماهير الشعبية المحرومة من خيرات بلادها ومن مردود عرق جبينها. وندرك جيدا أن مسؤولية التغيير الجذري قائمة على أكتاف المناضلين الثوريين، قولا وفعلا، نظرية وممارسة، المقتنعين بأن لا ممارسة ثورية دون نظرية ثورية..
لك المجد والخلود الشهيد ڭرينة ولكافة شهداء شعبنا؛
النصر لشعبينا المغربي والفلسطيني...
إضافة لا بد منها: خالص عزائي ومواساتي لعائلة الشهيد ڭرينة في فقدان والده مؤخرا..








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. فرنسا: تزايد أعداد الطلاب المتظاهرين المؤيدين للقضية الفلسطي


.. ا?ستاذ بجامعة سان فرانسيسكو: معظم المتظاهرين في الجامعات الا




.. هل وبخ روبرت دينيرو متظاهرين داعمين لفلسطين؟ • فرانس 24 / FR


.. عبد السلام العسال عضو اللجنة المركزية لحزب النهج الديمقراطي




.. عبد الله اغميمط الكاتب الوطني للجامعة الوطنية للتعليم التوجه