الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الشخصية العراقية في رحاب الجدل الاكاديمي.

مظهر محمد صالح

2024 / 4 / 23
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع


في بوابة حوار الافكار التي تناولت الشخصية العراقية في جذورها الانسانية والأنثروبولوجية والثقافية، تلك الشخصية الفريدة التي تكونت عبر تاثير حضارات سبع سادت في التاريخ البشري في عصوره القديمة، يطالعنا المفكر السياسي الاجتماعي ابراهيم العبادي في عموده الرائع حول مسالة(( الفكر عراقياً )) متسائلاً بالقول : ((…انه في الندوة العلمية التي اقامتها الجمعية العراقية لعلم النفس السياسي في قاعة اكاديمية بغداد للعلوم الانسانية يوم 19/4، تناوب الباحثون على نقد منهج مقاربة الشخصية العراقية في مساراتها السيكولوجية والانثروبولوجية والثقافية…..فلاول مرة يتم نقد النماذج الارشادية التي اعاقت بحسب الباحثين حرية البحث في الوصول إلى نتائج مفتوحة غير مقيدة، ولاول مرة ينقد منهج التعميم المتبني على عينات محدودة، وتنتهي إلى استنتاج عام….)).
ففي هذه الاطلالة الفكرية الرائعة والثمينة والتي فتحت في الوقت نفسه ابواباً للنقاش الثقافي والمعرفي ما يصعب غلقه، فربما اجد ثمة مقتربات في الشخصية العراقية التي تأتلف ( عموديا) بسمات تمثل مشتركات المجتمع الشرقي من حيث (التابوتات ) او القيود وحدود المسموحات المتداولة ، وهي سلوكيات موروثة بالغالب من الدور الذي رسخته الاعراف والعادات والتقاليد الاجتماعية والدينية والقيود المفروضة المتوارثة، كذلك من التراكم التاريخي المستمر لقمع السلطة الشرقية وتجنب بطشها والخوف المتوارث منها عبر ظاهرة الاستبداد الشرقي Oriental Despotism الذي خلفته انماط الانتاج الاسيوي في الماضي وانماط دكتاتوريات الانتاج الاسيوي الريعي rental asiatic mode of production في الازمنة القريبة ، او حتى في ظاهرة فشل التعددية الثقافية و الميل نحو الجماعة مقابل المجتمع .
وكلنا يتذكر ذلك الموروث التاريخي عن مدن القرن التاسع عشر وكيف تتصرف الشخصية العراقية عندما تطرق ابواب البيوت الخارجية، والكيفية التي تستخدم فيها مطرقة الباب ، اذ كانت توضع على أبواب المنازل مطرقتان، واحدة صغيرة، واﻷخــرى كبيرة.
‏فعندما يطرق الباب بالصغيرة، يُفهم أن الذي يطرق الباب امـرأة، فكانت تـذهب سيدة البيت وتفتح الباب.
‏وعندما يطرق بالكبيرة، يُفهم أن على الباب رجــل، فيذهب رجل البيت، ويفتح الباب لاستقبال ضيفه انها تقاليد الشرق التي ظلت فيها الشخصية الذكورية تمتلك الهيمنة، ولاسيما في تميز سعة مطرقة الباب نفسها التي يدل كبرها على الغلبة .
وعلى الرغم من هذا وذاك ، لازالت هناك سمات فرعية (أفقية ) تجسد تلك الشخصية وهي تمثل شطحات او لمسات من المدنية الغربية المعاصرة سواء في الملبس والتقليد او في بعض التصرفات في مسار الحياة العامة وهي ربما مظهرية وليست جوهرية بالغالب ، او تجد خلافها عُقد ومفاهيم قبلية تلف مظاهر البعض في السلوك والتصرفات و تشدهم الى مجتمع القبيلة والتباهي والتفاخر اوالتهديد العصبي بها بالرغم من مدنيتهم .
ولكن في المحصلة تبقى الشخصية العراقية ذات ميول تلفها رياح الشرق في تداول المعتقدات والانصياع الى لوازم حياتية محددة ولاسيما في البناء والتصرف الاسري وتقيداته.
فبالتاكيد نجد ان العائلة السويدية من الطبقة الوسطى على سبيل المثال ، لا تتطابق في تداولها للمفاهيم والمعتقدات والتطبيقات الاجتماعية مع اية عائلة عراقية من الطبقة نفسها باستثناء خيط جامع تشترك به الشخصية اينما كانت وهو الخيط الانساني .

ختاما، لابد من بلوغ ما توصل اليه المفكر ابراهيم العبادي الذي استخلص العبرة من جدل الفكر عراقيا بشان الشخصية ،بقوله:
((..المجادلات ما بين فريقي التعظيم والتبخيس، تعكس هي الاخرى الرؤى أو الوظائف التي يبتغيها كل طرف وتثوي في ثنايا خطابه، فكل فريق يكشف عن رؤيته في مقاربة الشخصية العراقية، بين باحث عن جذور التردي والانحطاط والتكاسل والقدرية والتشاؤم والاحباط والنرجسية وعقلية الضحية، وبين من يقرأ ما يعرف بالنصف المملوء من الكأس، فيرى الثبات والتحمل والصبر والذكاء وقابلية الابداع، كل ذلك مشروط بالبيئة السياسية الملائمة، بالعلاقة المنتجة بين السلطة والمجتمعة، في علاقات الإنتاج السليمة والمحفزات والتعزيزات، في توفر القيادة الكارزمية القادرة على شد المجتمع إلى سردية جديدة، سردية النهوض والاستنارة والتعلم من التجارب والاخطاء، ونقد الذات بطريقة ملائمة لا تكسر الشخصية ولا تزيدها تشاؤما واحباطا في زمن يسود فيه التظلم والشكوى والانكسار واللا إبالية والاهمال والعجز واليأس)).
انتهى








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مفاوضات الهدنة: -حماس تريد التزاما مكتوبا من إسرائيل بوقف لإ


.. أردوغان: كان ممكنا تحسين العلاقة مع إسرائيل لكن نتنياهو اختا




.. سرايا الأشتر.. ذراع إيراني جديد يظهر على الساحة


.. -لتفادي القيود الإماراتية-... أميركا تنقل طائراتها الحربية إ




.. قراءة عسكرية.. القسام تقصف تجمعات للاحتلال الإسرائيلي بالقرب