الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


زيارة رئيس الوزراء العراقي الى واشنطن من زاوية ثقافية

اسماعيل شاكر الرفاعي

2024 / 4 / 24
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني




اهم ما في زيارة السيد رئيس مجلس الوزراء إلى واشنطن : أنه تمكن من إخراج سياسة البلاد الخارجية من نفق مفهوم الولاء والبراء ( اي تحريم التعامل مع غير ايران في مسائل تكنولوجيا الطاقة والأمن والمياه : فظلت البلاد غارقة في الظلام عشرين عاماً ) ...

لقد خطأ محمد شياع السوداني خطوة واسعة في مجال تحرير العقلية الشيعية من سجن مفهوم : الولاء للطائفة والبراء من سواها ، في التعامل في مجال التنمية ، ونقل التكنولوجيا وتبيئتها عراقياً ، فحين تجاوزت تركيا على حصة العراق المائية ( على الضد من الاتفاقيات الدولية ) : استنكفت أو تعالت حكومات المالكي والعبادي والمهدي والكاظمي من الدخول بحوار جدي مع حكومة السلطان اوردگان السنيّة والتوقيع على اتفاقيات تخدم التنمية وتوفير الخدمات للعراقيين ( خوفاً من المعممين الذين سيتهمونهم بموالاة أعداء التشيع ) وظلت علاقاتنا الخارجيه : احادية الجانب يتحكم بها المعممون لصالح إيران التي سرقت حصتنا من مياه اربعين نهراً ، من غير أن ينطق اي من المعممين بكلمة وفاء للعراق ، أو احتجاجا على سياسة إيران. المائية المعادية ...

هل كان السوداني واعيأً لخطورة ما قام به تاريخياً على مستوى الوعي الثقافي العراقي : اذ يمكن ربط الزبارتين بفكرة العالم الواحد الذى لا يستطيع أي جزء منه أن ينفصل ويدير شأنه العام باستقلال تام عن بقية أجزاء العالم . يمكن للدين أن يفعل ذلك في ماضي الحضارات الزراعية ، ولكن لا يمكن لأية قوة أن تنعزل عن قوة اكتساح الاقتصاد الرأسمالي للعالم وتوحيده ,: اقتصادياً ومالياً وتجارياً وإدارته بطرق جديدة وغير مسبوقة ...

كما يمكن ربط الزيارتبن طچإلى واشنطن ، واستقبال الرئيس التركي الاخوانچي في بغداد بنهر الحرية والعقلانية الهادر . فرغم كوابح الموروث الديني في مجال التنمية والتحديث ، قام السوداني ( النزيه من سرقة المال العام ) بنشاط لادارة أموال العراق بشكل عقلاني وليس بشكل خرافي ، ويتطلب التعامل العقلاني مع واردات النفط القيام بتنمية شاملة : والا ظلت واردات النفط مجهولة المالك على حد الفتوى الشيعية الشهيرة لأحد آيات الله المجتهدين ، واباحة سرقتها . لكن التنمية والتغيير الحقيقي في مستوى معيشة الناس يتطلب التعامل مع الشركات العالمية الرصينة ، ( وجميعها حكم الفقه عليها وعلى دولها وشعوبها بالكفر ) ولكنها في مجملها نظيفة ولا تتقبل الرشا ، أو تدفع الرشا ، في حين أن الشركات الايرانية بالإضافة إلى ضعفها التقني : غير نزيهة فهي مشهورة كالشركات الصينية بالفساد ودفع : الكوميسيون ...

انا احببت أن أشير إلى الجانب الثقافي في زيارة السوداني إلى واشنطن ، وفي استقبال أردوغان في بغداد : فهما فعلان سياسيان حررا العقل الشيعي من الاعتقاد الراسخ بقدرته - بمساعدة الامام الغائب أو عالم الغيب - على الاكتفاء الذاتي علمياً وتقنياً . لقد اقنع هذان النشاطان السياسيان المدنيان : ملايين الشيعة بأن إدارة العالم الحديث واحدة : تخضع لإجراءات وخطوات علمية لا يمكن إلا اتباعها ، وانه في الطريق الى معالجة مشاكلنا علمياً : لا بد من التعامل مع الخارج ( الكافر ) : صانع الحباة والعالم الحديث ، والتعاقد مع شركاته ( الكافرة ) على إعادة بناء حياتنا بناء يتساوق مع القواعد التي اخترعتها او بالأصح ابدعتهاة للعالم الحديث : هذا اذا اراد شيعة الجنوب الاستمتاع بواردات بلادهم الضخمة من النفط التي بدأت حكومة السوداني ، مع انها لم تقص يد السارق ، : باستثمارها تنموياً : في صناعات وخدمات وسكن وتعليم واسعار رخيصة ...








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. اليهود في ألمانيا ناصروا غزة والإسلاميون أساؤوا لها | #حديث_


.. تستهدف زراعة مليون فدان قمح تعرف على مبادرة أزرع للهيئة ال




.. فوق السلطة 387 – نجوى كرم تدّعي أن المسيح زارها وصوفيون يتوس


.. الميدانية | المقاومة الإسلامية في البحرين تنضمّ إلى جبهات ال




.. قطب الصوفية الأبرز.. جولة في رحاب السيد البدوي بطنطا