الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


شذرة 3

رياض قاسم حسن العلي

2024 / 4 / 24
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


ومن الغرائب في التراث الفقهي الإسلامي أن الحديث النبوي ينسخ القرآن مع العلم أن القرآن الكريم هو أعلى مرتبة من الحديث النبوي ولا يساويه في الاعتبار فكيف تجرأ فقهاء المسلمين على هذا القول؟
إن سبب هذه الجرأة هو رغبة السلطة في مفارقة النص القرآني لذلك تم ابتداع الكثير من المرويات الحديثية ونسبتها إلى النبي الأعظم ، وإذا صدقنا هذه الفرية فهذا معناه أن النص القرآني غير متكامل وأن الحديث يلغي النص المقدس وينشأ نص جديد فيه حكم يخالف ويعارض النص المقدس ولو كان غير ذلك لكان الحديث النبوي مفسر أو مقيد أو شارح أو مبين للنص المقدس لا ملغ له.
وحتى في القوانين الوضعية فإن القانون لا يلغى إلا بقانون والقرار لا يلغى إلا بقانون أو قرار والتعليمات لا تلغى إلا بقانون أو قرار أو تعليمات بينما يخضع الدستور لضوابط من داخله للتعديل أو الإلغاء.
ولما وصف الله قول النبي بأنه وحي يوحى كان المقصود هو الوحي القرآن نفسه ويمكن حيث نجد في القرآن أن كلمة (قل) تكررت 332 مرة وهذه الكلمة هي أمر من الله -سبحانه وتعالى- للنبي أن يبلغ هذا الأمر إلى المسلمين وهو الوحي الذي يوحى وليس بحسب هوى النبي ، والغريب أن بعض المحدثين يروون عن النبي أحاديث ليس فيها ما يشير إلى كونها وحيا مثل حديث تأبير النخل أو حديث ابن الجموح حول الحرب والمكيدة ، ففي حديث تأبير النخيل ورد في نهاية مارواه طلحة قول النبي ( فَإِنِّي إِنَّمَا ظَنَنْتُ ظَنًّا ، فَلَا تُؤَاخِذُونِي بِالظَّنِّ ، وَلَكِنْ إِذَا حَدَّثْتُكُمْ عَنِ اللهِ شَيْئًا فَخُذُوا بِهِ ، فَإِنِّي لَنْ أَكْذِبَ عَلَى اللهِ عَزَّ وَجَلَّ ) وأنا كلي يقين بأن هذا النص مكذوب جملة وتفصيلا، لعدة أسباب، ليس هنا موضع الكلام عنها.
ولم يكتف فقهاء المسلمين بذلك بل توسعوا في الناسخ والمنسوخ لدرجة أنهم في بعض الأحيان يجعلون القرآن الكريم لا يصلح لكل زمان ومكان سواء بوعي منهم أو بلا وعي والأغلب هو بوعي منهم تحت ترغيب وترهيب السلطة خاصة وأن عدد المصاحف الموجودة في ذلك الوقت لم تكن منتشرة بين الناس مثلما هو عليه اليوم وأن الناس لم يكونوا على اطلاع كاف بمعظمه وأنشغل الرجال بالحديث وأصول الفقه وفروعه .
وفي سبيل تدعيم موقفهم فإن المشتغلين بالدرس الديني لم يأخذوا بالحديث الذي يقول (إذا جاءكم الحديث فاعرضوه على كتاب الله فإن وافقه فخذوه) بل إنهم ضعفوه مع العلم أن هذا الحديث يعد قاعدة تشريعية في غاية الأهمية لأنه من المستحيل أن يصدر عن النبي حديث يعارض أو يخالف النص القرآني.
وإلى شذرة جديدة








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ما سبب الاختلاف بين الطوائف المسيحية في الاحتفال بعيد الفصح؟


.. نشطاء يهود يهتفون ضد إسرائيل خلال مظاهرة بنيويورك في أمريكا




.. قبل الاحتفال بعيد القيامة المجيد.. تعرف على تاريخ الطائفة ال


.. رئيس الطائفة الإنجيلية يوضح إيجابيات قانون بناء الكنائس في ن




.. مراسلة الجزيرة ترصد توافد الفلسطينيين المسيحيين إلى كنيسة ال