الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


في الدين والقيم والإنسان.. (40) / أذ. بنعيسى احسينات - المغرب

بنعيسى احسينات

2024 / 4 / 25
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


في الدين والقيم والإنسان.. (40)
(تجميع لنصوصي "الفيسبوكية" القصيرة جدا، من دون ترتيب أو تصنيف، التي تم نشرها سابقا، أود تقاسمها مع القراء الكرام لموقع الحوار المتمدن الكبير المتميز).

أذ. بنعيسى احسينات – المغرب



لقد كان مشايخ الإسلام قبل عصر الانحطاط، يتمتعون بسلطة وتقدير لا أحد يستطيع أن يناقشهم. أما الذين جاءوا من بعدهم، كانوا مجرد أبواق.

بحكم حفظهم للقرآن والأحاديث وبعض متون وحواشي السلف، تربع فقهاء ومشايخ الدين على رقاب المؤمنين، لكونهم أقرب إلى الله من غيرهم.

كل مسلم قرآني بإيمانه واعتقاده. لا يمكن نزعه من أحد أو إضافته لأحد. المشكل في إضافة وحي ثاني، صادر من الله، وحدث به رسوله (ص).

لو تم إثبات أن الحديث لرسول الله، وليس من وحي الله، ما وقع أي خلاف على الإطلاق. لأن كل المسلمين يحبونه ويقدسون كل ما صدر عنه.

لم يستطع مشايخ الإسلام، ولوج ميادين علوم الإنسان، والقانون والعلوم البحث. في حين، مختصون في هذه العلوم، بحثوا في الدين والقرآن.

إن مستوى المختصين في العلوم الإنسانية والعلوم الحق، يسمح لهم في الخوض في العلوم الدينية. في حين مستوى المشايخ لا يسمح لهم بذلك.

إن رجال الدين بصفة عامة، يحترمونهم الناس ويوقرونهم، لأن معظمهم حامل لكتاب الله. على هذا الأساس، يشعر المرء أمامهم بنقص ودونية.

إن الناس عموما، مقتنعين أن رجال الدين أقرب الناس إلى الله ورسوله، باعتبارهم حفظة للقرآن والحديث النبوي. لذا يقدسونهم من غير نقاش.

بعض مشايخ الإسلام، يتدخلون في شئون عبادة الناس لربهم، بالتبطيل أحيانا والتحريم أخرى، كأن المؤمنين يعبدونهم هم، لا الله عز وجل.

لم يأمرنا الله تعالى بالرجوع إلى مشايخ الدين، لتقييمنا في تعبدنا وعبادتنا الخاصة له، كما لم يأمر هؤلاء بمراقبة عباد الله وضبط سلوكهم فيها.

أغلب المسلمين مبرمجين، ومتحكم فيهم عن بعد. لقد تم تعليمهم السمع والطاعة فقط، والخوف من عذاب القبر، ومن تجاوز جسر الصراط المستقيم.

لقد تم جعل من القرآن وآياته فقط، وسيلة للترتيل والتبرك وتزيين جدران والسيارات، وأحجبة والرقية للتداوي، وجلب الحظ ومنافع أخرى.

القول بالناسخ والمنسوخ في القرآن، هو أن الله يغير كلامه، باللاحق عن السابق. وبما أن الأمر كذلك، قالوا أيضا: إن الحديث ينسخ القرآن.

كلام الله لا مبدل له. فكيف تعالى يتراجع عن كلامه ويغير السابق باللاحق، وكلامه أزلي باللوح المحفوظ؟ هذا تدخل في قدرة الله المطلقة.

إثبات الناسخ والمنسوخ، ومعرفة ما يجري في القبر بعد الموت، وما يدور من أحداث يوم القيامة، هو شرك ماحق، ما أنزل الله به من سلطان.

ترى هل تصرف مشايخ الإسلام، ناتج عن وعي ومعرفة بأمور الدين، كما يريد الله عز وجل، أم ترى وراءه ما وراءه، إن لم يكن كفرا وجهلا مطبقا.

لو تأخر جمع القرآن وتدوينه وتوحيده، لأصبح لكل فرقة أو مذهب قرآنه. انظروا كيف صار الحديث النبوي بعد قرنين، عرضة للتحريف والتلفيق.

إن القرآن محفوظ من عند الله تعالى، رغم التصرف فيه، بالناسخ والمنسوخ، لإلغاء مجموعة من الآيات منه. لقد عوضوها بالحديث الملفق.

المسلم غالبا أناني بطبعه. يحب أن يموت ساجدا في المسجد، أو في مكة برحاب الكعبة ومسجد الحرام، على أن يموت في سبيل وطنه مثلا.

المسلم يعشق موتة متأكدا أنها سينتهي به المطاف إلى الجنة لا محالة. يريد أن يموت شهيدا لا مجاهدا. يرغب في أي وسيلة، تبوئ له مكانة في الجنة.

إن الإنسان طماع بطبعه وغريزته. يطمع في امتلاك أشياء، ولو كانت في ملكية الآخرين. ويطمع في الجنة، ولو كان يعرف أنه لا يستحقها.

لقد ورث المسلمون إسلامات، وليس إسلام واحد. هناك إسلام شيعي؛ صفوي أو رافضي، وإسلام سني؛ وهابي أو إخواني أو أفغاني أو داعش..

لكل قطر في العالم العربي إسلام خاص. إسلام سعودي يمني خليجي، إسلام مصري، إسلام شامي عراقي، إسلام مغربي إفريقي. لكل منهم مذهب خاص.

هل من حق مشايخ الإسلام، التدخل في كلام الله وتصنيفه، بين ناسخ ومنسوخ؟ ثم القول: هذا مقبول وهذا لا نأخذ به. إنه اعتداء على القرآن.

لو كان في القرآن ناسخ ومنسوخ، لبينه الله في كتابه العزيز، أو أمر رسوله بتبيانه للناس. فكيف لهذه المخلوقات، التعدي على كلام الله؟

إن القرآن الكريم كتاب الله، كامل وتام ومفصل ودقيق، لا يحتاج إلى تصنيف بين ناسخ ومنسوخ، ولا يحتاج إلى تفسير أو توضيح من أحد أي كان.

إن مسألة النسخ وغيرها، أمر إلهي لا دخل للإنسان فيه. في الحقيقة، وراء ذلك فكرة شيطانية، تريد الحد من نفوذ القرآن وتعطيل أوامر الله.

من أجل لجم القرآن، اخترعوا قضية الناسخ والمنسوخ، لتعطيل آيات منه. فكيف يحق لتدخل سافر، في كلام الله عز وجل، وهو فعال لما يريد؟

لم يثبت المحدثون، أن رسول الله أخبر عن الناسخ والمنسوخ. فما جاء في القرآن أوامر إلهية، لا دخل لبشر فيها. تلك إرادته، فعال لما يشاء.

القرآن الكريم شأن إلهي صرف، لا دخل للبشر فيه. لقد حفظه تعالى من أي تحريف أو تغيير عبر الزمن. وقد كلف رسوله المختار بتبليغه للناس.

لقد انتبه الحكام ورجال الدين، إلى خطر القرآن عليهم وعلى مصالحهم ومخططاتهم، فابتدعوا الناسخ والمنسوخ، وكذا الوحي الثاني للتصدي له.

إن رجال الدين عموما، فقدوا الإحساس بالجديد والنظر إلى المستقبل، فعادوا إلى الماضي وتمسكوا به. إنهم خلقوا منه ضالتهم المفقودة.

يعيش رجال الدين حياتهم بوسائل العصر المتاحة؛ من سيارة وهاتف ذكي والسفر بالطائرة وما إلى ذلك. لكن يحيون بعقل تراثي سلفي قديم.

للوي ذراع القرآن، قالوا بالناسخ والمنسوخ، حتى يحققون ما يصبون إليه. لأنهم يعلمون أن الذكر الحكيم، سيفضحهم يوما، مع مرور الزمن.

إن التدرج في الأحكام حسب الظروف، والمساهمة في تربية الناس، لا تسمح بمحو آيات سابقة بآيات لاحقة. فالله وحده يعلم ما يريد من كلامه.

إن الناسخ والمنسوخ لا يقع في القرآن كتاب الله، بل يحصل مع الملل السابقة وتشريعاتها؛ كالمسيحية مع اليهودية والإسلام المحمدي معهما معا.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. 106-Al-Baqarah


.. 107-Al-Baqarah




.. خدمة جناز السيد المسيح من القدس الى لبنان


.. اليهود في ألمانيا ناصروا غزة والإسلاميون أساؤوا لها | #حديث_




.. تستهدف زراعة مليون فدان قمح تعرف على مبادرة أزرع للهيئة ال