الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


جنة الإله البدائية

عزالدين مبارك

2024 / 4 / 25
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


لو كان هناك إله عليم ويعلم المستقبل لجعل جنته الموعودة مكانا غير ما كان يحلم به الإنسان البدائي المحروم من الأكل والخمر والتمتع بالنساء والغلمان والعيش كعيشة ملوك وسلاطين وأعيان ذلك العصر وهم سكان الصحراء القاحلة يتقاتلون على الكلأ والعشب وغدير من الماء الملوث ويقضون حاجتهم البشرية في العراء وينظفون بقطعة حجر بحيث بعد زمن طويل جدا سيكون هناك إنسان آخر تماما بحاجيات غير تلك التي عرفها إنسان ديانات ما قبل 1400 سنة خلت فربما سيكون في حاجة لتكنولوجيا متطورة لا عمل لغير الروبوات المتحكم فيها بمجرد التفكير أو بحركة بسيطة من اليد أو العين مع وجود عربات فائقة السرعة تحملك حيث شئت وإلى أبعد نقطة في الكون فتشاهد من قريب الشمس وتدخل قلب الثقوب السوداء وتشرب قهوة بالهيل غلى كوكب زحل وتتزحلق على جليد بلوتو وتلعب مقابلة كرة القدم على سطح المريخ وتتنقل لتعيش حسب ظروف الطقس والحرارة من كوكب لآخر ومن مجرة لأخرى وقد تأخذك نوبة ضحك عندما تفكر في أحلام أصحاب محمد بفتيات بنو الأصفر وكنوز كسرى والذهاب للغزو حفاة عراة لقتل مساكين الصحراء ومستضعفيهم واقتسام نسائهم لإشباع نهمهم الجنسي والاستحواذ بالقوة والبطش على أرزاقهم البسيطة كغنائم حرب. فإله الأديان البدائية فاقد للبصيرة والرؤيا المستقبلية بحيث جعل جنته الموعودة تتماشى مع عقلية وأفكار وأحلام فئة معينة من البشر مرتبطة بالزمكان وكأن البعث سيكون بعد سنوات قليلة فقط وهذا يؤكد صحة نظرية بشرية الأديان بما لا يدع للشك لأن الإنسان بعد آلاف السنين فقط منذ مجيء الأديان تغير بصفة مدهشة ولم تعد تستهويه ما عرض عليه من حوافز بدائية وتافهة في جنة الإله وأصبحت له حاجيات جديدة أكثر ملاءمة لظروفه الحياتية فما بالك كيف ستكون حاجياته وظروفه بعد مليار سنة فهل سيكون في حاجة لركوب الحمار ليتنقل أو يكتب على جلود الحيوانات أو يقضي حاجته في العراء أو يعتبر شعر المرأة عورة يفسد الوضوء ويجلب الشهوة؟








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. وصول البابا تواضروس الثاني للكاتدرائية المرقسية بالعباسية ل


.. قوات الاحتلال تمنع مقدسيين مسيحيين من الوصول ا?لى كنيسة القي




.. وزيرة الهجرة السابقة نبيلة مكرم تصل لقداس عيد القيامة بكاتدر


.. المسيحيون الأرثوذكس يحتفلون بمراسم -النار المقدسة- في كنيسة




.. ما سبب الاختلاف بين الطوائف المسيحية في الاحتفال بعيد الفصح؟