الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


المؤسسة والمثقف

بهاء الدين الصالحي

2024 / 4 / 26
المجتمع المدني


حريه المثقف تجاه المؤسسة وقدرته على نقض توجهاتها من خلال حريه التعبير ومساحه منابر التعبير المتاحة له مساله مرتبطة بشكل المؤسسة حيث كانت الثقافة قبل 1952 تتبع وزاره المعارف بدليل ان الجماعة الشعبية التي اسسها احمد امين 1946 كانت موافقه وزير المعارف آنذاك دكتور السنهوري وبالتالي كانت الصحف كمنابر ثقافيه لا تتبع سوى مجالس ادارتها ويعتد بقانونيه وجودها من خلال الاخطار الصادر الموافقة عليه من وزاره الداخلية وتخضع في اجمالي نشاطها للقانون العام المنظم لحركه المجتمع المصري وقتذاك مع سيوله الواقع الثقافي وقت ذلك.
وذلك من باب الموازنة ما بين الحرية المتاحة لامتصاص الغضب الناتج عن حركات التحرر والتي خمدت مع استلام حزب الوفد بصيغته الجديدة ما بعد 27 مع غياب سعد ووجود النحاس الذي جمع ما بين وضوح الرؤية عند الحزب الوطني القديم الذي امن بمبادئه ولم يلتحق به كعضو وكذلك استغلاله شعبيه الوفد حيث مهاره الشخصية القانونية لدى احد افراد الطبقة الوسطى وقتذاك.
ولكن الوضع تغير ما بعد 1952 على مستوى المؤسسة متماشيا مع شكل الدولة حيث انطبق ذلك على اسم وزاره الارشاد القومي والذي تولى مسؤوليتها استاذ فتحي رضوان القانوني البارز وعضو الحزب الوطني القديم ثم اندمجت الثقافة بعد ذلك في وزاره المعارف حتى جاء مسمى الثقافة صريحا مع دكتور ثروت عكاشه ومن حسن الطالع توليه لأن شخصيه ثروت عكاشه تجاوزت الطابع المهني كأحد ضباط ثوره 1952 والتي جمعت بجوار صلاح وجمال سالم يوسف صديق وخالد محي الدين وثروت عكاشه الذي اسس بنيه ثقافيه تاريخيه قابله للاستمرار ونجني ثمارها اليوم.
البعد الايديولوجي للدولة طبع المؤسسة الثقافية كذلك بنوع من التوجيه الرسمي للثقافة من خلال السلاسل الثقافية من اتجاه المؤسسة حيثما تبعيتها وقت الاصدار والاقرب انها كانت تتبع وزاره التربية والتعليم، خاصه وانها قد تم تأميم الصحافة كوجه اخر للمؤسسات الثقافية المستقبلة ليصبح التيار الثقافي للمؤسسة الرسمية يعبر عن خط واحد، احنا قلنا لسنا بصوت تقييم توجهات المؤسسة لأننا في النهاية مضطرون لمعالجه المنتج بتحليل شكل الرسمي واليات العمل داخل المؤسسة المنتجة له وكذلك، نسبه البدائل المتاحة والقادرة على موازنه ذلك التوجه الرسمي على مستوى الواقع وذلك وفقا للفردية قائله بان قوه المجتمعات بقدرتها على التوفيق ما بين التيارات الفكرية السائدة بحكم الحراك الاجتماعي الطبيعي والناضج.
ولكن المؤسسة رهنت على فكره تجميع كل التيارات تحت مظلة واحده بصيغه توفيقيه هي تحالف قوى الشعب العامل ولعل كلمه الشعب كصيغه مرهونة بطبيعة التوجه وكذلك امتلاك ادوات القوه على مستوى الواقع وقدرة الدولة على التحكم بمقدرات الواقع في ظل صعوبة فرضيه الصراع الدولي وتحديات التخلف الاجتماعي وكذلك تحديات الصراع العربي الاسرائيلي وهي مسائل متداخله مرتبطة بالمسافة ما بين التخطيط الايديولوجي والمنهجي ومساحه التنفيذ على ارض الواقع وهل ما تم على ارض الواقع يساوي مساحه الطموحات وكفاية البنيه الإنتاجية للواقع المعاش على مواءمة الحلم.
ولعل تلك المعضلة هي السبب في الانتكاسة في العلاقة ما بين المؤسسة والمثقف ما بعد 1967 وتم تعميق الهوه بفعل تضخيم البعد الاصولي الذي هدم الجزء الرئيسي في توجهات المؤسسة الرسمية خاصه بعدما تنامت النزعة البراجماتية المشتركة ما بين جزء من الدولة المنتجة للمؤسسة الثقافية ومن خلال مأسسة قسرية للثقافة كمهنه ولعل تمهين الثقافة حيث تم مغازله الشعراء وكتاب مصر من خلال المعاشات والمزايا المادية من خلال نقابه اتحاد الكتاب، والابداع لمعطي مادي بعيدا عن فكره الحرية وكأن الدولة تتقاضى من خلال مؤسستها ثمن الاطعام حريه.
ولعل الخلل في العلاقة ما بين المؤسسة الثقافية والمثقف ناتج عده متحصلات قائمه ناتجة عن الازمه الوجودية التي تعاني منها الدولة الوطنية ما بعد حركات التحرير منذ 52 وما بعدها.
وبالتالي فان التوازن المطلوب والمنتج لابد ان يمر عبر بوابه اصلاح الدولة الوطنية المنتجة للمؤسسة الثقافية وهو امر له عوده.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مظاهرات في تونس لإجلاء الآلاف من المهاجرين غير الشرعيين


.. مصدر مصري رفيع المستوى: أحد بنود مقترح الاتفاق يتضمن عودة ال




.. الاحتجاجات تتصاعد.. الاعتقالات في أميركا تتجاوز ألفي طالب


.. شاهد: المجاعة تخيّم على غزة رغم عودة مخابز للعمل.. وانتظار ل




.. مع مادورو أكثر | المحكمة الدولية لحقوق الإنسان تطالب برفع ال