الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


هواجس ثقافية 145

آرام كربيت

2024 / 4 / 26
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


الدين الذي لا ينمط المجتمع ليس بدين،
كذلك فعلت المؤوسسات داخل الولايات المتحدة والبلدان الغربية الأخرى.
كان التنميط ضرورة من ضرورات الدولة عبر التاريخ، لأنها تحتاج إلى مجتمع جاهز متجانس يسهل عليها التعامل مع مجتمع منمط وجاهز لإدخال العمليات السياسية والاجتماعية الاقتصادية الفوقية عليه.
المجتمع المنمط أو القطيعي، ضرورة في التخطيط والتنظيم والإدارة.
الدين كان له قدرة جبارة في التنميط قديمًا، السابق على قيام الدولة الحديثة، اليوم لم يعد له حظوة كما السابق، لهذا تراه يلهث وراء إرضاء الدولة والمجتمع لتأكيد دوره.
والمجتمع يستطيع أن يكيف نفسه مع هذا التنميط، إنه مرن وقدرته على الاستجابة سريعة لأنه في حالة جاهزية عليا لتلقي كل ما يرسم له.

لا تاريخ للمرء دون حب، أنه صانع أمين للمعجزات، ولا جمال في الحياة دون حب.
إنه إبداع وكل من لم يتذوقه لم يعش الحياة.
الحب الخالي من الالتزامات المادية هو الأكثر وقعًا في القلب والضمير، والأكثر ديمومة وبقاء.
إن توظيف الحب لغايات معينة هو اسوأ حب، لأنه توظيف لقوانين الملكية، والمكاسب الدنيئة.
تستطيع أن تكتشف موقع المرء الثقافي والفكري والإنساني في هذه الحياة، قدرته على التعامل بحرية مع هذا النبل المسمى، الحب.
إن ينظر إليه دون غايات، سوى غاية الحب.

هل قرأنا القرآن؟
هذا السؤال الإشكالي العميق، يمكننا طرحه على الجميع، خاصة هؤلاء المعبأين بالبعد الديني أو الفكري سواء الإسلامي او غيره من المهتمين؟
هل قرأنا القرآن بحيادية، دون تعبئة أيديولوجية، دون رؤية مسبقة؟
هل وصل إلينا القرآن من أساسه؟
إنه عنوان لكتاب المفكر التونسي، يوسف الصديق، الذي كتبه باللغة الفرنسية، وترجم إلى العربية.
إن يوسف الصديق، يشير دائمًا أن ما في أيدينا هو المصحف الذي دونه الخليفة الراشدي عثمان بن عفان، بعد أن أنشا لجنة لتنظيمه تحت دوافع كثيرة، بالتاكيد لا يخلو من السياسة والهدف.
علمتنا الحياة أن كل شيء يخضع للدوافع، ولا براءة في حياة السياسيين والأيديولوجيين وأصحاب المصالح.
هناك من يطرح علينا هذا السؤال الإشكالي:
هل نقرأ القرآن كنص منزل أم كدعوة للرحيل في اللامنتهي ؟
بالنسبة لي، أقول إذا قرأناه كنص تاريخي سيكون ممتعًا، ويمكن نقرأه للتسلية والاطلاع عليه من أجل معرفة كيف كان يفكر الناس في تلك الأزمان القديمة

كان الدين هو الضابط الاجتماعي قبل الحداثة الرأسمالية.
وكان لديه القدرة على حيازة المجال العام وضبطه، وإنتاج جسد اجتماعي منمط على مقاس نصوصه.
فهو يدخل في كل الرموز القائمة في الدولة والمجتمع، ويخترق البيت والسجن والثكنة والسوق، وبقية المؤسسات القائمة
إن الدين مستعمرة اجتماعية قائم بذاته، عمل على تشكيل مجتمع متجانس منمط وخاضع بأدوات النص القائم على خدمة السلطة.
فهو يملك الرموز والإشارات والقوانين الذاتية الذي يؤهله أن يخضع الفرد ويجعله جزءًا من محتوى اجتماعي منمط وعام وضعيف وخاضع.
إنه يملك القوة المعنوية الطاغية، الذي يحول النسيج الاجتماعي إلى سرير بروكرست، ينتج مجتمع على مقاس واحد، الطويل يتم قطعه ليصبح قصيرًا، والقصير يتم مطه ليصبح طويلًا.
ووصلت الحداثة إلى الغاية ذاتها، نمطت المجتمع كله، حولته إلى مجتمع متجانس وفق مواصفات بروكرست.
المقدس، في غاياته وممارساته ومراميه، تنميط اجتماعي، إنتاج كائنات متشابهة، يكتنفها الخواء والفراغ والدمار الذاتي، وهنا، في الجوهر، لا تختلف الحداثة المعاصرة عن الدين.
يبدو، بل الأكيد، أن جوهر الدولة، أو تكوينها الذاتي، يسير أو يتجه إلى غاية واحدة:
ـ الوصول إلى الإنسان اللإنسان، تَشْييِء، أي القبيح، والمنمط.

مجتمع يعشق السلطة عشقًا ملك عقله وقلبه، ليس اليوم أو البارحة، وأنما منذ أن تنفس أول قطرة هواء.
ولد إنسان منطقتنا في كنف السلطة وترعرع في ذاتها وأصبح جزءًا من تكوينها وممارساتها، فكيف سيقاوم ممارساتها؟
وكيف سيخلق منه كائنًا معارضًا؟
المجتمع الذي يقدس السلطة، يتنفس هواءها ويزفر مخلفاتها وولد في بيئة خلقت منه بنية نفسية ممزوجة بممارسات السلطة إلى أن أصبحت جزءًا من سيكولوجيته؟
السلطة والإنسان الشرقي وجهان لعملة واحدة.
هل من مخرج؟

طالما الولايات المتحدة دولة مهيمنة على أوروبا، لن يفوز اليمين في الانتخابات.
ما تريد أن تقوله الولايات المتحدة:
يجب أن تبقى أوروبا مائعة سياسيًا لا وجه لها ولا صورة ولا سياسة ولا رأس.
إن تبقى مخنثة.
مع التذكير أن المصالح الاقتصادية الأوروبية اليوم هي مع الصين، فهي الشريك التجاري الأول لها، متجاوزة الولايات المتحدة
بلغ حجم التجارة بينهما 586 مليار دولار وفق حسابات العام 2020 في مقابل 555 مليار دولار مع الولايات المتحدة، وفقاً للأرقام الصادرة عن المعهد الأوروبي للإحصاء.
الفارق 31 مليار دولار، وهذا الفارق مرشح للارتفاع.
السؤال: لماذا ترهن أوروبا نفسها وكيانها للسيد الأمريكي؟ لماذا لا ترى مصالحها بعين ثاقبة؟ إلى متى ستبقى خاضعة، بينما حدودها الوطنية مخترقة من قبل الولايات المتحدة التي تحارب الأخرين عليها، وحولتها إلى ساحة حرب مدمرة؟
لماذا لم تبق اوروبا على الحياد، لماذا تقاتل بالنيابة عن السيد الأمريكي الذي بدأ أفوله بالانحسار؟
لماذا تحيي هذا السيد النازل من على الدرج؟

الاستعطاف اسوأ أنواع القمع على الأطلاق، مدخل مؤكد إلى العبودية المختارة.

للسجن دلالة بصرية مرئية كما يقول ميشيل فوكو قبل أن يكون حجارة صماء. وعندما يقع على بصر الإنسان تتوارد في ذهنه محتوياته من وسائل قمع وتعذيب.
وهذا ينطبق على فروع المخابرات والأجهزة الأمنية كالشرطة والجيش.
القانون دلالة نصية يخفي في أعماقه كثافة هائلة من الحمولات الإرغامية، أما السجن فهو نظام بصري مرئي.
وبين القانون والسجن تجاور تمسكه السلطة بيدها.

نستطيع القول أن الائتلاف والهيئة العليا للمفاوضات السورية المعارضة عبارة عن إقطاعة أو مزرعة في مكان عائم لا يرتبط في الفضاء ولا في الأرض.
ناسها يعيشون في برج عاجي منفصل عن الزمن والمكان.
ولا علاقة لهم بما يحدث على الأرض أو السماء من صراعات أو أزمات أو مشاكل.
إنهم كائنات طفيلية، هلامية لا ترى بالعين المجردة ولا بأحدث المجاهر لصغرهم.
لقد تخلى الطفيلي جورج صبرا وسهير اتاسي والآخر قفة عن جزء من إقطاعته أو مزرعته لأنها لم تعد تدر الحليب.

لا يوجد أرض تاريخية لكائن من يكون. ومن يتمسك بها فإنه رجعي بامتياز، وضد حركة التاريخ والحياة.
الأرض التاريخية، مقولة عنصرية ساقطة، فيها إلغاء للآخر، لوجوده وكيانه وكينونته. فيها تمييز وعنصرية وفوقية واستعلاء، ورفض للحرية والجمال والعدالة والحب.
هذا الوطن للجميع دون تمييز عرقي أو مذهبي أو ديني. والثورة الناهضة حتى تكتمل يجب أن تكون رافضة للظلم والتمييز.
إن تكون إنسانية بالمقام الأول والأخير.
وإن تكافح اجتماعيًا وسياسيًا وإنسانيًا ضد الظلم، ومشاريع الهيمنة والسيطرة وعدم الخضوع لهذا الجانب أو ذاك، سواء من امريكا وجراءها أو روسيا وجراءها.

يقول البعض أنني ضد الدين الإسلامي، اتساءل، ماذا يقصدون أنني ضد الدين الإسلامي؟
وأي إسلام يقصدون، وهل الإسلام كتلة واحدة جامدة؟
الإسلام دين وفكر، وهو في حالة حركة، مثل أغلب الأديان، هناك في داخله قوى، هذه القوى متحركة، قلقه ومصدر هذا القلق متنوع ومتعدد، وكل واحد فيه له رؤية ووجهة نظر حول دينه وفكره، وهناك تناقضات بين القوى، يتحول الدين إلى مهماز يحرك العربة أو يوقفها
أنا أنضم إلى جوقة المسلمين الذين يدعون إلى تنظيف الدين من هذا التراث، من الخرافات، والأخطاء العالقة فيه، مثلي مثل الكثيرين الذين يؤمنون بالمستقبل، مثل المستشار المصري أحمد عبدو والعالم والمفكر الإسلامي محمود أحمد طه، الذي شنقه الرئيس النميري، الرئيس الأقذر الذي مر على السودان.
الحياة متحركة، وستتحرك أكثر في مقبل الأيام، ولا بد أن نجهز أنفسنا للأيام القاسية القادمة.
أنا مع حركة الحياة، والدين الذي لا يتحرك سيكتب له الفناء، وتحريكه هي مسؤولية جميع المسلمين والعرب.
أنا على الصعيد الشخصي غير مؤمن بالله والأديان، لكن إدخال الدين في العصر هو مسؤولية يقع على الجميع.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. القبض على شاب حاول إطلاق النار على قس أثناء بث مباشر بالكنيس


.. عمليات نوعية للمقاومة الإسلامية في لبنان ضد مواقع الاحتلال ر




.. مؤسسة حياة كريمة تشارك الكنائس القبطية بمحافظة الغربية الاحت


.. العائلات المسيحية الأرثوذكسية في غزة تحيي عيد الفصح وسط أجوا




.. مسيحيو مصر يحتفلون بعيد القيامة في أجواء عائلية ودينية