الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


خرجات محمد الفايد لا تقيم وزنا لا للعلم ولا للدستور

أحمد رباص
كاتب

(Ahmed Rabass)

2024 / 4 / 27
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


في خرجة إعلامية سوريالية أخرى، هاجم “الدكتور” الفايد الرجال الذين لا يذبحون الحيوانات، معتبرا أنهم “ماشي رجال” و”ما عندهم ما يديرو عندنا”، كما لو كان المغرب ضيعة ورثها عن أبيه وسكانه عمال فيها!!
بعض “الشخصيات العامة” لا تتوفر لديها الإرادة ولا الحس النقدي الضروري للتشكيك في هرائها. هذا هو حال “الدكتور” محمد الفايد، المختص في الأغذية والأعشاب والشيخ المدافع عن فهم متطرف للإسلام في أوقات فراغه. مما لا شك فيه أنه لم تكن تصريحاته السابقة الخرقاء أو ردود الفعل التي أثارتها كافية لتمنعه من العودة مرة أخرى، بل أعاد الكرة بابتسامة وثقة بالنفس. في سكيتشه الأخير: “اللي ما قادرش يذبح الخروف ديالو ماشي راجل”. لم يقل ذلك وسكت، بل أمعن في المزيد من الهراء: “ما عندو ما يدير عندنا”.
أليس هذا تحريضا على الكراهية وانحرافا بينا عن دستور الألفية الجديدة الذي اعترف بمختلف مكونات التنوع الثقافي واللغوي المغربي، وأكد على ضرورة احترام هذا التنوع والتعدد الهوياتي والمحافظة عليه؟؟ .
لا نعرف على من تحيل هذه ال”نحن”، بالتأكيد ليس على المغاربة، حيث لا يوجد في القانون أو الدستور ما يمنح أي شخص الحق في استبعاد مواطن انطلاقا مما يفضل أن يفعل أو ألا يفعل. لكن بالإضافة إلى ذلك، نحن لا نعرف على ماذا يتكئ هو نفسه لإصدار مثل هذا الحكم القيمي، وهذا لا يزال أحد أعظم أسرار الكون، لأننا ما زلنا نجهل على ماذا يستند في جميع تصريحاته التي أدلى بها بأكبر قدر من الثقة في النفس.
إذا لم تلطخ يديك بدم حيوان فهذا يدل على نقص فظيع في رجولتك وفقا للعلم الغزير الدافق من صدر الدكتور العظيم، الذي يردد، في سرأ وعلانية، بيت أبي العلاء المعري : و إِني وَإِن كنت الْأَخير زِمانه، لَآَت بما لم تَسْتطعه الأوَائل. وسوف لن نتجاهل عندما نرى الْجَهْل فاشيا فِي الفايد ومن معه حتى لا يقال عنا جاهلون.
في الواقع، لن ينس أحد مناشدته الشهيرة، في 2018، لمرضى السكري بصوم رمضان لأنه سيكون مفيدا لصحتهم. إذا كانت حياة الإنسان مجرد لعبة في نظر الفايد، فلماذا نهتم بالأشخاص الذين لديهم بعض الشفقة تجاه المخلوقات الأخرى.
يحمل محمد الفايد علامة اختصاصي في الأغذية ولكن يبدو أنه غير راض وقانع بهذه الصفة حتى أنه يسمح لنفسه بإبداء رأيه في الطب والدين و “التنمية الشخصية”، فلماذا يحرم نفسه عندما يكون لديه قاعدة جماهيرية من العوام الهوام؟ وذلك في تجاهل تام لجميع البيانات والبحوث العلمية، وما قيمة العلم أمام الدكتور العظيم؟.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. دار الإفتاء تعلن الخميس أول أيام شهر ذى القعدة


.. كل يوم - الكاتبة هند الضاوي: ‏لولا ما حدث في 7 أكتوبر..كنا س




.. تفاعلكم | القصة الكاملة لمقتل يهودي في الإسكندرية في مصر


.. عمليات موجعة للمقاومة الإسلامية في لبنان القطاع الشرقي على ا




.. مداخلة خاصة مع رئيس الوزراء الإسرائيلي الأسبق إيهود أولمرت