الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الشخصية المحمدية....في في سطور 7

فارس الكيخوه
(Fares Al Kehwa)

2024 / 4 / 27
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


** إن الأمم كلها في عهد محمد قسمان، أمة لها نبي مرسل وكتاب منزل،كاليهود والنصارى،وأمة ليس لها نبي مرسل ولا كتاب منزل كالعرب،فمحمد لما قام بالدعوة إلى الإسلام،أراد أن يميز بين الاثنين،بين أمة لها كتاب وبين أمة ليس لها كتاب ،فسمى العرب بالأميين. والأمي بالمعنى الإصطلاحي نسبة إلى الأمة أي إلى العرب.
** هناك أدلة كثير وواضحة بأن محمد كان يحسن القراءة والكتابة وكان يقرأ الكتب القديمة وأنه كان على علم بقصص الأنبياء الأولين وأخبار الماضين.
** يجوز أن نقول ما كان الحج عادة عند قريش والعرب إلا لأجل مواسم التجارة والأسواق التي تكون فيها تجارة قريش رائجة رابحة،لانهم تجار هذه الأسواق،ولانهم ولاة البيت المهيمون على الحج. ولهذا كانت قريش أغنى العرب،وكانت لقريش رئاسة دينية على العرب.واذا علمنا أن قريشا كانوا أهل تجارة،فقد علمنا أنهم كانوا أهل أسفار أيضاً،ولان محمدا من قريش فلا عجب أن نرى له أسفارا عديدة للتجارة،فاسفاره هذه هي التي تستحق العناية بدراستها ومعرفة تفاصيلها حق المعرفة،اذ بها وحدها تنكشف لنا أسرار كثيرة من حياة محمد قبل النبوة.ولكننا نراها غامضة أيضاً كحياته قبل النبوة.
** إن الكلام فيما يتعلق بحياة محمد قبل النبوة إنما هو كلام جري فيه التلفيق والتزوير لأنهم لم يعنوا به ولم يابهوا له إلا بعد ما تم لمحمد ماتم من أمر النبوة،فلذلك كان للتلفيق فيه مجالا،وقد ظل هذا المجال متسعا للرواة حتى جاء ابن إسحاق ودونه.
** إن العقل السليم ليضحك بملء فيه من هذه الأقوال والروايات السخيفة المضطربة فإذا كان محمد وبعد النبوة لا معجزات له إلا القرآن والقرآن أصدق شاهد على ذلك.وكل من قرأ القرآن وتدبره علم أن محمدا لم يأت بشئ من خوارق الطبيعة ولم يتحد خصومه إلا بالقرآن،هذا بعد النبوة فكيف قبلها..
** إن محمدا لما حصل على قوة مسلحة هاجر إلى محلها، أخذ يضرب بها أعدائه حتى تم له ما أراد..
** لما قام محمد بدعوته إلى الإسلام،وهو يريد أن يجمعهم على كلمة واحدة،راى من الضروري لنجاح الدعوى أن يبطل الكهانة ( كان العرب يعتقدون إن لكل كاهن تابعا من الجن يأتيه بالخبر من السماء) ويجعل خبر السماء مقصورا على الوحي الذي يأتيه به جبريل،كي لا تقبل العرب إلا منه ولا تسمع إلا له.ولاجل أبطال الكهانة أغلق محمد أبواب السماء في وجوه الشياطين،وملاها حرسا شديداً من الملائكة،وجعل هذه الشهب المتساقطة في الجو رجوما للشياطين تردهم عن استراق السمع وأخذ الأخبار السماوية.هكذا كان العرب يعتقدون فجاراهم محمد في عقليتهم وفي عقيدتهم ولم يكذبها،وإن كان يعلم أنها خرافة، ولكن ابطلها بخرافة مثلها إلا ليكونوا إلى القبول والتصديق أقرب.
** لما كان اليهود أهل دين وكتاب وكانوا إذا وقع بينهم وبين الأوس والخزرج شئ من الشر،توعدوهم وقالوا لهم: سيبعث نبي قد أظل زمانه نتبعه ونقتلكم معه قتلة عاد وارم،ولاشك أن اليهود لا يقصدون بقولهم هذا نبيا عربيا،وانما من بني إسرائيل،وهو المسيح الذي تبشرهم به توراتهم،وانهم لم يقصدوا من هذه المقالة إلا تخويف الأوس والخزرج من هذا الوعيد.وما كانوا يعلمون أن هذا الوعيد سيكون من جملة الأسباب التي تم بها نجاح دعوة محمد..
** مما يدعو إلى التأمل في البيعة الثانية ما قاله أبو الهيثم بن التيهان ،اذ قال" يا رسول الله،ان بيننا وبين الرجال ( يريد اليهود)حبالا وأنا قاطعوها،فهل عسيت إن نحن فعلنا ذلك ثم اظهرك الله أن ترجع إلى قومك وتدعنا".هذه إشارة على قطع عهود اليهود ونبذ حلفهم، فكأنهم بهذه البيعة يقولون لليهود: هذا هو النبي الذي كنتم تتوعدون وها نحن قد سبقناكم إلى اتباعه،فنحن نقتلكم معه قتل عاد وارم لا انتم.اما محمد فكان جوابه" بل الدم الدم والهدم الهدم،انا منكم وأنتم مني،أحارب من حاربتم وأسالم من سالمتم".
** إن العقبة الثانية يمكن اعتبارها أول خطوة انتقلت به من دار السلم إلى دار الحرب،وبها تم انتخاب 12 نقيبا ،الذين بايعوه بيعة حرب.وعقيب هجرته إلى يثرب أنزل آية الحرب وهي" اذن للذين يقاتلون بأنهم ظلموا وأن الله على نصرهم لقدير".
** الأديان هكذا تفعل في أهلها،وهكذا تلقى العداوة والبغضاء بين المختلفين فيها..
تحويل القبلة….
** كانت الكعبة عند العرب في جاهليتهم بيتا مقدسا يزورونه ويطوفون به ويتمسحون باركانه ويحجون إليه ويعتمرون.ولما كان محمد واحداً منهم،رابيا فيهم ناشئا بينهم،فليس من العجب أن نراه بعد النبوة يجعل الكعبة قبلة له في صلاته.
** ان تعلق محمد بالكعبة هو أعظم الأسباب التي دعته إلى تحويل القبلة في المدينة من بيت المقدس إلى الكعبة، وهناك أسباب أخرى.
- إن ما فعله البراء بن معرور في تحويله القبلة إلى الكعبة قبل أن يحولها محمد،ولم يفعل البراء ذلك إلا لأن الكعبة مقدسة عند العرب أكثر من بيت المقدس،فلا ريب إن ما فعله البراء قد ترك أثرا في نفس محمد لتحويل القبلة.
- حولت القبلة لانه كان يعجبه أي محمد أن تكون قبلته الكعبة سيما ما بلغه بعد قدومه المدينة أن اليهود قالوا يخالفنا محمد ويتبع قبلتنا،وكذلك ما قاله كفار قريش للمسلمين،لم تقولون نحن على ملة إبراهيم ،وانتم تتركون قبلته وتصلون إلى قبلة اليهود..
- اكبر الأسباب وأهمها،لما هاجر محمد إلى المدينة صار إذا إستقبل صخرة بيت المقدس يستدبر الكعبة فشفق ذلك عليه،لأن استدبار الكعبة التي هي مطاف العربn المقدس لا يتماشى مع الغاية التي يرمي إليها محمد،فبهذا حصلت الضرورة إلى تحويل القبلة.
** بعد تحويل القبلة كثرت أقاويل المسلمين فقال بعضهم " ما ندري محمد أين يتوجه،ان كانت الأولى حقا فقد تركها،وإن كانت الثانية هي الحق فقد كان على باطل".
** كان محمد يكثر إذا صلى من النظر إلى السماء ليفهم القوم أنه ينتظر أمرا من السماء.فأمر كتحويل القبلة يلزمه التأني والتبصر وحسن التدبير حتى لا تكون عاقبته سيئة،مما يدل على حزم محمد ودهائه العظيمين أنه لم يكتف بالمقدمات القرآنية ،بل احتاط أن يكون على وجه كل من رآه أيقن بأنه لم يكن إلا بأمر الله...

وللسطور بقية في كتاب الشخصية المحمدية للأديب والشاعر معروف الرصافي.

تحياتي.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مستوطنون يقتحمون المسجد الأقصى بحماية من قوات الاحتلال


.. لايوجد دين بلا أساطير




.. تفاصيل أكثر حول أعمال العنف التي اتسمت بالطائفية في قرية الف


.. سوناك يطالب بحماية الطلاب اليهود من الاحتجاجات المؤيدة للفلس




.. مستوطنون يقتحمون بلدة كفل حارس شمال سلفيت بالضفة الغربية