الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الحرب على الحياة: الحكومات الثيوقراطية والعداء للطبيعة

إسلام أشرف عطية
(Eslam Ashraf Attia)

2024 / 4 / 28
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


لطالما كانت تجربة إيران مع «الثيوقراطية» بمثابة تذكير بالفظائع التي يمكن أن تحدث عندما يصل «الأصوليين» إلى الحكم لقد أدى حكمهم في إيران إلى موت واعتقال الآلاف، وحكم على الباقين بالعيش في جحيم من القمع.
ولم يقتصر تأثير «الحكم الديني» في إيران على حدوده. فقد استغل النظام موارد الشعب لدعم جماعات «الإرهاب» في جميع أنحاء المنطقة، مما أدى إلى زعزعة الاستقرار وتدمير حياة شعوب أخرى.

قمع الطاقات

يعاني الشعب الإيراني من قمع طاقته، فالرقص مثلًا أو التعبير العفوي عن الحب يؤدى إلى السجن، ففي شرع «الحكومات الثيوقراطية» لا يوجد مجال للحرية، أي غير مسموح بما يمكن أن يضمن نمو الإنسان وتفوقه. وتعاني المرأة بشكل خاص من الاضطهاد، فالمرأة في إيران غير مسموح لها بالخروج دون غطاء الرأس، ويتم تهديد النساء بالسجن أو بفرض غرامات مالية إن لم يلتزمن بالحجاب. وعلى الرغم من الإرهاب الذي تمارسه الدولة بواسطه ما يسمى ب «شرطة الأخلاق» يستمر الإيرانيون في تحدي القيود المفروضة عليهم بكل شجاعة.

الحرب على الحياة

تتشابه «الديكتاتوريات الدينية» في رفضها للحياة ورغبتها في تدمير العالم، وتحت شعار «نحن نحب الموت كما تحبون الحياة». يسعى هؤلاء الأشرار بلا هوادة إلى تدمير العالم. ويظهر ذلك بشكل واضح في استهداف «الحوثيين» لسفينة روبيمار وإغراقها، مما أدى إلى كارثة بيئية مدمرة. وقد سبق لهم ارتكاب انتهاكات لحقوق الأطفال عبر تجنيدهم، وقامت «الجماعة المتطرفة» أيضًا بزراعة مليوني لغم في اليمن. وتقوم بهدم منازل المعارضين لأجندتها على رؤوسهم. وهذه الأعمال الوحشية تعتبر أمثلة حية على عداء الأصوليين للحياة.

إمكانات إيران الضائعة

تعتبر إيران دولة غنية بالموارد الطبيعة والبشرية، مما يجعلها دولة ذات إمكانات هائلة لتصبح من بين أهم الدول في العالم.
فإيران تمتلك احتياطيات ضخمة من النفط والغاز الطبيعي والمعادن.
ويشتهر الشعب الإيراني بالذكاء والجمال والإبداع، مما يجعله قوة بشرية هائلة يمكن تسخيرها للتنمية والتقدم والازدهار.
على الرغم من هذه الإمكانات الهائلة، تعاني إيران من سوء إدارة الموارد، مما أدى إلى فشل الدولة اقتصاديًا.
وبسبب تدهور الأوضاع الاقتصادية والسياسية والاجتماعية، يهاجر عدد كبير من الإيرانيين، وخاصة أصحاب العقول المميزة منهم، إلى دول أخرى بحثًا عن فرص أفضل.
ومع ذلك، على الرغم من كل هذه المعاناة، فقد قدمت تجربة إيران نموذجًا حيًا لما يمكن أن يحدث عندما يصل الأصوليون إلى السلطة. لقد أدركت الأجيال المعاصرة أن «الثيوقراطية» تؤدى حتما إلى القمع والظلم.

ولا يجب أن نغفل عن حقيقة أن النظام الإيراني لا يتمتع حاليًا بشرعية للحكم. وهو ما يتضح من انخفاض نسبة المشاركة في الانتخابات البرلمانية إلى ٤١ %، وهي الأدنى في تاريخ الجمهورية الإسلامية منذ عام ١٩٧٩. بغض النظر عن المدة التي يحاول فيها النظام الديكتاتوري تصوير الوضع على أنه طبيعي، فإن أي ديكتاتورية تحمل بداخلها بذور فشلها وستتلاشى في النهاية.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الرئيس #السيسي يستقبل سلطان البهرة ويشيد بدور الطائفة في ترم


.. 116-Al-Baqarah




.. 112-Al-Baqarah


.. سي إن إن تكشف عن فظائع مروعة بحق فلسطينيين في سجن إسرائيلي غ




.. نائب فرنسي: -الإخوان- قامت بتمويل الدعاية ضدنا في أفريقيا