الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


عن أسرة التازيين بفاس

عبد الإله بسكمار

2024 / 4 / 28
دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات


مثلما وعدنا القراء والمتتبعين والمهتمين الأعزاء في تغريدة سابقة أن نعود إلى موضوع " أسرة التازيين " لنسلط الضوء على بعض شخصياتها وأدوارها التاريخية والسياسية حتى يتضح للجميع طبيعة هذا الموضوع وما تربطه بتازة من صلة قد تكون افتراضية أو مؤسسة .
تطرق لهذا الموضوع ببعض التفصيل الأستاذ العلامة عبد الهادي التازي رحمه الله وخاصة في الصفحات الأولى لكتابه " رسائل مخزنية " والتي ترجمها ب CORRESPONDANCES OFFICIELLES مستعرضا بعض الشخصيات التي عرفت في هذه الأسرة المخزنية أساسا ومنذ عهد المولى إسماعيل ولكن الظهور القوي لآل التازي تم في عهد المولى محمد بن عبد الرحمان ( محمد الرابع ) الذي حكم المغرب بين 1859 و1873 .
لقد عرَّف الأستاذ عبد الهادي بمدينة تازة في هذا الكتاب عبر المعلومات التي هي في متناول الجميع كموقع المدينة وتأسيسها على يد قبيلة مكناسة الزناتية وعدم سيطرة أي قوى أجنبية قبل الإسلام عليها وينتقل بإيجاز شديد ليتحدث عن عناية بني مرين بها وصولا إلى العهد العلوي، كما ذكر بعض رجالاتها كعلي بن بري وابراهيم التسولي السفيروالشاعر الطبيب أحمد بن شعيب الجزنائي والمتصوف إبراهيم التازي اللنتي دفين وهران بالجزائر والمتكلم عبد الله بن فارس التازي ويختم هذا التقديم بقوله حرفيا " كل أولئك الذين كان لهم شأن تم لهم عن طريق فاس " ولم ترد عنه أية إشارة إلى أنهم من تازة، باستثناء ما أورده حول عبد السلام التازي نقلا عن رسوم مخزنية بأنه التازي أصلا الفاسي الرباطي وذلك في الصفحة 15 من نفس الكتاب ثم يعرج على تعريف آخر لمدينة فاس، وغير هذا يورد الراحل عبد الهادي أسماء من اشتهروا في هذه الأسرة وساء كانوا من التجاروهم الغالبية أو الوزراء وبلغ شانهم أوجه مع أمين الأمناء في عهد السلطان المولى الحسن الأول : مُخا التازي .هذه هي أبرز المعلومات التي أوردها التازي حول نفس الأسرة وهي واضحة كما لا يخفى، نعم يمكن أن تكون هناك علاقة ما للجد الأول بتازة إما إقامة مؤقتة أو عبورا ثم استقرارا بفاس فسموا بالتازيين .
يعتبر الأستاذ حسن قرنفل في كتابه " أهل فاس المال والسياسة " آل التازي من أعرق الأسر الفاسية وأكثرها عددا ويؤكد بأنها كانت تضم ثمانية عشر فرعا ( 18 ) في أواخر القرن 19 وينتمي أعضاؤها إلى أوساط احتماعية واقتصادية مننوعة، فمنهم التجار والعلماء والحرفيون ويضيف الاستاذ قرنفل " وأهم فرع من فروع الأسرة هو فرع عقبة الزرقاء بفاس ، كما كان للأسرة فرع آخر بالرباط غالبا ما يذكره المؤرخون بصفة التازي الرباطي ( ومنه قصر التازي بحيز لعلو بالرباط ) وتعتبر أسرة التازي أسرة مخزنية بامتياز، حيث شغل بعض أفرادها منصب الوزارة لمدة طويلة خلال النصف الثاني من القرن 19 كما كان لها أدوارا تجارية هامة قبل أن تتراجع تلك الأدوار بدءا من القرن العشرين .
وجاء في معلمة المغرب " هي أسرة فاسية نابهة أصلها من مدينة تازا الجبلية الواقعة وسط قبيلة غياثة على بعد 120 كلمة من فاس ، وقد انتقل التازيون إلى مدن أخرى كالرباط وسلا وتطوان .
الطريف في الأمر أن الاستاذ حسن قرنفل ينقل عن صاحب سلوة الأنفاس أسرا فاسية كانت يهودية ثم أسلمت ومنها أسرة بناني وذكر علماء ينتمون إلى أسرة التازي والشرايبي وابن زاكور وابن شقرون وكنون وميارة والمنجور" ولا أدري مدى مصداقية هذا الفتراض عند صاحب السلوة خاصة وأن أهل فاس يدعةون نسبتهم إلى الأندلس " وقلما نعثرعلى أسرة فاسية تعلن صراحة عن أصلها اليهودي " أكثر من ذلك وجدت بتازة أسرفاسية تسمت بالتازي ونموذج ذلك أسرة الحاج التهامي التازي رحمه الله والراجح أيضا أن الكثير من أعلام تازة تضاف لهم صفة التازي كابراهيم التازي السابق الذكر وابن بري التازي وغيرهم .
خلاصة القول أن أمر الأنساب عموما وأسرة التازيين على وجه الخصوص ما زال مفتوحا على مصراعيه أمام التساؤل والبحث والاستقصاء .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. احتلال يمتد لعام.. تسرب أبرز ملامح الخطة الإسرائيلية لإدارة


.. «يخطط للعودة».. مقتدى الصدر يربك المشهد السياسي العراقي




.. رغم الدعوات والتحذيرات الدولية.. إسرائيل توسع نطاق هجماتها ف


.. لماذا تصر تل أبيب على تصعيد عملياتها العسكرية في قطاع غزة رغ




.. عاجل | القسام: ننفذ عملية مركبة قرب موقع المبحوح شرق جباليا