الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


مابين النازية القومية الهتلرية والفاشية الدينية القومية الفارسية-2

مكسيم العراقي
كاتب وباحث واكاديمي

(Maxim Al-iraqi)

2024 / 4 / 29
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


4—المشتركات بين النازية الالمانية والفاشية الفارسية
5-العداء التاريخي الفارسي ضد العرب والعراقيين وكل من حولهم

(4)
تشترك النازية القومية الهتلرية والفاشية الدينية القومية الفارسية في بعض الجوانب، على الرغم من اختلافاتهم الأساسية. ومن تلك الجوانب:
1. التطرف القومي:
كلا النظامين يروجان للتطرف القومي والتفوق العرقي. النازية الهتلرية أسست على فكرة تفوق العرق الألماني النازي، في حين أن الفاشية الدينية القومية الفارسية تروج لتفوق العنصر الفارسي, خصوصا ضد العرب!
2. الدعاية والتحريض:
استخدم كلا النظامين الدعاية بشكل مكثف لتحقيق أهدافهم. النازية الهتلرية كانت تروج للتفوق العرقي والتطهير العرقي، بينما تروج الفاشية الدينية القومية الفارسية للتفوق الفارسي والتحكم في المنطقة.
3. التحكم الشديد في الحياة اليومية:
كلا النظامين كانا يسعيان للتحكم الشديد في حياة المواطنين. النازية الهتلرية فرضت قوانين صارمة على الحريات الشخصية والتجمع والتعبير، بينما تفعل الفاشية الدينية القومية الفارسية نفس الشيء بل واكثر من ذلك فيما يتعلق بالحريات الشخصية جدا مثل فرض الحجاب ومنع الخمور من اجل نشر المخدرات, ومنع الاختلاط وتطبيق احكام بربرية ضد الناس.
4. العنصرية والتمييز:
النازية الهتلرية كانت تعتبر اليهود والغجر والمثليين والمعاقين والسوفييت والسلوفاك والبولنديين والرومانيين والتشيك واليونانيين والسويديين والنرويجيين والدنماركيين والهولنديين والفرنسيين والبلجيكيين واللوكسمبورجيين والإيطاليين والإسبان والبرتغاليين والأفارقة والأمريكيين والأستراليين والنيوزيلنديين والهنود والصينيين واليابانيين والكوريين والفيتناميين والتايلانديين والماليزيين والإندونيسيين والفلبينيين والمنغوليين والهنود الحمر والعرب والأفغان والإيرانيين والأرمن والأذربيجانيين والجورجيين والتركمان والأوزبك والقرغيز والطاجيك والأوكرانيين والبيلاروسيين والإستونيين واللاتفيين والليتوانيين والفنلنديين والروس والأوكرانيين والبيلاروسيين وغيرهم, فئة دون مستوى الامة الالمانية وبعضهم اعتبرتهم دون مستوى البشر لايستحقون الحياة.
اما الفاشية الدينية القومية الفارسية فتعتبر ان سحق العرب واحتلال ارضهم وابادتهم اهم اهدافها, وقد تم تثبيت ذلك في الدستور وفق مبدا تصدير الثورة!
كما يمارس النظام الفاشي الايراني حملات ابادة وقمع ضد الشعوب غير الفارسية داخل ايران مثل العرب والبلوش والاكراد!
ومارس النظام الايراني ضد اللاجئين الافغان والعرب سياسة اجرامية واكثر من ذلك ضد الاسرى العراقيين وكان الالاف منهم قد قتلوا بعد اسرهم في اعترافات واضحة لقادة النظام!
5. القوى القمعية
البوليس السري الجستابو الذي كان يمارس القمع داخل وخارج المانيا وغيره من التشكيلات لاتقل دموية عن اذرع النظام القمعية وفي الوقت الذي كان هناك حزب واحد وهو الحزب النازي فان النظام الايراني قد فرض ايديولوجية اجرامية دينية واحدة ولكنه سمح بتعدد التشكيلات الحزبية من اجل الخداع والتضليل وخصوصا فيما يتعلق بتقسيمهم الى محافظين ومعتدلين وقد انتهت تلك اللعبة قبل الانتخابات الاخيرة ووصول المجرم رئيسي لرئاسة الجمهورية.
6. كراهية الديمقراطية وفرض مبدا القوة الساحقة:
تستند الديمقراطية الحقيقية على ثلاث قواعد رئيسية, الحرية والمساواة والإخاء.
وهذا امر لاتتحمله النازية ولا الفاشية الايرانية! فالناس وفق منطقهم غير متساوون وهناك تفوق عنصر على اخر كما ان حرية الناس يجب ان تكون محددة بما يقرره النظام النازي او مايقرر الاسلام الذي نشا في بيئة صحراوية مجدبة وتقاليد متخلفة وندرة في كل شيء وعلاقات اجتماعية كارثية!
وامن النازيون أن حل النزاعات الدولية بالوسائل السلمية غير ممكن. ولذلك، فإنهم يؤمنون بالعنف والقوة. كتب مانو كارلي، "الفاشية من الحرب، وفي الحرب يجب أن تجد منفذا لها".
اما النظام الفاشي الفارسي فهو قد خطط ونفذ عمليات عدوانية داخل الدول الاخرى ويستثمر كل مناسبة للعدوان والتوسع والنهب سواء اكان هناك ديمقراطية هزيلة كما هي ديمقراطية لبنان والعراق او باستثمار سقوط الانظمة العلمانية العربية التقدمية كما حصل في اليمن او ماحصل في السودان الان من حرب اهلية!
ويبدو ان النظام الفارسي لديه خطط مفصلة عن كل الاحتمالات لكل دول وان لديه دراسات وبحوث ومراكز تتخذ القرارات وتتعامل مع المواقف بسرعة.
وبينما سارع النازيون لدخول الحرب والاستمرار بها بسرعة وبدماء السعب الالماني فان الفاشية الايرانية تستند على مبدا المطاولة والصبر والتحايل وانفاق اقل قدر من دماء واموال الفرس من اجل الحاق افدح الخسائر المادية والبشرية والاعتماد على خطة تستمر لعدة عقود وتتحرك بكل انتباه وتركيز واحتياط! وباساليب خبيئة لاتخطر على بال احد.

(5)
تستند ايران الى نظام ثيوقراطي قادم من عصر فجر الاسلام شكلا وواقعا فهو نتاج للعنصرية الفارسية ضد الاقوام الاخرى, وخصوصا ضد العرب.
وفي واقع الامر ليس هناك مجتمع اسلامي ولاقبول جماهيري له والامر مفروض بالقوة القاهرة كما هو حال المانيا في العهد النازي.
الدستور الإيراني تم الموافقة عليه في كانون الأول 1979، وتعديلاته عام 1989، وهو يحدد النظام السياسي والاقتصادي والاجتماعي لايران معلناً أن الإسلام هو الدين الرسمي والشيعة الإثنا عشرية هو المذهب الرسمي للبلاد.

وبالرغم من أن الخليفة عمربن الخطاب والملقب بالفاروق لعدله، وهو أحد العشرة المبشرين بالجنة، فإن إيران تخلو من اسم (عمر) أو (خالد) وذلك لارتباطهما بإنهاء الإمبراطورية الفارسية، وليس ذلك فحسب، بل إن قاتل عمر ابن الخطاب (أبو لؤلؤة المجوسي) له مقام ومزار في وسط طهران وشارع باسمه وساحة باسمه!
يشعر الفرس بالنقص إزاء المستوى الحضاري التاريخي للأمة العربية، وسعة امتداد وقوة البلاد العربية من حيث الامكانات والفرص وليس من حيث الواقع او الحكام.
فالفرس عندما استقروا في الهضبة الإيرانية وجدوا العراق موطن الحضارة الإنسانية والإبداع الإنساني، بينما لم يتمكنوا هم عبر تاريخهم من تقديم إسهام حضاري مماثل، وكان كل الذي فعلوه أنهم نقلوا إنتاج حضارة وادي الرافدين إلى فارس، لذلك فقد أخذوا موقعهم كمتلقين للحضارة لا صانعين لها. فالديانة (الزرادشتية) لم تكن فارسية، وإنما أخذوها من (الميديين)، ولم يجدوا ما يكتبون به كلامهم إلا الكتابة المسمارية العراقية والآرامية العربية… وكان الإسلام الذي جاء به العرب عاملاً إضافياً لجعلهم يكرهون العرب. فبعد أن كانوا يسخرون من العرب أصبحوا جزءاً من الحضارة العربية الإسلامية ، فما انفكوا يحلمون بإعادة أمجاد ساسان.
ينضح الأدب الفارسي شعراً ونثراً قبل الإسلام وبعده بكراهية العرب ويتشرب ذلك ناشئتهم، وأكبر ملحمة شعرية في الأدب الفارسي هي ملحمة (الشاهنامة) كتبها في القرن الرابع الهجري أبو قاسم الفردوسي في ستين ألف بيت، والفردوسي من قادة الحركة الشعوبية، والعجيب أنه مسلم، لكن عصبيته غلبت دينه حين امتدح كسرى بقتله الصحابي عبد الله بن حذافة السهمي وذم فيها العرب ذماً شديداً.
في حين أن الفارسي ناصر خسرو يصف العرب في السفرنامة من بعده بستة قرون قائلاً ان العرب جهلة.
لم يتغير الحال في الأدبيات الفارسية المعاصرة عما كانت عليه قديماً، فقبل أعوام أحيا الشاعر مصطفى بادكوبه أمسية شعرية في المركز الثقافي في مدينة همدان ونقلتها وسائل الإعلام الإيرانية المختلفة، خاطب فيها الذات الإلهية المقدسة بقوله «خذني إلى أسفل السافلين يا إله العرب، شريطة أن لا أجد عربياً واحداً فيها، فأنا لست بحاجة لجنة الفردوس لأنني وليد الحب، فجنة حور العين والغلمان هدية منك للعرب فقط».
وكان سبب هذه الغضبة الساسانية أن الشاعر سمع متحدثاً يقول: إن العربية لغة أهل الجنة. ولأن الشاعر يكره العرب، توجه باحتجاجه إلى الله عز في علاه، واصفاً إياه بإله العرب، ودعاه أن يأخذه إلى أسفل سافلين، وشرطه الوحيد أن لا يجد عربياً هناك.
وقال بادكوبة كل هذا عن العرب، وفي إيران ستة ملايين عربي أكثرهم من الشيعة يذيقهم النظام الإيراني شتى أنواع العذاب، ويحرمهم من أبسط حقوقهم الإنسانية.
والعديد من العراقيين الذين قاتلوا مع ايران ومنهم عزة الشابندر يتحدث عن مقدار كراهية الفرس لهم واذلالهم!
وهناك احداث لانهائية عن مدى الاذلال للعراقيين بعد عام 2003 عند المعابر الحدودية او داخل ايران!
وعندما قامت ثورة الخميني عام 1979 انخدع كثير من الكويتيين بالشعارات الرنانة للثورة وتحولوا إلى دعاة لها ما حذا بالسلطات الكويتية إلى سحب جنسيات أسر وطردهم من الكويت وكان من بينهم أسرة عباس المهري.
وروى أحد أبناء عباس المهري لوسائل الإعلام أنهم عاشوا عشرة سنوات من الذل والهوان وأنه لولا زكاة الخمس التي كانت تصلهم من شيعة الكويت لما استطاعوا البقاء أحياء طيلة تلك الفترة.
ويضيف الابن أن والده الذي توفي في إيران كان قد تقدم بطلب الحصول على جواز سفر إلى الإيرانيين من أجل أداء فريضة العمرة إلا أنهم رفضوا وقالوا له «أنت لاجئ سياسي عندنا، يكفيك هذا الأمر، عن أي جواز تتحدث؟ لا تحلم بهذا على الإطلاق»، ويقول الابن إنهم قد عرفوا حينها أنهم باعوا وطنهم الغالي (الكويت) بالأرخص.
وجاء في كتاب الباحث العراقي نبيل الحيدري الذي يحمل عنوان «التشيع العربي والتشيع الفارسي» الصادر في 2014عن دار الحكمة بلندن أن الفرس قد أدخلوا الكثير من الانحرافات الفكرية والإشكالات العقائدية والبدع والطقوس في المذهب الشيعي عبر التاريخ، لاسيما الفرس الذين تشيعوا في الكوفة فهم يحملون تراثاً في تقديس الملوك ووضع ألقاب الإله عليهم وبعد أن تبنوا التشيع نقلوا ثقافتهم معهم، وأدخلوا تلك الهالة، أي أخذوا صفات التقديس لملوكهم وأدخلوها في التشيع.
ويؤكد الباحث أنه بعد أن حلت الدولة الصفوية (1501– 1736)، توسع دورها بشكل كبير في انحراف التشيع العربي وتأسيس التشيع الفارسي، لاسيما في زمن سطوتها إبان عهد الشاه إسماعيل حيدر الصفوي (1478– 1524)، الذي جمع بين السلطتين الدينية والدنيوية، وقد أحاط به العديد من وعاظ السلاطين، من أمثال المجلسي صاحب البحار، الذين أسهموا في إلغاء الآخر المختلف، وفي تحويل إيران إلى التشيع الفارسي باتخاذ الأساليب القهرية المبنية على مفاهيم خاطئة، لا تخلو من البغضاء والأحقاد والتكفير والسباب.

المصادر:
1
النقاط العشرة لفهم الفاشية ونقدها | الجزيرة نت (aljazeera.net)
2
كراهية الفرس للعرب قديمة والإيرانيون خذلوا شيعة الخليج - بحوث ودراسات - عراق العروبة (iraqaloroba.com)
3
غالب الشابندر يكشف حقائق خطيرة عن النظام الإيراني (youtube.com)
4
غالب الشابندر المجتمع الايراني غير اسلامي وثائر على رجال الدين, صلاة قليلة واقتصاد غير اسلامي!
5
تعامل لاإنساني مع الأفغان في إيران (youtube.com)
6
كيف كان تعامل السلطات الإيرانية مع الأسرى السنة والأسرى غير المسلمين؟ (youtube.com)
7
أسرار وخفايا حول تعرض الأسرى العراقيين للتحرش والإعتداءات الجنـ.سـية في السجون الإيرانية (youtube.com)
8
أسرار وخفايا حول حقيقة قيام "محمد باقر الحكيم" بتعذيب الأسرى العراقيين في السجون الإيرانية !! (youtube.com)
9
آلاف الأسرى العراقيين ما يزالون في السجون الإيرانية منذ أكثر من 30 عاما | تقرير: أنس يوسف (youtube.com)
10
نائب بالبرلمان الإيراني يقر بقتل مئات الأسرى العراقيين (youtube.com)








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي