الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


عبد الباري عطوان مقاوم ثائر ومرابط على ثغور مهجورة وعارية

حمزة بلحاج صالح

2024 / 4 / 29
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


تابعت مسيرة هذا الصحفي الفلسطيني ومساره المليء بالمتاعب والمحن وكنت مترددا في إتخاذ موقف منه في التسعينيات من القرن الماضي و بعدها فبقيت بين بين هكذا لطبعي لا لأسباب معينة فأنا بطيء في إصدار الاحكام خشية الظلم...

والله لا يحب الظلم وحرمه على نفسه " و ما ربك بظلام للعبيد" قران مجيد و حرمه بين العباد.

كنت أتلمس الجد والوطنية في خطابه و قرأت له وهو في صحفي في غير صحيفة " رأي اليوم" و قبل انشاءها والتي استقر عليها في نهاية مسار حافل بالتجارب و الخبرات وكان ان شعرت انا ايضا بالاستقرار و وضوح الرؤية بعد ان قام بانشاء صحيفته الجادة راي اليوم.

عبد الباري عطوان صحفي قدير ملتزم بالقصايا المركزية والاستراتيجية والرئيسة للأمة العربية والإسلامية ووحدة العرب والمسلمين وهويتهم الحضارية واستقلالهم وحريتهم...

وهوصاحب القناة الشهيرة على اليوتوب ذات الإقبال الغزير والمتزايد والكثير والنوعي والذي يحيي النخوة العربية والاسلامية ....

وهو صاحب الصحيفة الإلكترونية المرموقة "رأي اليوم" التي تصدر في لندن كما أظن وباللغة العربية والتي نشرت فيها مقالات عديدة ومعه هيئة تحرير موقرة ...

كان له مشوار صحفي سابق ومراس طويل و شاق في صحف شهيرة ولقي العنت والمؤامرات والكيد فصبر و صابر و أثبت جدارته و قدرته...

إلتقى بشخصيات عربية وعالمية شهيرة ومهمة قديما وحديثا واخرها زيارته للاتحاد السوفياتي هذه السنة ...

فهو المنافح عن خط الممانعة وعن كل خطوط الحرية والاستقلال والتحرر من مختلف الاستلابات والاغترابات والهيمنات و " الامبرياليات" و التشيؤات وكل أنواع الإستكبار...

عبد الباري عطوان صحفي متعفف لا يتاجر بقضايا أمته وليس من جحافل المرتزقة صابر صبور عفيف ومتعفف وطني حر هواه العروبة والاسلام و العدل و الحرية ومنفتح على الكونية غير الهيمنية و غير الامبريالية...

عبد الباري عطوان منح للأمة العربية والاسلامية ولم ينتظر او فكر يما في أن تمنحه وتعطيه وتغدقه والدليل على ذلك فهو ناقد متبصر لعيوب العالم وعالمنا العربي الاسلامي بل حتى الخطوط التي يدافع عنها...

لا يقف عند ابواب السلاطين ولا يطرقها ويقول فيهم كلمته متضامنا مع الشعوب العربية والمسلمة المقموعة و المضطهدة من حكامها كما هو الحال في قضية غزة وفلسطين و غيرها...

يقدم للناس وللمتابعين الشأن الجيوسياسي والاستراتيجي والاستشرافي ببساطة وسلاسة واختصار وتركيز....

عطوان منبع ومثال وقدوة الوطنية والاسلام في زمن الردة والخيانات والصمت والنفاق وعندما يخاطب جمهوره أشعر بأنه يتألم وأنه يستخرج مفرداته وكلماته من دواخله العميقة ومن جوارحه المجروحة....

ومن عروقه التي تنزف دما لحال غزة وفلسطين وأطفالها ونساءها ورجالها وشبابها الذين استشهدوا تحت تراب منازلهم ببربرية و وحشية وإبادة والمشردين ولحال كل الامة ....

ومن " قواه" و من "ايروسه" و "لوغوسه" وباطنه و أعماق وعيه وقلبه المتمزق يقتلع الكلمات بجذورها الدلالية والتركيبية. ورسائلها الثورية والتحررية...

فيتدفق المعنى ثائرا بوج النور حتى احمرار وجنتيه وبحة بلعومه و حلقه و قصبته وجفاف ريقه فيسبق المعنى كل هذه الموانع فيخرج كالقنبلة في وجه الوحشي المغتصب والمعنى كما قال الفراهيدي من محنته ....

إنني فضلت أن اكتب في الرجل الكبير هذا كلمة إنصاف للتاريخ للعرب شعوبا بنخوتها وحكاما ببغيهم و خذلانهم إلا من رحم ربي ...

يا من تجاوز قوميته العربية فلم تسجنه ولم تكبله ففعل محاسنها وعبر منها الى الوحدة الاسلامية وإلى مختلف قومياتها وطوائفها و تنوعها الذي لا يذهب ريحها تنازعا بل وحدة و تعاونا....

ومنها الزيدية اليمنية والشيعية العربية والشيعية الفارسية والكردية العربية والعلوية السورية وانفتح على حركات التحرر في العالم وعلى المكون الانساني من غير اغتراب ولا استلاب ولا ارتهان و لا تبعية عمياء....

بل عبر و انتقل منها الى الأنسنة العميقة بسقف الدين ناظما وموحدا ومحررا من كل التشيؤات والعبوديات اويا ومأوى وحضنا وحصنا جامعا مؤمنا مستوعبا لكل هذا التنوع المعيوش ....

لقد راكم فكريا وعاصر واستفاد من مختلف التجارب اليسارية والليبرالية والعروبية القومية والاسلامية والشيعية والسنية وحركات التحررالعالمية وحركات المقاومة ....

ومحور الممانعة مرجحا ومفعلا الايجابيات وناقدا في هدوء وحكمة السلبيات نظرا للسياق وما يمكن ان يتحمله في الراهن...

فلسطيني قح وحر وشريف وقدير ورجل رشيد كيف لا يهب ويقوم العالم كله من المناهضين للظلم من النخب والصحفيين والاعلاميين والنخب العربية والاسلامية والشعوب ان تقيم له حفلا لتكريم شهامته و شجاعته و صبره و مصابرته. أمام العالم....

وتمنحه وساما للشرف والنزاهة والنخوة والثورة على الظلم و الكفاح باستماتة من أجل الحق....

و لأنني تجرعت علقم و مراراة التهميش والظلم من أنظمتنا العربية أقول هذا حتى نتجاوز المحلي نحو نسائم الحرية خارج سجوننا التي هي أوطاننا وأقانيمنا المغلقة ....

تحية عرفان يا أبو عطوان..تحية إكبار يا عبد الباري..تحية اجلال يا عبد الباري عطون...

تجمعنا المحبة والإنسانية ونخوة العروبة غير العنصرية والاسلام ناظما لها ..

أطال الله في عمرك وأعمارنا في الخير أيها الكبير و الشريف...

أيها الوطني العربي المسلم الوحدوي الفلسطيني الإنساني التحرري الحيوسياسي الإستراتيجي الإستشرافي حتى النخاع ...

عبد الباري عطوان المناضل المكافح الشجاع المستميت الثابت ابو النخب والكفاءات العربية والاسلامية الهمهشة ...

تحية اكبار و اجلال لجهاده الذي لا يقل عن جهاد المقاومين في غزة و جنوب لبنان واليمن ...

إنه لا يكل و لا يمل...

ادعوا له جميعا بالحفظ والأمان وطول العمر والصحة والعافية والقوة....








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. تأييد حكم حبس راشد الغنوشي زعيم الإخوان في تونس 3 سنوات


.. محل نقاش | محطات مهمة في حياة شيخ الإسلام ابن تيمية.. تعرف ع




.. مقتل مسؤول الجماعية الإسلامية شرحبيل السيد في غارة إسرائيلية


.. دار الإفتاء الليبية يصدر فتوى -للجهاد ضد فاغنر- في ليبيا




.. 161-Al-Baqarah