الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


في الدين والقيم والإنسان.. (41) / أذ. بنعيسى احسينات - المغرب

بنعيسى احسينات

2024 / 4 / 29
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


في الدين والقيم والإنسان.. (41)
(تجميع لنصوصي "الفيسبوكية" القصيرة جدا، من دون ترتيب أو تصنيف، التي تم نشرها سابقا، أود تقاسمها مع القراء الكرام لموقع الحوار المتمدن الكبير المتميز).

أذ. بنعيسى احسينات – المغرب


إن القرآن وحدة متكاملة متماسكة؛ من أحكام وتشريع وقيم ومحرمات وغيب وقصص وعبر.. لا مبدل لكلمات الله، إلى أن يرث الأرض ومن عليها.

من الصعب بمكان، أن تقنع الناس بالتراجع عن أفكار، ربما هي غير صحيحة، تم أخذها عن المشايخ، قد تكون في الغالب فتاوى شفوية.

لقد حان الوقت لاسترجاع القرآن والحديث، من سطوة الفقيه والمفسر والمحدث.. لقد حولوهما إلى سجل تجاري، وإلى ترهيب المجتمع والناس.

تكمن قداسة القرآن في الترتيل والتدبر، لا في التبرك به للزينة، وبالتلاوة في المناسبات، واستعمال آياته للرقية، وطلب الرزق وفك السحر.

مشايخ الإسلام يتحدثون باسم الله ورسوله، وباسم الحكام والأنظمة، إلا الحديث عن حاجة الفقراء والمحتاجين. لقد وعدوهم فقط بالجنة.

يهتم المشايخ بالأخلاق الخاصة للأفراد، وهي حرية فردية خاصة، ولا يهتمون بالأخلاق العامة، التي يتقاسمها الجميع وتهم الكل في المجتمع.

عندما يقول الله تعالى: "ما ننسخ من آية.." فهو يتحدث عن إرادته، ولا دخل لبشر في شؤونه. ولم يطلب من أحد شيئا. إنه فعال لما يريد.

إن الذكر الحكيم الذي في الصدور، والقرآن الكريم المكتوب في المصاحف، كلام الله لا مبدل لكلماته، بلغه رسوله محمد (ص) إلى الناس أجمعين.

ما هي الآية التي نسخت قطع اليد للسارق، المعتمدة لإلغائها في القرآن؟ إنها مع خارج القرآن، من اجتهاد الخليفة عمر بن الخطاب.

إن ما يتعلق بالعقيدة يبقى ثابتا أبديا إلى يوم القيامة. لكن هناك مسائل دنيوية اجتماعية تتغير باستمرار، يجب أن تتطور مع حركة الزمن.

لو تم إعادة النظر في ما درسوه المشايخ، لوجدوا أخطاء وتحريفا للحقيقة، وخرافات وأساطير. إلا أن الناجي الوحيد من كل هذا، هو نص القرآن.

رغم حملهم في صدورهم ل كتاب الله (القرآن)، فالفقهاء والمشايخ يتعاملون معه على أساس نص موازي؛ لصحيح البخاري ومسلم وغيرهما.

إذا كان هناك وحيين؛ قرآن وحديث لهما مصدر واحد، فلماذا نقول قال الله، ونختم بصدق الله العظيم؟ ونقول قال الرسول، بعد عنعنة بشرية؟

إن الوحي 1 عموديا، صادر عن اللوح المحفوظ وجبريل وبلغه رسول الله باسم الله. والوحي 2 أفقيا، منسوب إلى النبي، عن عنعنة ظنية فحسب.

إذا كنا نقول: صدق الله العظيم بعد قراءة القرآن أو سماع آياته، فلماذا لا نقول: صدق البخاري ومسلم عندما نسمع حديثهما لأنهما صحيحين؟

إذا كنا نقول: صدق الله العظيم بعد قراءة القرآن أو سماع آياته، أيحق أن يًقال: صدق البخاري ومسلم عندما يُسمح حديثهما، لأنهما صحيحين؟

من دين الله تعالى، مع القرآن ورسوله الأمين، إلى دين البشر، مع البخاري ومسلم وغيرهما. ومن صدق الله العظيم، إلى صحيح البخاري ومسلم.

باسم الناسخ والمنسوخ، أخذ المشايخ في تفصيل القرآن، حسب ما يريدونه، لخدمة مصالح حكامهم، من أحكام شرعية، مستنبطة من القرآن والحديث.

إن أداة الناسخ والمنسوخ، جعلت المشايخ يتحكمون في كلام الله ويوجهونه حسب رغباتهم. بل بواسطتها استطاعوا نسخ القرآن بالحديث.

بدأت بعض الفئات من المشايخ تخرج من جحورها. في الحقيقة لم يعد لها ما تقوله. لأن القول يمر عبر العقل، وقولهم يمر عبر السلف والعنعنة.

لقد مكث د. شحرور بينهم، أكثر من ثلاثين سنة، وهو يبحث ويكتب في موضوع القرآن. ولا واحد حاول الرد عليه، باستثناء تكفيره والتشهير به.

إن القول بالناسخ والمنسوخ في القرآن، يعني فيما يعنيه أن كتاب الله نسبي تتحكم فيه الظروف. وهذا مستحيل في حق كلام الله عز وجل.

لقد استعمل المشايخ مسألة الناسخ والمنسوخ في القرآن، للتحكم في الأحكام والسيطرة عليها، وتمهيد الطريق لنسخ بعض آياته بالحديث.

إن تتطابق الفكر الديني مع ذاته لا يخدم الأمة. لكن رجال الدين كرسوا هذا التطابق وتجاهلوا قانون التطور. والمهم هو تطابقه مع الواقع.

إن النصوص الدينية ثابتة، لكن دلالة معانيها متحولة عبر الزمان والمكان. فالله وحده الثابت المطلق الأزلي، والباقي متغير نسبي وفان.

إن دقة الله سبحانه، في خلق الكون بقوانينه وتفاصله وحركاته، لا يختلف عن دقة كلام الله القرآني، في تشريعه وقيمه وأحكامه وقصصه.

القرآن الكريم، موجه للناس أجمعين في كل زمان ومكان. فرغم أن نصوصه ثابتة، إلا أن محتواها متحرك دوما، حتى تستجيب لقانون تطور العصور.

جل الطقوس الدينية عند أعل الكتاب، من إنتاج الأنظمة. فاليهودية من التلموديين، والمسيحية من الرومانيين، والإسلامية من العباسيين.

وراء الطقوس الدينية السائدة، رجال الدين ومؤسساتهم، بدعم من أنظمة دولهم. إنهم يستفيدون من ريع الكنيست والكنيسة والأوقاف الإسلامية.

إن ساكنة العالم يتقاسمها اليوم، أهل الكتاب الثلاثة وغيرهم. لكن ما يجمع هؤلاء، هو القيم الكونية التي تراكمت وحقوق الإنسان.

في جل دول العالم اليوم، تتعايش كل المعتقدات؛ سواء كانت سماوية أو غيرها. فما يسود فيها أساسا، هو القانون والقيم الإنسانية فقط.

المراد من منشوراتي القصيرة جدا، هو مسايرة العصر في السرعة؛ فهي سريعة في الكتابة والقراءة والفهم. غايتها المساهمة في خلق نقاش معمق.

ما يلاحظ في النقاشات، عبر صفحات مختلفة تناقش أمور الدين، اللجوء إلى الجاهز المتوارث عليه والتمسك به، كأنه حقيقة إلهية لا تناقش.

من الصعب بمكان، أن يسود نقاش موضوعي، خال من التعصب والأنانية، فيما يتعلق بالدين وعلومه. هذا نتيجة استمرار تحكم التراث في العقول.

محتوى منشوراتي أفكار بسيطة، تحمل في طياتها رسائل، تحرك العقول للمساهمة في النقاش البناء، الذي يعود بالنفع المبين على الجميع.

يحصل المكتوب والرزق والحض بالعمل والاجتهاد، لا بالكسل والدعوات. اعمل ما عليك عمله أولا، ثم ادع ربك. فالله يستجيب للعمل الصالح فقط.

استغلال آيات قرآنية لجلب الرزق والحض ورد المكتوب، دون أعمال صالحة، لا يفي بالغرض المطلوب. لأن الله ينظر إلى أعمالنا لا إلى نيتنا.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. تأييد حكم حبس راشد الغنوشي زعيم الإخوان في تونس 3 سنوات


.. محل نقاش | محطات مهمة في حياة شيخ الإسلام ابن تيمية.. تعرف ع




.. مقتل مسؤول الجماعية الإسلامية شرحبيل السيد في غارة إسرائيلية


.. دار الإفتاء الليبية يصدر فتوى -للجهاد ضد فاغنر- في ليبيا




.. 161-Al-Baqarah