الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


آراءٌ بسيطٌة غير مُلزمٍة لأحد.. (20)

زكريا كردي
باحث في الفلسفة

(Zakaria Kurdi)

2024 / 5 / 1
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع


قُلتمْ: لَنا خالقٌ حكيمٌ،
قلنا: صدَقتمْ كذا نَقولُ
زَعَمتُموهُ بِلا مَكانٍ
ولا زَمانٍ، ألا فَقولوا:
هَذا كلامٌ لَهُ خَبيءٌ،
مَعناهُ لَيستْ لَنا عُقُول
- أبو العلاء المعرّي

جرى في سالف العقل والزّمان ..
أن اقتتل بعض الناس المؤمنين الصادقين مع أنفسهم قديماً ، حول فكرة "يدُ القدر "
بعد أن تساءلوا :
هل انها مجازاً لغوياً ، تفي حسن التدبير، والتحكم في مصائر البشر ، أو رمزاً للقوة والبطش . .
أم يا ترى ، هي حقيقةٌ ، عيانية ، مجسدةٌ ، وجزءٌ لا يتجزأ ، من ذات مُتعالية عن هذا الوجود ، و مفارقة للواقع ..
وبالطبع ، كانت مقاصد كل منهم المختلفة ، ترومُ - في تقديري - الى أمرين خفيين عن ظاهر موضوع الحوار :
الفريق الأول : كان يريد ان يتخلص من سطوة حرفية النص المقدس ، والسبب إدراكه المنطقي لتعارض بعض التنزيل مع حقائق العلم والعقل والواقع ..
و أما الفريق الثاني : فقد كان يشغله الخوف على العقيدة و زلزلة اليقين الديني ، وبالتالي أصرّ على ضرورة التمسك بحرفية النص ، مهما كانت العواقب على حياة الانسان أو وعيه ..
ولهذا رأوا ان الأخذ بالنص المقدس القائل بـ يد القدر " ضرورة حتمية يقينية ، لايأتيها الباطل من خلفها أو من قدامها .
وان العقل يجب ان يتنحى جانباً ، وعلينا أن نشكك به وبقدراته المحدودة ، كلما اراد التفسير والتأويل ، بل ومنعه من ان يتجاوز على النصوص المقدسة الموروثة بأي شكل من الاشكال .. ..
اللطيف في الامر
أن لا أحد منهما ، لاحظ غياب رأي القدر تماماً ، والنأي بنفسه عن هذه المشاكسات الفكرية ، والشطحات البشرية الاعتقادية المحضة ،
أو لماذا قرر - كما يبدو - الاحنفاظ برأيه بعيداً ، وعدم التدخل -كالعادة - لحلّ المشكلة المصيرية في أفهام البشر المؤمنين ..الذين ما زالوا يتقاتلون إلى الآن .
بالطبع / لا أعلم لماذا حدث هذا ..؟؟
لكن .. الله أعلم
zakariakurdi








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. حلقة نار من تحدي الثقة مع مريانا غريب ????


.. الجيش الروسي يستهدف تجمعات للقوات الأوكرانية داخل خنادقها #س




.. الطفل هيثم من غزة يتمنى رجوع ذراعه التي بترها الاحتلال


.. بالخريطة التفاعلية.. القسام تقصف مقر قيادة للجيش الإسرائيلي




.. القصف الإسرائيلي المتواصل يدمر ملامح حي الزيتون