الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


في الدين والقيم والإنسان.. (42) / أذ. بنعيسى احسينات - المغرب

بنعيسى احسينات

2024 / 5 / 2
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


في الدين والقيم والإنسان.. (42)
(تجميع لنصوصي "الفيسبوكية" القصيرة جدا، من دون ترتيب أو تصنيف، التي تم نشرها سابقا، أود تقاسمها مع القراء الكرام لموقع الحوار المتمدن الكبير المتميز).

أذ. بنعيسى احسينات – المغرب



إن "الشهيد"، ليس هو من مات في جهاد ما أو في معركة ما بين الإسلام والكفر. بل هو من شاهد حدث ما حضره، وقال ما رأى عند استجوابه.

كثيرا ما يتم الخلط حول مفهوم "شهيد"، عند فقهائنا الأجلاء. فهم يطلقونه على من استشهد، في معركة أو قضية. وهذا لا يجانب الصواب.

من خلال الفيسبوك، تبين أن جل المشاركين في النقاش أو الردود، لا يفصحون عن هويتهم، ومداخلتهم دون المستوى. فكيف لأمة أن تنهض بهؤلاء؟

كنت دوما أتساءل: كيف تم استمرار الفكر التراثي الإسلامي إلى اليوم؟ لقد تأكد أن الأجيال المتعاقبة، لم تكن أبدا في المستوى المطلوب.

من حق الفقهاء والشيوخ والأئمة، أن يتألهوا ويتجبروا ويتسلطوا على الناس، لأن ليس هناك ناس أحرار. بل قطيع تابع، يردد ما تم تحفيظه له.

لقد حارب رجال قبيلة قريش النبي الرسول، وهو على قيد الحياة. وتنكروا له وهو ميت، وتركوا رسالته مهجورة، وعززوها بعد بوحي ثاني مزعوم.

لماذا نجد علماء في شتى التخصصات العلمية، أصبحوا فقهاء في علوم الدين، ولم نجد ولو واحدا من المشايخ، أصبح يوما عالما في تخصص معين؟؟

من غير المعقول أن نطلق اسم علماء على رجال الدين. إنها سبة في حقهم من حيث الموضوع، وتمجيدا لعلماء الكون، من حيث المنهج العلمي.

القناعة بفكرة أو عقيدة أو موقف، لا يمكن أن تكون صادقة مائة في المائة، لأن هامش الذاتية فيها قد يكون كبيرا، يسمح بتسرب الخطأ إليها.

إن العمل الإنساني برمته، معرض دوما إلى الخطأ، مهما تحرى الموضوعية والدقة في ذلك. لأن نقص الإنسان وضعفه، يحددان غالبا عمله.

الإنسانية اليوم تضم كل التشريعات السائدة في العالم، وكل القيم التي تراكمت مع الزمن. فكن إنسانيا أولا، ثم مارس معتقدك كما تشاء.

العالم اليوم أصبح يتجه إلى ما هو مشترك فيه، ألا وهي الإنسانية في تجلياتها؛ بقواعدها وقيمها وقوانينها. فالدين لم يعد يجمع الناس.

كل العالم اليوم تسيره القوانين المدنية والتجارية والإدارية. بما في ذلك الدول الإسلامية عامة، باستثناء مسائل الزواج والطلاق والإرث.

يعتبر الإسلام خاتم الديانات السماوية، ومحمد (ص) خاتم الأنبياء والرسل للعالمين. فالإنسان اليوم، قادر على وضع تشريع وقيم خاصة به.

من بين المسلمين، نجد جلهم يلتزمون بأداء الشعائر، بدون نقص أو زيادة. دون الالتزام بالصدق والوفاء والإخلاص، في العمل والمعاملات.

المسلمون يتفوقون على الغرب والأمريكان وغيرهم، في ممارسة الشعائر الدينية. لكنهم يتفوقون عليهم في ممارسة القيم والعمل الصالح.

عندما تقوت شوكة الإسلام، في المدينة المنورة بالعدد وبالسيف، انضم أغنياء قريش إلى الإسلام، خوفا على مصالحهم، وحفاظا على مكانتهم.

بعد حوالي 20 سنة من موت النبي الرسول محمد (ص)، انقلبت الأمور مع الحكم الأموي ثم العباسي، إلى الحكم بالوراثة باسم الدين الإسلامي.

إذا كان الدين عند الله هو الإسلام، فأين الأمة الإسلامية منه؟ لقد اختزلوه في الشعائر، دون الالتزام بالقيم الإنسانية والعمل الصالح.

إن الشعوب الإسلامية كانت ضحية مشايخ الإسلام وحكامهم. لقد جعلوا منه فزاعة لتخويفهم من الحياة، وكذا من الموت ويوم القيامة.

ما يلاحظ في النقاشات، عبر صفحات مختلفة تناقش أمور الدين، اللجوء إلى الجاهز المتوارث عليه والتمسك به، كأنه حقيقة إلهية لا تناقش.

من الصعب بمكان، أن يسود نقاش موضوعي، خال من التعصب والأنانية، فيما يتعلق بالدين وعلومه. هذا نتيجة استمرار تحكم التراث في العقول.

الشباب المسلم اليوم 3 أصناف: صنف متدين ملتح، له مرجعية سلفية متطرفة. صنف علماني يميل إلى الإلحاد. وصنف عقلاني إنساني.

تكاد ممارسة التدين العلني، أن تكون بطاقة خاصة للمسلم الملتزم. بها نتعرف على المتدينين من غيرهم. لكن لكل مُنهم شيخ ملهم خاص.

لقد خذل المسلمون رسولهم بعد موته، بهجر القرآن وتعويضه بالحديث فيما بعد. وجعلوا من الإسلام دينا محليا، بدل أن يكون دينا للعالمين.

لقد أخضع العرب الدين الإسلامي إلى ثقافتهم الصحراوية. وحولوه إلى دين محلي خاص بالمنطقة العربية، وأفرغوه من محتواه القيمي الإنساني.

الأمويون عرب الخلافة بدواوينها. والعباسيون عرب الخلافة وفرس الدواوين. لذا لم يتعرب لا الفرس ولا الأتراك فيما بعد، كما تعرب الباقي.

لقد تعربت العراق والشام ومصر وشمال إفريقيا والأندلس، بحملات عسكرية باسم الفتوحات الإسلامية. واعتناق الإسلام كان غير سلمي.

نشر العرب لغتهم عبر الفتوحات الإسلامية؛ بالشام والعراق ومصر وشمال إفريقيا والأندلس. إلا الفرس والأتراك، قد كانا يتمتعان بهيمنة ما.

إن هيمنة الفرس على الدولة العباسية، مكنهم من الحفاظ على لغتهم. نفس الشيء مع الحكم العثماني، مكن الأتراك من الحفاظ على لغتهم كذلك.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. استقالة أول موظفة يهودية من إدارة بايدن -بسبب سياسة واشنطن م


.. المفكر د. يوسف زيدان: اجتماعاتنا في -تكوين- علنية وبيتم تصوي




.. المفكر د. يوسف زيدان: اتكلمنا عن أشكال التدين المغلوط .. وه


.. دار الإفتاء في طرابلس تدعو ل-قتال- القوات الروسية في البلاد




.. -حافظ البهرة على سرية طقوسهم الدينية عبر العصور بعد اضطهاد ا