الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


شذرة 5

رياض قاسم حسن العلي

2024 / 5 / 3
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


ثمة تناقضات حول التعامل مع القرآن والسنة النبوية، في البدء علينا أن نفهم أن مصطلح السنة لم يظهر في الأدبيات الإسلامية إلا في وقت متأخر ولم يرد حديث صحيح عن النبي الأعظم بضرورة اتباع سنته حيث ظهر هذا المصطلح كما يذهب أحمد أمين وغيره في القرن الرابع الهجري كوصف لجماعة الأشعرية والماتريدية في مواجهة الحنابلة والشيعة والمعتزلة، هذا من ناحية الفرق المذهبية اما كمصطلح اتباعي بمعنى السيرة وسلوك النبي فلم يعرف في البداية حيث ظهرت كلمة السيرة ثم قام اهل الحديث بتدوين السنن وكلمة السنن تعني التشريعات او الطرق الموصلة للعبادة وهي عامة لا تتعلق بالنبي الأعظم فلله سننه التي ذكرها في كتابه الكريم.
أما عن التناقضات في التراث الإسلامي فأول من قال بأن القرآن يكفي للوصول إلى الحقيقة هو الخليفة الثاني عمر بن الخطاب في قوله كما ورد في كتاب البخاري ( إنَّ النبيَّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ قدْ غَلَبَ عليه الوَجَعُ، وعِنْدَكُمُ القُرْآنُ، حَسْبُنَا كِتَابُ اللَّهِ) ومن المؤكد أن ما أراد النبي الأعظم تبليغه إلى الحاضرين وقتها ينطبق عليه مفهوم السنة لذا؛ فإن عمر هنا رفض السنة وهذا ما يفسر اتجاه السلطة بعد وفاة النبي الأكرم بعدم كتابة أي قول للنبي كما ذكر الخليفة الأول في مرسال ابن أبي مليكة (إنكم تحدثون عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أحاديث تختلفون فيها والناس بعدكم أشد اختلافا فلا تحدثوا عن رسول الله شيئا، فمن سألكم فقولوا: بيننا وبينكم كتاب الله فاستحلوا حلاله وحرموا حرامه) بل إن مسلما روى في كتابه حديث النبي (لا تكتبون عني، ومن كتب عني غير القرآن فليمحه) أما ما نسب للإمام علي من قول مفاده عدم المخاصمة بالقرآن لأنه حمال أوجه فهذا يعني أن القوم الآخرين ليس لديهم علم بالقرآن فلم يكن القرآن منتشرا بين الناس ككتاب مخطوط بل كانت ثمة نسخ محدودة موزعة بين المدن وتحت تصرف الحاكم وليس بشكل مشاع هذا من ناحية ومن ناحية أخرى فإن هذا القول ينسب إلى ابن عباس في مصادر حديثية أخرى وهو ضعيف ، فقول الإمام علي يفهم بظرفيته الآنية وليس عابرا للزمن لأنه ورد في مرحلة حرجة من تاريخ الإسلام.
لكن السؤال الذي يأتي هنا هو كيف برر كتبة الأحاديث كتابتهم وتدوينهم لها مع نهي النبي كتابة الحديث؟ طبعا تبريرهم جاء كون هذا حديث النهي جاء أيضا في مرحلة ظرفية زمانية، فهل هذا صحيح؟
هنا نفهم أن منع تدوين الحديث جاء بأمر من السلطة وان تدوين الحديث جاء بأمر من السلطة كذلك حيث أمر عمر بن العزيز ابن شهاب الزهري وابن حزم بكتابة حديث النبي وهما من الموالين لحكام بني أمية كما هو معروف.
بينما إسحاق بن راهويه وابن المبارك لم يرد أنهما دونا الحديث بشكل كامل بل توجد روايات عنهما في كتب السنة والشيعة معا وهما ممن تصدان لرواية الحديث بل إن ابن راهويه هو الذي الهم للبخاري بتدوين الحديث ومن المحتمل أن البخاري اعتمد على بعض مدونات ابن المبارك وابن راهويه وغيرهم ومن غير المعقول تصديق ما ذكر من خوارق عنه، بل إن البخاري عاش في عصر المتوكل الذي عرف عنه موقفه المتشدد تجاه رجال المعارضة ومنهم العلويين لذلك لم يرو البخاري عن جعفر الصادق مثلا ومن المعروف ان المتوكل هذا كان قد استخدم موارد الدولة في الانفاق على رواة الحديث ومنهم مصعب الزبيري وإسحاق بن أبي إسرائيل، وإبراهيم بن عبد الله الهروي، وعبد الله وعثمان ابني محمد بن أبي شيبة.
لكن أكبر معضلة واجهها تدوين الحديث هو الكذب، حيث توجد مئات الآلاف من الأحاديث المدونة هي مكذوبة وغير صحيحة مع ورود حديث تبوء النار لمن يروي حديث كاذب، فكيف حدث هذا؟








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. تأييد حكم حبس راشد الغنوشي زعيم الإخوان في تونس 3 سنوات


.. محل نقاش | محطات مهمة في حياة شيخ الإسلام ابن تيمية.. تعرف ع




.. مقتل مسؤول الجماعية الإسلامية شرحبيل السيد في غارة إسرائيلية


.. دار الإفتاء الليبية يصدر فتوى -للجهاد ضد فاغنر- في ليبيا




.. 161-Al-Baqarah