الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الحاضرية الوجودية الشاملة و تحقيق السعادة والرضا

غالب المسعودي
(Galb Masudi)

2024 / 5 / 5
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق


الحاضرية يمكن أن تساعد في تحقيق السعادة والرضا الذاتي. عندما يكون الفرد مركزًا في الحاضر ومتواجدًا بشكل كامل في التجربة الحالية، فإنه يمكنه تحقيق مستوى أعلى من السعادة والرضا الذاتي. من خلال التركيز على اللحظة الحالية والاستمتاع بتجاربها، يمكن للفرد أن يعيش اللحظة بشكل أكثر كمالًا ويشعر بالسعادة الفورية. الحاضرية تعزز القدرة على التقدير للأشياء الصغيرة في الحياة وللمحيط الذي يحيط بالفرد. ومن خلال زيادة الامتنان والتقدير، يمكن أن يزيد الشعور بالسعادة والرضا الذاتي. الحاضرية تسهم في بناء علاقات أفضل وأكثر اتصالًا مع الآخرين. عندما يكون الفرد متواجدًا بشكل حقيقي في العلاقات الاجتماعية، يمكنه بناء صلات أكثر قوة وتقديرا وتعاطفا مع الآخرين، مما يساهم في السعادة والرضا الذاتي من خلال بث روح التعاون والرضا استجابة لحاجات الوعي الاجتماعي. الحاضرية تساعد في تركيز الفرد على أهدافه الشخصية وتحقيقها في الحاضر. من خلال تحقيق الأهداف والشعور بالإنجاز والتقدم، يمكن للفرد أن يشعر بالرضا الذاتي والسعادة. مع ذلك، يجب أن نلاحظ أن السعادة والرضا الذاتي هما مفاهيم شخصية وتختلف من شخص لآخر. قد يتأثر الأفراد بعوامل مختلفة ويمكن أن يكون لديهم احتياجات مختلفة لتحقيق السعادة والرضا الذاتي. لا يوجد اتفاق عام بين الفلاسفة حول الفلسفة الحاضرية أو أية فلسفة أخرى بخصوص تحقيق الأهداف الوجودية للذات. تختلف وجهات النظر والمفاهيم في هذا الصدد بين الأفراد والمدارس الفلسفية المختلفة. رغم ان الأهداف الوجودية للذات هي مسألة معقدة وشخصية، وتتعلق بالمعنى والغاية العميقة للحياة والوجود. قد يستند البعض إلى الفلسفات التقليدية مثل الاستيقاظ الروحي أو الوعي العميق أو تحقيق الاتصال مع اللاوعي لتحقيق الأهداف الوجودية. بينما يمكن للآخرين التفكير في المعنى الشخصي والقيم الأخلاقية والتحقق من الذات كطرق لتحقيق الأهداف الوجودية.
يجب أن يتم تحقيق الأهداف الوجودية للذات بناءًا على المعتقدات الشخصية والقيم والتجارب الفردية. قد يستفيد البعض من الحاضرية والتركيز على التجربة الحالية، بينما يفضل الآخرون استكشاف العمق الروحي أو التأمل أو العمل على تطوير العلاقات الاجتماعية القوية.
لكن هناك العديد من الجوانب غير المنطقية والساخرة في الحياة:
العبثية في الوجود: تعتقد بعض الفلسفات العبثية أن الحياة بشكل عام لا معنى لها ولا هدف لها. هذا يعني أننا نعيش في عالم غير منطقي وبلا هدف واضح.
الاختلاف بين النية والنتيجة: في بعض الأحيان، قد نقوم بتخطيط جيد ونعمل بجد لتحقيق هدف معين، ولكن نحصل على نتيجة مختلفة تمامًا عما كنا نتوقعه. هذا الاختلاف بين النية والنتيجة يمكن أن يكون غير منطقي وساخر في بعض الأحيان.
عدم المعنى الوجودي: قد يشعر البعض بالإحباط والسخرية من الحياة بسبب عدم وجود معنى حقيقي أو هدف نهائي فيها. قد يتساءلون عن الغرض من وجودهم وعن معنى الجهود التي يبذلونها في الحياة.
الاختلاف بين تقدير الفرد والقيمة الموضوعية: قد يواجه الفرد صعوبة في تقدير الأشياء بشكل موضوعي ومنطقي، وقد يجد صعوبة في تحديد القيمة الحقيقية للأشياء. هذا الاختلاف بين تقدير الفرد والقيمة الموضوعية يمكن أن يكون غير منطقي وساخر في بعض الأحيان.
عدم المعنى الوجودي في مقابل الرغبة البشرية في المعنى، قد يشعر البعض بالتوتر والسخرية من الحياة بسبب الرغبة البشرية القوية في العثور على معنى وهدف في الحياة، في حين أنهم يدركون أنه لا يوجد معنى موضوعي أو هدف نهائي في الواقع. هذه بعض الأمثلة على الجوانب الغير منطقية والساخرة في الحياة. يمكن أن تكون هذه الجوانب محبطة ومضحكة في نفس الوقت، وتثير تساؤلات حول الطبيعة الغامضة والمتناقضة للوجود.
مع ذلك تواجه الحاضرية الوجودية النقد في الفلسفة المعاصرة. هناك العديد من الدراسات والمقالات التي تناقش هذا الموضوع وتقدم نقدًا لمفاهيم الحاضرية الوجودية. سنستعرض بعض النقاط الرئيسية لهذا النقد:
النزعة الفردية المفرطة: ينتقد البعض الحاضرية الوجودية لتشجيعها النزعة الفردية المفرطة والتركيز الزائد على الحرية الشخصية دون مراعاة المسؤولية الاجتماعية
الانعزالية: يرى البعض أن الحاضرية الوجودية تعزز الانعزالية وعبادة الذات، مما يؤدي إلى تفكك المجتمع وتقويض العلاقات الاجتماعية.
النظرية العقلانية: يعتبر البعض أن الحاضرية الوجودية تفتقر إلى تأسيس فلسفي عقلاني قوي، وتعتمد بشكل كبير على الشعور والتجربة الشخصية دون توجيهات فلسفية محددة.
النقص في التفسير الاجتماعي: يرى البعض أن الحاضرية الوجودية تغفل عن العوامل الاجتماعية والتاريخية التي تؤثر في الواقع الإنساني، وتقدم تفسيرًا ضيقًا للحياة الاجتماعية.
النقص في القيم والأخلاق: يعتبر البعض أن الحاضرية الوجودية تغفل عن القيم والأخلاق الأساسية في بناء المجتمع، وتركز بشكل أكبر على الحرية الفردية دون النظر إلى التبعات الأخلاقية.
النقص في التفسير الاجتماعي في الحاضرية الوجودية هو مصطلح يستخدم لوصف النقص في الفهم الاجتماعي للتجارب الحاضرية والتحليل الاجتماعي للحياة الحاضرية في إطار النظرية الوجودية. يعتبر هذا النقص نقطة انتقاد للنظرية الوجودية، ولا يعني الحاضرية الوجودية، حيث يقول البعض أنها تركز بشكل كبير على الجانب الفردي والنفسي للتجربة الإنسانية وتغفل عن العوامل الاجتماعية والثقافية التي تؤثر على الحياة.
الحاجة إلى تكامل النظريات: يعتبر النقص في التفسير الاجتماعي في الحاضرية الوجودية دافعا لنقص في التفسير الاجتماعي في الحاضرية الوجودية هو مصطلح يستخدم لوصف نقص الاهتمام بالعوامل الاجتماعية في النظرية الفلسفية المعروفة بالحاضرية الوجودية.
تحتاج الحاضرية الوجودية إلى توسيع نطاق التفسير الاجتماعي لتشمل العوامل الاجتماعية التي تؤثر على الفرد وتشكل حياته. يعتبر الاهتمام بالتفسير الاجتماعي ضروريًا لفهم الظروف الاجتماعية والثقافية التي يعيش فيها الفرد، وكذلك لفهم التفاعلات والتأثيرات الاجتماعية على الفرد وتجربته الشخصية. من المهم أن يتضمن التفسير الاجتماعي في الحاضرية الوجودية العوامل التالية:
الثقافة والقيم: يجب أن يؤخذ في الاعتبار كيف تؤثر القيم والمعتقدات الاجتماعية في تشكيل هوية الفرد وتوجهاته.
الطبقة الاجتماعية: يجب أن يتم دراسة تأثير الطبقة الاجتماعية على فرص الفرد وتحقيق طموحاته وتجربته الحياتية.
السياسة والسلطة: يجب أن يتم فهم كيفية تأثير السياسة والسلطة على الفرد وحرياته وفرصه في المجتمع.
من خلال توسيع نطاق التفسير الاجتماعي في الحاضرية الوجودية، يمكن تعزيز فهمنا للفرد وتجربته الشخصية في سياق العوامل الاجتماعية والثقافية التي يعيش فيها.
الوجودية الإنسانية: يعتبر الإنسان المركز الحقيقي للوجود ويؤكد على أن الوجود الإنساني يتطلب التفكير والتحليل العميق للحياة والمعنى، وتكاملا اجتماعيا لإضفاء المعنى.
الحرية والمسؤولية: يعتقد أن الحرية تأتي مع مسؤولية الاختيار والتصرف بطريقة مسؤولة وأخلاقية.
الوجود والمعنى: يسعى الإنسان لاكتشاف هذا المعنى وتحقيقه من خلال العمل
والتفاعل مع العالم والآخرين.
من المهم أن نلاحظ أن الحاضرية الوجودية تعتبر مدرسة فلسفية معقدة وعميقة، وقد يستغرق الأمر وقتًا لفهمها بشكل كامل. لذلك، الحاضرية الوجودية هي مدرسة فلسفية ترتكز على فهم الإنسان ووجوده في العالم بشكل متكامل اجتماعيا وحضاريا. تعتبر الحاضرية الوجودية من المدارس الفلسفية التي تركز على الإنسان كفرد حي ضمن مجتمع مع احترام الروابط الروحية المشتركة، وتعتبر الفعل والشعور جزءًا أساسيًا من هذا الفهم.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. -بلطجي الإسماعيلية-.. فيديو يُثير الجدل في #مصر.. ووزارة الد


.. جدل بشأن عدد قتلى الأطفال والنساء في قطاع غزة




.. أكسيوس: واشنطن أجرت محادثات غير مباشرة مع طهران لتجنب التصعي


.. مراسل الجزيرة: المقاومة تخوض معارك ضارية ضد قوات الاحتلال ال




.. جيش الاحتلال ينشر فيديو لمقاومين قاتلوا حتى الاستشهاد في جبا