الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الخلافة الإسلامية ترجع الى الواجهة بألمانيا

كوسلا ابشن

2024 / 5 / 5
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


قبل أيام نظم تجمع من العصابات الإسلامية في مدينة هامبورغ مظاهرة إحتجاجية متهمة سياسة الدولة بعداوة الإسلام, بناءأ على الموقف الألماني من حرب غزة. ما يلفت النظر هو الشعارات و الافتات المرفوعة خلال المظاهرة, مثل لافتة تحمل شعار " الخلافة هي الحل". المظاهرة و بكل وقاحة طالبت بالخلافة الإسلامية و تطبيق الشريعة بألمانيا.
عبرت وزيرة الداخلية عن قلقها بحدوث مثل هذه المظاهرات الغير المحتملة في شوارع مدن ألمانيا, و طالبت بتدخل الدولة الشديد و الحاسم في مثل هذه الأحداث. الدولة الألمانية من خلال سياسة الهجرة يلاحظ عليها تأثير عقدة الهولوكوست, و هي ما كبلت سياستها في التعامل الجدي مع جرائم الأجانب, خاصة اليهود و المسلمون, لتجنب تهمتي أنتي سامية و الإسلاموفوبي. سبب تهمة إسلاموفوبيا جعلها تتغاضى عن التجاوزات المؤلمة التي ترتكبها العصابات الإسلامية الإرهابية, التي أسست شبكة من الجمعيات الإسلامية التي تنشط بكل حرية للتبشير بالإيديولوجية الإسلامية في كل المواقع العامة و الخاصة من دون عراقيل, خاصة الجمعيات الإسلامية العربية و التركية التابعة. مدينة كولن كان مقر رئيسي للسلفية التركية التي تدير أغلبية المساجد الموجودة في ألمانيا. كولن التي أراد لها الإرهابي الإسلامي كمال الدين كابلان أن تكون عاصمة الخلافة الاسلامية بدعوته سنة 1994 الى تأسيس دولة الخلافة تطبق الشريعة الإسلامية برئاسته كخليفة للمسلمين. بدأ في نشر أفكار الخلافة عبر شبكته الجمعوية و جريدته أمة محمد ümmeti mohammad و كذا عبر إذاعة خاصة ( إذاعة الحق).
بعد موت موته سنة 1995, نشب صراع حول أحقية الخلافة (صراع تركي-عربي), إنتهى بقتل ماتين ابن كابلان كمال الدين سنة 1997 في برلين لأحد السلفيين المنافسين على خلافة المسلمين وهو خليل ابراهيم, عربي, فلسطيني الأصل, المعلن عن أحقية العرب بالخلافة. سجن كابلان جنيور لسنوات ثم طرد من ألمانيا نحو تركيا سنة 2004. في دسمبر 2001 منع وزير الداخية تنظيم دولة الخلافة و الجمعيات التابعة لها. بعد الحظر بقي التنظيم على الهامش ببعض مئات من الأعضاء. في العشرية الأخيرة من القرن 20 سطع نجم حركة فتح الله غولن بشبكة من مؤسساتها الدينية و الجمعوية و التعليمية و الإعلامية المؤسسة عل أساس الهوية الدينية.
بسيطرة حركة الإخوان المسلمون على السلطة السياسية في تركيا, تصاعد غوغاء النشطاء السلفيون الأتراك في ألمانيا في تنافس محموم مع السلفية العروبية ( ضمنها حزب التحرير) الممولة من طرف سلطنات الفساد و الظلامية بالخليج الفارسي, و التي مولت ماليا الشبكات الإرهابية المتفرقة في المدن الألمانية و منها خلية هامبورغ الإرهابية بزعامة محمد عطا المسؤولة عن جريمة 11 سبتمبر, التي سميت عندهم ب (غزوة نيويورك). في 2114 ظهرت في الشوارع مدينة فوبرطال عصابة إسلامية بزيها الموحد و مكتوب على السترات بكتابة عريضة شرطة الشريعة تتجول في الليل, تمنع الناس من دخول الحانات و الملاهي الليلية و منع الألمان عن كل ما تعتقد العصابة حرام. هذا الفعل اللاقانوني الشاد في فرض قواعد الإسلام في بلد علماني, أغلبية مواطنيه مسيحيون لا تسري عليهم قواعد التعاليم المحمدية, لكن الحكومة تساهلت معه.
السبب في إنتشار الظاهرة الإسلامية, يكمن في أن الدولة الألمانية ليس لها سياسة إسلامية واضحة, خوفا من تهمة (إسلاموفوبيا ) التي ستؤثر على علاقاتها التجارية مع الدول المصدرة للإسلام الإرهابي. ظاهرة السلفية الإسلامية تتصاعد يوما بعد يوم في غياب سياسة ردعية للإرهاب الإسلامي. حتى أصبحت ألمانيا في السنوات الأخيرة, ساحة تجارب للإرهاب الإسلامي , الموزعة بين عمليات دهس المواطنين الألمان بالسيارات أو الطعن بالأسلحة البيضاء في الشوارع و القطارات أو إطلاق النار عليهم في محلات سوبر ماركت و الطرقات أو إغتصاب الفتيات بالقوة.
مظاهرة هامبورغ بدعوتها الى تأسيس دولة الخلافة الإسلامية و تطبيق الشريعة الإسلامية فوق أرض الألمان, هو جرس إنذار للدولة الألمانية (مؤسسات و شعب و أرض), أن ألمانيا مهددة بخطر الخلايا الإرهابية الإسلامية المتعددة الجنسيات, و ستكون عملياتها الإرهابية ليست أقل من "غزوة نيويورك", لأن تصورتها الميتافيزيقية تحد من تفكيرها المغلق, في الإعتقاد أن الحريات العامة في ألمانيا و عقدة الهولوكوست ستوفران الظروف الضرورية لإنتصار العصابات الإرهابية في حرب قيام دولة الخلافة الإسلامية بألمانيا, في خطوة أولوية لإحتلال العالم كله, و هو حلم اليقظة لدى المسلمون لتخريب العالم و إرجاعه الى عهود العبودية.
تجاوزات العصابات الإسلامية تتحمل مسؤوليته الحكومة الفيدرالية الألمانية, بسياستها الفاشلة في التعامل مع الإسلام الإرهابي و عصاباته الضاربة. حظر جماعة كابلان و حظر حزب التحرير, لم يكن كافي لوقف الإرهاب الفكري و الميداني. ما دام مصادر الإرهاب موجودة و حرة و متنوعة, و حركة و نشاط السلفيين تتمتع بالحرية التامة بكل المواقع, هذا ما أدى الى توسيع قاعدة الإرهاب بإنتشار أيديولوجية الإسلام العنفية, المعادية للعلمانية و الدمقراطية و حقوق الإنسان. الدعوة للخروج عن القانون و تنظيم مظاهرات تدعوا الى قيام دولة الخلافة و تطبيق الشريعة الإسلامية في ألمانيا هو حرب مفتوحة على دولة القانون و الدمقراطية و العلمانية.
إنتصرت الشعوب الأوروبية على عصور الظلامية الدينية, بالعلم و التنوير و بالثورة على الإقطاعية لبناء المجتمعات الحديثة. و أكيد أن هذه الشعوب لن تسمح للعصابات الإسلامية المتعصبة للهرطقة الإسلامية الإرهابية, أن تهدم ما كافحت و عملت من أجل تحقيقه طيلة قرون.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - في بحث
عدلي جندي ( 2024 / 5 / 5 - 22:50 )
تناول الأطفال سن الخامسة عشر من المسلمين المولودين ف المانيا نسبة ٦-;-٠-;- %منهم أجابت عن سؤال هل توافق على تطبيق الشريعة الإسلامية وإستبدالها عوضا عن نصوص الدستور والقانون الليبرالي العلماني كانت الإجابة نعم الشريعة الإسلامية هي خير الوسائل لحل مشاكل ألمانيا وتصلح لقيادة وتهذيب الشعوب الأوروبية ..بدون تعليق!!..؟

اخر الافلام

.. أول موظفة يهودية معيّنة سياسيا من قبل بايدن تستقيل احتجاجا ع


.. البابا فرانسيس يعانق فلسطينياً وإسرائيلياً فقدا أقاربهما على




.. 174-Al-Baqarah


.. 176--Al-Baqarah




.. 177-Al-Baqarah