الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


في الدين والقيم والإنسان.. (43) / أذ. بنعيسى احسينات - المغرب

بنعيسى احسينات

2024 / 5 / 6
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


في الدين والقيم والإنسان.. (43)
(تجميع لنصوصي "الفيسبوكية" القصيرة جدا، من دون ترتيب أو تصنيف، التي تم نشرها سابقا، أود تقاسمها مع القراء الكرام لموقع الحوار المتمدن الكبير المتميز).

أذ. بنعيسى احسينات – المغرب


لقد عاش المسلمون قرنين من الزمن، بعد موت رسول الله (ص)، من دون بخاري ومسلم وغيرهما. فماذا أضافوا هؤلاء إلى الدين الإسلامي؟

لقد قام مشايخ وأئمة العصر العباسي؛ بجمع الحديث وتدوين الفقه وأصوله، وشرح وتفسر القرآن. لكن بالمقابل، همشوا التفكير الفلسفي والعلمي.

لقد عاش المسلمون قرنين من الزمن، بعد موت رسول الله (ص)، من دون بخاري ومسلم وغيرهما. فماذا أضافوا هؤلاء إلى الدين الإسلامي؟

لقد قام مشايخ وأئمة العصر العباسي؛ بجمع الحديث وتدوين الفقه وأصوله، وشرح وتفسر القرآن. لكن بالمقابل، همشوا التفكير الفلسفي والعلمي.

إن الرسالة المحمدية كانت للناس أجمعين. واختتامها معه يعني، أن الإنسان بلغ النضج الملائم للتشريع لنفسه، انطلاقا من كتاب الله المبين.

لا تخلو تشريعات العالم اليوم، من الوصايا العشر الواردة في الذكر الحكيم. كما هو الشأن أيضا، بالنسبة لحقوق الإنسان والقيم الإنسانية.

ما ينادي به الإسلام من قيم ومعاملة وعمل صالح، مطبق خارج الدول الإسلامية، وهذه الأخيرة تركز على الشعائر وحدها باعتبارها مؤدية للجنة.

العالم المتقدم اليوم، يدين بالإسلام من حيث القيم والسلوك الحسن والعمل الصالح. لم يبق للمسلمين إلا ممارسة الشعائر الفارغة من القيم.

بعد موت النبي (ص) وأبو بكر وعمر وإقصاء علي، بدأت المؤامرة الأموية تشتغل لبناء دين موازي، اكتمل مع العباسيين بإقرار الوحي الثاني.

إن الدولة العباسية بنيت على معاداة آل البيت أساسا. الشيء الذي جعل العنصر الفارسي يتبوأ دواوين الدولة، ليساهم في إرساء بناء الشيعة.

مارس دينك كما تشاء، لا أحد يتدخل بينك وبين خالقك. لكن عامل نفسك وذويك والناس، بأخلاق الإسلام ورسوله (ص). ففي النهاية الدين معاملة.

لقد خلق الله الإنسان ليستخلفه ويعمر الأرض. فعمران الأرض، يحتاج إلى التعارف والتعاون والتضامن، وكذا التسامح والتكافل والتآخي الدائم.

الإسلام ليس هو الشعائر وحدها، كما فهمونا المشايخ. الإسلام كل لا يتجزأ، لا يكتمل بالفعل، إلا بأجزائه كاملة. فهو غير قابل للقسمة.

إذا سلمنا جدلا، بأن هناك ممارسة الشعائر، وهناك عمل صالح؛ فالنتيجة هي أن هناك مسلمين من دون إسلام، وهناك إسلام من دون مسلمين.

إن أخطر الناس على الدين ومصيره، ليس المشايخ والفقهاء، بل التابعين لهم من غير استعمال العقل، وأوعموهم أنهم على حق على الدوام.

من السهل إقناع المشايخ والفقهاء، لكن من الصعب إقناع التابعين لهم. لأن القطيع إذا تعود على ممارسة ما، سيتمسك بها ويدافع عنها بقوة.

ذباب المشايخ بدأ يشتغل بنشاط كبير، في المواقع الاجتماعية هذه الأيام. وذلك للرد والتشويش على مخالفيهم. إنه إعلان حرب على العقل.

لقد خلق الله الإنسان، ومكنه بالعقل والحرية، ليختار ويتحمل بإرادته مسؤولية اختياره. لكن المشايخ أرادوا عكس ذلك، إخضاع العقل للنقل.

الاحترام قيمة أخلاقية، يقوم بها الإنسان مع غيره، ومع محيطه الطبيعي. إنه ينطلق من الجانب الإنساني في الإنسان كيف ما كان شكله ونوعه.

إن من لم يحترم غيره، سيكون بالضرورة لا يحترم نفسه. ومن لا يحترم نفسه، يكون قد فقد جزء من إنسانيته، إن لم يكن قد فقدها كاملة.

إن أتقى الناس وأقربهم إلى لله، أولائك الذين تُقضى حوائج الناس على يدهم؛ يأخذون بيد الضعيف والفقير، وينصرون الحق وينصفون المظلوم.

إن رسالة الإنسان في حياته، هي أن يعرف ربه ويؤمن بالله واليوم الآخر وبكتبه ورسله، ويؤدي فرائضه حق قدرها، ويعمل صالحا بالأساس.

أكثر من نصف سكان العالم، يعيشون بالقيم والأخلاق والقانون، وربع العالم يعيشون على مظاهر الدين بشعائره وطقوسه، من دون العمل بالقيم.

إن القيم الإسلامية، لا تختلف في شيء عن القيم الإنسانية وحقوق الإنسان. فالأولى منغلقة جامدة ثابتة، والثانية منفتحة متحركة متغيرة.

لقد مر على العرب المسلمين، حين من الدهر، عبر قرون خلت. عرفوا فيها نجاحات محدودة وإخفاقات كثيرة، امتدت إلى اليوم. فمتى سيصحون؟

ما يعز في نفس المسلم الحر، أن يرى أمته تستثمر في التخلف، ولا يعنيها أي تقدم، في كل المجالات الحيوية. هل هذا راجع إلى طبيعة عقليتها؟

عالم الإسلام ليس هو عالم المسلمين في شيء. فكل موبقات الغرب وغيرها التي تمارس بقانون، تمارس عند المسلمين في الخفاء، بأبشع الطرق.

إن المسلم اليوم وللأسف، يستعمل أحدث الوسائل والتقنيات التي أنتجها الغرب، وهو يكفر صانعيها، دون أن يتوقف عن استخدامها صباح مساء.

شعائر الإسلام جزء لا يتجزأ من منظومته. لا يكون المسلم مسلما إلا بممارستها بكل إيمان وخشوع. لكن ما يكملها ويزكيها، هو العمل الصالح.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. حتة من الجنة شلالات ونوافير وورد اجمل كادرات تصوير في معرض


.. 180-Al-Baqarah




.. 183-Al-Baqarah


.. 184-Al-Baqarah




.. 186-Al-Baqarah