الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


دلالات زيارة أردوغان لكردستان

بير رستم
كاتب

(Pir Rustem)

2024 / 5 / 6
القضية الكردية


مشاركتي مع عدد من الأصدقاء والزملاء حول الموضوع أجراه الأخ عنايت ديكو حيث جاء سؤاله على الشكل التالي:

- الرأي العام
——————
- في ظل هذه التحولات الجيوسياسية الكبيرة في المنطقة، يبرز دور اقليم كوردستان العراق كلاعب حيوي اقليمي مهم. وجاءت زيارة الرئيس التركي " رجب طيب أردوغان " الى اقليم كوردستان العراق كحالة متممة وترجمة واضحة لهذا الدور الكوردستاني.
كيف تقيمون هذه الزيارة الرسمية للرئيس أردوغان الى هولير ؟
-
- أخاكم عنايت ديكو
———————-
نتمنى من حضراتكم أن لا تزيد الاجابة عن عشرة أسطر .
……………………………………………………

بقناعتي زيارة أردوغان مع وفد حكومي كبير وضخم لكل من بغداد وهولير، وبالأخص لهذه الأخيرة، تتسم بمعاني ودلالات كثيرة ومعبرة؛ أهمها هو كسر عنجهية تركيا ونظرتها لإقليم كردستان وحكومتها وللكرد عموماً حيث إنها (أي تركيا) وأردوغان نفسه، كانوا وربما ما زالوا يرفضون الاعتراف بالإقليم وبعلمها وبرلمانها وحكومتها، بل وصفهم أردوغان ب"العشائرية"، مع تقديرنا للرموز القبلية والعشائرية، ووصل به الاستهزاء في حكومة الإقليم وكيانها ووجودها أن قال؛ بأن ب"إغلاق الصنبور" -وكان يعني بها خط الغاز والنفط الذي يمر من الإقليم إلى تركيا ومنها لأوروبا- فإنه سيقضي على وجودها؛ أي وجود الإقليم ككيان سياسي، لكن ها نحن نراه يأتي لبغداد، بل إلى هولير نفسها، ولن نقول صاغراً، لكن على الأقل ليس كطاغية ومحتل ليُخضع الكرد، بل ربما مترجياً منهم أن يساعدوه في حل عدد من القضايا والملفات التي تعاني منها تركيا حيث نعلم ومن خلال العقدين السابقين والذي جاءا بأردوغان والتيار الإسلامي لسدة الحكومة في أنقرة؛ بأن الرجل ثعلب سياسة ويعرف أين ومتى يعمل تكويعات خطرة من على حافة الهاوية وقد رأينا ذلك في عدد من الملفات، مثل علاقته بالدول العربية وتحديداً مصر والسعودية فبعد حروبه الكلامية ضد البلدين ذهب وطلب صداقتهم من جديد!

وها هو اليوم يأتي للعراق وكردستان ويدفعه بالتأكيد عدد من الأمور والقضايا والمحركات حيث كلنا نعلم؛ بأن حكومة العدالة والتنمية، ذات الفاشية الدينية المتزاوجة مع الفاشية القومية في تركيا، تمر بمرحلة عصيبة وفي عدد من الملفات؛ إن كانت على الصعيد الداخلي وما تشهدها تركيا من انهيار في الاقتصاد وحال الليرة التركية خير شاهد على ذاك الانهيار، مما تسبب في خسارة وانتكاسة كبيرة لهم في الانتخابات الأخيرة للبلديات.. وكذلك في علاقات تركيا الإقليمية والدولية حيث وبعد كل تلك الأحلام عن مشروع أردوغان في "العثمنة الجديدة" وإخضاع العالم الإسلامي والدول الناطقة بالتركية لنفوذ تركيا وجعلها، أي تركيا "قطب آخر" على المستوى الدولي وليس فقط الإقليمي، ها نحن نرى تراجع الدور التركي حتى في الملف السوري، ناهيكم عن باقي الملفات وطبعاً بعد أن سحب الأمريكان والأوربيين يدهم من دعم تركيا نتيجةً لسياساتها الإخوانية ودعمها للكثير من الجماعات الراديكالية وبالأخص في كارثة عفرين، بل والأخطر الذهاب أكثر باتجاه المحور الإيراني، فكان لا بد من فرملة تركيا!

ولذلك فإن أردوغان يحاول أن يتوجه للشرق بعد أن خذله الغرب وهذه الزيارة بهذا الحجم الحكومي الكبير لبغداد وهولير هي محاولة للتعويض حيث الزيارة وبقناعتي لا تقتصر على الملف الأمني، كما يحاول البعض الترويج له؛ وبأنه فقط لاستهداف العمال الكردستاني، فلا أعتقد بأن يكون هو الملف الوحيد ولا الأول حتى لدى تركيا وأردوغان، بل الأهم هي الملفات المتعلقة بالجانب الاقتصادي من خط النفط المار بالإقليم لتركيا وكذلك فتح بوابات أخرى للعلاقات التجارية وجعل العراق ساحة للبضائع والشركات التركية، طبعاً مع ملف المياه والذي يهم الحكومة العراقية أكثر من أي ملف آخر. وأيضاً فقد جاء أردوغان لكردستان لربما يجد "حبل نجاة" له ولحكومته في الانتخابات الرئاسية القادمة، وقد يكون مدخلها إحياء أو إعادة المفاوضات مع الجانب الكردي بوساطة من البارزانيين.. بكل الأحوال هذه الزيارة تعني فيما تعنيه؛ اعترافاً تركياً ومن أردوغان نفسه كأكبر رمز سياسي لحكومة العدالة والتنمية، ليس فقط بالإقليم الكردستاني وجوداً ككيان سياسي له حكومته وعلمه وبرلمانه، بل كذلك بدور هذا الإقليم والحكومة الكردستانية في عدد من ملفات المنطقة وهذا هو المغزى والدلالة الأكبر بقناعتي في هذه المرحلة التاريخية.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. #أخبار_الصباح | مبادرة لتوزيع الخبز مجانا على النازحين في رف


.. تونس.. مؤتمر لمنظمات مدنية في الذكرى 47 لتأسيس رابطة حقوق ال




.. اعتقالات واغتيالات واعتداءات جنسية.. صحفيو السودان بين -الجي


.. المئات يتظاهرون في إسرائيل للمطالبة بإقالة نتنياهو ويؤكدون:




.. موجز أخبار السابعة مساءً - النمسا تعلن إلغاء قرار تجميد تموي