الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


خرافات المتأسلمين 66 - خرافة زواج الرسول من عائشة بعمر ست سنوات

زهير جمعة المالكي
باحث وناشط حقوقي

(Zuhair Al-maliki)

2024 / 5 / 7
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


كانت حركة الغزو التي اطلق عليها المؤرخون اسم (الفتوحات ) بداية لفتح شهية الجيوش الغازية نحو الانغماس في البحث عن المتع التي كانت محرومة منها في الصحراء التي خرجت منها وقد وصف ابن خلدون تلك الغزوات في الجزء الأول من مقدمته في الفصل الخامس والعشرون باب ( في أن العرب لا يتغلبون إلا على البسائط) الصفحة 286 بقوله "والسبب في ذلك أنهم أمّة وحشية باستحكام عوائد التوحش وأسبابه فيهم فصار لهم خلقا وجبلة، وكان عندهم ملذوذ لما فيه من الخروج عن ربقة الحكم وعدم الانقياد لسياسة وهذه الطبيعة منافية للعمران .... أيضا طبيعتهم انتهاب ما في أيدي الناس، وان رزقهم في ظلال رماحهم وليس عندهم في أخذ أموال الناس حد ينتهون إليه بل كلما امتدت أعينهم إلى مال أو متاع أو ماعون انتهبوه" (مقدمة ابن خلدون ، المؤلف: ابن خلدون؛ عبد الرحمن بن محمد بن محمد، ابن خلدون أبو زيد، ولي الدين الحضرمي الإشبيلي، من ولد وائل بن حجر ، المحقق: عبد الله محمد الدرويش ، الناشر: دار يعرب ، سنة النشر: 1425 – 2004 ، الجزء 1 الصفحة 286 .) . وكانت متعة النساء من اول ما استهدفته تلك الجيوش وفتحت أسواق النخاسة في المدينة ومكة لاستقبال الالاف من الفتيات التي تم سبيهن من اهاليهن تحت شعار الغنائم حتى اصبح الحكام يتفننون في اختيار السبايا وتصنيفهن فها هو عبد الملك بن مروان يصنفهن حسب طبيعة عملهن وصفاتهن وأصولهن، فجعل البربرية للمتعة، والفارسية أم ولد، والرومية خادمة (الجوزية، ابن قيم، أخبار النساء، تحقيق نزاررضا، منشورات مكتبة الحياة، (د ت)، ص: .11). ونقل الكاتب أبو إسحاق بن القاسم القروي المعروف بابن الرقيق أن موسى بن نصير لما فتح سقوما كتب إلى الوليد بن عبد الملك أنه صار لك من السبي مائة ألف رأس، فكتب إليه الوليد: ويحك إني أظنها من بعض كذباتك، فإن كنت صادقاً فهذا محشر الأمة"، أحمد بن خالد الناصري، الاستقصاء/ 1954. اما عن الغرض من ( فتوح ) افريقيا كتب هشام بن عبد الملك الى عامله على افريقية » : اما بعد فان امير المؤمنين لما رأى ما كان يبعث به موسى بن نصير الى عبد الملك بن مروان رحمه الله تعالى اراد مثله منك وعندك من الجواري البربريات المالئات للاعين الآخذات للقلوب ما هو معوز لنا بالشام. فتلطف في الانتقاء وتوخ انيق الجمال وعظم الاكفال وسعة الصدور ولين الاجساد ورقة الانامل، وسبوطة العصب، وجدالة الأسوق، و جثول الفروع، ونجالة الأعين، وسهولة الخدود، وصغر الأفواه، وحسن الثغور، وشطاط الأجسام، واعتدال القوام، ورخامة الكلام )الطالبي ، محمد ، الدولة الأغلبية .. التاريخ السياسي محمد الطالبي ، تعريب منجي الصيادي ، مراجعة وتدقيق حمادي الساحلي ، دار الغرب الإسلامي – بيروت الصفحة 39-40 ) . ولم يكن هذا التهالك على التمتع بالنساء مقصورا على الحكام بل شمل الفقهاء الذين كنزوا الأموال من اختراع الاحاديث لتناسب مزاج الحاكم فهذا مثلا ابن جريج يذكر عنه الذهبي - سير أعلام النبلاء - الطبقة الخامسة - ابن جريج الجزء : ( 6 ) - رقم الصفحة : ( 331 / 333 ) –" قال أبو غسان زنيج : سمعت جريرا الضبي ، يقول : كان ابن جريج يرى المتعة ، تزوج بستين امرأة ، وقيل : إنه عهد إلى أولاده في أسمائهن لئلا يغلط أحد منهم ويتزوج واحدة مما نكح أبوه بالمتعة. قال أبو عاصم النبيل : كان ابن جريج من العباد ، كان يصوم الدهر سوى ثلاثة أيام من الشهر ، وكان له امرأة عابدة ، وقال محمد بن عبد الله بن عبد الحكم : سمعت الشافعي ، يقول : استمتع ابن جريج بتسعين امرأة ، حتى إنه كان يحتقن في الليل بأوقية شيرج طلبا للجماع . قال أبو غسان زنيج : سمعت جريرا الضبي ، يقول : كان ابن جريج يرى المتعة ، تزوج بستين امرأة ، وقيل : إنه عهد إلى أولاده في أسمائهن لئلا يغلط أحد منهم ويتزوج واحدة مما نكح أبوه بالمتعة.".
مع بداية القرن الثالث الهجري، ظهرت مفاهيم للمتع الجنسية مختلفة جذريا عما سبقها، فبدل الدعوة للاعتدال والفضيلة والعفة في العلاقات الجنسية، ظهرت أحاديث تدور حول الافتخار بالفحولة وتعدد العلاقات الجنسية . فتم وضع الاحاديث الخاصة بان الرسول كان يدور على تسع زوجات في غسل واحد . ففي صحيح البخاري "حدثنا محمد بن بشار قال حدثنا ابن أبي عدي ويحيى بن سعيد عن شعبة عن إبراهيم بن محمد بن المنتشر عن أبيه قال ذكرته لعائشة فقالت يرحم الله أبا عبد الرحمن كنت أطيب رسول الله صلى الله عليه وسلم فيطوف على نسائه ثم يصبح محرما ينضح طيبا"، وفي صحيح البخاري أيضا "حدثنا محمد بن بشار حدثنا معاذ بن هشام قال حدثني أبي عن قتادة قال حدثنا أنس بن مالك قال كان النبي صلى الله عليه وسلم يدور على نسائه في الساعة الواحدة من الليل والنهار وهن إحدى عشرة قال قلت لأنس أو كان يطيقه؟، قال كنا نتحدث أنه أعطي قوة ثلاثين وقال سعيد عن قتادة إن أنس حدثهم تسع نسوة". إذا حسب هذه الأحاديث فإن الرسول لم يكن يقضي ليله بالصلاة وقيام الليل بل بالطواف على نسائه. وفي علاقة الجنس والمرأة والعمر، روى ابو الفرج في كتابه “النساء” عن عمر بن الخطاب أنه قال: بنت عشر سنين تشمس وتلين، وبنت عشرين تسر الناظرين، وبنت ثلاثين لذة للمعانقين، وبنت أربعين ذات رخاوة ولين، وبنت خمسين ذات بنات وبنين، وبنت ستين عجوز من الغابرين.
في غمار انغماسهم في البحث عن المتع التي لم تكن متوفرة لهم سابقا ظهرت قضية التمتع بالصغيرات خصوصا بعد ان كثرت السبايا اللواتي تم خطفهن من اهلهن في الأراضي التي تم غزوها حتى كانت السبايا تباع بارخص الاثمان ذكر الطبرى :"أن شوارع الشام قد ضاقت ب100 ألف فتاة بكر،سبايا من الأسبان والأمازيغ ومصر والفرس ايام هشام بن عبد الملك فانخفضت أسعارهن حتى بيعت الواحدة منهن بقبضة من الفلفل، بينما كانت الجارية تباع فى الماضى ب100 قطعة ذهبية " . هنا كان دور الفقهاء في وضع الاحاديث ليصبغوا أفعال حكامهم بصبغة دينية فظهرت الأحاديث الخاصة بزواج الرسول بعائشة وهي في سن السادسة من العمر ودخوله بها وهي في التاسعة وجعلوا من زواج الصغيرات سنة نبوية أصبحت مع الأيام من المعلوم من الدين بالضرورة . وبناء على تلك القصة ظهرت الاحاديث الخاصة بمداعبة الصغيرات ومفاخذة الرضيعة . وجعلوها احب الزوجات الى قلب زوجها (العجوز) ووصفوها بانها جميلة وسرح خيالهم بعيدا فجعلوها تتحدث مع الاغراب كيف كان زوجها (العجوز) يستحمل منها ما لايتحمله من الاخريات وكيف كان يضاجعها ويقبلها بل وجعلوها تغتسل امام الاغراب .
أولا يجب ان نبين ان عائشة ابنة ابي بكر لم يتفقوا على اسم أمها فهم يعرفونها بكنيتها ام رومان واختلفوا في اسمها ما بين زينب و دعد حسب ما يروي ابن حجر العسقلاني في الإصابة الجزء 8 الصفحة 391 وكذلك اختلفوا في نسب أمها ما بين غنم بن مالك بن كنانة وبني فراس (العسقلاني ، ابن حجر ، الإصابة في تمييز الصحابة ، المؤلف: أبو الفضل أحمد بن علي بن محمد بن أحمد بن حجر العسقلاني (ت ٨٥٢هـ)تحقيق: عادل أحمد عبد الموجود وعلى محمد معوض ، الناشر: دار الكتب العلمية – بيروت ، الطبعة: الأولى - ١٤١٥ هـ ، الجزء 8 الصفحة 391.
كذلك اختلفوا في وفاتها فقال ابن الاثير في اسد الغابة " توفيت في حياة رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في ذي الحجة سنة ست من الهجرة، وقيل: سنة أربع، وقيل: سنة خمس، قاله أبو عمر " ثم عقب بقوله " قلت: من زعم أنها توفيت سنة أربع أو خمس، فقد وهم، فإنه صح أنها كانت في الإفك حية، وكان الإفك سنة ست في شعبان، والله أعلم." وهناك من يقول انها عاشت حتى حكم عثمان . (ابن الاثير ، أسد الغابة في معرفة الصحابة (ط. ابن حزم) المؤلف: ابن الأثير؛ علي بن محمد بن عبد الكريم بن عبد الواحد الشيباني الجزري، أبو الحسن عز الدين ابن الأثير، الناشر: دار ابن حزم ، سنة النشر: 1433 – 2012 .الصفحة 1069 ) . كما لم يتفق المتأسلمون على الاسم الحقيقي لابو عائشة ابن ابي قحافة فقد ذكر يوسف عبد الله محمد عبد البر أبو عمر المعروف باسم ابن عبد البر في كتابه ( الاستيعاب في معرفة الأصحاب ) تحقيق محمد علي البجاوي منشورات دار الجيل سنة النشر: 1412 – 1992 (عبد الله بن أبي قحافة كان اسمه في الجاهلية عبد الكعبة فسماه رسول الله (ص) عبد الله ). وذكر أحمد بن علي بن محمد بن أحمد بن حجر العسقلاني في كتابه ( الإصابة في تمييز الصحابة ) ، تحقيق عادل أحمد عبد الموجود وعلى محمد معوض منشورات دار الكتب العلمية – بيروت سنة النشر: 1415 – 1995 , الجزء الرابع الصفحة 146 عن القاسم بن محمد بن أبي بكر قال : (سألت عائشة عن اسم أبي بكر , فقالت عبد الله, فقلت إن الناس يقولون عتيق, قالت إن أبا قحافة ( أبو الخليفة) كان له ثلاثة أولاد فسمى واحداً عتيق والثاني معتق والثالث عتيق( معيتق) وأن اسمه الذي يسمى به هو عبد الله بن عثمان) .وذكر ابن عبد البر :( كان له أخوان أحدهما يسمى عتيقا ,مات عتيق قبله فسمى باسمه) ، عبد الرحمن بن عبد الله بن أحمد بن أبي الحسن الخثعمي السهيلي في كتابه ( الروض الأنف في تفسير السيرة النبوية لابن هشام ) ، تحقيق مجدي بن منصور بن سيد الشورى , منشورات دار الكتب العلمية ( ثم ذكرت خديجة له ذلك ، فقالت "ياعتيق اذهب مع محمد الى ورقة " وكان هذا قبل البعثة . إذن صار لأبي بكر ثلاثة أسماء , عبد الكعبة وعبد الله وعتيق.
كما اختلفوا في أبوها وامها اختلفوا في سنة ولادتها يقول عباس محمود العقاد في كتابه (الصديقة بنت الصديق ) الصفحة 27 " لايعرف على التحقيق في أي سنة ولدت السيدة عائشة رضي الل عنها ولكن أقرب الأقوال إلى الصدق وأحراها بالقبول أنها ولدت في السنة الحادية عشرة أو الثانية عشرة قبل الهجرة فتكون قد بلغت الرابعة عشرة من عمرها أو قاربتها يوم بنى بها الرسول"
وفي وصفهم الخيالي نسوا ان هناك احاديث أخرى تبين ان عائشة ابنة ابي بكر في الحقيقة لم تكن احب زوجات الرسول الى قلبه باعترافها كما يروي احمد بن حنبل في مسنده عن عائشة قالت " كان النبي -صلى الله عليه وسلم- إذا ذكر خديجة أثنى عليها فأحسن الثناء، قالت فغِرْتُ يوماً فقلت: ما أكثر ما تذكرها، حمراء الشدق قد أبدلك الله عز وجل بها خيراً منها، قال: ما أبدلني الله عز وجل خيراً منها، قد آمنت بي إذ كفر بي الناس، وصدقتني إذ كذبني الناس، وواستني بمالها إذ حرمني الناس، ورزقني الله عز وجل ولدها إذ حرمني أولاد النساء " . كذلك ترى ان الرسول عاش مع زوجته خديجة اكثر من خمس وعشرين سنة لم يتزوج غيرها في حين انه تزوج بعد عائشة اكثر من مرة . اما بالنسبة للجمال فخير من يرد على ذلك هي عائشة نفسها فقد كانت تغار من زوجات النبي غيرة شديدة لجمالهن كما روت هي ذلك وباعترافها لتفوقهن بجمالهن ومن ذلك قولها في مارية القبطية كما روى محمد ابن سعد ابن منيع الزهري في الجزء العاشر من كتاب الطبقات الكبير ، تحقيق علي محمد عمر ، منشورات مكتبة الخانجي في القاهرة ، 2001 الصفحة 201 ، " عن عائشة ، قالت : ما غرت على امرأة إلا دون ما غرت على مارية ، وذلك أنها كانت جميلة جعدة " وكانت عائشة تغار غيرة شديدة من باقي الزوجات كالسيدة زينب بنت جحش كما روى ابن سعد في الطبقات الكبيرة الجزء العاشر الصفحة 104 وكذلك مسلم ابن الحجاج النيسابوري في كتابه المعروف بصحيح مسلم في كتاب الطلاق ، باب وجوب الكفارة على من حرم امرأته ولم ينو الطلاق ، الحديث رقم 1474 قال " وحدثني محمد بن حاتم حدثنا حجاج بن محمد أخبرنا ابن جريج أخبرني عطاء أنه سمع عبيد بن عمير يخبر أنه سمع عائشة تخبر أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يمكث عند زينب بنت جحش فيشرب عندها عسلا قالت فتواطيت أنا وحفصة أن أيتنا ما دخل عليها النبي صلى الله عليه وسلم فلتقل إني أجد منك ريح مغافير أكلت مغافير فدخل على إحداهما فقالت ذلك له فقال بل شربت عسلا عند زينب بنت جحش ولن أعود له فنزل لم تحرم ما أحل الله لك إلى قوله إن تتوبا لعائشة وحفصة وإذ أسر النبي إلى بعض أزواجه حديثا لقوله بل شربت عسلا ", وروايات غيرة عائشة في السيرة لاتحصى فقد ذكر ابن الجوزي في كتابه " المنتظم في تاريخ الملوك والأمم " تحقيق محمد عبد القادر عطا ومصطفى عبد القادر عطا ، دار الكتب العلمية بيروت ، 1992 ، الجزء الثالث الصفحة 208 " تقول عائشة " لما تزوج رسول الله (ص) أم سلمة، حزنت حزناً شديداً، لما ذكر الناس جمالها. فتلطفت حتى رأيتها، فرأيتها والله أضعاف ما وصفت لي في الحسن والجمال". وهو دليل على ان عائشة لم تكن احب نساء النبي الى قلبه وليست اجملهن باعترافها هي وعلى لسانها . بل وصل الحال الى انها وكما يروي أبو بكر عبد الله بن محمد بن أبي شيبة في مصنفه المعروف ب " المصنف" ، تحقيق حمد بن عبدالله الجمعة ومحمد بن ابراهيم الليحدان ، الجزء السادس ، مكتبة الرشد ناشرون ، سنة 2004 ، الرياض المملكة العربية السعودية ، الصفحة 241 الحديث رقم 17842 ، " ما قالوا في الجارية تشوف ويطاف بها . "حدثنا أبو بكر قال : نا وكيع عن العلاء بن عبد الكريم اليامي عن عمار بن عمران رجل من زيد الله عن امرأة منهم عن عائشة أنها شوفت جارية وطافت بها وقالت : لعلنا نصطاد بها شباب قريش ".وكرر ابن ابي شيبة الحديث في الجزء السابع بقوله " حَدَّثَنَا وَكِيعٌ ، قَالَ : حَدَّثَنَا الْعَلاَءُ بْنُ عَبْدِ الْكَرِيمِ ، عَنْ عَمَّارِ بْنِ عِمْرَانَ رَجُلٍ مِنْ زَيْدِ اللهِ ، عَنْ امْرَأَةٍ مِنْهُمْ ، عَنْ عَائِشَةَ ، أَنَّهَا شَوَّفَتْ جَارِيَةً وَطَافَتْ بِهَا وَقَالَتْ : لَعَلَّنَا نُصِيبُ بِهَا بَعْضَ شَبَابِ قُرَيْشٍ". اذن فعائشة ان صحت هذه الروايات المذكورة في كتب اهل السنة والجماعة كانت تدرك انها ليست بالجميلة الخارقة الجمال .
كما ان محمد ابن اسماعيل بن ابراهيم البخاري في كتابه التاريخ الكبير الجزء الرابع الصفحة 104 ، منشورات دائرة المعارف العثمانية يروي عن سهيل بن ذكوان أنه قيل له " صف لي عائشة،قال: كانت أدماء " اي داكنة البشرة. كما ورد في كتاب لسان الميزان للحافظ احمد بن علي ابن حجر العسقلاني اعتنى به الشيخ عبد الفتاح ابو غدة مكتبة المطبوعات الاسلامية الجزء الرابع الصفحة 210 ، "عن سهيل بن ذكوان أنه قيل له : صف لي عائشة،قال: كانت أدماء. وذكر ابن حجى ان ابن حبان ذكر ابن ذكوان في الثقات . وذكر يحيى ابن معين في كتابه التاريخ دراسة وترتيب وتحقيق تأليف يحيى بن معين ابو زكريا احمد محمد نور سيف ، منشورات جامعة الملك عبد العزيز ، الجزء الثالث الصفحة 509 نفس الرواية عن سهيل ابن ذكوان ولكنه استبدل كلمة (ادماء ) بكلمة (سوداء ) ، وقال يحيى : قلنا لسهيل بن ذكوان : رأيت عائشة ؟قال : نعم .قيل : صفها .قال : كانت سوداء . كما ان عثمان ابن الخطاب الملقب بأبي الدنيا يذكر ان " في وجهها اثر الجدري" كما ورد في كتاب لسان الميزان للحافظ احمد بن علي ابن حجر العسقلاني اعتنى به الشيخ عبد الفتاح ابو غدة مكتبة المطبوعات الاسلامية الجزء الخامس الصفحة 383 . اذن لقب الحميراء لاحمرار بشرة عائشة ليس بالامر المقطوع به .
قام الفقهاء ومن اجل إرضاء غرائز الحكام ببناء حكم شرعي على قصة زواج عائشة يقول ابن بطال: “يجوز تزويج الصغيرة بالكبير إجماعا ولو كانت في المهد، لكن لا يُمكَّن منها حتى تصلح للوطء” ويقول: “ويؤخذ من الحديث أنَّ الأب يزوج البكر الصغيرة بغير استئذانها “.وقد اتفقت جميع المذاهب الأربعة بأنه يجوز “إجبارُ الصغيرة على النِّكاح” واختلفوا فقط في هل يجوز هذا الإجبار للجدّ بجانب الأب أم للأب وحده. كما أن هذا “الإجبار على النكاح” للطفلة الصغيرة لا يجوز لها التراجع عنه بعد بلوغها سنّ الرشد، حتى لا تفلت أبدا من قبضة مغتصبها. وميز الفقهاء بين تزويج الطفلة وبين “تسليمها” لزوجها من أجل “الوطء” أي المعاشرة الجنسية، فقال بعضهم لا يجوز تسليمها إن لم تكن “تطيق الوطء” أي تتحمل العملية الجنسية، وقد حدّد بعضهم معيار تحمل “الوطء” عند الطفلة الصغيرة أن تكون “سمينة” غليظة الجسم ولو كان ذلك قبل التاسعة، فقالوا ” فإن كانت تحتمل الوطء زال المانع “!!!، وبهذا قال مالك والشافعي وأبو حنيفة : “حدّ ذلك أن تطيق الجماع ويختلف ذلك باختلافهن ولا يُضبط بسن” ! أما إذا بلغت الطفلة التاسعة فلا شيء يقيها من الوطء والاغتصاب لأنهم اعتبروا سنّ التاسعة هو “سن الوطء” أي الاغتصاب المباشر للطفلات معتمدين في ذلك على ما جاء في البخاري ومسلم من أن النبي تزوج عائشة في سنها السادسة وعاشرها جنسيا في سنّ التاسعة، فصار ذلك عندهم معيارا وقاعدة لـ “الوطء” واغتصاب الصغيرات. وقال الحنابلة في نكاح الصغيرة : “إذا بلغتِ الصغيرة تِسْعَ سنين، دُفِعَتْ إلى الزوج، وليس لهم أن يَحبسوها بعد التِّسع، ولو كانت مهزولةَ الجسم، وقد نصَّ الإمامُ أحمد على ذلك”. ومما نسب إلى ابن حنبل عن “الاستبراء” في حالة الطفلات حيث قال: “تُستبرأ وإن كانت في المهد” ومعلوم أن الاستبراء إنما يكون من أجل التأكد من الحمل . في كتاب “ردّ المختار على الدرّ المختار” لابن عابدين ورد ما يلي:”فإن السمينة الضخمة تحتمل الجماع ولو صغيرة السن” وصغيرة السن هنا أي ما دون التاسعة. وهذا معناه أن صغر السنّ عند هؤلاء الفقهاء إنما يتبع لمعايير جسمانية لا نفسية ولا عقلية، حيث لم يكونوا يأبهون في ذلك العصر بتوازي النمو الجسماني مع النمو النفسي والعقلي. وقد تعمق النووي في شرحه لصحيح مسلم في تبرير هذا الموقف الذي لا يقبله الحس السليم، إذ يقول متحدثا عن الطفلة الصغيرة: “وأما وقت زفاف الصغيرة المزوَّجة والدخول بها، فإن اتفق الزوج والولي على شيء لا ضرر فيه على الصغيرة عُمل به، وإن اختلفا فقال أحمد وأبو عبيد: تجبر على ذلك بنت تسع سنين دون غيرها. وقال مالك والشافعي وأبو حنيفة: حَدُّ ذلك أن تطيق الجماع، ويختلف ذلك باختلافهن، ولا يُضبط بسِن، وهذا هو الصحيح”. أي أن “الصحيح” حسب النووي أن نكاح الطفلة لا ينبغي أن يُحدد بسنّ معينة بل بتقدير الأب والزوج المغتصِب، حيث هما اللذان سيُقرران إن كانت الطفلة “تطيق النكاح والوطء”: “فربما تطيق الجماع بعض الصغيرات بملاحظة سمنها مثلا، و صغر آلة زوجها، و ربما لا تطيقه من كانت أكبر سنا إذا كانت هزيلة وكانت آلة زوجها عظيمة “.وقال الخطيب الشربيني بوضوح لا مراء فيه شارحًا قَوْل النَّووي في “المنْهاج”: “ويَحرم وطْءُ مَن لا تحتمل الوطْء لصغَر أو جُنون أو مرض أو هُزال أو نحو ذلك لتضرُّرها به، وتُمهل حتى تُطيق، فلو سُلمت له صغيرة لا تُوطأ، لم يلزمه تسلمها؛ لأنه نكح للاستمْتاع لا للحضانة”. ا.ومن الفقهاء من اعتبر أنه في حالة صغر الطفلة “يجوز أن يتَّفق الولي والزوج على أن يدخل الزوجُ بالصغيرة الرضيعة من دون أن يطأها، بل يقتصر على تقبيلها وضمِّها بشهوة وتفخيذها”. والخطير ما ذهب إليه الأئمة مالك والشافعي وأبو حنيفة من أنّ “الرضيعة التي عمرها دون السنتين لو “أطاقت الجماع” جاز وطؤها عندهم، فضلاً عن لمسها بشهوة وتفخيذها”. عند المالكية والشافعية لا تسلم الصغيرة للزوج حتى تكبر حتى التاسعة، وإذا كانت تتحمل الوطء أقل من ذلك فلا مانع جاء في شرح النووي على صحيح مسلم باب جواز تزويج الأب البكر الصغيرة ، الجزء 9 الصفحة 206 " وَقَالَ مَالِكٌ وَالشَّافِعِيُّ وَأَبُو حَنِيفَةَ حَدُّ ذَلِكَ أَنْ تُطِيقَ الْجِمَاعَ وَيَخْتَلِفُ ذَلِكَ بِاخْتِلَافِهِنَّ وَلَا يُضْبَطُ بِسِنٍّ وَهَذَا هُوَ الصَّحِيحُ وَلَيْسَ فِي حَدِيثِ عَائِشَةَ تَحْدِيدٌ وَلَا الْمَنْعُ مِنْ ذَلِكَ فِيمَنْ أَطَاقَتْهُ قَبْلَ تِسْعٍ وَلَا الْإِذْنُ فيمن لَمْ تُطِقْهُ وَقَدْ بَلَغَتْ تِسْعًا " ( النووي محي الدين ، المنهاج شرح صحيح مسلم بن الحجاج ، المؤلف: أبو زكريا محيي الدين يحيى بن شرف النووي (ت ٦٧٦هـ) ، الناشر: دار إحياء التراث العربي – بيروت ، الطبعة: الثانية، ١٣٩٢) يقول ابن حجر فى فتح البارى شرح صحيح البخارى: "يجوز تزويج الصغيرة بالكبير إجماعا ولو كانت فى المهد" .
الان ننظر هل فعلا تزوج الرسول عائشة وهي في سن السادسة ودخل عليها وهي في سن التاسعة ؟ أولا يجب ان نبين أن القرآن كان واضحا لجهة أن الزواج لا يجوز إلا بعد الوصول إلى مرحلة النضوج الجسدي والفكري والنفسي، فقد جاءنا الفقهاء برأي آخر! فلقد نهى القرآن عن الزواج قبل الوصول لهذا الأجل أو المرحلة فقال تعالى (وَلَا تَعْزِمُوا عُقْدَةَ النِّكَاحِ حَتَّىٰ يَبْلُغَ الْكِتَابُ أَجَلَهُ ـ سورة البقرة 235)، أي أنه لا يجوز تبعا للقرآن إتمام الزواج قبل مرحلة البلوغ الجسدي والنضج الفكري للطفل .
اما من الناحية التاريخية حساب عمر (عائشة) مقارنة (بفاطمة الزهراء) يذكر (ابن حجر العسقلاني فى (الإصابة أن فاطمة الزهراء ولدت عام بناء الكعبة (الطبقات الكبير (الطبقات الكبرى) (طبقات ابن سعد) , المؤلف: ابن سعد؛ محمد بن سعد بن منيع الزهري، مولاهم، أبو عبد الله ، المحقق: علي محمد عمر ، الناشر: مكتبة الخانجي ، سنة النشر: 1421 – 2001 ، الجزء العاشر الصفحة 20), والنبى ابن (35) سنة, وهي اسن من عائشة بـ (5) سنوات, وعلى هذه الرواية فهذا يعنى أن (عائشة) ولدت والنبى يبلغ (40) سنة, وهو بدء نزول الوحى عليه, ما يعنى أن عمر (عائشة) عند الهجرة كان يساوى عدد سنوات الدعوة الإسلامية فى مكة وهى (13) سنة, وليس (9) سنوات. في كتاب البخاري نفسه يوضح أن قصة زواج النبي من عائشة وهي بنت 6 -كما زعم- قصة مكذوبة وباطلة ، لأنه في باب جوار أبي بكر في عهد النبي ، أن عائشة قالت : لم أعقل أبواي قط إلا وهما يدينان الدين ... وهذا قبل الهجرة للحبشة ، والهجرة كانت عام 5 هجرية والبخاري يقول أن عائشة ولدت عام 4 هجرية فهل كانت تعقل وعمرها سنة واحدة ؟
يمكن التأكد من عمر عائشة بالرجوع لتاريخ وفاة أختها أسماء سنة 73 هجرية وكانت تبلغ من العمر 100 عام كما تؤكد المصادر التاريخية السابقة ، وكذلك حساب عمر عائشة مقارنة بعمر فاطمة الزهراء بنت النبي (ص) رضي الله عنهما . وكلها تؤكد أن عائشة ولدت في الجاهلية وتزوجت النبي (ص) وهي تبلغ 18 سنة .
ففي صحيح البخاري في كتاب التفسير الجزء 6 الصفحة 143 " 4876 – حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُوسَى، حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ يُوسُفَ: أَنَّ ابْنَ جُرَيْجٍ أَخْبَرَهُمْ قَالَ: أَخْبَرَنِي يُوسُفُ بْنُ مَاهَكٍ قَالَ: إِنِّي عِنْدَ عَائِشَةَ أُمِّ الْمُؤْمِنِينَ، قَالَتْ: «لَقَدْ أُنْزِلَ عَلَى مُحَمَّدٍ ﷺ بِمَكَّةَ، وَإِنِّي لَجَارِيَةٌ أَلْعَبُ: ﴿بَلِ السَّاعَةُ مَوْعِدُهُمْ وَالسَّاعَةُ أَدْهَى وَأَمَرُّ﴾". هذا الحديث ورد في تفسير سورة القمر بعد حادثة انشقاق القمر وهي نزلت في مكه وقبل الهجرة وعائشة بلسانها تقول انها كانت جارية والجارية في اللغة هي (الفتية من النساء) أي ان سنها يتراوح بين التاسعة والثانية عشر عندما نزلت تلك الاية وحيث ان سورة القمر نزلت في السنة الخامسة او الرابعة قبل الهجرة فيكون عمر عائشة عند الهجرة ما بين 13-16 سنة .
من ناحية أخرى وبمقارنة سن عائشة بسن اختها أسماء سنجد أن أسماء بنت أبي بكر أسن من أختها عائشة بعشر سنوات، وتذكر المصادر أن السيدة أسماء بنت أبي بكر أخت عائشة قد ولدت لسبع وعشرين قبل التأريخ أي 27 قبل الهجرة ، ومعلوم أن الهجرة كانت في ال13 سنة من البعثة وبذلك يكون ولادتها 27-13=14سنة لأربع عشر سنة قبل البعثة، فتكون عائشة ولدت سنة أربع قبل البعثة . وقد اجمعوا على أن أسماء رضي الله عنها قد توفيت سنة ثلاث وسبعين عن مائة سنة، ، وهي أسن من عائشة بعشر فلا بد أن تكون عائشة عند الهجرة 27-10=17 سن عند الهجرة ؟؟ أي أنها قد ولدت قبل البعثة بأربع أو خمس سنين، وليس قبل الهجرة.
وفي معركة احد يروي البخاري عن ابن عمر " عُرِضتُ على رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم يَومَ أُحُدٍ وأنا ابنُ أربَعَ عَشْرةَ، فلم يُجِزْني، ولم يَرَني بَلَغتُ، ثُمَّ عُرِضتُ عليه يَومَ الخَندَقِ وأنا ابنُ خَمسَ عَشْرةَ فأجازَني." الراوي : عبدالله بن عمر | المحدث : شعيب الأرناؤوط | المصدر : تخريج سنن الدارقطني | الصفحة أو الرقم : 4202 | خلاصة حكم المحدث : صحيح | التخريج : أخرجه البخاري (2664)، ومسلم (1868) . اذن الرسول كان يرد من لم يبلغ عمره 14 سنة ولكن ورد في كتاب الطبقات لابن سعد عن أنس بن مالك -رضي الله عنه-قال: لما كان يوم أحد انهزم الناس عن النبي - -صلى الله عليه وسلم- - قال: ولقد رأيت عائشة بنت أبي بكر وأم سليم وإنهما لمشمرتان أرى خدم سوقهن تنقلان القرب على متونهما ثم تفرغانه في أفواه القوم)، وأوردت كتب السير قول كعب بن مالك -رضي الله عنه-: رأيت أم سليم بنت ملحان وعائشة بنت أبي بكر على ظهورهما القرب يحملانها يوم أحد، وكانت حمنة بنت جحش تسقي العطشى وتداوي الجرحى وكانت أم أيمن تسقى الجرحى. وكذلك جاءت الرواية في البخاري " يروي أنس أنه في يوم أحد: لقد رأيت عائشة بنت أبي بكر وأم سليم، وإنهما لمشمرتان - أري خَدَم سوقهما - تَنْقُزَانِ القِرَبَ على متونهما، تفرغانه في أفواه القوم، ثم ترجعان فتملآنها، ثم تجيئان فتفرغانه في أفواه القوم "( البخاري ، الفتح، كتاب الجهاد والسير ، باب غزو النساء وقتالهن مع الرجال). أي ان سنها اكثر من أربعة عشر سنة في معركة احد والتي حدثت في السنة الثالثة للهجرة .
كذلك يروي ابن سعد في الطبقات الكبرى عن عبد الله بن أبي مليكة: ”أن رسول الله صلى الله عليه وسلم عندما خطب عائشة قال أبو بكر: إني كنت أعطيتها مطعما لابنه جبير، فدعني حتى أسلّها منهم، فاستسلّها منهم فطلقها، فتزوجها رسول الله صلى الله عليه وسلم“. (الطبقات الكبير (الطبقات الكبرى) (طبقات ابن سعد) , المؤلف: ابن سعد؛ محمد بن سعد بن منيع الزهري، مولاهم، أبو عبد الله ، المحقق: علي محمد عمر ، الناشر: مكتبة الخانجي ، سنة النشر: 1421 – 2001 ، الجزء العاشر الصفحة 58).
مما تقدم يتبين ان هذه الفرية انما اخترعها وعاظ السلاطين من اجل إرضاء نزوات الحكام الذين قادهم كثرة الجواري في قصورهم الى البحث عن وسائل شاذة للمتعة ووجدوا في من يسمون فقهاء من يزور لهم تلك الاحاديث ويربطها بالرسول بل ويدافع عنها لاقناع الناس بان هذا العمل مقبول ومقدس ما دام فعله رسول الله حاشاه من ان يخالف القران او يخالف الفطرة البشرية .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. حتة من الجنة شلالات ونوافير وورد اجمل كادرات تصوير في معرض


.. 180-Al-Baqarah




.. 183-Al-Baqarah


.. 184-Al-Baqarah




.. 186-Al-Baqarah