الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


قراءة للآية 176 من سورة النساء .. مع أضاءة للفتاوى

يوسف يوسف

2024 / 5 / 9
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


أستهلال :
( يَسْتَفْتُونَكَ قُلِ اللَّهُ يُفْتِيكُمْ فِي الْكَلَالَةِ ۚ إِنِ امْرُؤٌ هَلَكَ لَيْسَ لَهُ وَلَدٌ وَلَهُ أُخْتٌ فَلَهَا نِصْفُ مَا تَرَكَ ۚ وَهُوَ يَرِثُهَا إِن لَّمْ يَكُن لَّهَا وَلَدٌ ۚ فَإِن كَانَتَا اثْنَتَيْنِ فَلَهُمَا الثُّلُثَانِ مِمَّا تَرَكَ ۚ وَإِن كَانُوا إِخْوَةً رِّجَالًا وَنِسَاءً فَلِلذَّكَرِ مِثْلُ حَظِّ الْأُنثَيَيْنِ ۗ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمْ أَن تَضِلُّوا ۗ وَاللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ / 176 سورة النساء ) .. في هذا البحث المختصر ، سأقدم تفسيرا مقتضبا للآية أعلاه - وفق المصادر الأسلامية ، ثم أعقبها بقراءتي الخاصة ، مع أستزادة / من سياق قراءتي ، لموضوعة الفتاوى .
الموضوع :
أنقل من موقع القرآن الكريم - تفسير الجلالين ، للآية أعلاه ( يستفتونك» في الكلالة «قل الله يفتيكم في الكلالة إن امرؤ» مرفوع بفعل يفسره «هلك» مات «ليس له ولد» أي ولا والد وهو الكلالة «وله أختٌ» من أبوين أو أب «فلها نصف ما ترك وهو» أي الأخ كذلك «يرثها» جميع ما تركت «إن لم يكن لها ولد» فإن كان لها ولد ذكر فلا شيء له أو أنثى فله ما فضل من نصيبها ولو كانت الأخت أو الأخ من أم ففرضه السدس كما تقدم أول السورة «فإن كانتا» أي الأختان «اثنتين» أي فصاعدا لأنها نزلت في جابر وقد مات عن أخوات «فلهما الثلثان مما ترك» الأخ «وإن كانوا» أي الورثة «إخوة رجالا ونساء فللذكر» منهم «مثل حظ الأنثيين يبين الله لكم» شرائع دينكم لـ «أن» لا «تضلوا والله بكل شيء عليم» ومنه الميراث روى الشيخان عن البراء أنها آخر آيه نزلت أي من الفرائض .. ) .

القراءة :
* أن تفاصيل الأرث ، من يرث من ، ومن لا يصيبه أو يحرم من الارث ، وحصة أو سهم كل فرد من التركة .. سوف لن أعلق عليه ، لأنه مذكور في متن الآية . * وفق متن الآية ، فأنها لم تذكر أن هلك المرء وليس له والد ، بل ذكرت " إِنِ امْرُؤٌ هَلَكَ لَيْسَ لَهُ وَلَدٌ " ، دون ذكر " الوالد " .. بينما المفسرون ، ينحون غير ذلك في معنى الكلالة " ، فيضيفون مفردة الوالد للولد أيضا ، فيصبح مفهوم الكلالة : " الولد والوالد " / هذا وفق تفسير الجلالين . * من جانب أخر ، قد أختلف المفسرون في المقصود ب الكلالة ، فمنهم من قال الولد ، ومنهم من قال الولد والوالد . فوفق تفسير بن كثير - من موقع / المصحف الألكتروني ، أنقل التالي { وقد تقدم الكلام على الكلالة واشتقاقها ، وأنها مأخوذة من الإكليل الذي يحيط بالرأس من جوانبه ولهذا فسرها أكثر العلماء : بمن يموت وليس له ولد ولا والد ، ومن الناس من يقول : الكلالة من لا ولد له ، كما دلت عليه هذه الآية " إن امرؤ هلك ) أي مات ( ليس له ولد " .. } . وهذا دليل أخر على أختلاف المفسرون ، فكل منهم يفسر منطوق الآية ، وفق ما يرى الأمر من زاويته الفكرية . * المهم في الآية ، هو مستهل الآية " يَسْتَفْتُونَكَ قُلِ اللَّهُ يُفْتِيكُمْ فِي .. " ، أي المقصود " أن الرسول لا يفتي "، بل ليس له حق الأفتاء ، لأن الله هو الذي يفتي - وهذا الأمر المقصود به ، هو ما منصوص عليه في " القرآن " ولكن من جانب أخر ، أن مستهل الآية أعلاه ، يتقاطع مع نص الآية التالية " وما ينطق عن الهوى * إن هو إلا وحي يوحى / 3 ، 4 سورة النجم " الذي يشير أن مرجعية ما ينطق به الرسول هو الله ، فكيف الرسول يمتنع عن الأفتاء ، وكلامه هو وحي من الله ! .
* ويظهر أنه حتى الصحابة قد عصي عليهم الكثير من الأمور / منها الكلالة ، وارادوا أستيضاح الأمر من الرسول ، فوفق موقع / المصحف الألكتروني ، أنقل التالي ( وقد أشكل حكم الكلالة على أمير المؤمنين عمر بن الخطاب ، كما ثبت عنه في الصحيحين أنه قال : ثلاث وددت أن رسول الله كان عهد إلينا فيهن عهدا ننتهي إليه : الجد ، والكلالة ، وأبواب من أبواب الربا .. وقال الإمام أحمد : حدثنا إسماعيل ، عن سعيد بن أبي عروبة .. عن معدان بن أبي طلحة قال : قال عمر بن الخطاب : ما سألت رسول الله عن شيء أكثر مما سألته عن الكلالة ، حتى طعن بأصبعه في صدري وقال : " يكفيك آية الصيف التي في آخر سورة النساء " ) .
* يظهر أن محمدا لا يجيب على كل ما يطرح عليه من أسئلة ، بل يتأكد من طرف أخر / وهذا الطرف يعتبر كالمرجعية له في أجاباته ، من ثم يجيب ب آية منزلة !! .

أضاءة :
1 . لنأخذ مصر كأنموذج : دار الفتوى تأسست سنة 1895 م ، يرأسها حاليا ، مفتي مصر - الشيخ شوقي علام .. وشيوخ اليوم ، في مصر الكل يفتون .. من المفتي ، وأنتهاءا بالشيخ عبدالله رشدي / الذي يدعى في مصر " الشيخ مجانص - المزواج " . وشيوخ الأزهر بالغوا في نشر موضوعة الفتوى ، حيث أنهم أدخلوا المكننة الحديثة على طريق الأفتاء ، فمن موقع / دار الأفتاء المصرية ، أنقل التالي حول الفتاوى الإلكترونية { يقوم السائل بالدخول إلى الموقع الإلكتروني لدار الإفتاء المصرية على شبكة المعلومات الدولية ( الإنترنت ) ، ثم يتجه إلى قسم طلب الفتوى إضغط هنا ، فيكتب عنوان موضوع سؤاله ( الصلاة - الحج ... إلخ ) . ثم يكتب بريده الإلكتروني ، ثم يكتب سؤاله ويرسله ، وبعد إرسال سؤاله يعطيه الموقع رقما سريًّا خاصًّا بالسؤال ، وعلى السائل الاحتفاظ بهذا الرقم حتى يدخل ويرى إجابته ، ثم يقوم أحد أمناء الفتوى المختصين بالرد على الفتاوى الإلكترونية بالإجابة على السؤال وإرساله إلى البريد الإلكتروني الخاص بالسائل . } .
2 . تعجبي ودهشتي وأستغرابي ، أذا كان الرسول ذاته لا يفتي " يَسْتَفْتُونَكَ قُلِ اللَّهُ يُفْتِيكُمْ " ، فكيف من هم دونه يفتون ! .
3 . لكن أرى الموضوع أعمق من ذلك بكثير ، فرجال الدين ، يريدون جعل المسلم معتمدا في شؤون حياته على رجل الدين ، وذلك من أجل تحوير المسلمين ، الى أنظومة تابعة في قرارهم للمؤسسة الدينية ، وليس أنظومة ، حرة مستقلة حياتيا !.

ختاما :
أولا - شيوخ الدين / ورجال الأفتاء تحديدا ، نصبوا من أنفسهم حلقة وصل بين المسلم وبين الله ، بل أعتقدوا أنهم يمثلون ظل الله على الأرض ، وهذا الأمر ، منطقيا لا يمكن تقبله .. ومن جانب اخر ، رجال الدين ، جعلوا من المسلم أن يأخذ فتوى ، في كل مفصل من مفاصل حياته ، وحولوه الى سجين بين جدران الفتوى ! .
ثانيا - قبل الختام لا بد لنا أن نبين أن مستهل الآية " يَسْتَفْتُونَكَ قُلِ اللَّهُ يُفْتِيكُمْ " كمنطوق ، هي علاقة ثنائية بين الله وبين محمد ، ولكن هناك شخص ثالث يخاطب محمدا ، بقوله : أن لا تفتي بل الله هو الذي يفتي ، فمن هذا الشخص الثالث المجهول ! ، فلو كان القرآن كلام الله ، لكان منطوق الآية كالأتي : " أنا الذي أفتي " ! . نقطة رأس السطر .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. 232-Al-Baqarah


.. 233-Al-Baqarah




.. 235-Al-Baqarah


.. 236-Al-Baqarah




.. 237-Al-Baqarah