الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


( عبد الله بن عمر بن الخطاب) بين التاريخ وأكاذيب الأحاديث

أحمد صبحى منصور

2024 / 5 / 9
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


أولا : موجز تاريخه
1 ـ فى الصراع آثر أن يعتزل السياسة مع الحرص علي الاستفادة من الحكم القائم مكتفيا بتأييد المنتصر القائم في الحكم وهو يعلم أنه ظالم .
2 ـ رفض أن يكون زعيما في الفتنة . قال له مروان ابن الحكم :هل نبايعك فإنك سيد العرب وابن سيدهم ، فقال له ابن عمر : كيف أصنع بأهل المشرق ؟ قال: " تضربهم حتى يبايعوا". فقال ابن عمر : والله ما أحب أن تكون لي وأقتل في سبيلها رجلا واحدا.
3 ـ اكتفي بمبايعة من يصل إلي الحكم ، وقد قال : " ما بايعت صاحب فتنة "، ولذلك رفض مبايعة ابن الزبير، وحين غلب عبد الملك بن مروان بن الحكم واجتمع عليه الناس كتب إليه ابن عمر :" إني قد بايعت أمير المؤمنين بالسمع والطاعة.. وإن أولادي قد أقروا بذلك " ، بل إنه بايع يزيد ابن معاوية في حين رفض البيعة له الحسين وابن الزبير وابن عباس ، وحين بايعه ابن عمر قال : إن كان خيرا رضينا وإن كان بلاء صبرنا!! وحين ثارت المدينة علي يزيد بن معاوية جمع ابن عمر أولاده وحذرهم من نكث البيعة ليزيد وقال لهم " فلا يخلعن أحد منكم يزيد ولا يسرعن أحد منكم في الثورة علي الأمويين " ورأي ابن عمر انتهاك جيش الأمويين للمدينة وشنائعهم فيها من القتل والإغتصاب وسلب الأموال ، ولم يعبأ بذلك ، واستمر علي عزلته.
4 ـ وكان يصلي خلف الجميع وهم دونه في المنزلة ، وكان يقول " لا أقاتل في الفتنة وأصلي وراء من غلب "!!. وقيل عنه : "إن ابن عمر كان في زمان الفتنة لا يأتي أمير إلا صلي خلفه وأدي إليه زكاة أمواله " وقد قالوا له " أتصلي مع هؤلاء ومع هؤلاء وبعضهم يقتل بعضا؟ فقال : من قال حي علي الصلاة أجبته ومن قال : حي علي قتل أخيك وأخذ ماله قلت : لا" .
5 ـ وفي نفس الوقت كان ابن عمر يقبل الأموال السُّحت من أصحاب الفتنة الظالمين، واشتهر عنه قوله " لا أسأل أحدا شيئا ولا أرد ما رزقني الله " وقد بعث إليه عبد العزيز بن مروان والى مصر بأموال فقبلها وقت أن كانوا يحاربون ابن الزبير والخوارج ، وحين أراد معاوية البيعة لابنه بعث لابن عمر بمائة ألف دينار فأخذها، ولذلك بايع يزيد وتمسك ببيعته . مائة الف دينار شىء كثير ..!
6 ـ وقد اتبع الأمويون معه سياسة العطاء وسياسة التهديد معا ، فكان معاوية يهدده بالقتل ليخيفه ثم ينكر أنه قال ذلك حين يعلم أن ابن عمر قد أصابه الرعب ، ثم توسع الأمويون في هذه السياسة حين تولي الحجاج بن يوسف ولاية الحجاز لعبد الملك بن مروان ، فكانت نهاية ابن عمر علي يديه . كان ابن عمر يصلي خلف الحجاج ثم كان الحجاج يؤخر الصلاة عن موعدها لأنه كان يطيل في خطبة الجمعة ، إذ حوّل الأمويون خطبة الجمعة الى منشور سياسى ، فغضب ابن عمر ولم يتحمل تضييع الصلاة ، فلم يعد يصلي خلف الحجاج فاشتد عليه الحجاج وهدده قائلا : " لقد كنت هممت أن اضرب عنق ابن عمر "!! وادعي الحجاج أن ابن الزبير قد حرّف القرآن ، فثار ابن عمر في وجه الحجاج وقال له : كذبت ما يستطيع ذلك ولا أنت معه، فقال له الحجاج: اسكت فإنك شيخ قد خرفت وذهب عقلك، يوشك شيخ أن يؤخذ فتضرب عنقه فيجر وقد انتفخت خصيتاه ، يطوف به صبيان البقيع ".!! ثم دسّ له الحجاج رجلا طعنه في الحرم برمح مسموم في قدمه ، فسقط مريضا ومات .
7 ـ لم يدرك إبن عمرأن الأمويين إشتروه بأموالهم ، وطالما بايعهم على السمع والطاعة فليس مسموحا أن ينتقد أو يعارض .هى طريقة المستبد ، فى الترغيب والترهيب . كانت ولا تزال .
ثانيا : إبن عمر فى الأحاديث المفتراة فى العصر العباسى
مقدمة :
1 ـ ذكر إبن سعد عنه فى كتابه ( الطبقات الكبرى ) أن عبد الله بن عمر مات عام 74 أو 73 هجرية ، وكان عمره يوم موته حوالى 84 سنة . أى هو مولود حوالى عام 10 هجرية . وإذا كان النبى محمد عليه السلام قد مات عام 11 فإن عمره كان 10 سنوات حين مات النبى ، بالتالى فكل مانسبوه له من أحاديث وعلاقات مع النبى هى إفتراء .
2 ـ ونضع لها عناوين ، ولا داعى لذكر الأسانيد ( عن فلان عن فلان ) إختصارا ، ولأنها كاذبة ، ولا أصل لها .
الموضوعات الأساس التى تخدم العصر العباسى
عدم المشاركة فى الصراعات وبيعة الحاكم المتغلب
إستمرّت الثورات والفتن فى العصر العباسى ، وإحتاجت الدولة العباسية الى نموذج تصنعه يكون قدوة فى الرضا بالحاكم المتغلب والبيعة له بالسمع والطاعة . وكان المتوارث عن عبد الله بن عمر أنه الشخصية المناسبة ، فقد شارك أبناء كبار الصحابة فى الفتن والثورات المسلحة والحروب الأهلية ، ومنهم أبناء ( على ) : الحسن والحسين ومحمد بن الحنفية ، ومحمد بن طلحة بن عبيد الله ، وعبد الله بن الزبير ومصعب بن الزبير . وقد كان إبن عمر أولى من ابن الزبير بالثورة ، ولكنه لم يفعل . وتميز بهذا تاريخه عبر الأجيال حتى العصر العباسى الذى شهد تدوين التاريخ والحديث . لذا إهتم الدولة العباسية بصياغة روايات عن ابن عمر فى هذا الشأن تخدم سياستها ، منها :
1 ـ ( كتب ابن عمر الى عبد الملك بن مراون .. وقد بلغني أن المسلمين اجتمعوا على البيعة لك وقد دخلت فيما دخل فيه المسلمون والسلام )
2 ـ ( الأوزاعي أن بن عمر قال لقد بايعت رسول الله صلى الله عليه وسلم فما نكثت ولا بدلت الى يومي هذا ولا بايعت صاحب فتنة ولا أيقظت مؤمنا من مرقده . ). هل يبايع طفل عمره عشر سنوات النبى ؟ . إنه الأوزاعى خادم الأمويين ثم خادم العباسيين بعدهم .
3 ـ ( دسّ معاوية عمرو بن العاص ، وهو يريد أن يعلم ما في نفس بن عمر يريد القتال أم لا ، فقال : يا أبا عبد الرحمن ما يمنعك أن تخرج فنبايعك وأنت صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم وابن أمير المؤمنين وأنت أحق الناس بهذا الأمر .. وقد اجتمع الناس كلهم على ما تقول؟ قال : نعم إلا نفير يسير . قال لو لم يبق إلا ثلاثة أعلاج بهجر لم يكن لي فيها حاجة . " فعلم أنه لا يريد القتال. )
4 ـ ( حدثني نافع أنه دخل الكعبة مع عبد الله بن عمر قال فسجد فسمعته يقول في سجوده اللهم إنك تعلم لولا مخافتك لزاحمنا قومنا قريشا في أمر هذه الدنيا . ). نافع هو مولى عبد الله بن عمر . وهذه رواية مضحكة تعنى إنه دنا برأسه من إبن عمرو وهو ساجد حتى يسمع همسه فى سجوده . وطبعا فالمفترض أن الناس كانوا يرونه وهو يفعل ذلك . الذى إخترع هذه الرواية حمار مخطط رائع .!
5 ـ ( قال مروان لابن عمر : "هلم يدك نبايع لك فإنك سيد العرب وابن سيدها " قال له إبن عمر" " كيف أصنع بأهل المشرق؟ " قال: " تضربهم حتى يبايعوا " قال : " والله ما أحب أنها دانت لي سبعين سنة وأنه قتل في سببي رجل واحد ).
6 ـ ( قيل لابن عمر زمن بن الزبير والخوارج والخشبية أتصلي مع هؤلاء ومع هؤلاء وبعضهم يقتل بعضا قال فقال من قال حي على الصلاة اجبته ومن قال حي على الفلاح أجبته ومن قال حي على قتل أخيك وأخذ ماله قلت لا . ). ( الخشبية ) هم جنود بعث بهم المختار الثقفى المتغلب على العراق لينقذوا الهاشميين وقد حصرهم عبد الله بن الزبير فى شعب أبى طالب ، وأعدّ لهم الخشب ليحرقهم إن لم يبايعوه ، فاستغاثوا بالمختار الثقفى ، فبعث لهم بجيش يحملون سيوفا خشبية ، ففرّ منهم ابن الزبير ، وتعلق بأستار الكعبة . والتفاصيل فى كتابنا عن ( الفتنة الكبرى الثانية ).
7 ـ ( لما بويع يزيد بن معاوية فبلغ ذاك بن عمر فقال : " إن كان خيرا رضينا وإن كان بلاء صبرنا ")
8 ـ ( حدثنا نافع أن بن عمر لما ابتز أهل المدينة بيزيد بن معاوية وخلعوه دعا عبد الله بن عمر بنيه وجمعهم فقال إنا بايعنا هذا الرجل على بيع الله ورسوله وإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : إن الغادر ينصب له لواء يوم القيامة فيقول هذه غدرة فلان " ، وإن من أعظم الغدر إلا أن يكون الشرك بالله ان يبايع رجل رجلا على بيع الله ورسوله صلى الله عليه وسلم ثم ينكث بيعته . فلا يخلعن أحد منكم يزيد ولا يسرعن أحد منكم في هذا الأمر فتكون الصيلم بيني وبينه ). ابن عمر كان طفلا حين مات النبى ، والنبى لم يكن يعلم الغيب ولم يكن له أن يتكلم فيه . ولكنه فجور العصر العباسى .!!
9 ـ ( لما أجمع الناس على عبد الملك بن مروان كتب إليه بن عمر أما بعد فإني قد بايعت لعبد الله بن عبد الملك أمير المؤمنين بالسمع والطاعة على سنة الله وسنة رسوله فيما استطعت وإن بني قد أقروا بذلك ).
10 ـ ( أن بن عمر كان في زمان الفتنة لا يأتي أمير إلا صلى خلفه وأدى إليه زكاة ماله )
11 ـ ( كان بن عمر يقول لا أقاتل في الفتنة وأصلي وراء من غلب )
12 ـ ( مالك بن أنس أنه بلغه أن عبد الله بن عمر قال لو اجتمعت علي أمة محمد الا رجلين ما قاتلتهما. ). تعبير ( أمة محمد ) لم يكن معروفا زمن الصحابة .!
13 ـ ( قيل لابن عمر : لو أقمت للناس أمرهم فإن الناس قد رضوا بك كلهم . " فقال لهم : " أرأيتم إن خالف رجل بالمشرق ؟ " قالوا: " إن خالف رجل قتل وما قتل رجل في صلاح الأمة .! " فقال : " والله ما أحب لو أن أمة محمد صلى الله عليه وسلم أخذت بقائمة رمح وأخذت بزجه فقتل رجل من المسلمين ولي الدنيا وما فيها ).
14 ـ ( أتى رجل إبن عمر فقال : " ما أحد شر لأمة محمد منك ." فقال : " لم ؟ فوالله ما سفكت دماءهم ولا فرقت جماعتهم ولا شققت عصاهم ." قال : " إنك لوشئت ما اختلف فيك اثنان ." قال : "ما أحب أنها أتتني ورجل يقول لا وآخر يقول بلى .")
15 ـ ( كان بن عمر يصلي مع الحجاج بمكة فلما أخر الصلاة ترك أن يشهدها معه وخرج منها )
التسُّوّل من الحاكم وأعوانه :
تميز إبن عمر بعطاء سنوى كبير ، قالوا : (.. أن عبد الله بن عمر كان في ثلاثة آلاف يعني في العطاء ). زيادة عليه كانت تأتيه الأموال ، وكان يقبلها بما يشبه التسُوّل . تقول الروايات :
1 ـ ( عن نافع قال : كان يُرسل الى عبد الله بن عمر بالمال فيقبله ويقول : " لا أسأل أحدا شيئا ولا أرد ما رزقني الله." )
2 ـ ( عن نافع قال : كان المختار يبعث بالمال الى إبن عمر فيقبله . ويقول : " لا أسأل أحدا شيئا ولا أرد ما رزقني الله .")
3 ـ ( قال كتب عبد العزيز بن هارون الى إبن عمر أن ارفع الي حاجتك .. فكتب إليه عبد الله : " سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ابدأ بمن تعول واليد العليا خير من اليد السفلى واني لا أحسب اليد العليا إلا المعطية والسفلى إلا السائلة واني غير سائلك ولا راد رزقا ساقه الله الي منك .)
4 ـ ( أن عبد العزيز بن مروان بعث الى بن عمر بمال في الفتنة فقبله )
5 ـ ( قال أرسلت عمتي رملة الى إبن عمر بمائتي دينار فقبلها ودعا لها بالخير) . يأخذ حتى من النساء ..عجبا .!!
تحريم ما أحلّ الله جل وعلا
المحرمات هى إستثناءات ، ومذكورة فى القرآن الكريم بالتفصيل والتحديد ، ولا يجوز تحريم المباحات وهى الأصل . ولكن الحنابلة السنيين المتشدّدين ـ وكان منهم المؤرخ ابن سعد ــ إشتهروا بتحريم الحلال . ووضعوا على قفا عبد الله بن عمر ما يحقق لهم هذا. مثل :
تحريم الغناء والموسيقى والألعاب
( عن نافع مولى بن عمر أن بن عمر سمع صوت زمارة راع فوضع إصبعه في أذنيه وعدل براحلته عن الطريق وهو يقول يا نافع أتسمع وأقول نعم فيمضي حتى قلت لا قال فوضع يديه عن أذنيه وعدل الى الطريق وقال رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم وسمع صوت زمارة راع فصنع مثل هذا ).
تحريم الألعاب :
( عن نافع قال كان بن عمر يكسر النرد والأربعة عشر )
التعصب ضد اليهود
(عن نافع قال مر بن عمر على يهود فسلم عليهم فقيل له إنهم يهود فقال ردوا علي سلامي ). لم يكن فى الجزيرة العربية أحد من أهل الكتاب فقد أجلاهم عمر بن الخطاب .
إستحلال ( الحرام ) : النبيذ :
كان هناك خلاف فقهى فى العصر العباسى حول النبيذ ( العراقى )، وهناك من أحلّه ، وجعل له هذه الرواية التى تقول : ( قال خرجت مع بن عمر من مكة الى المدينة وكان له جفنة من ثريد يجتمع عليها بنوه وأصحابه وكل من جاء حتى يأكل بعضهم قائما ومعه بعير له عليه مزادتان فيهما نبيذ وماء مملوءتان فكان لكل رجل قدح من سويق بذلك النبيذ حتى يتضلع منه شبعا )
ثم هناك هذه الرواية الكوميدية : ( عن بن عمر أن النبي صلى الله عليه وسلم كساه حلة سيراء وكسا أسامة قبطيتين، ثم قال : ما مس الأرض فهو النار . ) .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. تربت في بيت موقعه بين الكنيسة والجامع وتحدت أصعب الظروف في ا


.. عشرات المستوطنين يقتحمون المسجد الأقصى بحماية قوات الاحتلال




.. 175--Al-Baqarah


.. المرشد الأعلى الإيراني: لن يحدث أي خلل في عمل البلاد




.. 208-Al-Baqarah