الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


هواجس ثقافية وفلسفية 165

آرام كربيت

2024 / 5 / 10
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


اليقين لا يقين
إن هذا الكون يتحرك دون دوافع يقينية، ولا يقين لأي شيء، ولا ثوابت.
كل شيء في الكون مجرد احتمالات.
كل ما تعمقنا به، سنصل إلى العبث أكثر.
لا يوجد من يرفع رأسه إلى الأعلى ويقرأ بعيدًا عن الدوافع.

الأرض التاريخية
أرضنا التاريخية اعتبرها مقولة عنصرية قميئة، يستخدمها الفاشيون من أجل الوصول إلى السلطة.
من يروج لهذا المفهوم، يعرف تمامًا أنه يضع الأسس الموضوعية للحرب الأهلية في أي منطقة من العالم.
شعوب كثيرة تمت إبادتها تحت هذا المسمى، وربما ستباد شعوب أخرى تحت كنف هذه المقولة العنصرية فيما إذا فعلت.
النازية والفاشية دخلوا في حروب إبادة مع الكثير من الدول والشعوب ودفعوا اثمان باهضة، ذهب ضحياياه حوالي خمسين مليون قتيل وخراب العمران والآثار عدا المشوهين والمرضى والمعاقين.
لنتعلم أن السلام هو المخرج، وأن البحث عن الحرية والتوافق بين القوميات والشعوب هو المخرج من أزمة الإنسان مع نفسه.

المحنك المعاصر
إذا لم تكن محنكًا، ابن شارع، مسبع كارات، منتف، ملعب تلعب على ألف حبل، ابن أبيه، تلعب بالبيضة والحجرة لا تشتغل سياسة.
السياسة لا أخلاق، وهذا العالم الذي يدار لا اخلاقي. ولأن عالمنا سياسي فهو لا أخلاقي. السياسة والقيم ضدان لا يجتمعان.
الكثير من الناس يذهبون إلى الصيد وهم لا يعرفون الصيد وشروطه.
كمان الصيد علم، أنظر إلى الحيوانات، حنكتها في الصيد وتعلم، كيف يختبأ المفترس، وكيف ينصب الفخاخ، ويتقدم عندما يحتاج إلى التقدم، وإلى التخفي عندما يحتاج إلى التخفي.
ما دام هناك صراع بين القاتل والمقتول فلا رحمة في هذا العالم ولا شفقة.
كن قويًا.
هذه الحياة لا ترحم الضعيف.


مهمة المثقف التفكيك
مهمة المثقف هو التفكيك، الهدم، هدم كل ما هو قائم، كل النصوص الماضية، والأخلاق القائمة، أو كل البناء القائم.
نأتي إلى الديمقراطية، هو بناء شكلاني، فوقي، وصي على الدولة والمجتمع، يفرض شروطه من فوق، بيد أنه لا يقترب من بنية السلطة وربيبتها الدولة أو يحاول قراءتها أو مسها.
الديمقراطية ليست انتخابات وتداول السلطة فقط.
أغلب الشركات والمؤسسات القائمة في الدول الديمقراطية قمعية، تمارس السلطة على الفرد المجرد من القوة، الفرد المسكين المهمش، الذي يركض وراءها لتأمين عمل.
وهذه الشركات المهيمنة أو المسيطرة هي التي تمنحه العمل ولقمة العيش أو تنبذه أو تتركه في الشارع.
لا حماية للفرد في مواجهة تغول المؤسسة وهيمنتها وقدرتها على سحق كل من يعارضها أو يحاول أن يقف في وجهها.
المجتمع في ظل الديمقراطية مفكك، ضعيف، وأغلب النقابات تابعة للسلطة، مثلها مثل المجتمع المدني، أنهم موجودين بقوة السلطة، برغبتها أو رفضها.
ستبقى الديمقراطية شكلانية إلى أن تهتز بنية السلطة أو تفكيكها أو تفكيك مسلماتها، كالقمع أو النبذ أو العزل، وانهاء هذا الدور، التشيؤ، الذي حول الإنسان إلى مجرد كائن فارغ من المحتوى، كائن نافل.
والبلدان الديمقراطية تفتقر إلى الهوية الجامعة، إلى الترابط الاجتماعي في حال التهديد الوجودي.
لا زالت الدولة هي صانعة كل شيء، القيم والأخلاق والمبادئ. الإنسان في البلدان الديمقراطية هامشي مسكين، فاقد الإرادة. هذا الواقع

من تعود استنشاق الهواء الراكد والفاسد لا يمكنه العيش في الهواء الطلق.

الإنسان المتدين
البنية النفسية للإنسان المتدين أو القومي مهزوزة، بنية عاطفية، بنية لا تحتمل أي حوار أو نقاش أو نقد.
عليك أن تمدحه، أن تقول له أنت رائع، أنت التاريخ كله، بل لم يخلق مثله.
عليك أن تقول له أنت عظيم أو فلتة من فلتات التاريخ هذا يرضيه ويدخل السرور إلى قلبه.
عليك أن لا تصارحه أو تبين له أين مكامن الخطأ أو العيب في بناءه القائم عليه.
بمجرد أن تكتب شيئا ما لا يسره، ينتفض كالملسوع، يبدأ عقله الباطن الغاضب يتكلم بالنيابة عن العقل، ويهاجمك بينما الرذاذ يتطاير على فمه وأذنه وكأنك حطمت كيانه كله بمعولك أو قلمك الذي لا تملك غيره.
هذا يدل على البنية النفسية المخلخلة، العاجزة، الضعيفة، التي لا تملك الحجة والثقة بالنفس لتلجأ إلى العقل والتفكير النقدي وتفتقد للتحليل والتركيب أو المحاكمة العقلية في أبسط مواقفها.
من السهل أن تضحك على هؤلاء البسطاء التائهين، لكن من الصعب أن تساعدهم على شق طريقهم نحو المعرفة.
العقل الباطن الذي يهتز لأبسط الكلمات هذه مصيبة، لهذا نقول، على صاحب هذا العقل أن يبدأ بقراءة نفسه قراءة حقيقية قبل البدء بأي شيء أخر.

الفكر وجوهر الوجود
لا يمكن للفكر المجرد وحده أن يصل إلى جوهر الوجود.
إن وعي الإنسان وعي شقي، لا يمكنه أن يصل إلى معرفة كنه هذه الحياة بالعقل المجرد.
حاجته للإمتلاء هو حاجة اللاوعي، تدفعه لتجاوز ما هو موجود.
لهذا أنه بحاجة إلى الأسطورة، والفن والأدب، للشعر تحديدًا والدين، ليتناغم مع هذا الكون ويحلق فيه.
أضاف صديق:
ـ أتمنى لو أنك أضفت الفلسفة بدلًا من هذه المسميات الأدبية، وطعمتها بالفكر التجريدي كبديل عن الفكر المجرد.
قلت:
ـ الفن والأدب أكثر حرية من الفلسفة، لهما القدرة على التحليق. وهما من التجريدات الكونية.
ولإن الكون حر، فهو بحاجة إلى أحرار من طينته.
الفلسفة محاكمة عقلية، التصاق الواقع بالواقع، ونبش فيه، تفتيت وإعادة تركيب بكل الظواهر وبالحياة والوجود، بينما الأدب والفن والفكر، علاقة حميمية بالرموز والإشارات، وهما من صنع الخلود المركون في اللأنهاية أو الأبدية.

تأهيل المجتمع
كانت السلطة، كمفهوم، تاريخيًا وما زالت لها وظيفة واحدة، وهو تأهيل المجتمع أو إبقاءه مؤهلًا لتطبيق القانون، أو يبقى تحت ظل سيفه، خاضعًا له، خائفًا منه، يؤرقه في صحوه ومنامه.
والعمل بكل الوسائل على تأمين احتياجات الفرد الذاتية كي لا يعاقب معاقبة مباشرة.
إن القانون هو تذكير للمؤهل له، أن العقاب في الطريق إليك فيما إذا انحرفت عن جادة السلم الأهلي المختلس.
السلم الأهلي المختلس هو أن تسير في ظل السلطة، وحيدًا، ضعيفًا مجردًا من كل وسائل القوة التي تجعلك إنسانًا طبيعيًا تعيش في الطبيعة.
وإن يبقى كل شيء على حاله دون إنحرافات جانبية يعكر هذا السلم المختلس.

المخرجة السينمائية هاله محمد
إلى أهلنا الأرمن السوريين، بعد رحيل ذكرى الإبادة، ها نحن وأنتم نرتشف من ذات طبق الدّمْ، الذي أعده لنا الطغاة أجمعين، المحليين والعالميين.
لم يعد لنا سوى صوت، الدودوك، لم يكن أي صوت ليستطيع استنباط صوت تلك التراجيديا، سواك
ها نحن بدورنا نشحذُ موسيقانا
والموسيقا إيقاع الحضاراتْ ...
في فيلمي، رحلة إلى الذاكرة، أحضرت موسيقا الإبادة الأرمنية من أرمينيا، تكريماً للأرمني السجين الذي ورد ذكره في الفيلم دون إسمه.
ولدهشتي حين علمت أنه، لم يكن سوى الصديق الجميل آرام كرابيت .
ييغور يا حرّية ... يا حرّية ييغور ... وجيب معكْ ملبّس لا تنسى.
كان جميلًا أننا التقينا في باريس العام 2013 أثناء حضوري مهرجان المتوسط للسينما، وكنت الكاتب الضيف فيها، وأثناء التوقيع على كتابي الرحيل إلى المجهول، باللغة الفرنسية.

زاهي حواس
زاهي حواس عالم آثار مصري، تم رجمه من قبل الرعاع، الجماهير القبيحة، لأنه قال أن الحفريات في مصر لا تشير إلى وجود بني إسرائيل في مصر، ولا دليل على وجود الأنبياء
الرجل، يدافع عن الحقيقة، بدمه وقلبه، لكن الغوغاء، يريدون العكس تمامًا، يريدون وجود هؤلاء الأنبياء، النكرات دون أثبات.
الواقع أمامكم، لماذا تكذبون الرجل، أرسلوا علمائكم إلى العمل، ليبحثوا عن موسى ويوسف وإبراهيمكم، وقدموه للعالم بدل رجم حواس وتكذيبه.
حقائق الحياة ستجبركم على الخضوع لإرادة الحقيقة.
والزمن بيننا، وليس بعيدا
الروائي لويس فردينان سلين قد تبوأ في الأدب الفرنسي مكانة لا ينازعه فيها منازع، هذا ما قالته الباحثة ماري كريستين بيلوستا، في اطروحتها التي نالت عليها الدكتوراه في الأدب من جامعة بوردو.
مع هذا نكاد أن نقول أننا لم نسمع به، بعد أن تم حصاره من قبل عدة جهات

النص لا ذمة له
النص يتبرأ من نفسه بمجرد أن يوضع بين يدي القارئ.
إنه خائف من ذاته، خائف من الانكشاف، من التعري، ومن العري، ويتحول إلى كائن أعزل، مسكين عندما يأول أو يفكك إلى نصوص أخرى وأخرى.
يتمايل كامرأة حسناء مغناجة، يرقص أو يبكي ويبحث بين الوجوه عن وجه يشبهه.
النص ينفي ذاته عندما يوضع على المحك، ويطبع عن نفسه نسخ كثيرة جدًا عندما يؤول، خاصة إذا كان عميقًا فيه تراتبية في الرؤية والموقف.
إنه قلق، متوتر، مزعزع الحجة، رجراج ومتحرك ولا يمكن له الثبات أو الوقوف في مكانه وزمانه.
وكل من يحاول القبض على النص هزم ومني بالخسران والموت سريريًا.
والنص الذي يخرج منك، يكون أول من يتنكر لك، هو الناكر لذاته، الذات الهاربة من ذاتها.
وكل نص هو نص آخر.

قال لها:
إنها لحظات لذيذة أن يكون المرء بصحبة امرأة من خمر ونبيذ وفرح. وعلى مقربة منه, صوت ناي يلون المساءات بأخاديد الزمن العجوز. وبينه وبينها جرة نبيذ طافح بلونه, ورائحة شواء وصوت احتراق حطب عتيق يقول:
أنظر إلي, أنني أقطع الوقت والتاريخ واللذة.

تستطيع الكلمات لما فيها من مدلولات, أن تحمل الكون كله على ضفافها, وتحوله إلى أجنحة وخمائل ورعشة وسماء.

الأديان ولدت عاجزة
ولدت الأديان التي تسمي نفسها سماوية، عاجزة، أغلب أنبياءها يعشقون المال والنساء، لا يملكون أية موهبة سواء أدبية أو فنية، أو فلسفية، ولم يكونوا يحبون العمل والإبداع.
أغلب الحضارات السابقة عليهم كالسومريون والبابليون والأكاديون والأشوريون والفرس والأغريق والرومان، وثقوا تراثهم، ورسموا ما شاهدوه في الواقع على الجدران. كتبوا على الألواح الطينية أو جدوع الأشجار أو نباتات البردي، نحتوا الصخور، حولوها إلى تماثيل مبهرة، حاكوا الطبيعة وزينووا جمالها عبر العمل الفني.
كتبوا نصوص أدبية مبهرة، خلقوا لنا رموز جميلة، تعكس علاقة الإنسان بالحياة والطبيعة، وتكلموا عن الغدر والخيانة والحرب والحب والجمال والبشاعة
درسوا الكون وأكتشفوا قوانين الرياضيات والكون، بنجومه وكواكبه، وكتبوا عن الذرة وأشكال تحولاتها.
وضعوا القوانين والأنظمة بشكل واقعي، عملوا وكدوا وانتجوا.
أما الأديان فلم يوثقوا أي شيء، وبدلًا من أن يكتبوا بواقعية، طاروا بهذيانهم إلى الأعلى، بنصوص لا علاقة لها بالواقع، ولا يقبلها عقل.
إن العجز الكامن فيهم، جعلهم يبتعدون عن الحقيقة والواقع، فذهبوا إلى الخيال للتغطية على كذبهم.
الأنبياء مجرد ناس عاجزة، تنابل، لا يحبون العمل والتعب والابداع، فقالوا لبعضهم، تعالوا نضحك على المهابيل، على الناس السذج، ونعمل حالنا شيء فوق طبيعي، جئنا من فوق، من السماء، وهكذا سارت الامور
وهل لدى العاجز سوى الخيال المرضي للتعويض عن النقص الذي فيه؟








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. قلوب عامرة - د. نادية عمارة توضح ما المراد بالروح في قوله تع


.. قلوب عامرة - د. نادية عمارة تجيب عن -هل يتم سقوط الصلوات الف




.. المرشد الأعلى بعد رحيل رئيسي: خيارات رئاسية حاسمة لمستقبل إي


.. تغطية خاصة | سياسة الجمهورية الإسلامية الإيرانية خلال عهد رئ




.. تربت في بيت موقعه بين الكنيسة والجامع وتحدت أصعب الظروف في ا