الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


خرطوم الفحشاء بطِرت معيشتها، فهل تُسكن مساكنها بعد هلاكها؟!(5 / 6)

محمد الصادق

2024 / 5 / 11
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان


●¤▪○ في المقال السابق
قلنا إن القادمين من مصر
صاروا يجلبون معهم
شحنات من البصل
وهذا ليس بسبب شح الأنتاج في السودان
لكن بسبب تخزينه لفترات طويلة
حتي يرتفع ثمنه
التخزين يفسد غالبية المحصول
لأن البصل لا يتحمل التخزين !!!

●¤▪○ كذلك الأمر بالنسبة لأنواع الخضار الأخري
احيانا يحبسون كميات كبيرة
من الخضروات
القادمة من المزارع
حتي يكون المعروض قليلا
فيرتفع السعر
هذا يؤدي الي تلف وفساد الخضروات
وكمية التالف قد تكون حتي
اكبر من الذي يدخل السوق
وكميات كبيرة تتلف داخل المزارع
قبل او بعد الحصاد.

في الاحياء الشعبية
نادرا ما تجد خضروات
مثل الجذر والخيار والفلفلية !!!
وأما الفواكه فلا تذكر
الا في بعض المواسم
حينما يرخص الموز والمانجو

○▪¤● الغالبية اصبح همها الوحيد
الحصول علي الخبز
الخبز اصبح هاجس يومي للأسرة
الأعتماد اصبح عليه بنسبة 100%
منذ ان حدثت الزيادات الكبيرة
في سعر الغاز
قبل ثمانية او تسعة اعوام.

دقيق الخبز كان مدعوما
بنسبة كبيرة
لكن جشع اصحاب المخابز
جعل الخبز يزيد باستمرار
حتي قامت الحكومة
قبل ثلاثة اعوام
برفع الدعم كليا عن الخبز !!!!

○▪¤● زيادة سعر غاز الطبخ
ورفع الدعم عن الخبز
وضعا عبئا ثقيلا جدا
علي كاهل المواطن
بصراحة كده
بيوت كتيرة
بدأت تعرف "الجوع"
وطبعا كتيرين جدا
"راحوا في الرجلين"
ميزانية الخبز
ادخلت الهلع في قلوب الناس
لأن قيمة الخبز ارتفعت
عشرة اضعاف مرة واحدة
فمن كان يحتاج لخبز ب 200 جنيه
اصبح يحتاج لخبز ب 2000 جنيه !!!

○▪¤● نتيجة لزيادة الخبز
زادت اسعار كل "الحاجات"
و...
زادت اعداد الشحاتين !!!!!
عقب كل الصلوات المفروضة
يقوم بعضهم بطلب المساعدة
لشراء دقيق
اولشراء علاج
او لدفع ايجار منزل
أو لإجراء عملية جراحية
او لإعاشة ايتام ... الخ ..الخ

●¤▪○ التسوّل اصبح ظاهرة واضحة جدا
والحكومة كانت علي وشك
اتخاذ قرارات في مواجهة المتسولين
حول مسجد الخرطوم الكبير
بالتزامن مع صيانة المسجد وتأهيله
وذلك بحجة ان المسجد
"يعتبر معلم من معالم مدينة الخرطوم" !!!
كان ذلك قبل نشوب الحرب بشهر واحد فقط
بعض خطباء المساجد
اصبحوا يمهدون لذلك
لا زلت اتذكر خطبة حضرتها
كان موضوعها: "ذمّ التسول"
الخطيب اعتمد
علي احاديث ضعيفة
ومقولات لبعض العلماء
لكن في السنة والقرآن
الأمر واضح:
(السائل ولو علي ظهر فرس)
في القرآن الأمر أوضح:
¤ {وأما السائل فلا تنهر}
¤ {وَفِيۤ أَمۡوَ ٰلِهِمۡ حَقࣱّ لِّلسَّاۤئِٕلِ وَٱلۡمَحۡرُومِ}
¤ {وَٱلَّذِينَ فِيۤ أَمۡوَ ٰلِهِمۡ حَقࣱّ مَّعۡلُومࣱ○
لِّلسَّاۤئِٕلِ وَٱلۡمَحۡرُومِ}
¤ {وَءَاتَى ٱلۡمَالَ عَلَىٰ حُبِّهِۦ ذَوِي ٱلۡقُرۡبَىٰ وَٱلۡيَتَـٰمَىٰ وَٱلۡمَسَـٰكِينَ وَٱبۡنَ ٱلسَّبِيلِ وَٱلسَّاۤئِٕلِينَ}

○▪¤● هناك بالطبع
من هم افقر
من متسولي الجوامع والشوارع
انهم في البيوت المغلقة
لا يسألون الناس إلحافاً
قد يموت أحدهم جوعاً ولا يمد يده
يحسبهم الجاهل أغنياء من التعفف
كان يفترض ان ينتبه الناس
لأولئك المساكين والفقراء
لكن تشعر
ان الجميع كان يئن
من الاوضاع الإقتصادية
حتي الأغنياء
كل اصبح مهموم بنفسه
هذه اصبحت سمة ظاهرة
لأهل الخرطوم
البخل..
نعم.. البخل..

يقول الرب جل وعلا:
{ٱلشَّيۡطَـٰنُ يَعِدُكُمُ ٱلۡفَقۡرَ وَيَأۡمُرُكُم بِٱلۡفَحۡشَاۤءِۖ وَٱللَّهُ يَعِدُكُم مَّغۡفِرَةࣰ مِّنۡهُ وَفَضۡلࣰاۗ وَٱللَّهُ وَ ٰسِعٌ عَلِيمࣱ}
[سُورَةُ البَقَرَةِ: 268]
والفحشاء هنا هي البخل
يقول سفيان الثوري:
"ليس للشيطان سلاح للإنسان
مثلُ خوف الفقر،
فإذا وقع في قلب الإنسان:
مَنَعَ الحق،
وتكلم بالهوى،
وظن بربه ظن السَّوء"

○▪¤● في مجتمعنا الأشياء مقلوبة
التسوّل عيب
لكن "قلع" حق الناس
رجالة و فرسنة !!!!!

خطبة جمعة مختلفة "حقا"
ليست "منقولة" من الانترنت
كانت مثيرة للجدل
الموضوع كان عن (الغش)
في العديد من المهن
اعتمد الخطيب علي حديث:
(من غشنا ليس منا)
مولانا الظاهر استقصي
عن مهن كثيرة:
التاجر المهندس الطبيب المعلم الشرطي الموظف السائق الكمساري الحدّاد النجّار الجزّار ...الخ
اول ما انتهت الخطبة
تجمع "خلق كثير" حول مولانا
ولما يقم بعد من مكان صلاته
اخذوا يسألونه:
- لكن يا مولانا..
كان ما عملنا كده بنخسر !!!!
+ الناس كلها
بتعمل كده يا شيخنا !!!!
احدهم بدأ يشرح للأمام
لماذا الصفيحة التي يعبأ بها الخضار "معفّصة" ... ... !!!!!
بقية الناس بدأوا يتململون
لأن عندهم اسئلة أهم ... !!!!
باختصار ..
كل الناس طلعوا غشاشين !!!
الا ما رحم ربي .. وقليل ما هم !!

●¤▪○ قبل ستة أعوم
من فض الإعتصام
افتقدوه في حلقة التلاوة
بعد صلاة الفجر
كل الحضور من الشيوخ العجائز
شاب واحد فقط كان يحضر الحلقة
طالب في المرحلة الثانوية
كان يحضر الماء والمصاحف
ويحفظ مكان الوقف
فيدلّهم من أين يبدأون التلاوة

افتقده بعضهم في ذلك اليوم
لأنه لم يكن يغيب أبدا
اتضح انه اصيب برصاصة في المظاهرات
الطلقة كانت بين الرئة والقلب
لم تمهله طويلا
كان يتيم الأب وحيدا عند أمه
وهو آخر العنقود بعد 4 بنات
...
الخرطوم اصبحت تستهتر كثيرا
بأرواح الناس !!!
وخطورة ذلك أنه ...
... ... !!!
... مع ربنا نفسه !!!
لأنه هو خالق الأنسان
لذلك كانت آخر وصايا الرسول ص
هي اجتناب الدم الحرام
وفي الحديث:
(الإنسان بنيان الله)
...
إذن هدم هذا البنيان..
مشكلة كبيرة !!!
وما فهمته من القرآن والسنة
ان الله
"لا يجامل" في هدم بنيانه

فالله خلق آدم "بيديه"
و "نفخ" فيه من "روحه"
وكرّمه بأن أعطاه " صورته"
ولذلك "أسجد" له ملائكته
في حديث البخاري
ان آدم خُلق علي "صورة الرحمان"
وفي القرآن:

{ٱلَّذِي خَلَقَكَ فَسَوَّاكَ فَعَدَلَكَ○
فِيۤ أَيِّ [[صُورَة]]ࣲ مَّا شَاۤءَ رَكَّبَكَ}؟؟!!


>>








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. وادي فرغانة.. واحة خضراء ونزاع حدودي من أجل الماء


.. متطوعون لبنانيون يقدمون مئات الوجبات المجانية يوميا للنازحين




.. لماذا لم تؤكد إسرائيل رسميا اغتيال حسن نصر الله؟


.. تزامنا مع استمرار الحرب.. عودة تدريجية للتعليم في القضارف




.. تلطيخ واجهة الخارجية الدنماركية لدعمها إسرائيل