الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


المعية الإلهية فى النجوى

عطيه الدماطى

2024 / 5 / 16
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


مراجعة لمقال ديزي اشفورد: عندما تتبخر الموهبة
الكاتب هو اياد العطار وموضوع المقال طفلة كتبت رواية قى سن الطفولة وعندما كبرت نست الكتابة ألأدبية ولم تعد لها مرة أخرى رغم وجود محاولات
يحكى الكاتب الحكاية عن طفلة أمريكية ظهرت لها رواية من نصف قرن حيث قال :
"الطفلة التي اقتحمت عالم الأدب
ديزي اشفورد كاتبة روائية شهيرة، مع أنها لم تكتب خلال حياتها الطويلة التي أمتدت على مدار تسعة عقود سوى رواية واحدة فقط!، إضافة لبعض القصص القصيرة، لكن ليس هذا هو مكمن الغرابة في موضوعنا، فدنيا الأدب لم تعدم مؤلفين لم يقدموا سوى عملا واحدا فقط خلال حياتهم، وصادف أن يكون ذلك العمل اليتيم سبب نجاحهم وشهرتهم، وإنما مكمن الغرابة في قصة ديزي هو أنها ألفت أول قصصها في سن الرابعة، وكتبت روايتها الأولى "والأخيرة" بعمر تسع سنوات فقط، أي في الصف الثالث الابتدائي، كتبتها على ورق كراسة مدرسية بخط طفولي يعج بالاغلاط الاملائية.
وللأسف لم ياخذ أحد ما كتبته الفتاة الصغيرة آنذاك على محمل الجد وسرعان ما طواه النسيان وانتهى الامر به مدفونا في صندوق خشبي يعلوه الغبار في علية منزل عائلة ديزي. وعندما بلغت ديزي سن المراهقة توقفت عن الكتابة تماما، ربما تفتحت على أمور أخرى في الحياة بحكم تلك المرحلة العمرية، كما أن تنقل عائلتها بين منازل عدة، وعملها في وظائف مختلفة، ساهم في دفن موهبة الكتابة لديها، بعبارة أخرى شغلتها أمور الحياة فنست تماما ما كان من أمر كتاباتها الطفولية.
لكن ذات يوم، عام 1917، عندما كانت ديزي في السادسة والثلاثين من عمرها، وبينما كانت ترتب أغراض العائلة القديمة في العلية، عثرت على صندوق خشبي قديم يحتوي على مؤلفاتها الطفولية كاملة، فأبتهجت أيما ابتهاج، واعادت قراءة تلك القصص، طبعا بعقلية وذهنية المرأة البالغة، واندهشت سريعا عندما وجدت بأن تلك القصص رائعة حقا، وتستحق أن تقرأ، خصوصا الرواية التي ألفتها في سن التاسعة والتي تحمل عنوان "الزائرون الشباب"، والتي تتحدث عن رجل في الثانية والاربعين من عمره يدعى الفريد يسعى جاهدا لكي يتعلم نمط واسلوب حياة الطبقة الارستقراطية من اجل كسب ود فتاة شابة تدعى ايثيل، لكنه في النهاية يفشل في مسعاه وتتزوج ايثيل من صديقه برنارد.
ديزي اعارت كراس روايتها لإحدى صديقاتها لكي تتلهى بقرائتها خلال فترة نقاهتها من الانفلونزا، وتلك الصديقة اعارتها بدورها لأصدقاء آخرين، وجميعهم أعجبوا بما قرأوا، حتى وصلت أخيرا ليد روائي وناشر يدعى فرانك سونرتون، والذي قرر أن يغامر، ليس فقط بنشر الرواية، لكن بتقديمها للقراء بنفس الصيغة التي كتبت بها في الأصل، أي بنفس الأغلاط الاملائية الطفولية، والعبارات الساذجة البسيطة, والفقرات الطويلة التي تفتقر للتنقيط والفوارز.
رواية ديزي كما تم نشرها اول مرة
الغريب في الأمر هو أن الرواية لاقت نجاحا منقطع النظير عندما نشرت أول مرة عام 1919 في انجلترا والولايات المتحدة، إلى درجة أنه تمت اعادة طباعتها 18 مرة عام 1920 لشدة الاقبال عليها.
ولعل العامل النفسي لعب دورا في نجاح الرواية، خصوصا لمعرفة القراء بأنها كتبت بيد طفلة عمرها تسع سنوات، لكن ذلك لا يعني أن الرواية تفتقر الجودة والتشويق، لدرجة أن بعض النقاد، والكثير من القراء، ظنوا بأن الأمر برمته خدعة، وأن الرواية في الحقيقة تم تأليفها بواسطة كاتب محترف.
رغم النجاح الكبير والشهرة الواسعة، إلا أن ديزي اشفورد لم تكتب شيئا آخر في حياتها غير تلك القصص التي ألفتها في طفولتها، لعلها افتقدت الموهبة التي امتلكتها يوما ما، أو ربما هي لم تكن موهبة أصلا، بل مجرد شغف طفولي وهواية مؤقتة."
وما حكاه الكاتب عن الطفلة هو أمر شائع فى المرحلة الابتدائية فالبنات بعض منهن يكن أشد اهتماما بالكتابة وإلقاء الشعر وغير هذا ولكن بمجرد الانتقال لمرحلة البلوغ تتغير الاهتمامات النفسية إما إلى الاهتمام بالمظهر الجسمى والملابس أو الاهتمام بالحب والزواج على حسب الشائع فى البلدة من الثقافة ومن ثم يفقدن ومعهم بعض البنين الشغف بالكتابة والأدب والثقافة
والواقع فى تلك الفترة يقول أن الزواج والأمومة هى من أفقدن ىشفورد اهتمامها وشغفها ونتيجة التعود على الحياة الزوجية لم تعد مرة أخرى إلى الكتابة
وتناول اهتمام وسائل الإعلام فى ذلك الوقت بالكاتبة وإنتاج فيلم عن حياتها حيث قال :
"فيلم تلفزيوني من انتاج البي بي سي عن رواية ديزي
ديزي اشفورد كرست بقية حياتها لزوجها واطفالها الأربعة حتى وفاتها المنية عام 1972 عن تسعين عاما."
وأنهى المقال بالقول أن الكثير منا كان لديه اهتمامات فى صغره بأمور ما ولكن مع الكبر تحول عن تلك الاهتمامات لاهتمامات أخرى أوجبها البلوغ والظروف المجتمعية وهى التعلم أو الحصول على وظيفة لبناء أسرة خيث قال:
"في الحقيقة ما دفعني اليوم للكتابة عن ديزي اشفورد هو اني تذكرت، بأني في طفولتي، ربما بعمر سبع أو ثمان أعوام، كانت لدي هواية غريبة في عمل تصاميم بسيطة لمصانع وآلات ومكائن، بوحي من بعض البرامج التي كان يعرضها التلفاز آنذاك، والتي كانت تعرض خطوات صنع منتجات مختلفة داخل المصانع، ابتداء من مرحلة المواد الأولية وانتهاء بالمنتج النهائي، فكان يحلو لي أن أرسم معاملا مع سلاسل واحزمة ناقلة ومصاعد طالعة ونازلة وافران وابواب اتوماتيك الخ .. وبالرغم من بساطتها إلا أنها لم تكن تخلو من ذكاء، حتى أن أهلي كانوا يتوقعون أن أصبح مهندسا عندما أكبر .. وطبعا كبرت .. لكني لم أصبح مهندسا، وبصراحة لا أهوى أي شيء له علاقة بالهندسة والميكانيك، ومع ذلك أعتبرها هواية ضائعة، وأتعجب كيف أن بعض الهوايات، او ربما حتى المواهب، تندثر مع الوقت لدى بعض الناس، وأن هنالك الأشخاص قد يشغف بهواية معينة ثم ينساها أو يتناساها تماما لاحقا من حياته ..
فهل أنت من هؤلاء الأشخاص عزيزي القارئ؟ ..
هل كانت لديك موهبة أو هواية معينة ضاعت وتبخرت مع السنين، أو لعلها مازالت موجودة لكنك افتقدت شغفك بها؟ .."
بالطبع من يلاحظ تلك الاهتمامات المفيدة هم المعلمون والمعلمات فى المدارس وأحيانا الآباء والأمهات وهم يحاولون تنميتها ولكن ظروف الحياة والمجتمع تؤدى فى الغالب لضياع تلك الاهتمامات








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. أفكار محمد باقر الصدر وعلاقته بحركات الإسلام السياسي السني


.. مشروع علم وتاريخ الحضارات للدكتور خزعل الماجدي : حوار معه كم




.. مبارك شعبى مصر.. بطريرك الأقباط الكاثوليك يترأس قداس عيد دخو


.. 70-Ali-Imran




.. 71-Ali-Imran