الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ألف تحيّة ليركا وأهلها

زهير دعيم

2024 / 5 / 17
المجتمع المدني


أمس الأوّل " قامت القيامة " في بلدة يركا ولم تقعد ، فقد أقدمت سلطة " التنظيم " والبناء على هدم بيت هناك ، فواجهوا وشرطتهم عنادًا وإصرارًا ورفضًا من المواطنين الذين اجبروهم على اخلاء المكان ، ثمّ اعادوا البناء الى ما كان عليه ..
وللحقيقة أقول : أنّ كلمة هَدَمَ يَهدِمُ هَدْمًا كلمة قاسية ، شرسة ، عاتية ، فالإنسان " يحطُّ دم قلبه" كما قال الأجداد حتى يبني بيتًا يسكن فيه هو او ابنه المقبل على الزواج .
كلّ هذا والذريعة و "الجريمة" أن هذا البيت بُني على قطعة أرض خارج الخارطة الهيكليّة " المُقدّسة " ولو بمتر واحد ؛ هذه الخارطة التي تأبى أن تتسع وتتوّسع بأمر من فوق ومنذ عشرات السنين .
ويبقى السؤال هو :
لماذا هذا الاجحاف بحقّ المواطن العربيّ في إسرائيل الذي هو مواطن جميل ويقوم بكلّ واجباته ؟
حدث معي الامر عينه ، فأنا الذي خدم الدولة كمربٍّ ما يقرب من أربعين سنة ، لا املك ولا نملك الّا قطعة صغيرة من الأرض ورثناها عن اجدادنا ، فبنى عليها اخوتي الكبار ، ولمّا جاء دوري ، تيقن لي أنّني ابني خارج الخارطة الهيكليّة ، في حين أن اخي الذي لا يبعد عنّي سوى مترًا واحدًا بنى بيتًا " قانونيًّا" ، فصرتُ أنا جانيًا ومُخالفًا ، فحُكم عليّ بأن أدفع أكثر من مائة ألف شاقل قابلة للتمديد والزيادة .
قد يكون الحكمُ بدفع مخالفة ماليّة ، أهون وأيسر من الهدم ولكنه يبقى ظلمًا واجحافًا.
ويبقى السؤال الأكثر الحاحًا :
لماذا يُضيّق علينا حكّامنا الخناق بهذه الصورة الرهيبة ، في حين أنّ الجبال والتلال من حول بلدتنا الجميلة عبلّين وغيرها قد " امتلأت " بالمستوطنات اليهوديّة .
هل يحقّ للمواطن فلّان ما لا يحقّ لعلّان ؟ وهل هناك مواطن درجة ممتازة ومواطن درجة ب و ج .
لتقولوا ما تقولون - أنا الأنسان النّظامي والمواطن الجميل - انَّ قلبي كان مع أهلنا في يركا وفي كلّ مكان في البلاد بنى مواطن بيته " بعرق جبينه ودم قلبه " فجاء " القانون" فهدمه بدقائق وجعله رُكامًا .
حان الوقت أن أُعاملَ أنا الدّعيميّ ، الذي سكن جدوده في هذه البلاد، لربما قبل مجيء سيّدنا إبراهيم الخليل اليها، أنْ أُعاملَ كما الآخَرين !!!
من حقّ المُتوجّع أن يصرخ َ .
ومن حقّ المواطن المظلوم أن ينتفضَ بأدب إنْ صحَّ التعبير .
كلّي أمل وصلاة أن يعي حُكّامنا كبرَ هذه التصرّفات ، فينظروا بعين الرحمة والمحبة والمساواة والعدل الى المواطن كان مَنْ كان ، فيعملوا على توسيع الخرائط الهيكلّية لبلداتنا العربيّة ويرفعوا عنّا الضّيْم .
أتُراني أحلم ... لسْتُ أدري .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. آلاف المجريين يتظاهرون في بودابست دعما لرئيس الوزراء أوربان


.. إسرائيل وافقت على قبول 33 محتجزا حيا أو ميتا في المرحلة الأو




.. مظاهرات لعدة أيام ضد المهاجرين الجزائريين في جزر مايوركا الإ


.. متظاهرون مؤيدون لفلسطين يتظاهرون في باريس بفرنسا




.. فوضى عارمة في شوارع تل أبيب بسبب احتجاجات أهالي الأسرى