الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الشروط الايكولوجية لنشوء الزراعة في جنوب تركمانستان

مالك ابوعليا
(Malik Abu Alia)

2024 / 5 / 18
دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات


مؤلف المقال: بافِل ماركوفيتش دولوخانوف*

ترجمة مالك أبوعليا

كان تطور الزراعة الباكرة في جنوب تركمانستان نُقطة تحوّلٍ في تطور القُوى المُنتجة لسُكانها في عصور ما قبل التاريخ. وإن ميكانيزمات هذه العملية ذات أهمية كبيرة من الناحيتين النظرية والعملية. ليس هُناك شكٌّ على الاطلاق في أن تطور الزراعة كان عمليةً مُعقدةً أملتها عوامل اجتماعية وطبيعية. فمن ناحية، اعتمدَت هذه العملية الى حدٍّ كبير على التطور الاجتماعي للسكان في جميع أنحاء منطقةٍ واسعة تشمل الشرقين الأدنى والأوسط خلال أواخر العصر الجليدي وبداية عصر الهولوسين Holocene (قبل 11700 سنة). ومن ناحيةٍ أُخرى، حفزت هذه العملية الظروف البيئية المُلائمة في مناطق مُعينة. الهدف من هذا المقال هو مُحاولة تحليل العوامل الطبيعية التي ساهَمَت في تطور الأشكال الأُولى للزراعة في جنوب تركمانستان، والتي فرضت كذلك، قيوداً مُعينة على تطورها اللاحق هُناك.
تعتمد المقالة في المقام الأول على خصائص البيئة الحديثة. وتم اجراء دراسة لظروف عصر الهوليوسين الأوسط والمُتأخر. لكن الافتقار الى أدلة جُغرافية قديمة موثوقة يظل عائقاً رئيسياً للمسألة في هذا المجال، مما أثارَ جدلاً كبيراً في تقييم بعض الباحثين في مجال المناخ والجُغرافيا. وهكذا تعتقد جـ. ن. ليسيتيسنا (1965) أن الظروف المناخية في آسيا الوُسطى كانت مُستقرةً الى حدٍّ ما، طوال عصر الهولوسين. يشترك غالبية عُلماء الجُغرافيا القديمة (دولوخانوف وماميدوف) في الرأي القائل بأن المناخ خلال عصر الهولوسين الأوسط (6000-7000 ق.م) كان أكثر رطوبةً من المناخ اليوم. أُسنِدَ هذا الرأي الأخير من خلال الأدلة التي حَصَلَ عليها الباحثون التالية أسمائهم فيما يتعلق بالحزام القاحل العالمي القديم arid belt of the old World: الصحارى الافريقية (نيكول بيتيت مير Nicole Petit-Maire 1979)، الصحراء العربية (ماكلور 1976)، جبال زاغروس (س. بوتيما S. Bottema وفان زيست van Zeist 1977).

-المياه الجوفية
تنتمي منطقة جنوب تركمانستان الى المناطق القاحلة التي تُعاني من نقصٍ حاد في هطول الأمطار. كان الري الاصطناعي ضرورياً دائماً للتطور الزراعي. تُعتَبَر المياه الجوفية أحد المصادر الرئيسية للري. إن جنوب تركمانستان، وحزام بيدمونت بشكلٍ خاص، غنيّان بالمياه الجوفية. ويُقدَّر المخزون العام للمياه العذبة في الحزام بحوالي 15 ألف كيلومتر مُكعب. وفقاً لغريف Grave، فإن تسرّب مياه الأمطار الى رواسب النطاق الشمالي الشرقي، هو المصدر الرئيسي للمياه الجوفية. تتزامن مناطق التسرب الرئيسية للمياه مع الصدوع العريضة التي تعبر المُنحدرات الشمالية الشرقية للنطاق المُسمى بـ"المنطقة الحرارية". تمنع الصخور ذات المسامية المنخفضة من تسرّب المياه الى منطقة أرشمان ساجاداك Archman-Sagadak. وتكون المراوح الطميية alluvial fans فقيرةً بالمياه الجوفية بشكلٍ عام. تقع المياه هُناك، على أعماقٍ كبيرة (أكثر من 30 متراً)، وهي معدنية بدرجة عالية (3-10 غرام لكل لتر). يرتفع منسوب المياه الجوفية شمال خط السكة الحديدية، لكن معدنيتها تزداد. منطقة عشق أباد مُزودة بالمياه بشكلٍ أفضل. توجد مصادر عديدة للمياه الحارة على طول الصدع الرئيسي. تترشح مُعظم هذه المياه بواسطة الرواسب الغزيرة . يتدفق شريان من المياه العذبة (أقل من 1 غرام لكل لتر) على طول سلسلة الجبال على عُمقٍ ضحل. وتبلُغ سعة ينابيع المياه الجوفية في منطقة عشق أباد حوالي 100 لتر في الثانية. يقع منسوب المياه الجوفية في السهل الطميي الغريني على عُمقٍ ضحلٍ نسبياً، وتزداد مُلوحته باتجاه الشمال.
يُوجد رافد قوي للمياه الجوفية في منطقة كاكا، يتجاوز مُستواه 25 متراً. يُغذي الشريان العديد من آبار قناة كياريز kyariz، وتقع رؤوسها عادةً في الأجزاء العُلوية من المراوح الطميية، ويُقدر إجمالي التصريف السنوي للآبار في حزام بيدمونت بـ2.5 متر مُكعب في الثانية (للفترة 1954-1956). تزداد ملوحة الماء داخل منطقة الطمي الغريني.
تحتوي الأراضي المُنخفضة في كارا كوم Kara Kum على مياه جوفيةٍ أقل بكثير. تتشكل بؤرٌ ضخمة من المياه العذبة والقليلة المُلوحة في الأراضي المُنخفضة. هذه البؤر تُغذي العديد من الآبار.
تُعتَبَر أودية تيجِن Tedjen ومرغاب Murghab غنيةً بما فيه الكفاية بالمياه الجوفية المعدنية. تُستَخدَم المياه الجوفية في الفروع العُليا لتيجن في مشاريع الري.

-الأنهار
تُوفر الأنهار الجُزء الأكبر من مياه الري. لا يُوجد سوى نهرين كبيرين في جنوب تركمانستان، وهُما نهر تيجين ومرغاب. وفقاً ف. ل. شولتس (1965) يبلغ طول نهر تيجين 1124 كيلومتراً، ويُغطي منطقة مُستجمعات المياه لحوالي 70620 كيلومتراً مُربعاً، مُعظمها في الجبال المُنخفضة. تُغذي الأمطار النهر في أغلب الأحيان. في مواسم الجفاف الشديد، يُمكن أن يؤدي توقف التدفق الى هلاك المحاصيل. غالباً ما تؤدي فياضانات النهر الغزيرة الى غمر مساحاتٍ كبيرةٍ من الأراضي الصالحة للزراعة. تمتد مياه الفيضان لمسافةٍ تصل الى 60-70 كيلومتراً (أحياناً أكثر) شمال خط السكة الحديدية.
في الوقت الحاضر، تذهب كُل مياه تيجين تقريباً الى أنظمة الري داخل ايران. في الصيف يجف نهر تيجين، ولا يبقى منه سوى سلسلة من البُحيرات التي تُغذيها الينابيع.
يتدفق حوالي خمسين نهراً وعشرات الجداول الصغيرة عبر المُنحدرات الشمالية الشرقية لمنطقة كوبيت داغ Kopet Dagh.

-المناخ
مناخ تركمانستان قارّي وجاف للغاية. الشتاء مُعتدل. تتراوح درجات الحرارة في شهر كانون الثاني بين -6 درجات مئوية في الشمال الشرقي، و15 درجة في الجنوب الغربي. يُمكن أن تؤدي الأعاصير السيبيرية خلال فصول الشتاء البارد الى انخفاض درجات الحرارة الى -30- -36 درجة مئوية. الصيف حار وجاف. المناطق الجنوبية الشرقية (مُستجمع مياه تيجين-مورغاب وكارا كوم الأوسط) هي الأكثر سخونةً. مُتوسط درجة الحرارة في شهر تموز هُناك يتجاوز 30 درجة مئوية. الرقم القياسي المُسجل في جنوب شرق كارا كوم هو 48-50 درجة مئوية. تنخفض درجات الحرارة مع الارتفاع عن سطح البحر. يبلغ مُتوسط درجة الحرارة في تمّوز في كوبيت داغ على ارتفاع 2000 متر عن سطح البحر حوالي 17 درجة مئوية.
تركمانستان تفتقر الى هظول أمطارٍ كافٍ. الكمية الاجمالية لهطول الأمطار صغيرة ومُوزعة بشكلٍ غير مُتساوٍ. تُعد منطقة كوبيت داغ وحزام بيدمونت من أكثر المناطق رطوبةً. يتجاوز هُطول الأمطار السنوي 250 ملم. يحدث كُل هطول الأمطار خلال فصلي الشتاء والربيع. في الصيف، هُطول الأمطار غير موجودٍ عملياً. تتراوح الكمية السنوية لهطول الأمطار بين 24-564 ملم. تتجاوز كمية الأمطار، في بعض الأحيان خلال 24 ساعة المُتوسطات الشهرية.
-الغطاء النباتي
الغطاء النباتي في جنوب تركمانستان ذو طبيعة صحراوية أو شبه صحراوية. تتكيف النباتات هُنا مع الرطوبة الشحيحة. يبلغ حجم الكُتلة النباتية في غابات توغاي tugai، والغابات التي تشكلت في السهول الفيضصية في أموداريا وتيجين ومورغاب 6-15 و0.5-1 طن للهكتار الواحد على التوالي. توجد سهوب عشبية في الامتدادات المُنخفضة لنهري تيجين ومورغاب، وتنمو الأعشاب الملحية على رواسب الدلتا. ويبلغ حجم الكُتلة النباتية لها على التوالي 108 و75 كيلوغرام للهكتار الواحد، وتُستَغل هذه المناطق عادةً كمراعٍ دائمة ذات نوعية ممتازة. تُعد مناطق حزام بيدمونت غنيةً نسبياً بالكُتلة النباتية وتُستغَل كمراعٍ موسمية.

- الموارد المناخية الزراعية
إن الظروف المُلائمة للزراعة البعلية موجودة اليوم فقط في كوبيت داغ على ارتفاعات تزيد عن 760 متراً فوق سطح البحر. تُوجد هُناك مجموعة من الحبوب البرية في تلك المنطقة. هُناك أسباب للاعتقاد بأن مواقع الزراعة الباكرة كانت موجودةً في هذا الحزام. لا يزال يتعيّن الكشف عنها. تعود أقدم المواقع الزراعية المعروفة حتى الآن في جنوب تركمانستان الى حضارة جيتون Jeitun والتي يرجع تاريخها الى الألفين السادس والخامس قبل الميلاد. إن منطقة التلال الطينية والرملية، حيث تُوجد مواقع جيتون، لا تتمتع بما يكفي من الأمطار، ومن ثم كان هُناك ضرورة لوجود الري من أجل نشوء الزراعة الباكرة.
كانت الأنهار والجداول الصغيرة التي تَعبُر المُنحدر الشمالي الشرقي لنهر كوبيت داغ هي المصدر الرئيسي للري. وهذا يُفسّر حقيقة أن جميع مواقع جيتون تقع ضمن المراوح الطينية لأهم الجداول في حزام بيدمونت. هُناك أسباب تُشير الى أنه في ذلك الزمن كان يُستخدم مصب النهر للري. تحدث ديميتري بوكينيتش Dmitry Demyanovich Bukinich عام 1924 عن طُرق الري البدائية هذه، والتي لاحظ آثارها في وادي سومبار وكيورين داغ في العقد الأول من القرن العشرين. وفقاً له، كانت تُوجد حُقول صغيرة (11-12 دونماً) أسفل تلال المارل Marl، كانت تُزوَّد طبيعياً بالجير (السماد). كانت الأرض مُستوية، ولم يكن هُناك حاجةٌ الى الكثير من الشغل لتسويتها. وقام المُزراعون ببناء سدودٍ صغيرةٍ حول أراضيهم تحتفظ بالمياه لبعض الوقت. تم استخدام أساليب مُماثلة من قِبَل المُزارعين القُدامى في حزام بيدمونت. كان لهذه المنطقة مزيةً كبيرة لاقامة الزراعة المُبكرة. يلاحظ بوكينيتش: "تُزود الجبال المحصول بالكمية اللازمة للمياه، ولم تكن هُناك انهيارات طينية مُدمِّرة (كانت مُستجمعات المياه صغيرة)، أو كان من المُمكن اقامة الحقول في مناطق لا تتأثر بالانهيارات الطينية. كان سطح المراوح مُستوياً، ولم تكن هُناك حاجة الى شغلٍ كثير لتسوية الحقول".
تبلغ كمية هُطول الأمطار خلال فترة نمو الغطاء النباتي (أكثر من 10 درجات مئوية ورطوبة مناسبة) في حزام بيدمونت حوالي 81-102 ملم. يَبلُغ اجمالي هطول الأمطار في الأشهر الدافئة (أكثر من الصفر المئوي) حوالي 100 ملم. كانت كمية المحصول في جنوب تركمانستان خلال العصر البرونزي تترواح بين 2-2.2 لكل 10 دونمات أو هكتار واحد. وبحسب المُعادلات الرياضية الخاصة بحساب كمية المياه اللازمة لري مساحة مُحددة من الحقول، فإن كمية الأمطار كافية للزراعة. وكانت ضرورة الري ناجمة في المقام الأول عن عدم استقرار هطول الامطار وتوزيعها غير المُتساوي.
كان الشعير ثُنائي الصفوف والقمح سُداسي الصبغيات، من أقدم الحبوب التي زُرِعَت في مواقع جيتون. من الصعب تحديد موسم البِذار. غالباً ما كانت الزراعة تستمر طوال فصل الشتاء (إن كان مُعتدلاً بدرجة كافية)، بحيث يستحيل التمييز بين محاصيل الشتاء والربيع. في آسيا الوسطى المُعاصرة، يُزرَع الشعير الربيعي فقط في مناطق الزراعة البعلية، بينما يُزرَع الشعير الشتوي في الأراضي المروية فقط. يُزرَع الشعير الشتوي في آب.
هُناك عامِل آخر استلزَمَ بناء أنظمة الري: وهو التقلّب الكبير في الهطول السنوي للأمطار في جنوب تركمانستان. في سنوات الجفاف يكون النمو الطبيعي للحبوب مُستحيلاً دون الري.
كانت الجداول الصغيرة التي تعبُر حزام بيدمونت هي المصدر الرئيسي للري. تتغذى هذه الجداول في الغالِب من المياه الجوفية، وبالتالي فإن تصريفها العام واستمراريتها مُستقرة. كانت هذه الجداول تُؤمن سُقيا ثابتة للمحاصيل حتى خلال الأشهر الأكثر حرارةً.

تطوّر أنظمة الزراعة
1- ثقافة جيتون
كما ذكرنا أعلاه، كانت مُستوطنات جيتون تقع ضمن حزام بيدمونت على المراوح الغرينية لأهم الجداول التي تَعبُر المُنحدر الشمالي الشرقي لنهر كوبيت داغ. لوحِظَ التركيز الأكبر لتلك المُستوطنات في الواحة الوسطى (الأخالة). تقع المُستوطنات على الجهة الغربية على بُعد 30 كيلومتراً غرب مدينة كيزيل آرفات Kyzil Arvat، وتنتمي مُستوطنة بامي Bami الكبيرة (40 دونم) الى هذه المجموعة. هذه المُستوطنة تقع على سهلٍ مُنحدر وتقطعه العديد من الوديان الجافة. هُناك عدد من المُستوطنات المُكتَشَفة الواقعة بين نَهري مينا Meana وتشاتشا Chaacha مثل مُستوطنة موندجوكلي Mondjukly وتشاجيلي Chagylly وهي تُشكّل مجموعة المُستوطنات الشرقية.
وبالحُكم انطلاقاً من الأدلة المُتاحة، كانت المواقع الأُولى لحضارة جيتون تقع في مناطق بعيدة نسبياً عن سلاسل الجبال. لاحَظَ بوكينيش عام 1924 هذه الخصوصية لأول مرة. كانت أولى المُستوطنات الزراعية تقع في المناطق الطَرَفية للمراوح الغرينية، حيث كان تدفّق المياه بطيئاً، وكان من السهل بناء السدود. ويُعَد موقع جيتون نفسه نموذجياً في هذا الصدد. تقع المُستوطنة على بُعد 30 كيلومتراً شمال عِشق أباد، بين سلسلةٍ من التلال الرملية في أقصى جنوب صحراء كارا كوم. أظهَرَت البحوث الخاصة أن المُستوطنة كانت تَقَع على المراوح الغرينية لنهر كارا-سو Kara-su، حيث عَبَرَت سلسلة من التلال الرملية المُرتفعة الممر المائي بالقُرب منها. كان هُناك مُنخَفَض صغير يُمكن أن يخذم بمثابة خزانٍ طبيعي في الجنوب مُباشرةً. ومن المُحتمل أن حُقول مُزارعي جيتون كانت تمتد على طول ضفتيه. عُثِرَ على طبقة من التُربة المدفونة التي ربما تتوافق مع زمن الاستيطان (طين رملي وكُتَل عضوية وطين رمادي) أسفَل حفرة اختبار اركيولوجية.
خلال المراحل التالية، نشأت المُستوطنات داخل الواحة الوسطى وتحركت غرباً وشرقاً. في جميع الحالات، كانت المُستوطنات الصغيرة نسبياً تقع في بيئةٍ مُماثلة: على طول ضِفاف الجداول الدائمة بتدفقٍ دائم يضمن رياً مُستمراً للمحصول. اقتصرَت المنطقة المُستقرة على الأجزاء الوسطى والشرقية من حزام بيدمونت.

2- الفترة الانتقالية من العصر الحجري الحديث الى العصر البرونزي 4500-2500 ق.م The Aeneolithic
خلال فترة العصر الحجري الحديث المُتأخر، تطوَّرَت أكثر الأنظمة الزراعية بناءاً على مُنجزات المرحلة السابقة. وقد حدَثَ هذا التطور غالباً عند الواحات المُستصلَحة خلال مرحلة جيتون. زادت الكثافة السكانية بشكلٍ كبير، مما أدى الى ازدياد مساحة المستوطنات. وَصَلَت مساحة نامازغا الى 500 دونم، وكاراديب Karadepe 60 دونماً، بالرغم من أن المنطقة بأكملها لم تكن مأهولةً بالسكان في زمنٍ واحد.
أدى ازدياد الكثافة السكانية الى خلق ضغوط ديمغرافية، وتم التغلّب على ذلك بتجزئة السكان الفائصين وتوزعهم الى مناطق أكبر.
وقد نَتَجَت الزيادة في الكثافة السكانية في المقام الأول عن ارتفاع الانتاجية الزراعية، وتحققَ ذلك من خلال زيادة مساحة الأراضي الصالحة للزراعة. كان هناك ميل واضح لنقل المُستوطنات الى المناطق الوسطى لنهر بيدمونت. ان وضع نامازغا ديب نموذجي هُنا. تقع المستوطنة في قِطاع كاكا من منطقة الطمي الغرينية في حزام بيدمونت. تجري هُناك ثلاث أنهار دائمة تُغذيها الينابيع الجوفية. تحتوي جميع الأنهار على مناطق كبيرة كمُستجمعات للمياه. بالاضافة الى ذلك، هناك شبكة من الينابيع الموسمية. ومن المُحتمَل أن حُقول مُزارعي العصر الحجري الحديث كانت مُوزعةً بين هذه الجداول.
كانت الفيضانات الربيعية لهذه الجداول أكبر وأوسع مما هي عليه الآن. وصار من المُمكن زراعة البذور بعد انحسار مياة فيضانات الجداول في نيسان وأيار، وهكذا، كان الري مُمكناً طوال فترة الزراعة نظراً للجداول الدائمة التي تتغذى من المياه الجوفية.
كان ظهور المُستوطنات الزراعية على سهول دلتا نهر تيجين نُقطةً مُهمةً في تطور الزراعة في جنوب تركمانستان. ظَهَرَت المُستوطنات الأُولى في نهاية مرحلة نامازغا 1 (حوالي 3700 ق.م). كان هذا مُرتبطاً بتوزيع الفائض السكاني.
بعد أن توغَّلَ المُزارعون القُدامى الى دلتا نهر تيجين، وجدوا أنفسهم في بيئة مُختلفة تماماً عن تلك التي كانوا يألفونها أسفل الجبل. يكمن الاختلاف، في النمط المائي لنهر تيجين. على عكس جداول بيدمونت، كان نهر تيجين يتغذى بشكلٍ رئيسي عن طريق هُطول الأمطار، وأدى ذلك الى تقلبات كبيرة في تدفقه، والذي اعتمَدَ على كمية الأمطار. في حين أن الفيضانات الغزيرة في السنوات الماطرة كان يُمكن أن تتسبب في غمر مساحات شاسعة من الأراضي، الا أن النهر، كان يتعرض للجفاف تماماً في السنوات القاحلة. هذه الخصوصية جَعَلَت الزراعة في دلتا تيجين أكثر خطورةً بكثير مما كانت عليه في حزام بيدمونت.
كما ذكرنا أعلاه، يتضمن دلتا تيجين من العديد من الجداول. فإن الجداول التي نشأت على طول المُستوطنات الزراعية خلال الألفية الرابعة والثالثة قبل الميلاد تنتمي الى دلنا انكلاب Inklab. كان رأس هذا الدلتا يقع بالقُرب من بلدة تيجين الحالية. كان مُزارعو العصر الحجري الحديث المتأخر يسكنون منطقة دلتا تيجين بأكملها، لكن المستوطنات المستقرة تطورت فقط على طول الجداول التي كانت تضمن نمطاً من التدفق المائي لحصادٍ جيّد. كان هناك اتجاه واضح لنقل المستوطنات بعد تحوّل مكان الدلتا، من الشمال الشرقي الى الجنوب الغربي.
هناك أسباب تدفعنا الى افتراض أن مُزارعي التيجين، استخدموا، في مستوطناتهم الأُولى، نموذج بيدمونت: زرعوا النبات مُباشرةً بعد انحسار المياه، واستخدموا أعمال الري البسيطة، مثل الريّ المدّي أو ما يُسمّى بالغمر estuary type of irrigation. تقع هذه المستوطنات الأُولى على مشارف سهل الدلتا، حيث كان من الأسهل الحفاظ على المياه. كان عدم استقرار امدادات المياه سبباً لاضطرار مُزارعي العصر الحجري الحديث على نقل مستوطناتهم الى جداول المياه في الجزء الأوسط من الدلتا، أي الى واحة جيوكسيور Geoksyur Oasis. وكان نفس ذلك الاعتبار، هو ما دَفَعَ مُستوطني تيجين الى ابتكار أنظمة ري أكثر تعقيداً لتنظيم نمط التصريف المياه وامداد المحاصيل بالمياه طوال فترة الزراعة.
وكما يتضح من مُلاحظات ليسيتسينا 1965، كانت الجداول التي اختارها مُزارعو جيوسكيور "كافية، ولكن ليست كبيرة". تمكنت ليسيتسينا، باستخدام الرصد الجوّي والدراسة الميدانية، من تتبع بقايا أنظمة الري المُعقدة، والتي ربطت وجودها بمستوطنات العصر الحجري الحديث المتأخر. أُنشِئَت الشبكة الأكثر تعقيداً في مُحيط مُستوطنة جيوسكيور. عُثِرَ على ثلاث قنوات رئيسية لمسافة تصل الى 3 كيلومترات، وكان هُناك العديد من التفرعات المُنبثقة منها التي كانت تُزوّد الحقول بالمياه مُباشرةً.
أدَّت الدراسة الأركيولوجية التي أجراها خلوبين 1964، الى استنتاج أن سُكّان العصر الحجري الحديث المتأخر لم يكونوا مُستقرين في المنطقة. وقد حدد خلوبين 3 مراحل في تطوّر واحة جيوكسيور. في كُل مرحلة لم يكن هُناك أكثر من 3 مستوطنات. لم يكن هُناك أكثر من مستوطنتين على كُل نهر. وبمُقارنة حجم المستوطنات، خَلُصَ خلوبين عام 1964 الى أنه منذ بداية الاستيطان الزراعي حتى مُنتصف مرحلة يالانغاش (نامازغا 2، 3500 ق.م)، زاد عدد السُكان مرةً ونصف الى مرتين. خلال المرحلة التالية، أصبَحَ عدد السكان مُستقراً ثم انخفَضَ لاحقاً.
وفقاً لليسيتسينا وسريانيدي 1971، كانت حقول مُستوطنات جيوكسيور تقع على طول القنوات، هًناك حقلين كان كُلٌّ منهما 250 دونماً. وتجدُر الاشارة الى أن نظام الري لم يكن فعالاً. كان مجرى القناة الرئيسي يسير بشكلٍ عامودي على المجرى الرئيسي، بحيث أنه لم يكن يتغذى بالمياه الا أثناء الفيضانات. تُشير السماكة الضئيلة للرواسب الغرينية في المقاطع العرضية للقنوات الى قُدرتها المُنخفضة.
وبحلول نهاية الألفية الرابعة ق. م، كانت الحياة في واحة جيوكسيور قد تلاشَت تدريجياً. ويظل السبب غير معروف حتى الآن، على الرغم من أن أحد العوامل الرئيسية في رأيي، هو عدم استقرار الزراعة في دلتا تيجين. كانت حالات الجفاف المتوالية تؤدي الى حدوث مجاعات شديدة تُجبِر السكان على ترك المنطقة. سبب آخر، قد يكون نتيجةً للزراعة البدائية: ازدياد ملوحة التُربة، والخراب الذي حلَّ بقنوات الري بسبب ازدياد التدفقات والانهيارات الطينية الناجمة عن ازالة الغابات على المُنحدرات الجبلية.

3- العصر البرونزي 2800-1000 ق. م
تتوافق هذه المرحلة مع ازدهار المستوطنات الزراعية (نامازغا 4: 2500-1800 ق.م) وركودها اللاحق (نامازغا 5-6 1800-1000 ق.م) في حزام بيدمونت. تجدر الاشارة، الى أن حزام بيدمونت كان في هذه المرحلة، هو المنطقة الوحيدة التي توجد فيها زراعة مُنتِجة.
خلال نامازغا 5-6، نشأ نمط مكاني مُحدد جيداً للمستوطنات. يوجد مركز حضري واحد داخل كُل واحة زراعية (نامازغا ديب، التين ديب، أولوغ ديب). الى جانب ذلك، نُلاحظ المُستوطنات المتوسطة الحجم (100 دونم) والصغيرة. وكان متوسط المسافة بين المستوطنات الكبيرة حوالي 55 كم. لم يتغير نمط المُستوطنات بشكل أساسي بالمُقارنة مع المرحلة السابقة. تقع المُستوطنات على المراوح الغرينية في مناطق غنية بالمياه. وهكذا كانت مستوطنة التين ديب تقع على مروحة غرينية مُشتركة تشكَّلَت من نهري مينا وتشاتشا. تمتد هذه المروحة المُدمجة الى الشمال، وتقترب من سهل ديلتا نهر تيجين.
يكشف النمط المكاني للمُستوطنات الزراعية في حزام بيدمونت، من ناحية، عن درجة مُرتفعة من التكيّف مع البيئة والتي وَصَلَ اليها السُكّان المحليون، ومن ناحيةٍ أُخرى، نُلاحظ انتاجيتها المُرتفعة الى حدٍّ ما. ومما يدل على كفاءة هذا النظام الزراعي أن نمط الاستيطان يُشبه النمط الأقدم في المنطقة، مع بعض التغيرات الطفيفة، والذي ظل هو نفسه سائداً حتى بداية القرن العشرين.
تزامنَ التغيّر الملحوظ في نمط الاستيطان، مع بداية فترة نامازغا 6، حوالي عام 1650 ق.م (عند خلوبين 1350 ق.م). كانت المُستوطنة مُقتصرة على "البُرج" الذي تبلُغ مساحته حوالي 20 دونم. ظَهَرَت مُستوطنة أُخرى بحجم نامازغا-البُرج وهي مُستوطنة تيكيم Tekkem وعدد آخر من المُستوطنات الصغيرة. يُفسّر بيسكوين 1977 هذا التغيّر على أنه تحوّل من مُستوطنة شِبه مدينة Proto-urban الى قرية.
هُناك أسباب تربط هذا التغير بالجفاف المُتزايد. غالباً ما كانت الطبقات الأركيولوجية في تيكيم وتلك الموجودة في المستوطنات الصغيرة مُختلطة بطبقاتٍ من الطمي. وكان ترسّب الطمي نتيجةً للتدفقات الطينية المُتكررة التي كانت تأتي من مُنحدرات الجبال التي أزال عنها الناس الغطاء الشجري. كان ذلك مُرتبط بشكلٍ مُتزايد بالمناخ الجاف والأهمية المُتزايدة لتربية الماشية في حزام بيدمونت.
خلال الألفية الثانية ق.م، ظَهَرَت في دلتا مرغاب Murghab شبكة من المُستوطنات الزراعية المُرتبطة نشوئياً بتلك الموجودة في حزام بيدمونت. أظهَرَت أبحاثٌ جديد (ماسيموف 1979) أن نمط هذه المُستوطنات، المُتزامنة مع نامازغا 5، كان مُشابهاً لنمط دلتا تيجين. المواقع في منطقة كيليلي Kelleli هي الأقدم، ويعود تاريخها الى النصف الأول من الألفية الثانية قبل الميلاد. يعود تاريخ المُستوطنات الواقعة الى الجنوب الى مُنتصف الألفية الثانية، وتقع جميعها على طول الجداول القديمة لنهر مرغاب. عُثِرَ على آثار قناةٍ في مُحيط إحدى المُستوطنات. يُوجد داخل كُل واحة مُستوطنة كبيرة (280 دونم)، وعدد من المُستوطنات الأصغر. جميع المواقع ذات طبقة أركيولوجية واحدة، وهذا يُشير الى أن فترة الاستيطان قصيرة نسبياً. ربما كانت الديناميكية الكبيرة لسُكّان العصر البرونزي في دلتا مرغاب ترجع الى عدم استقرار التدفق المائي للنهر.
وبحلول نهاية الألف الثالثة وبداية الألفية الثانية قبل الميلاد، نشأت شبكة من المُستوطنات الزراعية في باختريا Bactria، على سهل بيدمونت في هندو كوش Hindu Kush. تم ري هذه المُستوطنات عن طريق الروافد الجنوبية والشمالية لنهر آموداريا.
وبحلول نهاية الألف الثانية قبل الميلاد، ظَهَرَت المُستوطنات الزراعية في سهل ميشد ميسريان وفي منطقة جنوب شرق بحر قزوين، وقد أظهَرَت الأبحاث الخاصة أن هذه المنطقة كانت مركزاً مُهماً للزراعة وتعتمد على أنظمة الري التي تستخدم مياه واديي أتريك Atrek وسومبار Sumbar.
كَشَفَت الدراسة التي أجراها خولبين 1977 في وادي سومبار عن وجود مواقع ومُستوطنات ومقابر تتراوح أعمارها بين الألف الرابعة الى الألف الأولى ق.م، وكانت هذه المواقع، مُرتبطة نشوئياً بكُلٍّ من منطقة بيدمونت ومنطقة جنوب شرق بحر قزوين.
كانت التغيّرات في التركيبة السكانية وفي نمط الاستيطان في كامل منطقة جنوب تركمانستان ناجمةً في المقام الأول عن جفاف المناخ. بدأ هذا الجفاف عام 2000 ق.م، ووَصَلَ الى ذروتة عام 5000 ق.م. أدى هذا الجفاف الى انخفاض الانتاجية الزراعية للأراضي الصالحة للزراعة، مما تسبب في ازدياد عدد السُكان، ما أدى بدوره الى انخفاض الكثافة السكانية (توسّع الناس وزيادة مساحة المناطق المأهولة يؤدي الى انخفاض الكثافة السكانية)، والتحوّل من نمط المُستوطنات شبه المدينة الى نمط القرية، ونزوح عام للسكان الى الشرق والغرب.

الاستنتاجات
على أساس الأدلة المطروحة أعلاه، يُمكن للمرء أن يستخلص الاستنتاجات التالية فيما يتعلق بالمُتطلبات والشروط الايكولوجية للزراعة المُبكرة في جنوب تركمانستان:
1- قد تكون المرحلة الأولية في تشكّل الزراعة التي اقتصرَت على منطقة كوبيت داغ الجبلية، قد سَبَقَت تطور المواقع الزراعية المعروفة في جنوب تركمانستان.
2- اقتصرَت مرحلة العصر الحجري الحديث في تطور الزراعة الباكرة (الألف السادس الى الخامس ق.م) على الأجزاء الوسطى والشرقية من حزام بيدمونت. كانت المُستوطنات الصغيرة نسبياً تقع على المراوح الغرينية للأنهار ذات التدفق المائي المُستقر، مما أدى الى استخدام الري أو السقاية المدّية (الغَمر).
3- يتوافق العصر الحجري الحديث المُتأخر والعصر البرونزي (من الألف الخامس الى الألف الثاني ق.م) مع ازدهار الزراعة الباكرة وما تلاها من تراجع. تسَبَّبَ التكيف الناجح مع البيئة في زيادة كبيرة في الكثافة السُكانية وتطور شبكة من المستوطنات. ازدادت مساحة الاستيطان الزراعي بشكلٍ كبير. إن مناطق المُستوطنات التالية واضحة تماماً: 1- قطاع كوبيت داغ بيدمونت (من الألف الخامس وحتى الثاني ق.م). 2- سهل دلتا نهر تيجين (من الألف الرابع وحتى الثاني ق.م). 3- سهل دلتا مورغاب (ابتداءاً من مُنتصف الألف الثاني ق.م). 4- وادي سومبار (من الألف الرابع وحتى الثاني ق.م). 5- سهل هندو كوش بيدمونت (نهاية الألف الثالث وحتى مُنتصف الألف الثاني ق.م). من بين جميع هذه المناطق، كانت الأنظمة الزراعية الأكثر استقراراً هي التي تقع في منطقة كوبيت داغ بيدمونت، ويرجع ذلك الى حقيقة أن أنهار كوبيت داغ كانت ذات تدفق مُستقر بسبب تغذيتها الجوفية.
4- خلال مُنتصف الألف الثاني ونصفه الثاني ق.م، تلاشَت المُستوطنات الزراعية في جنوب تركمانستان تدريجياً. في حين تحوّل من المُستوطنة شبه المدنية الى القرية في حزام بيدمونت كوبيت داغ، واختفت المواقع الزراعية في دلتا تيجين ومرغاب تماماً. بعد ازدهارٍ قصير الأمد، اختفت المُستوطنات الزراعية من منطقة هندو كوش ومن منطقة جنوب شرق بحر قزوين. وعلى الأغلب استمرت المُستوطنات داخل وادي سومبار ذات الغابات الكثيفة لفترةٍ زمنيةٍ أطول. كان سبب الاختفاء التدريجي للزراعة الباكرة في جنوب تركمانستان هو اضطراب توازن النظام البيئي والاجتماعي الناجم عن الجفاف المُتزايد وانخفاض الامكانات المناخية الزراعية.

* بافِل ماركوفيتش دولوخانوف 1937-2009، جُغرافي وأركيولوجي ومُتخصص في العصر الحجري سوفييتي-بريطاني. تخرَّجَ عام 1959 من كُلية الجغرافيا في جامعة لينينغراد، وبدأ العمَل في مُختبر التكنيك الأركيولوجي في أكاديمية العلوم السوفييتية في لينينغراد. دافَعَ دولوخانوف عن أُطروحته للدكتوراة حول موضوع (التاريخ المتأخر لما بعد العصر الجليدي للثقافات الأثرية في منطقة بحر البلطيق). وكانت اُطروحته للدكتوراة في عام 1985 بعنوان (تطور البيئة الطبيعية واقتصاد السكان البدائيين لشرق أوروبا وغرب آسيا في العصر البليستوسيني وحتى العصر الهولوسيني).
بالاضافة الى أنشطته العلمية، كَتَبَ في مؤلفاتٍ في الأدب.
ترتبط الاتجاهات الرئيسية لنشاطه العلمي بعلم البيئة القديمة والأركيولوجيا، ولا سيما تكيّف الثقافات الأركيولوجية والسكان البدائيين مع التغيرات في البيئة الطبيعية. بدأ دولوخانوف منذ الستينيات في دراسة مسألة عصور ما قبل التاريخ في منطقة البلطيق والثقافات الأثرية في المنطقة. شارَكَ في عددٍ من البعثات الاستكشافية والأركيولوجية في منطقة كالينينغراد، وبعثات العصر الحجري القديم في مولدوفا وروسيا، وشارَكَ في أبحاثٍ ميدانية في تركمانستان وأوزباكستان وسيبيريا ووسط روسيا وأوكرانيا، وأعاد نظرياً بناء التغيرات المناخية القديمة لعددٍ كبيرٍ من المناطق.
من أعماله العلمية كُتبه (تاريخ البلطيق 1969)، وبالاشتراك مع مؤلفين آخرين: (جُغرافيا العصر الحجري 1979)، (تحليل لُقى العصر الحجري القديم الأعلى والعصر الحجري الأوسط 1980)، (تاريخ البحر الأبيض المُتوسط 1988)، (الايكولوجيا والاقتصاد في العصر الحجري الحديث في شرق أوروبا 1984).
دولوخانوف هو مؤلف لأكثر من 200 مقال علمي، منها (أركيولوجيا العصر الحجري الحديث في مولدوفا 1980)، وغيرها.

المصادر:
Agroklimaticheskie resursy Turkmenskoi SSR , Leningrad, 1974

Askarov, A. 1977. Drevnezemledel cheskaia kul tura epokhi bronzy na iuge Uzbekistana, Tashkent

Berdyev, 0. 1969. Drevneishie zemledel tsy Iuzhnogo Turkmenistana, Ashkhabad

Biscione, R. 1977. "The Crisis of Central Asian Urbanisation in the XI millennium B.C. and Villages as an Alternative System in Le Plateau Iranien et 1 Asie Centrale des origines a la conqdte islamique, Paris, pp. 112-27.

Bukinich, D. D. 1924. "Istoriia pervobytnogo oroshaemogo zemledeliia v Zakapiiskoi oblasti v sviazi s voprosom o proiskhozhdenii zemledeliia istokovodstva," Khlopovoe delo, no. 3-4, pp. 92-135

Dolukhanov, P. M. 1977. "Evolution of Eco-social Systems in Central Asia and in Iran in the Course of Upper Holocene in Le Plateau Iranien et 1 Asie Centrale, Paris, pp. 13-22

1980. "Paleography and Prehistoric Settlement in the Causasus and in Central Asia during the Pleistocene and Holocene," Annali Istituto Univers. Orientale, Naples

"Razvitie ekosotsial nykh sistem na territorii Iugo-Zapadnoi ~ziviv erkhnem pleistotsene i golotsene ," in Kolebaniia uvlazhennosti Aralo- Kaspiiskogo regiona v golotsene, Moscow, pp. 126-32

Grave, M. K. 1957. Severnaia podgornaia ravnina Kopet-Daga, Moscow. Khlopin, I. N. 1964. Geoksiurskaia gruppa poselenii epokhi eneolita, Moscow- Leningrad

"Sumbarskie mogil niki - kliuch sinkhronizatsii pamiatnikov epokhi bronzy iuga Srednei Azii i Irana," in Le Plateau Iranien et 1 Asie Cen- trale , Paris , pp. 143- 54

Kunin. V. I. 1955. Ocherki orirodv Karakumov. Moscow. Lisitsina, G. N. 1965. Oroshaemoe zemledelie epokhi eneolita na iuge Turk- menii, Moscow

Stanovlenie i razvitie oroshaemogo zemledeliia v Iuzhnoi Turkmenii, Moscow

Lisitsina, G. N., and L. V. Prishchepenko 1977. Paleoetnobotanicheskie nakhodki Kavkaza i Blizhnego Vostoka, Moscow

Lisitsina, G. N., and V. I. Sarianidi 1971. "Zemledelie i agrarnye otnosheniia v Turkmenistane v epokhu pervobytno-obshchinnogo stroia," in Ocherki istorii zemledeliia i agrarnykh otnoshenii v Turkmenistane (s drevenishikh vremen do orisoedineniia k Rossii) . Ashkhabad

Luppov, N. P., ed. 1972. Geologiia SSSR , vol. 22, Turkmenskaia SSR, Geologicheskoe opisanie , Moscow

McClure, H. A. 1976. "Radiocarbon Chronology of Late Quaternary Lakes in the Arabian Desert Nature, no. 263, pp. 755-56

Makeev, P. S. 1940. "Fiziko-geograficheskii ocherk Nizmennykh Karakumov," in Prirodnye resursy Karakumov, I. P. Gerasimov, ed., Moscow-Leningrad

Mamedov, E. 1980. "Izmenenie klimata sredneaziatskikh pustyn v golotsene," in Kolebaniia uvlazhennosti Aralo-Kaspiiskogo regiona v golotsene, Moscow, pp. 170-74

Masimov, I. S. 1979. "Izuchenie pamiatnikov epokhi bronzy nizov ev Murgaba," Sovetskaia arkheologiia, no. 1, pp. 111-31

Masson, V. M. 1956. Pamiatniki kul tury arkhaicheskogo Dakhistana v iugozapadnoi Turkmenii, Trudy IuTAKE , vol. 7

Poselenie Dzheitun, MIA 180, Moscow-Leningrad. Petit Maire, N. 1979. "Cadre e cologique et peuplement humaine du littoral Ouest-Saharien depuis 10,000 ans LIAnthropologie, vol. 83, no. 1, pp. 69-82

Raevskii, M. I. 1963. "Chetvertichnye otlozheniia del ty r . Tedzhen," Izv. AN Turkmen. SSR, seriia fiz.-tekhn., khim. i. gumanitar. Nauk

Sarianidi, V. I. "Drevnie zemledel tsy Afganastana," Materialy sov.-afgan. ekspeditsii 1969-1974 gg., Moscow

Shingareva, E. A. 1940. "Rastitel nost i kormovye resursy Tsentral nykh i Vostochnykh Karakumov," in Prirodnye resursy Karakumov, I. P. Gerasimov, ed

Shul ts, V. L. 1965. Reki Srednei Azii, Leningrad

Shumakov, B. A., and B. B. Shumakov 1963. Limannoe oroshenie, Moscow. van Zeist, W., and S. Bottema 1977. "The Pleniglacial, Late Glacial and Early Postglacial Vegetations of Zeribar and Their Present-day Counterparts," Palaeohistoria, no. 19, pp. 19-85

ترجمة ومُختصر لمقالة:
P. M. Dolukhanov (1981) The Ecological Prerequisites for Early Farming in Southern Turkmenia, Soviet Anthropology and Archeology, 19:3-4, 359-385








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. محمد الصمادي: كمين جباليا سيتم تدريسه في معاهد التدريب والكل


.. متظاهرون يطالبون با?لغاء مباراة للمنتخب الا?سراي?يلي للسيدات




.. ناشطة بيئية تضع ملصقاً أحمر على لوحة لـ-مونيه- في باريس


.. متظاهرون مؤيدون للفلسطينيين يهتفون -عار عليك- لبايدن أثناء م




.. متظاهرون يفاجئون ماثيو ميلر: كم طفلاً قتلت اليوم؟