الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


- وجود الداعشية بين القوة والفعل-

زكريا كردي
باحث في الفلسفة

(Zakaria Kurdi)

2024 / 5 / 20
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع


----------------------------
بإختصار و بساطة فلسفية شديدة ..
وجود جذع الشجرة الذي يقف أمامك..في الواقع الموضوعي
هو وجود مادي ، و يُسمى بلغة علم المنطق " الوجود بالفعل "
أما إمكانية إيجاد أو صنع " كرسي "من هذا الجزع ،
فيُسمى " الوجود بالقوة .. ( أي بمعنى ، أنّ فيه من إمكان القوة ، لأن يوجد هذا الكرسي لاحقاً ) .
وقد نوجد أو نرسم ذاك الكرسي ( في تصورنا ) حتى قبل أنْ نقص جذع الشجرة المادي الموجود بالفعل .
على هذا القول ، يوجد لدينا مثال تطبيقي واقعي أخر :
هناك عبارة " دواعش بالفعل " . وهي تعني دولة الإسلام ، أي أولئك المسلمون ، الذين نهضوا بالقسر و العنف والإرهاب ، و أقاموا خلافتهم المزعومة في حياض العراق والشام ، و من ثم ولوا عليهم أميراً للمؤمنين ، وجعلوا عاصمتهم "مدينة الرقة السورية " وقد تمّ دحر خيكلية كيانهم المزعوم ،
وها هم الأن ، يقاتلون كالذئاب المنفردة في مواجهة الحضارة الإنسانية ، و يقاتلهم العالم برمته ..
وهؤلاء المسلمين الدواعش ، وجودهم الفعلي = المادي - كما هو واضح - إلى زوال قريب مجيب ، إن شاء الله ..
أما عبارة " دواعش بالقوة " ، فهي تعني بالضبط ،
ان هناك كثير من المسلمين ( كـ الأخوان المسلمين وأشباههم من باقي الجماعات الإسلامية ومؤيديهم ) ، الذين يُقدّمون أنفسهم بـ : المسلمين المُعتدلبن ، بحيث يبدون للناظر كـ معارضين شرسين ، لسلوك و أفكار دولة الإسلام و إرهاب إمارة البغدادي، لكنهم - في ذات الوقت - يؤمنون بالخلافة ، وإقامة الحدود ، و تطبيق الشريعة الإسلامية ذاتها ،
لكن الفارق بينهم فقط ، هو أنهم ينتظرون الفرصة المناسبة ، التالية وبأساليب مختلفة ، لتحقيق ذلك ، ويعملون جاهدين ، على تعمية الوعي الديني لدى الناس البسطاء..
وهؤلاء مسلمون دواعش ( وجودهم بالقوة ) ،
وهذا الوجود - في زعمي - هو الاخطر ، ولن يتم التصدي له بالطائرات او الدبابات ، بل بالعمل على تفكيك بنيته المعرفية والذهنية ، وذلك من خلال التعليم الحديث و انتشار تدريس الفلسفة، واسس التفكير النقدي المنطقي ... وما إلى ذلك.
و خطورة (دواعش القوة) الساكنة و المتصورة ، في بنى المجتمع الاسلامي بعامة ، تكمن - في تقديري - انه يتمدد في عقول الناس المسلمين العاديين غير المتعلمين دون حسيب ولا رقيب ..
و رغم أن الهدف الرئيس لهم ، هو الوصول إلى سدّة الحكم والقبض على مقاليد السلطة ، إلا أن غالباً ما يكون لدى هؤلاء ( الدواعش بالقوة ) خطاباً سياسياً خطراً للغاية ، وأسلوباً ناعماً دمثاً ، مكسواً بقشور ديمقراطية ، يُدافع عن قضايا مركزية ، قد تبدو لأكثرية العوام قضايا عادلة مقدسة ، تقوم على شعارات عقلية جذابة، ومطالب عصرية ثورية عامة .
لكن حقيقة هؤلاء المسلمين ( الدواعش بالقوة ) ينطبق عليهم قول المُتنبي :
إنّ الافاعي وإنْ لانتْ ملامسُها عندَ التَقلّبِ في أنيابها العَطب
والله أعلم
.
#الداعشية_فكر
zakariakurdi








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ماذا قالت وزيرة الخارجية الألمانية عن صحفيي غزة؟


.. لبنان وإسرائيل .. مبعوث بايدن يحمل رسالة إنذار أخيرة من تل أ




.. المحكمة العليا الإسرائيلية تنظر في قانون منح صلاحيات واسعة ف


.. مراسل الجزيرة يرصد الأوضاع من داخل مدرسة لتوزيع المساعدات بش




.. استشهاد سيدة إثر استهداف قوات الاحتلال منزلا لعائلة المقادمة