الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


كوكتيل من الانتقاد و العشق و حقوق الانسان

جهان محمد سعيد الخياط
(Jihan Mohammed Saeed Khayat)

2024 / 5 / 20
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع


قارئي العزیز: إلیک ما إحتواە کوکتیلي أتمنی أن یروق لک .

أولاً:
کثیراً ما سمعنا و نسمع القول الشائع القائل (رأي الجماعة خیر من رأي الفرد) إن هذا القول لیس مقبول في کل الحالات بل مردود لان هذا القول غامض مبهم سلباً و ایجاباً مضموناً و محتوی فهل یعقل
أن تکون آرآء جموع الجهلة و النصابین و ذوي المصالح الشخصیة الذین في نوایاهم شر مستتر لغایات في أنفسهم لا تحمد عقباها خیر من رأي عبقري تضلع في الحکمة و العلم و المعرفة أو في الفلسفة أو قائد سیاسي محنک، إن قول ماوتسي تونغ القائل إن الرأي السدید یأتي من النخبة خیر دلیل یعزز ما أسلفت ، لذا أقول: إن الرأي العبقري یبني و یعمر خیراً و آرآء جموع الجهلة تدمر و تزرع شراً.

ثانیاً:
منذ سماعي إیبان دراستي العربیة یساورني الشک و الحیرة من المثل القائل من علمني حرفا صيرني عبداً متسائلاً نفسي، هل من المنطق ان یصیر المتعلم عبداً لمعلمە لقاء حرف تعلم منە ، و مفهوم المثل هو إن المتعلمین کلهم یصیروا عبداً و الامیون أحرار .
وقد تبین لي إن المثل نسب سهواً أو جهلاً لغیر قائلە الحقیقي لبعض الائمة. لإن المثل مرفوض و مردود من الشرائع السماویة التي تحرم العبودیة لغیر اللە عز و جل و لم یقرە لائحة حقوق الانسان الصادر من
عصبة الأمم عام 1948 و کذا القوانین الوضعیة .
وقد رد المثل رداً منطقیاً حاسماً من قائلە والرد هو لذا سابقی جاهلاً مدی حیاتي ، إن القائل الرد فضل الجهل علی العبودیة .
إن الانسان منذ الخلیقة و زمن الملکیة المشاعة ولدوا أحراراً عراة
و استعبدوا زمن الرق و الاقطاع .

ثالثاً:
في إحدی اللیالي المقمرة القمراء کانا العاشقان جالسان علی مقعد من مقاعد إحدی الحدائق الغنائة الواقعة بجوار مدینتهما بعیدا ًعن الضوضاء و الضجیج و أنَضَار المتزمتین و المتخلفین و الحساد لیتحررا من الأسر و القیود و یهنأ لهما البال ، یتسامران و یتناجیان هائمان في العشق ، ثمیلان بالعناق و القبل و عبق الروائح الزهور الفواحة مع أریج أزهار أشجار الزیزفون و السرو و الصنوبر تنشرها و تنتشیها الأنسام ألحانا و هما یستمعان تغارید الطیور و العنادل تحت أضواء القمر الفضیة الهادئە حوالیهما ملهمة لوردیة الأحلام و الخیالات و الخواطر ما حدی بالعاشقة أن تخاطب العاشق قائلا ً :
إنني أرى الآن إن الوجود کلە متلون بألوان القوس و القزح ، فهل تری ؟ فَأَوْمَأَ العاشق برأسە، ایجابا ً و أردف قائلاً...آە کم أتمنی أن یقف الزمن لیطول لیلتنا لیالي و لیالي و لیالي و لیال فلم یصمد واسترسل فی کلامە سائلا ً حبیبتە ، هل تدرین لماذا یطلع و یهل القمر هلالاً ثم محاقاً و بدراً و بعد هنیهة من الصمت أجابت العاشقة : کلا لا أدري ، فرد علیها العاشق و أردف قائلا:
إن القمر یود أن یقارن جمالە بجمال وجهک الخلاب و لما أدرک بأن جمالە في لیلتە الرابع عشر، لا یضاهي إشراقة وجهک الذي غرە فتوهم المساء صباح ً فأفل رویداً رویداً هماً و خجلاً فغاب و إختفی و ظل العاشقان متعانقان مسمران سارحان هائمان في العشق سکاری بنشوتهما و صمتهما حدیث الروح للروح و بقیا حتی ادرکهما إنبلاج الغسق فقاما و انصرفا وتَوارَى عن الأنظار تارکاً وَرَاءَهُمَا صدی أحادیث الشوق و الغرام فصارت الحدیقة بعدهما مذاراً و ملتقی للعشاق في الیالي القمر الوضّاء بدراً في لیلتە الرابع عشر.

رابعاً:
في إحدی اللیالي کنتُ ساریحاً اُفکِّر في مصیر کوردستان و حقوق الإنسان، سقاني القلق کؤوس الأرق أقض مضجعي فلم یغمض لي الجفن،و اثقلت همومي کاهلي، فضاقتني ذرعاً الی أن قالت لي نفسي تریث و أهدئ و تمعن و أسأل ما یدور بخلدک من أفکار لذاتک الثاني، فطاوعت نفسي و سألت ذاتي الثاني فاجاب: تیقض و أنصت.
إن مصیر کوردستان لیس کجدار برلین الذي تم هدمە فی یوم واحد و إنني لست منجماً او عرافاً أنْبأ أو أَخمِن ما یخبئە المسقبل و القدر لمصیر کوردستان و إن حقوق الإنسان لم یعد کما کان ، طرأ علیه التغیر . تغیر و شل في بعض الدول و العالم الثالث و الان أحاور تلک الحقوق فأنصت لما یقولون .
فقالت العدالة، أنا عوجاء عرجاء عجاف عجفاء .
و اردفت الحریة قائلاً؛ قیدوني بالسلاسل یحسبونني میتاً یقیمون لي تمثالاً من البرونز او الحدید ، و نطق القضاء قائلا؛ أنا علی شفی حفرة من الإنهیار . أجاب القانون، صرت عجینة في الید ادین اَلْبَرِيءَ وأخلي سبیل المدان .
أفادت الدیموقراطیة قائلاً ، اصبحت اکذوبة یتاجرون بي ولم يُؤْمِنْان بي سقراط و أفلاطون و استرسل کل من جینوساید و الأنفالات و الغازات الکیمیائیة و الطائرات القاصفة مرینا بأمان لم نعاقب لم ندان .
سکتت الدول و المنظمات إزاء بشاعة الإبادات الجماعیة و السکوت في معرض الحاجة الی بیان یعتبر قبولاً ، فَیا للعجب؟!
و قولي أنا هو أنني : کلما ملأتُ قلمي حبراً ملأني فکراً.

و في الختام سلام.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الجندي الأمريكي موريس مورفنت: انتماؤه الى -كاجان-، مكنه من أ


.. مرشحو الانتخابات الإيرانية: من يصل إلى قوائم الإقتراع؟




.. جنوب أفريقيا: ملف ملكية الأراضي الزراعية يلغم نتائج الانتخاب


.. خامنئي: من قام بعملية {طوفان الأقصى} أفشل المخطط الكبير للشر




.. حماس تنظر بإيجابية إلى مقترح بايدن لوقف إطلاق النار في غزة