الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


محكمة العدل الدولية لا تفرّق بين القتيل والقاتل !

محمد حمد

2024 / 5 / 21
مواضيع وابحاث سياسية


تعتزم محكمة العدل الدولية حسب تصريحات المدعي العام كريم خان، طلب اصدار اوامر او مذكرات اعتقال بحق قادة الكيان الصهيوني وعلى رأسهم المجرم نتنياهو ووزير دفاعه يواف غالانت. ومذكرات اعتقال ايضا بحق ثلاثة من قادة "حماس" وهم اسماعيل هنية ويحيى السنوار ومحمد ضيف. وبطبيعة الحال، وكما هو شأن المؤسسات الدولية الاخرى، ساوت محكمة العدل الدولية بين القتيل والقاتل. وبين الجلاد والضحية. وبين قوة احتلال غاشمة وشعب يعاني الامرين من هذا الاحتلال. وغضّت المحكمة الدولية النظر عن فداحة وفظاعة وحجم جرائم قادة الكيان الصهيوني، المستمرة بشكل يومي منذ أكثر من سبعة أشهر.
لا يمكن المساواة، في اي قانون منصف وعادل، بين من ارتكب جريمة واحدة وبين من ارتكب عشرات الجرائم وما زال مستمرا في ارتكاب المزيد منها. كما يفعل قادة الكيان الصهيوني. وإذا كان للسنوار وهنية ومحمد ضيف "جرائم" كما يدّعي مدّعى عام المحكمة الدولية فهي، اي الجرائم، في كل الاحوال لا تشكّل خمسة بالمئة من جرائم ومجازر مجرمي الحرب نتنياهو ووزير دفاعه يواف غالانت، ومعهم العشرات من المسؤولين السياسيين والعسكريين الاسرائليين. واذا كانت "جريمة" السنوار وهنية ومحمد ضيف في ٧ اكتوبر "صادمة للعالم" كما يدعي المدعى العام كريم خان الّا انهم لم يتسببوا في قتل واصابة اكثر من مئة الف يهودي. ولم يتسببوا في حصار وتجويع واضطهاد سكان تل ابيب. ولم يقوموا بتدمير وهدم اكثر من نصف المنازل والمستشفيات و المدارس والبنى الخدمية في اي مدينة اسرائيلية. ولا حتى في المستوطنات التي طالها هجوم حركة "حماس" في 7 اكتوبر. ولم يمارس قادة حماس الثلاثة المذكورين القتل العمد لعشرات الاطباء والمسعفين و الموظفين العاملين في المستشفيات او في الوكالات التابعة للأمم المتحدة. إضافة الى عشرات الضحايا من الصحفيين والمراسلين من مختلف الجنسيات. ان هذه الجرائم وغيرها الكثير ارتكبها جيش الاحتلال الاسرائيلي وليس حركة حماس. وكان على السيد كريم خان ان يسلط الضوء اكثر على هذا الموضوع ويميّز بشكل واضح ودقيق وجريء بين جريمة واحدة وجرائم عدة.
كما ان "جريمة" قادة حماس حصلت في مكان وزمان محدد، اي في السابع من اكتوبر الماضي. بينما جرائم ومجازر قادة الكيان الصهيوني ما زالت مستمرة ولم تتوقف ولو ليوم واحد، ولاكثر من سبعة اشهر. وبالتالي ان المساواة بين الجلاد والضحية هي بحد ذاتها جريمة يرتكبها القضاء الدولي. ولا يمكن أن يتقبلها عقل انسان سوي. لكن المشكلة في المؤسسات الدولية بشكل عام تكمن في خوفها وخشيتها من ان تتجاوز الخطوط الحمراء الصهيو - امريكية، وتابى ان تكون عادلة ونزيهة عندما يكون المتهم هو الكيان الصهيوني، الذي اعلن في اكثر من مناسبة بأنه سوف يستمر في ارتكاب جرائمه ولا توففه اية قوة في العالم. كما ان مجرم الحرب نتنياهو صر
ّح فور سماعه خبر احتمال صدور مذكرة توقيف بحقه قائلا " انها فضيحة تاريخية ولن نقبلها ابدا"متخديا في نبرة المتعجرف المتغطرس، الدي اعتاد على الإفلات من العقاب. رافعا ياقطة "العداء للسامية" في وجه الجميع. اما مخرف امريكا جو بايدن فقد وصف قرار المدعي العام لمحكمة العدل الدولية بأنه "امر شائن" واعرب كالعادة عن دعمه ومساندته الثابتة لدويلة اسرائيل. وفي نظر هذا العجوز الصهيوني المخرف ان قتل واصابة مئة الف فلسطيني لا يعتبر امرا شائنا ولا فضيحة ولا جريمة، ولا هم يحزنون، بل اته امر عادي جدا طالما ان الجاني والمجرم هو الكيان الصهيوني المدلّل. كما ان "العالم المتحضر" مصاب بالحوٓل في احدي عينيه. فلا يرى ضحايا في هذا الكون سوى ضحايا اليهود ولا يرى حقوق منتهكة سوى حقوق اليهود ولا مظلومين في هذه الارض سوى اليهود. عالمنا هذا مختل سياسيا واخلاقيا ومنحاز بالفطرة والسليقة الى جانب دويلة اسرائبل....








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. غارة إسرائيلية على مبنى اتحاد بلديات بنت جبيل في برعشيت تؤدي


.. الجيش الإسرائيلي يوسع رقعة توغله في جنوب لبنان




.. لا أفق لوقف الموت المستمر في غزة بعد عام من الحرب والخراب وا


.. ماكرون يدعو إلى وقف تسليم الأسلحة لإسرائيل ونتانياهو يرد • ف




.. سرايا القدس: حصاد العمليات العسكرية في غزة خلال عام من طوفان