الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


نماذج الاتصال وعلم الاجتماع في الحياة اليومية

وليد محمد عبدالحليم محمد عاشور

2024 / 5 / 21
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع


فى ظل الاهتمام بعلم الاجتماع واهميته في الحياة اليومية وخاصة التطبيقات الحديثة لتكنولوجيا الاتصال أدى الى ظهور دراسات تحليلية لعملية الاتصال فى شكل نماذج تحدد عناصرها الأساسية والعلاقة بينها ، وكذلك التأثير الاجتماعى وما يحمله من حقائق ومتغيرات جديدة تساعد فى فهم وتوضح أفضل لعناصر الاتصال . وفى إطار دراستنا الحالية سوف تتناول الباحثة أهم ما يدور حول نماذج الاتصال لتوضيح العوامل التى تؤثر على فعالية الاتصال ، ومن ثم يمكن تقسيم نماذج الاتصال الى نوعين رئيسين هما :
أ‌- النماذج الخطية Linear models
هى نماذج أولية لإيضاح عناصر الاتصال والعلاقة بين هذه العناصر وبعضها ويطلق عليها أحادية الاتجاه لأنها تتعرض بالشرح والإيضاح بجانب العمليات العقلية التى تسبق عملية الإرسال عند المرسل ومنها " اختبار المعانى المعبرة عن الفكرة Means . وضعها فى رموز Encode ثم الإرسال ، وكذلك العمليات العقلية التى تلى الاستقبال Reception مثل الاستجابة أو الفعل Action لفهم وتخزين المعلومات Storage لاستعادتها مستقبلاً ووضعها فى إطار معرفى Compilation " .
وتهتم هذه النماذج باتجاه حركة العلاقات من المرسل الى المستقبل مع التركيز على الدور الذى يقوم به كلاً منها فى عمليات الترميز أو الإدراك أو تخزين المعلومات وتصنيفها بالنسبة للمستقبل . ومن أبرز النماذج الخطية " نموذج لازويل Lesswell ، نموذج ديفيد برلو David Barlow، وتناولت هذه النماذج العناصر الأساسية للاتصال وهى المصدر ، الرسالة، الوسيلة ، المتلقى . أما نموج شانون &ويفر Weaver & Shannon ، ونموذج جورج جريفر" فقد أضافت عنصرين فرعيين هما " المرمزEncoder الذى يضع الرسالة فى شكل رموز ، والعنصر الثانى Decoder الذى يقوم بفك الرموز ( ). ومن النماذج البارزة فى هذا الاتجاه
1. النموذج التوافقى Consistent model لـ " جيرالد ميللرMiller gerrald " : وهو الشكل الاتصالى بين كلاً من المرسل والمستقبل ولهما نفس الاهتمامات نحو فكرة معينة بلا تعارض أو تناقض أو صراع ، ويتميز هذا النموذج فى الاهتمام المتبادل بين الرأى والرأى الاخر ، فالاتصال يسرى فى اتجاه واحد وليس متفرع فكلاً من المرسل والمستقبل يعيد مردود الأخر والعكس صحيح كتغذية مرتدة وهكذا .( )

2. النموذج الاتصالى Communication models لـ " Yale " : حيث أهتم النموذج بعرض عدد من المتغيرات التى تؤثر على قبول الجمهور للرسالة والتى يمكن تصنيفها كما يلى :
 المتغيرات المستقبلية وتشتمل على :( )
o المصدر : حيث يفترض النموذج أن تأثير الاتصال على اتجاهات الفرد يعتمد فى جزء منه على المصدر ، فهناك بعض أنواع من القائمين بالاتصال تكون عندهم مقدرة أفضل من غيرهم للتأثير على الجمهور ومن أهم الخصائص المتنوعة فى المصدر القائم بالاتصال كما حددها " نموذج يل " منها الثقة بالنفس ، مهارته فى تحديد الهدف ، قدرته على التبسيط الرسالة ، مهاراته فى التعامل مع مختلف أدوات الاتصال وقنواتها . وترتبط عملية الاتصال بمستوى معرفة المرسل واتجاهاته والنظام الاجتماعى والثقافى لديه. وهو يتفق مع نموذج " ديفيد برليو " الذى تميز نموذجه بوضع عوامل ومحددات لكل عنصر من العناصر الاتصالية التقليدية الأربعة " المصدر ، الرسالة ، القناة والمستقبل " .
o الرسالة : أهتم النموذج بالرسالة كمتغير مهم حيث إن خصائص الرسالة الإقناعية يمكن أن تزيد أو تقلل من فاعليتها ، وهناك عدد من المتغيرات التى قد يكون لها اثر على الاتصال منها " الوضوح ، ترتيب الحجج ، العرض من جانب واحد من جوانب الموضوع " .
o الجمهور : حيث أهتم النموذج بتوضيح المتغيرات الخاصة بالجمهور منها " القدرة على الاقتناع ، اختلاف الآراء المبدئية للجمهور ، الذكاء الاجتماعى ، احترام الذات والسمات الشخصية للجمهور " .
 العمليات الوسيطة : حيث يفترض النموذج أن تأثير الاتصال يعتمد على مدى اهتمام أفراد المجتمع به ومدى تفهمهم له ، كما إن تأثير المصدر والرسالة والجمهور على تغيير الاتجاهات يفترض أن يتوسطهم جذب الانتباه والفهم والقبول ، حيث أن معالجة الرسالة بطريقة معنية يمكن لها أن تعرقل عملية تغيير الاتجاه .
 تأثيرات الاتصال: طبقا لنموذج يل " فإن الاتجاه ( المكون الانفعالى للاتصال) يتأثر أو يتم تغييره عن طريق تغيير أو تبديل الآراء أو المعتقدات ، حيث يفترض أن تعلم معلومات جديدة فى الاتصال سوف يؤدى الى تغيير الاتجاه ، ثم التغيير فى السلوك أو العمل .
شكل (3-1 )
يوضح نموذج " يل " فى الاتصال بالجمهور
المتغيرات المستقلة العمليات الوسيطة تأثير الاتصال






















3. النموذج الاحتمالى لـ " فشيين Fishbein " لقد حدد فشبين عدداً من المتغيرات التى تؤثر على قبول الرسالة على النحو التالى :( )
 المصدر : إن المعلومات أو الجمل التى تشتمل عليها الرسالة يطلق فشيبين عليها الاحتمالية الذاتية للمصدر وهى المعتقدات التى يريد المصدر أن يقنع جمهوره بها، هذا بجانب المتغيرات الخاصة بالمصدر مثل درجة تصديق الجمهور ، ومجالات خبرته ، ودرجة الثقة.
 المستقبل : إن محاولة إحداث تغيير فى معتقدات المسبقة لدى الجمهور المستهدف والتى يطلق عليها فشبين الاحتمالات الذاتية للمستقبل هذا وقد حدد المتغيرات الخاصة بالمستقبل والتى ينظر غليها على أساس أنها تؤثر فى ثقة الجهور .
 الرسالة : فقد وضح فشبين أن هناك متغيرات خاصة بالرسالة مثل ترتيب الرسالة وصدق الحجج المؤيدة وهذه المتغيرات تؤثر بشكل أو بأخر على ثقة المستقبل فى معتقداته وفى معتقدات المصدر
 التناقض : يعتبر التناقض Discrepancy واحداً من العوامل التى تؤثر على احتمال قبول معتقدات المصدر ، والتناقض هنا " التناقض بين الاحتمال المتضمن فى معتقدات المصدر ، والاحتمال المتضمن فى معتقدات المستقبل . فكلما كان التناقض كثيراً بين معتقدات المصدر ومعتقدات المستقبل كان احتمال قبول المصدر قليلاً ويفترض فشبين علاقة خطية مستقيمة معكوسة عبر عنها فى المعادلة التالية :
P (A) = 1- D
احتمال القبول = 1- التناقض()


ب‌- النماذج التفاعلية Interaction models
حيث ينظر للاتصال كعملية ليس عملية واحدة بل هو مركب أو تجميع للعديد من العمليات المستمرة والمعقدة التى تتفاعل فى ظروف ديناميكى ليس له بداية أو نهاية ، ويتطلب النظر الى الاتصال كعملية مراعاة العديد من الاعتبارات مثل الجماعات ، واتجاهات الأفراد ، والظروف الاجتماعية( ). ومن أبرز النماذج التفاعلية "
1. النموذج الاختلافىConsistent model لكلاً من " روس & ويلبور شرام " حيث تعتمد عملية الاتصال وفقاً للنموذج الاختلافى على مجموعة من العناصر المتصلة والمتداخلة والمتشابكة والى تؤثر فى النهاية على اتصال الأفكار والمعلومات بين الافراد والجماعات، فالرسالة الاتصالية لا تسير فى طريق واحد بل تتشعب لتاخذ طرق متباينة . وقد اعتمد روس فى نموذجه على ستة عناصر أساسية للاتصال هى " المرسل ، الرسالة ، الوسيلة ، المتلقى ، رجع الصدى ، السياقContext " حيث يبدأ المرسل فى وضع أفكاره فى شكل رموز ويتم نقل فكرة الرسالة من خلال القنوات والوسائل التى تحمل الرسالة الى المتلقى مما يمكنه بالاستجابة للرسالة وهذه الاستجابة هى رجع الصدى الذى يتيح للمرسل معرفة تحقيق الرسالة لهدفها . وقد أضاف " شرام 1971" عنصر جديد فى نموذجه التفاعلى هو الخبرة المشتركة وأهميتها فى تسهيل الاتصال وتوصيل المعانى وأطلق عليه الإطار الدلالى لمصدر والمتلقى فكلما تشابه الإطار الدلالى زاد احتمال أن تعنى الرسالة نفس الشىء لدى كلاً منهما " حيث يتمثل الإطار الدلالى التجربة المتراكمة عند المرسل والمتلقى " . وإذا أراد القائم بالاتصال أن يختار المتلقى رسالته التعرض أن يقلل من الجهد الذى سوف يتطلبه التعرض عليها وإدراكها من خلال المعادلة التالية :( )
قدر الجزاء – قدر العقاب
اختبار الرسالة =
الجهد المطلوب
2. نموذج " ماكجير McGuire: حيث قام ماكجير بتطوير نموذجاً ذا عاملين للإقناع أو يربط الجذب والفهم فى عامل واحد ، وأطلق عليه الاستقبال وطبقاً لماكجير فإن عملية الاتصال تشتمل على خطوات تعتمد كل خطوة من هذه الخطوات على التى قبلها موضحاً من خلالها عناصر الاتصال " المصدر ، الرسالة ، الوسيلة ، الجمهور " ، وهذا ما يتفق مع نموذج " نيوكمبى " Newcomb الذى يصف عملية الاتصال من حيث تفسير ما يحدث داخل الأفراد بدل إرسال المعلومات بينهم . ومن هذه الخطوات : ( استقبال مضمون الرسالة " الجذب ، الفهم" ، القبول أو تبنى لما تم فهمه ، التذكر العمل أو التنفيذ - تغيير فى الاتجاه ) . ويمكن كتابة نموذج ماكجير بالرموز كالأتى :( )
P (O) = P (R) P (Y)
أى إن احتمال التغيير فى الرأى = احتمال الاستقبال الفعال للرسالة × احتمال قبول الرسالة








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ماذا قالت وزيرة الخارجية الألمانية عن صحفيي غزة؟


.. لبنان وإسرائيل .. مبعوث بايدن يحمل رسالة إنذار أخيرة من تل أ




.. المحكمة العليا الإسرائيلية تنظر في قانون منح صلاحيات واسعة ف


.. مراسل الجزيرة يرصد الأوضاع من داخل مدرسة لتوزيع المساعدات بش




.. استشهاد سيدة إثر استهداف قوات الاحتلال منزلا لعائلة المقادمة