الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


وماذا عنا نحن اللواتي تزوجنا ..!

إشراق سليم

2024 / 5 / 22
حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات


وماذا عنا نحن اللواتي تزوجنا وانتهى مصيرنا الى الأمر نفسه !
( ردا على مقال الصحفية بترونيلا وايت عن النسوية )،

يبدو ان هذه الصحفية البريطانية قد نشرت مقالا مؤخرا ، تتهم بها الحركة النسوية من أنها السبب لبقائها عازبة بلا أطفال لكونها متأثرة "بالنسوية " التي تقول انها خذلت جيلها لانها تجاوزت الخمسين ووجدت نفسها وحيدة ، ومجموعة من صديقاتها ..
وقد تناوقلت الصحف الالكترونية العربية والمنشورات الفيسبوكية والانستغرامية بالعشرات اعتراف هذه الكاتبة ، فيكبتون بصيغة موحدة في افتتاحية مقالة تتناقلها صفحات ثقافية وغير ثقافية : بعد أن قضت حياتها تدافع عن النسوية اعربت الكاتبة البريطانية عن ندمها ...
فهذه الصفحات تبدو شامتة بالنسويات وافكارهن فهاهي واحدة منهن تعلن عن ندمها .. ولم يسألوا فعلا هل النسوية تنادي اصلا بعدم الزواج أم بعدم الإنجاب ؟!
هناك من يريد ذر الرماد في العيون ، ويعمي بصيرة المجتمع من خلال شيطنة النسويات والفكر النسوي ، فغالبا ماتطالعنا كتابات تنسب افكارا غريبة للنسوية ، علما ان النسوية ليست مدرسة واحدة ولا هي افكارا موحدة ، مايجمع هذه الحركة هي المناداة بالمساواة الإنسانية بين الذكر والانثى . فلا يجب ان تعامل النساء بحسب جنسهن فيمنعن من العمل او الأجر المتساوي ، لمجرد كونهن إناث .

تذكر الكاتبة :ان النساء في بريطانيا بنسبة واحدة من عشرة لم تتزوج ولم تنجب ،
وهذه نسبة قليلة مقارنة مع مجتمعات تؤمن بالزواج والزواج المتعدد للزوج والانجاب الكثير وأن دور المرأة الأول هو الزواج والإنجاب ، لكن نسبة "العنوسة" في هذه المجتمعات قد تصل اعلى من ذلك بكثير، فهل السبب هو النسوية التي لاتكاد أن تكون معروفة في هذه المجتمعات أوليس لها تأثير يذكر ؟ أم ان هناك أسبابا أخرى لذلك ؟
لنعد الينا نحن النساء اللواتي تزوجنا وأنجبنا، هل كان مصيرنا أفضل من مصيرك ايتها الباكية على نفسك وعلى بنات جيلك ممن لم ينجبن ؟
انت وصديقاتك العازبات عشتن في الطول والعرض، بفضل الفكر النسوي وما انتجته من مدارس فكرية وإجتماعية مهمة خلال القرنين الماضيين ،ومن خلال الاطلاع على مسيرتك الصحفية وصورك المنشورة في المواقع نراك قد قابلت رجالا مهمين ونساء مهمات ، وان حياتك كانت مليئة بالحياة ، أما نحن المتزوجات فقد قبرنا ونحن منذ شبابنا المبكر في حياة استلابية نحاول ان نرضي الزوج والاولاد والاهل والمجتمع وكل ذكور العالم ، لم نعش حياة بنصف الإمتيازات التي امتلكتيها . فلا يحق لك اأن ترمي فشلك في فهم الفكر النسوي على النسويات اللواتي بعضهن متزوجات وانجبن اطفالا وبعضهن عزفن عن الزواج لأسباب تخصهن .

لقد انتهى الأمر بنا نحن اللواتي عشنا بمجتمع ذكوري، وبعضنا ممن تؤمن بهذا الفكر انتهى بهن الأمر مطلقات او ارامل او وحيدات مهجورات بعد ان هجرهن الاولاد وذهبوا لحال سبيلهم ، بحثا عن حياتهم الخاصة ، التي تتطلبها الحياة المعاصرة ، بل أن احدانا تُطلّق ويؤخذ منها أطفالها دون ان تملك حقا في حضانتهم فقط لأنها أنثى .
بقينا وحيدات بعد أن اعطينا الرجال والمجتمع من حياتنا ومن حريتنا الكثير ..
انت تمتعت- وجيلك - بحرية الحركة واللقاءات الصحفية الكثيرة ، الم تعرفي عن واقع النساء في العالم وفي بريطانيا تحديدا أن النساء سيعشن وحيدات وأن كن مع أزواج ، لانهم في الغالب يخونون زوجاتهم ، ويبحثون عن شريكات عاطفيات بعيدا عن مؤسسة الزواج ، أما كان الأجدر ان تعرفي كم نسبة عدد الخيانات التي عاشتها النساء البريطانيات ! ، وكم عانين من الظلم والبخس في الحقوق ؟ الزواج ليس عالما ورديا ضمن حضارة ذكورية تريد إبقاء الإمتيازات عند جنس واحد ، أنه العيش بمرارة طيلة الوقت من أجل أن تبقى الأسرة متماسكة ، دون ان يكون ذلك من أهتمام الرجل الذي يجازف بالخيانة دون أن يحسب حسابا لتفكك أسرته اذا ماتعددت علاقاته مع نساء أخريات ، وكم الألم الذي سيسببه لزوجته .
ثم هل ان النسوية رؤية واحدة حتى تتهم كلية هكذا .. ؟ انها كالدين، كالفكر، كالحياة ، كل شخص يعيشها ويفهمها بطريقته الخاصة ،و النسوية لا تعني النساء وحدهن، بل هي فكرة قد يتبناها رجال يريدون إعادة الأمور الى نصابها الحق ، هي تدعو لإحقاق الحق وأعتماد حقوق الإنسان بما هو إنسان وليس بما هو ذكر أو أنثى.
أما الشامتون العرب والفرحون فمنطقكم البائس لايستحق الالتفات اليه والنقاش معه ، فأنتم قد اعربتم مقدما عن عدم فهمكم للموضوع كاملا ، فلم تحللوا كلامها ولم تعرفوا ان النسوية العربية تختلف تماما عما تنادي به النسوية الغربية.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مقتل 19 شخصا معظمهم من النساء والأطفال بقصف إسرائيلي على حيي


.. المشاركة شهيره طرودي




.. المشاركة منى العبد الله وهي شابة من سكان دمشق


.. سعده أبو أمين وهي مشاركة متواجدة بشكل دائم في الساحة ومن حرا




.. أصوات محتجوات السويداء المطالبة بالحرية لا تزال تتعالى