الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


دَردشةٌ أبَويةٌ خاصّة ..

زكريا كردي
باحث في الفلسفة

(Zakaria Kurdi)

2024 / 5 / 22
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع


-------------------
إن حال أنْ تكونَ أباً ، أو أماً في هذا العالم ،
يشبه - في تقديري - تماماً ، حال وضع قلبك خارج جسدك لمدةٍ غير معلومة .
هو جزءٌ ممتدٌ، متصلٌ بك ، ومنفصلٌ عنك في ذاتِ اللحظة .
الأن ،
تنظر إليه ، و أنت تعلم أن هذا الجزء - لا محالة - سيمضي نحو مجاهل العالم .. الآن ، أو غداً ،
بعد سنوات قضاها هذا القلب المُنفصل عنك ، في الرعاية والنمو والحماية، والتعلّم - رويدا رويداً - كيفية البقاء على قيد الحياة ..
الأن ، أنت تحاول ، أنْ تتأقلم مع فكرة تبدو بسيطة ، لكنها موحشة للغاية ..
ألا وهي ، أنّ هذا القلب يتجوّل بمفردهِ ، في عالم مخيف جدا ،
و تُدرك بوضوح تامٍ ، فكرة كيف يمكن أنْ يلحق به ضررًا كبيرًا.
ولهذا أنت تأمل دائماً ،
أن يتصل قلبك بالمنزل ، وأن يحدثك أحيانًا ، أي شيء مهما كان سخيفاً ، عن قصصه ، وسلامته ، وسعادته ، ومشاكله ..
نحن فقط ، نتمنى ، أن يُطلب منا ، هذا القلب ( الابن ) البعيد المساعدة ،
دائماً ، أنت تُمسك نفسك عن مضايقته ، لكنك لا تستطيع ان تمسكها عن التفكير الدائم به ، لكأنّها وظيفة جينية قديمة ، تدرّبنا عليها منذ فترة طويلة جداً .
كل هواجسنا تقوم على فكرة مركزية ، بؤرة جوهرها فقط ، معرفة ان قلبنا هذا ، مازال بخير ،
أو هو - على الاقل - في المكان الصحيح ، الذي من المفترض أن يكون فيه بالضبط .
أخيراً :
عند محيط الأبوة بدا بعض الناس غير هياب للخوض فيه أو إستمراء آلامه ، بينما كان بعض أخرون (وهم قلة ) جريئاً وقوياً ، في وقف هذه المأساة في فيض المشاعر التراجيدية ، وشجاعاً في إتخاذ قرار كبير للغاية ، بالتوقّف ، دون الإلتفات إلى عواقبه النفسية أو الغريزية .
وهنا يحضرني قول رهين المحبسين :
هذا جَنَاهُ أَبي عَلَيَّ
وما جَنَيْتُ عَلَى أَحَدْ
zakariakurdi








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ثلاث نساء يقدن أوروبا نحو أقصى اليمين.. ما الذي يفرق بينهن؟


.. -أوبن إيه آي- تعيّن مسؤولا استخباراتيا سابقا وتدرس التحول إل




.. غزة.. ماذا بعد؟ | معارك ضارية في منطقة رفح وسط تعتيم إعلامي


.. نشرة إيجاز - الجيش الإسرائيلي يؤكد مقتل 8 عسكريين في غزة




.. دعوات وتلبية الحجيج على جبل الرحمة يوم عرفة