الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


نمط تفكير عفا عليه الزمن !

عبدالله عطوي الطوالبة
كاتب وباحث

2024 / 5 / 23
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


يقول سيد قطب، في كتابه "معالم في الطريق"، "ليس عبداً لله وحده من يتلقى الشرائع من أحد سوى الله". لكن الله عز وجل، لا يحكم مباشرة، ولم يختر أحداً من البشر يبلغه شرائعه ويكلفه ببثها في الناس. ما المقصود إذن؟!
هذا الكلام يحيلنا إلى الحاكمية، التي قبسها قطب من أبي الأعلى المودودي.
وهذه بدورها، أي الحاكمية، تحيلنا إلى أول حزب سياسي في الإسلام، ونعني الخوارج، الذين خرجوا على علي بن أبي طالب، خلال معركة صفين، رافضين التحكيم مع معاوية محتجين بالتساؤل الإستنكاري:"كيف تُحكِّمون البشر بكلام الله".
فرد عليهم علي ببلاغته المعهودة: "كلام حق يُراد به باطل، القرآن لا ينطق وإنما يتكلم به الرجال".
نعم، النص الديني لا ينطق بذاته، وإنما ينطق به الرجال، أي يقرأونه ويفسرونه.
والرجال أبناء مراحل متتابعة، والحياة لا تني تتحرك وتأتي بالجديد المستجد.
كما أن الرجال متفاوتون في القدرات المعرفية والذهنية، في كل زمان ومكان، ناهيك بمصالحهم المتضاربة. ولا ننسى، أن النصوص الدينية بطبيعي أمرها، حمَّالة أوجه، تحتمل المعنى ونقيضه في آن واحد. وبالتالي، لا يمكن أن يتفق البشر ويتوافقوا على تفسير واحد موحد للنص الديني. هذه حقيقة لا مِرية فيها ولا خلاف بشأنها. وما أكثر الأدلة الدَّالة في هذا السياق. ولعل أقطعها، تعدد المذاهب والملل والنِّحل والجماعات بين أتباع الأديان،
كلها من دون استثناء. هل المسلمون متفقون حول تفسير القرآن؟ قطعاً لا، ولن يتفقوا للأسباب المومأ إليها توَّاً.
إذن، المقصود بالحاكمية، منذ الخوارج وحتى المودودي وسيد قطب، احتكار تفسير النص الديني من قِبَل جماعة بعينها، بكل ما يترتب على ذلك من الإقرار بما يشبه "الحق الإلهي" لهذه الجماعة بأن تحكم البشر بتفويض سماوي. هذا بالضبط ما قصده سيد قطب في قولته، المبدوءة سطورنا بها. هنا، نحن أمام نمط تفكير كارثي مأساوي، كلَّف البشرية، ونحن من ضمنها، ملايين الضحايا عبر القرون. لا تحتفظ أسفار التاريخ بأي حكم بإسم الدين، إلا وكانت تبعاته الحروب والفتن وسفك الدم، منذ الحروب الدينية في أوروبا في القرون الوسيطة وحتى يوم الناس هذا. الحروب الدينية، عادة ما تكون شرسة جداً، تُسفك خلالها دماء كثيرة، لأن كلًّا من أطرافها يتوهم انه الأقرب إلى السماء والناطق الحصري باسمها.
مقصود القول، هذا النمط من التفكير عفا عليه الزمن ولم يعد يصلح للقرن الحادي والعشرين.
الحل: العقل هو المصدر الوحيد للتشريع. من هنا بالذات، يبدأ النهوض وينطلق قطار التقدم.
هكذا يعلمنا التاريخ، ويؤكد كل يوم لكل ذي بصر وبصيرة.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. دائرة الأوقاف الإسلامية بالقدس تعلن عن تأدية 40 ألف فلسطيني


.. خطيب المسجد الحرام: فرحة العيد لا تنسي المسلمين مآسي ما يتعر




.. مراسل العربية أسامة القاسم: نحو 1.5 مليون مليون حاج يصلون إل


.. مبعدون عن المسجد الأقصى يؤدون صلاتهم عند باب الأسباط




.. آلاف الفلسطينيين يؤدون صلاة عيد الأضحى بالمسجد الأقصى