الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


هواجس ثقافية ـ 181 ـ

آرام كربيت

2024 / 5 / 23
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع


مات القارئ في زمن التفاهة، والكتاب
مات القارئ، لهذا فإن الكاتب يضع نعوة نفسه على الشاهدة.

الأديان في الطريق إلى الموت
الأديان القابلة للولادة والعيش، قالبة للموت مهما طال بها الزمن وطال بها البقاء.
كل دين له بداية بالتأكيد، وسيكون له نهاية، المسألة مسألة وقت، لأن هذا الدين جاء عن افتراقه عن التكوين الطبيعي، عن الواقع القائم بذاته.
المادة قائمة بذاتها، أو القائمة بذاتها لذاتها، ليس لها ولادة ولا تموت، لأن المادة هي التكوين الطبيعي، لهذا لا تزول.
لهذا أبشركم يا مؤمنين أنكم تسيرون في الطريق إلى الفناء، إلى النهاية، هكذا تقول حكمة الطبيعة والحياة والعلم والحقيقة.
افرحوا هذه الأيام بأنفسكم يا مؤمنين، عيشوا في هذه الحفلة الربانية، في هذا العرس، إلى أن ينتهي العازفون من عزفهم، ويتفرق المعازيم، وتضفأ الأضواء ويذهب كل واحد إلى بيته ويسدل الستائر على ما تبقى من الأقداح الفارغة من الراح، ومن الانبساط والانشراح.
أيها المؤمنون، لا تتعصبوا لأي دين، لأي فكر، الحياة هي الأصدق، فكروا في الاعتدال، كونوا معتدلين، لا تقتلوا أو تقتلوا، أو تموتوا فرط عملة.
وكل نفس إلى زوال، ومن مات فات، ولا يعود ابدًا

العفة الجنسية كذبة
العفة كذبة كبيرة اخترعها الدجالين من أجل السيطرة، وتمرير سياسات ورغبات رجال السياسة وأصحاب الرغبة في الهيمنة على البسطاء والسذج إلى أن أصبحت جزءًا من التكوين النفسي للكثير من البشر في العالم.
قبل مئة وخمسين سنة لم يستطع الإنسان الغربي أن يتفوه بكلمة واحدة عن الجنس، اليوم تحرر من هذه العقدة.
العفة هو قمع مقشر، واضح، يتاجر فيه رجل الدين المكلف من القواد الكبير رجل الدولة الأول.
بين الفخذين، هناك حركة ونشاط، لغة متحركة، ورغبات هائجة، بمعنى لا يمكن لهذا المكان أن يكون عفيفًا ما دام يصرخ وينادي ويبكي على غربته ويتمنى اللقاء.
العفة في الرأس، في الصدق، أما الجسد فهو أداة تنفيذ، بيد صاحب السوط الذي يضرب من يقف في وجهه.

يهوه هو الله المشوه
في الحقيقة أن الله هو يهوه، هو ابو موسى وعيسى ومحمد.
وهؤلاء الأنبياء لم ينكروا نسبهم، انتماءهم، بل كان يهوه موضع اعتزاز وحب لهم.
قالها الرئيس كلينتون يومًا بحضور الملك حسين وياسر عرفات وأسحق رابين، أثناء التوقيع على أتفاق أوسلوا في العام 1993، في كامب ديفيد ـ الولايات المتحدة:
أنتم أولاد عم، يقصد اليهود والمسلمين، طبعًا المسيحيين معهم.
الله الواحد الذي تم اختراعه عمليًا هو يهوه الذي جرى استنساخه في الغربة، والتيه اليهودي.
كان اليهود يبحثون عن من يسندهم في ضياعهم وضعفهم وخوفهم من المجهول، فأهتدوا إلى هذا الأسم كملجأ وحماية من الانهيار النفسي والوجودي.

الكون
أنا شخصيًا لا أومن بولادة الكون، ولا بنهايته، أنه موجود قبل الوجود.
إنه حيرة.

المنطقة الجميلة
لو سألنا المنطقة الجميلة بين الفخذين في مقدمة الإنسان، هل ترغب أن تبقى عفيفًا نقيًا كما يقول المتدينين، بالتاكيد سيصرخ في وجوهنا بغضب شديد، وسيقول:
العمى بعيونكم العمى، نحن لا نرغب في العفة السخيفة والأخلاق الكاذبة، ما هذا سوى كذبة كبيرة لصقها بنا هؤلاء الحمقى، المرضى الذهانين، محتكري الله.
نحن نريد الحرية، اللقاء بيننا وبين الآخر هو غاية الغايات، هاجس يملأ حياتنا بالرغبة في اللقاء دون حدود أو حواجز، نحن كائنات حية نرغب أن نعيش تحت الضوء والشمس والهواء والحرية.
إن تدخل هؤلاء الجراثيم في حياتنا الشخصية خرب الحياة والسماء والماء في حياتنا.
يقول هذا الطرف أو ذاك الطرف الأخر بين الفخذين، من يتكلم عن العفة في النهار يأتي إلينا في الليل حزينًا مكسورًا مأسورًا يطلب منا أن نلبي رغباته، أحيانًا يبكي على نفسه وعلينا لأنه لم يصل إلينا ولم يلب رغباتنا نتيجة القمع والكبت الأخلاقي القميء الذي منينا به.
بين الفخذين كائنات جميلة، حرة، واضحة، متكلمة ولكن لسانها مقطوع لهذا يتنطح السفلة في التكلم بالنياية عنها.

لا يهود إلى الوراء
تذكر أيها الإنسان، أن الشجرة التي قطعتها لن تعود مرة ثانية كما كانت. والأرض الذي شيدت عليه بيتك لن تعود إلى براءتها الأولى.
وتلك الزهور التي سحقتها بعقب نعليك لن تضحك لك بعد اليوم.
الأرض مقدسة. ولم تخلق لك لتتصرف بها كأنها ملكك.
أيها الإنسان، أنت كائن غازي، يداك ملوثتان بالدم، مجرم بحق نفسك وبحق الطبيعة وبقية الكائنات، وبحق الأرض والسماء والماء والتراب والهواء والضوء.
لا تمنح نفسك صفات ليست لك، كالشرف والشهامة والأخلاق الحميدة.
أنت لا أخلاقي.
وهذه الأخلاق التي اخترعتها، هي مجرد شكل تافه لدونيتك، لتبرر لنفسك همجيتك، الجرائم اللأخلاقية التي تقدم عليها، لتنام بملء جفونك فوق أجساد ضحاياك.
تذكر أن لا شيء يعود إلى ما كان عليه في السابق، وأننا ذاهبون إلى الخراب والدمار بأقدام ثابتة.
قبل أن تكسر صلصال الأرض، تذكر أن الجمال لا يتكرر مرتين، وإذا حدث وعاد فإنه سيعود بكامل البشاعة والتشوه الذي أنت عليه.

الشرق ومثقفيه
نحن أبناء الشرق، مثقفي الشرق، أبناء المقدس، العلاقات المشوهة المرضية تجمعنا أكثر بكثير من العلاقات النقية النظيفة الواضحة، القائمة على خدمة الحق والحرية والعدالة والثقافة والفكر والوطن.
نحن مخنثين، مزدوجي الانتماء نفسيًا وعقليًا، في الممارسة والسلوك والحركة والكلام، نخبأ ما في أنفسنا ونعلن على غير ما نضمر لنسوق أنفسنا الرخيصة، وتأمينها من أجل تسويقها، كالطبطبة على الظهر بمناسبة وغير مناسبة، الشللية، سوقني لأسوقك، الضحك الفاجر والكذب على الذات والآخر، اللين في حركة الجسد والصوت.
نعتقد في لحظة ما، كأننا نموء من الشهوة لذات الجنسين
هذا نهج وتربية وأخلاق الكثير الكثير من الناس والمثقفين في مجتمعنا.
إن المثقف الغير مستقل، الدوني، الخاضع للآخرين بشكل مرضي كامل، هو ضرر ما بعده ضرر للمجتمع، لأن وجوده يغيب المعرفة والحقيقة عن الواقع، ويعوم نفسه على حساب الثقافة والحياة واستمراريتها.
نعود لنقول ليس الجميع، لكن هناك طائفة كبيرة من هذا النوع.

قادة الدول السبع
اجتماع قادة الدول السبع في هيروشيما، المدينة التي أحرقتها الولايات المتحدة في العام 1945 بالقنبلة النووية، أكيد له رمزية كبيرة وإشارات تريد الولايات المتحدة توجيهها للعالم؟
هل هو تهديد لمن يريد أن يتحداها، تريد أن تقول، عندنا استعداد تام على ضرب أية دولة تمس بأمننا أو تقترب من حدودنا؟
هل تريد أن تقول:
أنظروا إلي يا أولاد القح..بة، وأعرفوا من أنا، وأي تصرف منكم سأكن..يك سلافكم إذا أقدمتم على فعل لا يرضيني؟
هل تريد القول أنا ما زلت الشرطي العالمي، والعصا بيدي، وأنا الأقوى، وأنا أقرر السلام والحرب وفق مقاساتي؟
تنسى الولايات المتحدة أن دول كثيرة أصبح لديها القوة النووية، وأن قواعد اللعبة العالمية بدأت تهتز من تحت قدميها وتتحرك نحو أماكن أخرى، هل تريد استباق الأحداث وتهدد الجميع؟
إن جنون العظمة مرض عقلي خطير، فخ تقع فيه دول كثيرة كما حدث في ألمانيا أيام النازية أو أيطاليا الفاشية أيام موسوليني وفرانكو.
ويقع فيه الأفراد أيضًا نتيجة التربية القاسية في البيت، كالضرب والإهانات والتعظيم للأب الضعيف المأسور بالقهر والذل والاستسلام، والأم المستكينة الخاضعة للرجل، المتنمرة على الصغار.
نحن أمام مأساة حقيقية، السادية وحب السيطرة والتفاخر بالقوة والتعالي، ورديفه الضعف والخواء والخوف، سيدخل عالمنا في حروب تدمر كل شيء جميل فيه

امنيتي
كسرة خبز وسقف هما ثروتي في الحياة، بهما أعيش طوال حياتي المديدة.

الزواج
مؤسسة الزواج لم تمنع الخيانة والكذب والاستغلال والاحتيال واللعب على المشاعر، بمعنى، إن مؤسسات القمع بكل جلاله لم يستطع أن يكون أسرة مثالية.
تحت سقف هذه المؤسسة، يجري بيع وشراء الضمير والقيم والأخلاق.
وتحته يمارس كلا الشريكين، أقذر الأساليب في حق بعضهما البعض من قمع مبطن أو ظاهر، أو مراوغة أو تورية وخداع، وصراع لا هوادة فيه من أجل حيازة السلطة والتربع على عرش المكان والسيطرة، على القرار وتوجيه عقل وفكر الأطفال باتجاه المسيطر.
إنه مكان تفريغ الطاقة السلبية وتعبئتها أيضًا.
وإنه مكان تعبئة الكبت وإعادة إنتاجه.
الكبت لا يجعل الإنسان متحكمًا بالغرائز على الأطلاق.
الوعي وأجواء الحرية هما الجسر الذي يرفعا شأن الإنسان ويحولانه إلى كائن حر.
الكبت منظومة أخلاقية سلطوية متكاملة، يسهر على بقاء الإنسان غريبًا، مهمشًا، هامشيًا، ضعيفًا، ممسوكًا بحبل مربوط برأس السلطة الزمنية والدينية.
من يأتي إلى الحبيب محملًا بالأهداف والغايات، نريد أن نذكره أن الجسد والعشق والحب إذا كان كذبًا، شيء نافل، لاقيمة فيه.

الفقر ظاهرة
الفقر ظاهرة سياسية، ولد مع ولادة التاريخ، وهو نتاج لها.
يولد الإنسان طبيعيًا ثم يتحول إلى شيء، حالة، يربط بالرسن ليدور حول نفسه.

الحقيقة المطلقة
احتكار الحقيقة المطلقة، المقدس، وضع بلادنا في الحجر الصحي، عزلنا عن الواقع الاجتماعي والسياسي الدولي إلى أن أصبحنا أكثر دول العالم تخلفًا وجهلًا وعزلة.
أنت تعتقد أن كتابك الأوحد ميزك عن الأخر، ومنحك قيمة ليست لك، هذه ظنونك وأمراضك، لأنك حشرت نفسك وعقلك في الماضي، وعزلت نفسك عن حركة الحياة وتطورها.
الحقيقة المطلقة كذبة كبيرة، عنصرية، انقسامية على الصعيد الاجتماعي والأخلاقي والنفسي والإنساني.
هذه المطلقات جوهرها نازي وفاشي، عدمي.
هذه الملكية للحقيقة المطلقة، إرهاب فكري ونفسي، إعلان حرب من جهة واحدة على الأخرين المختلفين مع أصحاب هذا الفهم الموتور.
إن إعطاء نفسك تميز، تمييز، فوقية، استعلاء، يعني انفصالك عن الواقع وحياة الناس والبشر، والجلوس في الأماكن البعيدة عن حركة التاريخ والمجتمع والسياسة.
الأصح يا مالك الحقيقة المطلقة، أنت كائن مريض، مشوه.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ضيوف الحج يتوافدون إلى مشعر منى لأداء شعيرة رمي الجمرات


.. إيران ترد على بيان مجموعة السبع بشأن البرنامج النووي




.. في ظل الحرب على غزة.. آلاف الفلسطينيين يؤدون صلاة عيد الأضحى


.. كلمة لإسماعيل هنية رئيس المكتب السياسي لحركة حماس في أول أيا




.. كلمة لإسماعيل هنية رئيس المكتب السياسي لحركة حماس في أول أيا