الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


فلسفة ونظرية القيم عند احمد عبد الحليم عطية : تطبيقات وامثلة (2)

محمد احمد الغريب عبدربه

2024 / 5 / 23
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع


تطبيقات مفهوم القيمة عند احمد عبد الحليم
قيمة الجماعة والمعرفة
الدكتور عطية كان حريصا علي مزيد من خصوصية القيم المصرية، خاصة، والقيم الأسلامية والعربية عامةً، وذلك عبر الحفاظ عن القيم الفلسفية والفكرية لفلاسفة وعلماء الأنسانيات في مصر والوطن العربي، فقد سعي الي جمع الفلاسفة العرب حول فكر واحد ومائدة واحدة، من اجل توحيد الرؤي، وفك التناقضات والاشتباكات السلبية بينهم، دون الغاء خصوصية كل فكر علي حدا، فسعي لتأريخ جديد للأمة، وهو الحفاظ علي خصوصية الفلسفة المصرية والعربية، حيث اهتم بتاريخ الجامعة الأهلية، وبالمفكرين والفلاسفة المصريين منذ انشاء الجامعة المصرية عام 1908، حيث اوضح أن “انشاء الجامعة المصرية عام 1908 كان تجسيدا لحلم النهضة لدى النخبة المصرية بتأسيس "جامعة للتعليم العالي ضد رغبة (المندوب السامي البريطاني) اللورد كرومر صاحب دعوة التوسع في التعليم الاولي وانتشار الكتاتيب" لكن المثقفين الوطنيين رأوا في الجامعة تجسيدا للتحرر والتقدم”.[
سعد القرش، افتتاح مؤتمر بجامعة القاهرة عن الفلسفة الاندلسية العربية والاسبانية، وكالة رويترز، مارس 2008.
https://www.reuters.com/article/oegen-eg-spa-philosophy-sk2-idARAEGO94965820080309/ ]
وايضا اهتم بالفلسفة المصرية، والفلسفة العربية، وكما يقول المفكر والفيلسوف فتحي التريكي، فهو سعي وبذل المزيد من الجهود، من اجل قيام فلسفة عربية تتواصل مع مكتسبات النهضة العربية وتتأقلم مع مستحدثات العقل العلمي الحداثي والكوني، ولديه ايضا توجه في ايجاد علاقة دائما قلقة بين أسس النهضة الفلسفية في مصر والبلدان العربية الأخري، ومعطيات الفلسفة المعاصرة، وما تقدمه من مفاهيم جديدة وتصورات متنوعة حسب ما يقدمه عصر ما بعد الحداثة للإنسانية[ نور الدين الساقي ، حسن حماد، اعداد وتحرير، نحو اجورا فلسفية عربية معاصرة، كرسي اليونسكو للفلسفة، القاهرة، 2014. ص3 ].
وهنا حسب رؤية غضبان السيد، كان تناول الدكتور عطية لهذه الافكار والمشروعات الغربيةو الاسلامية معا رؤية متجددة، وليس عرضية، ورؤية ناقدة ومتحاورة وليس رؤية منغلقة، حيث يقول غضبان في دراسته عن الدكتور عطية: لم يرصد العلاقة من أحادية الجانب من منظور التوافق الفكري، والسير علي الدرب، والنسج علي المنوال للمفكر العربي في العصر الراهن، بل أن الرؤية التي نظر من خلالها عطية كانت رؤية مزدوجة ترصد للموافقة والرفض معاً، التأثر والتأثير الايجابي والسلبي، القبول والرفض، الأعجاب والنقد، وهو في أغلب الأحوال يقابل بين الرؤية والرؤية الموضوعية[ غيضان السيد علي، نحن وهيجل... مغامرة في عوالم هيجل وفضاءاته الكونية، ص1 . ].

واجمالاً هنا، يدعو الدكتور عطية إلي مفهوم الجماعة، وليس مفهوم الفرد، فهو داعم لمفهوم المعايشة مع الأخر، والتواصل، وتقدم المجتمع الي الأمام بلا توقف، فهو يدعو الي توظيف تاريخ العقل، الي الجماعة، فالتنوير لديه ليس دعوة إلي الفرد، ولكنها إلي الجماعة، واجتهاداتها، وقيمة العقل والتنوير وهنا اجمالاً لما سبق، هل موضوع القيمة لدي الدكتور عطية تجاوز اهتماماته النظرية
ويستعرض الدكتور عطية في مشروعه الفكري لأبرز المشروعات الفكرية المصرية والعربية، وذلك بحثاً عن الحرية، وقوة الأنا، فعدم التعرف عن الأنا والهوية، لن يؤدي الي تقدم وإلي حرية، والبحث عن القيمة في الثقافة العربية والإسلامية، والمصرية خاص، لن يؤدي أيضا إلي حرية وتقدم، وهو بذلك يتماشي مع الفكر المعاصر والمتقدم في الدراسات الحضارية، ونظرية القيمة، وحيث يضع الفيلسوف لافيل المتخصص في القيمة، تصورا مهماً حول علاقة الحرية بالقيمة، وعلاقة التعرف بالأنا بالقيمة، وقوة الثقافة، وذلك ما اتضح في دراسة هامة للمفكر والباحث هشام بن جدو حول اشكالية القيمة في فلسفة لافيل “ حيث يقول في بداية دراسته الجادة والهامة “ يعطينا لا فيل من خلال مشروعه الفلسفي تصوراً مغايراً لمشكل الحرية، فتجربة الحرية عنده لا تبقي مجرد موضوع للشعور، بل تصبح الشعور ذاته الذي يتعرف إلي ذاته من خلال الفعل، وقيمة الفعل في فلسفة لافيل هي الدفاع إلي استبطان الوجود أو الكينونية، بعد استبطان الذات، وبذلك تخرج الحرية عن فكرة تجاوز العائق، بمعني التحرر وتجاوز مظاهر الإكراه الخارجية، الطبيعية منها والاجتماعية، إلي محاولة تجاوز مظاهر الإكراه الداخلية، الناجمة عن جهلنا طبيعة الأنا وقواها، جهل يقود إلي سوء استخدام طاقة الوجود الكامنة فينا، فتنجم عن ذلك مظاهر الشر التي هي مع ذلك شرط مممارستنا القيمة
قيم الحوار الثقافي
أجمالاً في ما سبق من طرح الدكتور عطية حول علاقة الأنا مع الاخر، سواء كانت عربياً، او غربياً، يمكن القول أنه يدعو دائما الي الحوار مع الاخر، والتمسك بمبدأ الحوارية، وعدم الاتجاه الي الندية السلبية، والتعاطي العنيف في العلاقات بين الثقافة والحضارة بين الامم والشعوب كلها، فهو يقول في احد كتبه الفكرية، وذلك حول تسكين الفلسفة في العقل والواقع العربي " هنا يتجلي الهدف الثاني، والذي هو في الحقيقة الهدف الأول وهو التأكيد علي الإنسان؛ باعتباره الغاية من التفلسف والهدف؛ الذي علي الفلسفة جعله الغاية العليا ليس في الفكر، بل في الوجود . وبدلا من التقسيمات المتعددة الإنسان وتقديم الأنا، لأن الأنا هنا هو الأنا المسيطر والمهيمن معرفياُ واقتصاديا وعسكريا، لكن الأنا الذي شغلنا هنا هو الأنا الذي يعترف بوجود واختلاف الآخر. هنا نصل إلي الهدف الثالث الذي يؤكد المعاني والقيم المختلفة التي سعت إليها الفلسفة طوال تاريخها وجسدتها فلسفة كانط، وهي احترام الآخر باعتبار الإنسان غاية في ذاته . من هنا علينا تأكيد أهمية الاعتراف بالآخر والاختلاف وأهمية الحوار في سبيل تحقيق عالم واحد مشترك نحيا فيه سويا. فالحياة معا والعيش سويا يمكن أن تكون من ثمار الفلسفة الكانطية التي علينا أن نعيد قراءتها ونبحث في العلاقة التي تربطنا بها"[ محمود محمد علي ، قراءة في كتاب "نحن كانط" للدكتور أحمد عبد الحليم، صحيفة المثقف، نوفمبر 2020. ].
وهو يدعو في الحوار الثقافي والحضاري الفكري، خاصة في حقل الفلسفة، الي الحوار وليس النقل والتبعية، وهو يوضح “ وتتحدد أولي هذه الأسباب في موقف التلقي المفروض علي الفكر الغربي، والذي يتمثل في تقبلنا للصورة التي يحددها الغرب لذاته، بدون تعديل، سواء فيما يتعلق بتاريخ الافكار او الاعلام، او المشكلات التي يدعي أصحابها من الغربيين أنها انسانية عامة. ويرجع ذلك إلي تمركز الفكر الغربي حول ذاته وقد أنسقنا نحن وراء هذا التمركز ومن هنا يردد البعض ان الكتابات العربية في تاريخ الفلسفة ما هي إلا نسخة لما هو موجود في الكتابات الغربية لكن بحروف والفاظ عربية، اي أن تاريخ الفلسفة عندمنا لا يختلف كثيرا عما نجده في كتابات مؤرخي الفلسفة الغربيين[ احمد عبد الحليم عطية، الديكارتية في الفكر العربي المعاصر، دار الثقافة والنشر، القاهرة. ب.ت، ص14. ]”.
وفي كتابه نحن وكانط أشارة كبيرة إلي اهمية الحوار الفكري مع الغرب، والتفاعل،
حيث يقول “ نحن نحتاج اليوم بدلا عن الرصد والمتابعة، في إطار التلقي والاستقبال/ إلي التواصل والنقاش والحوار حول ما يمكن أن ينتج عبر هذا التثاقف وننتقل من التلقي التلقي عن الغرب إلي اللقاء معه، وهناك سبل متعددة للقاء معه والعيش سوياً والحياة في كوكب واحد عبر الفلسفة والفن والدين والفكر. وهو ما نشتغل به تحت عنوان الكونية الجديدة[ نحن وكانط مصدر سبق ذكره، ص44. ]،
ويضيف ايضا في هذا الأطار وفي اشارات قاسية شديدة الوضوح، تجاه الفكر العربي الفلسفي والثقافي، وهو تحدي في التساؤل،ومواجهة صعبة جداً، تستدعي خطابات التأويل والنقاش الفلسفي الحيوي، وإلي اعادة الحديث مع الانا واستدعاء التراث، والاستفادة من مشروعات التنوير العربية، وخاصة حسن حنفي ومحمد عبده، ويقول “
قد يوحي مصطلح القراءة والتلقي والاستقبال عند البعض بدلالات سلبية، تفرغ الفكر العربي من دوره الايجابي. وتجعلنا متلقين سلبيين لا بداع لنا، مستهلكين للفلسفة الغربية، نظل في مرحلة الترجمة والشرح والحاشية علي المتن والتعليق علي الحاشية دون الإبداع الفلسفي، ورغم ان فعل التفلسف هذا كما اري يقوم علي الاستدعاء والتلقي والمناقشة والحوار، حيث مكننا في المقابل أن نجد في النظر العربي للفلسفة الغربية مظاهر العلاقات المختلفة بيننا وبين اوربا، وهي علاقات تاريخية غاية في التعقيد، يمكننا أن نلمس فيها السعي الغربي إلي فرض الهيمنة الأوربية علينا من جهة والسعي العربي لتأكيد الخصوصية الثقافية ورفض التبعية من جانب أخر، للتميز بين ما هو إنساني عام كلي مشترك بين البشر من جهة وبين الأقليمي المحلي العنصري من جهة أخري.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. هنية: حماس أبدت مرونة عالية من أجل التوصل لاتفاق ينهي العدوا


.. هنية: الحل سيتحقق من خلال مفاوضات تفضي إلى اتفاق متكامل | #ع




.. حجاج بيت الله الحرام يواصلون رمي جمرة العقبة الكبرى في أول أ


.. في أول أيام العيد.. هتافات في مدينة تعز تنديدا بمجازر الاحتل




.. حجاج بيت الله الحرام يبدأون رمي جمرة العقبة في أول أيام عيد