الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


قراءة نقدية : للمؤتمر الدولي العلمي الأول الموسوم ب( توظيف العلوم الاجتماعية في خدمة التنمية المستدامة : تحليل وتقييم )

حسين سالم مرجين
(Hussein Salem Mrgin)

2024 / 5 / 25
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع


عقد في رحاب كلية الآداب والعلوم زمزم بجامعة سرت في ليبيا المؤتمر الدولي العلمي الأول الموسوم بـ "توظيف العلوم الاجتماعية في خدمة التنمية المستدامة: تحليل وتقييم" وذلك يوم السبت الموافق 18 مايو 2024م، هذا المؤتمر نظمته الرابطة العربية للعلوم الاجتماعية والإنسانية بالتعاون مع كلية الآداب والعلوم زمزم بجامعة سرت، واتحاد مجالس البحث العلمي العربية، وبرعاية الهيئة الليبية للبحث العلمي. شهد المؤتمر مشاركة واسعة من الأساتذة والباحثين في مجال العلوم الاجتماعية من عدد من الدول العربية، بما في ذلك الأردن ومصر والمغرب وتونس والجزائر وموريتانيا والإمارات العربية المتحدة والسودان. كما شارك في فعاليات المؤتمر عدد من أعيان قرية زمزم التي تبعد عن مركز جامعة سرت بحوالي 100 كيلومتر، حيث ألقى أحد مشايخ القرية كلمة أكد فيها على أهمية عقد مثل هذه الفعاليات العلمية في هذه القرية، مما يسهم في ربط الجامعة بالمجتمع المحلي وتعزيز دورها في التنمية المستدامة.
يهدف هذا المؤتمر الدولي إلى دراسة وتحليل كيفية توظيف العلوم الاجتماعية في خدمة التنمية المستدامة، وتقييم هذه الجهود. وقد برز خلال المؤتمر الدور الحيوي للعلوم الاجتماعية في إحداث التنمية المستدامة، حيث يمكن لهذه العلوم تغيير الإنسان من خلال فهم المشكلات والطرق الفعالة للتعامل معها ، فضلاً عن طرح المعالجات الآنية والمستقبلية. وشدد المؤتمر على أهمية ضمان الحقوق والواجبات للوصول إلى التنمية المستدامة، كما أشار إلى أن العلوم الاجتماعية تسعى إلى خلق الثقة المتبادلة بين مختلف الجهات المعنية بعملية التنمية.
وأكد المؤتمر أن التنمية لا تتحقق من خلال البنى التحتية والمشاريع المادية فقط، بل تحتاج أيضًا إلى بناء الإنسان وتطوير قدراته ليتعامل بشكل فعال مع هذه المشاريع. فالتنمية هي عملية تغيير شاملة تحتاج إلى خطط واستراتيجيات وتقييم مستمر. وهذا يتطلب الاستدامة المالية والاستثمار في تطوير الموارد البشرية لمواجهة أي متغيرات مستقبلية. وفي هذا السياق يبرز أهمية دور العلوم الاجتماعية ، فهي قادرة على "تصفية العقول" من أيّ تلوث أو اتجاهات سلبية قد تعرقل عملية التغيير والتنمية. فالعلوم الاجتماعية تساعد في فهم السلوكيات والقيم والمعتقدات، وإيجاد الحلول الناجعة لتهيئة المجتمع لتقبل التغيير والمشاركة الفاعلة في عملية التنمية.
بين المشاركين في المؤتمر على أهمية تدريس علم الاجتماع التنموي وربطه بقضايا التنمية المستدامة. فهذا التخصص يركز على العوامل الاجتماعية والثقافية المؤثرة في التنمية الاقتصادية والاجتماعية. فعلم الاجتماع التنموي يساعد في فحص الإمكانات والكشف عن المعوقات التي قد تواجه تنفيذ المشاريع التنموية بشكل فعال. وهذا يُعد أمراً بالغ الأهمية لضمان نجاح برامج التنمية. كما أشار المشاركون في المؤتمر بأهمية أن ينتقل أساتذة علم الاجتماع من الجانب النظري إلى التطبيقي من خلال القيام بالدراسات الميدانية. وهذا سيساهم في تعزيز دور العلوم الاجتماعية في تحقيق التنمية المستدامة.
كما تبرز عدد من المفارقات المهمة في عقد هذا المؤتمر الهام في هذه القرية الصغيرة والمحدودة الإمكانات في ليبيا، وهي :
1. هذا المؤتمر يُبرز بشكل ملموس الحاجة الملحة إلى إعادة النظر في خطط ومشاريع التنمية في ليبيا. فاختيار هذه القرية كمكان للمؤتمر يُسلط الضوء على الفجوات والاختلالات في توزيع الاستثمارات والخدمات التنموية جغرافيًا. كما أن هذه المفارقة تطرح تساؤلات حول أهمية ترتيب أولويات المشكلات المجتمعية في ليبيا.
2. لفت الانتباه إلى الاحتياجات التنموية والبنية التحتية المحدودة في المناطق الريفية والنائية في ليبيا.
3. دفع الحكومة الليبية لتخصيص المزيد من الموارد والاستثمارات لتطوير هذه المناطق المهمشة.
4. التأكيد على ضرورة تبني سياسات تنموية أكثر إنصافًا وشمولية لجميع مناطق البلاد.
5. إظهار التزام الدولة الليبية بالتنمية المتوازنة والاهتمام بالمجتمعات المحلية الصغيرة.
6. بث رسالة أن ليبيا قادرة على استضافة فعاليات دولية رفيعة المستوى حتى في أماكن محدودة الإمكانات.
وأخيرًا، نأمل أن يكون هذا المؤتمر قد أسهم في إبراز أهمية دور العلوم الاجتماعية في التنمية المستدامة، فضلا عن تقديم توصيات مهمة لكيفية تعزيز وتفعيل هذا الدور على أرض الواقع.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. المغرب.. قطط مجمدة في حاوية للقمامة! • فرانس 24 / FRANCE 24


.. موريتانيا: مع تزايد حضور روسيا بالساحل.. أوكرانيا تفتتح سفار




.. إسرائيل تحذر من تصعيد خطير له -عواقب مدمرة- بسبب -تزايد اعتد


.. هدوء نسبي مع إعلان الجيش الإسرائيلي عن -هدنة تكتيكية- انتقده




.. البيان الختامي لقمة سويسرا يحث على -إشراك جميع الأطراف- لإنه